|
عرار: حاوره لعرار منى آل جار الله نائب مدير تحرير عرار لشؤون السعودية: بسم من رفع الحروف وعز مقدارها وأكرم العرب بالبلاغة وجعلها حجة لهم لا عليهم .. أنساب الشعر من بطن نجدٍ حتى كسى الجبال زينةً وديباجاً ، واحتل الشعر شناخيب القوم وأعلى من أقوامها ، وكم من صغير اكبرته حروفه وكم من كبير صهيل حرفه بالمساء يلوح ...نرحب بضيفنا الكريم والشاعر الفلسفي خالد الروقي .. - خالد الروقي هو ... اكسر قنينة عطرك وبوح لنا بكينونة الخالد .... ج _ هو ذات تعريف عنهُ بهِ قال :- سأحاول تقديمه خالد .. الإسم المسجل رسمياً في مزالق ومسالك الحياة سيفشل إن هو تمادى في المحاولة اليائسة لتنميق العبارة . يقول :- هو جنون وارتكابة لحرفٍ دسسته في عمقي .. ومحاولة لعنونة ذات في مفترق الألق تناسلت العبارات من رحم العزلة .. فكانت كماهي .. تحمل من التمزق والانشطارات ماتحمل ومسيرة تفصد فيها جبين الورق عن شخبطة مستمرة من أنة الوضع وحتى أنة النزع . ربما أنه أحد الحالمين لرسم لوحة البنفسج ... وربماأنه فقط انسان مسكون في سطور الأرق خالد فقط هو الواقف أمام الشمس يحدق بها أملاً في مغنطة جسد متهالك بحفنة من نور . تارة ينزف سواده في بياض الورق ويسود بياضه في جنون الغرق يشعل لحظته كي يقتل ملايين الثواني المؤلمة في حلكاته يحاول أن يجد لذاته منفى عندما تحشد نهاراته ويلاتها شيء من الندم يغتص حلقه ... وشيء من البصيص يكتحل به رأيتهُ بأم قلبي في طبقة وسطى ولازال بوسطية حياة يحيا وصل إلى قناعة دقت في رأسه أجراس الحيرة وهي:- أنا كل الذي حاول أن يكون ... وكان. (تميل للفصيح كثيراً ، رغم ضجيج الساحة بالتيار المعاكس وقيام قيامته ... ) - حدثنا عن المسيرة الأولى لهطولك الحرفي ... ج _ نهضت من كف جدي على بعض ورق ٍ كان هو التركة التي صبها والدي في أحداقنا شعراً .. قيل أن الراحلة نقعتها في ماء الحياة وشربتهُ حتى اختلط حبر والدي بدمي فسريت معه مسرى الشعر ونجمة الإهتداء تومض بحذر أنيق .كانت بدايات متعثرة ومسالك لم يقومها إلا قراءات مايقع من فصيح أمام عيني وحتى يومي هذا مازلت أغامر بي في السحاب . - الساحة والواقع هل خدم خالد الروقي .. ج _ لاأنكر الفضل لأولي الفضل من أصدقاء قاسمتهم الأيام والكلام وحتى الأحلام .. أولئك الذين كانوا واقفين في المدى وعيني منتصبة في أفواههم . منهم تعلمت أن النبض يتجاوز النبض ويجاور الصدق بالحب ومنهم قرأتني في أعينهم . أما الواقع فهو واقع لامحالة وليس بالامكان في زمن بهرجة أن يخرج الكثير من لباس المهرج وليس للكثير أن يقدم الشراء لسلعة باعتقادي أنها مباحة ومباحة .في الواقع تجد الكثير يتطاولون في البهتان ويغيبون الإنسان وهناك من يجبر الواقع عسفاً لاعزفاً نتغنى بالساحة ونكرر ونحملنا دون التقيد بحدود المساحة . نغرف والمبطن نهرف . نمد الخطى وننسى ماهية الإنتعال . كل هذه الأشياء خدمتني بالفعل فعرفت مساحتي وجعلتُ لي سياجاً لاأخرج منه إلا لي . - نجد لدى خالد أن للمفردات أوطان تعبق بنكهات مختلفة ..؟ ج _ ومالك يوم الدين أن أصدق المفردات ماخلقت في الدواخل أوطاناً وماجعلت السفر فيها لايحتاج لتذكرة عبور بل أنها تلك التي تعبر بك ثم تُعبر عنك متى ماكانت المسافة بين الشريان والوريد مستقيمة . حينها سأقول .. المفردة وطن لايلجه العصاة . - من بين العديد والعديد ( أنفاس ليل مدينة ... حدودية ) ... هب لنا من عبقها منارة ؟ ج _ أنفاس ليل مدينة حدودية .. النص ... سأجلبه هنا . .... آهــِ ياليلتي ... كل نفس تذوق الهوى لاتموت ...كــ أنتِ ... أيا ليلة الشعر ياحلوة في اليقين ... آهـ يا ليلة المقلتين ... وقد قيل ..لايُلدغ القلب في مخدع ٍ مرتين . و لايُجهضُ الليل قبل نمو القصيدة في الساعدين . جهاتكِ ليل .. كلامكِ هيل .. قرأت الظلام ...فكنتُ المَقِيل . وتمضين من غير زرعٍ بـ وادٍ بخيل . فلا أنتِ درباً مضيئاً .. وماساعديكِ لعينيكِ معنى الدليل . تجف السنابل ..تحيا النخيل . يموت النهار ببدء الأصيل تغرد روحي ..وأشعرني سابحاً في فضاءات ليلي .. أقاسمني الإرتواء و يأسي الجميل . زارني كفي المنتشي . قلت ياسيدي .. إفتح الباب لاخبز في بيتنا ... فاسرق الآن ماقد يليك . وكررتُ ..ياسيدي أغلق الباب ..لا نور في وجهنا ... فاشتعل كي نرى الضوء فيك . حين أرخيتُ للريح وجه الستائر ... أحضرتُ منضدة الليل ... أسكنتُ عيني بها ... كنتُ والشعر .. فيها .... سمعتُ المناقير قبل العصافير ...ياللجدار ... اَمَـا كان في النخل طعم الحياة .. فما للعصافير والنقر .. أطفأتُ وجهي وأغلقتُ صوتي ... وقلتُ .. المنام المنام ... ليلتي لاتخافي ... أنا سـأموت صغيراً وتحيا الليالي العِظَـام . .... - للملح في عيون خالد الروقي قلائد منظومة .. ماذا تقول لها ؟ ج _ الملح ... المفردة ..! لها المعنى والبياض والطعم في الحياة والبحر به مدان والعلقمة أشد ضراورة في وجع الأيام هاته يابحر لوناً فقط . وقلتها ....... لنقتل الذنوب . ( الملح ) في عيون جدتي له معنى ( الحلا ) تقول لي جلبت لك " مملوحة " وماهجست بالملوحة . للملح أن يطرد الماء ويمنحه التبخر .. مع سبق الإحتضار والتردد . - أيهما تفضل الإعلام التقليدي أم الإعلام الجديد ... ج _ بالطبع الجديد الذي لايقتل سمو الأمس بل يحفظ له خاصية النماء و يجعله مستمراً .. في الجديد تنامت أشياء وماتت أشياء وأصبح الصوت أسرع من الضوء .. بل انه فضح الضوء وكشف كل ثقافة معراة. - قرأت لك .." من أشعل في بردنا كل هذا الحريق " .. أتؤمن بخاصية الاشتعال ؟ ج _ من أشعل في بردنا كل هذا الحريق هو الجدير بمنحه الضوء الذي اكتسبناه منه . مؤمن بأن من يشعل الضوء والحلم النوراني سيمنح معنى جميلاً في الحياة وكم ذا يذهلني الكائن المسمى الإحتراق سيد التضحية من أجل حياة ضوء .. ذات يوم سألتهم .. من يشعل النهار ؟ .. فكانت الإيماءات بالإستحالة تلج عيني .. وكأنه جنون يصفعني بقول من يشعل الضوء في النهار .. يومها أدركت أن أولي الظلمة هم من يحبس الفكرة وأن فكرة الاشعال في النهار شبه موؤدة ... حينها سألتني وبيأس ميت الأثير :- لتكن الدواخل هي النهار ونشعلها بالنهار . الدواخل الباردة تئن الصقيع لذا .. كانت السؤال مرتبط بمكافأة منح الضوء لمن ...! (خالد الروقي في مساحات ( مابين بين ) هز الغصن وأسقط ثمراً ..) - " للتو فرغت من إصلاح ذات بين في عائلة أصابعي .. تصوير مبدع واقتناص صورة اجتماعية وتوظيفها بشكل جميل .. ما رأيك بمن يأت بصور خارج ثقافتنا ..؟ ج _ حين تكون الصورة قادمة من خارج ثقافتنا لابد لنا أن نراه وندثرها بلباس أنيق طويل يستر ساقيها وعريها ثم ندخلها في دورة حياتنا النورانية ونعيد تصديرها بلباسها الأنيق كعروس تطهرت في وطن النهار . - منابع الغمام والمطر لخالد الروقي ... ج _ أحدق وطني وأجول في أرجائة وأقسم أن غيم الجنوب يتوق لهيل الشمال وأن غرب الجهات قصائد ارتدت من شرقنا فكرة الشروق لصبحٍ أنيق .. قلتها من قبل .. في وطني المطر يخرج من افواه الأنقياء وأطفاله حبات مطر صاعدة . كم ذا أحب الغيم والمطر والجهات . - مدائن النور التي تجذب خالد الروقي ... ؟ ج _ كل الأجساد التي نرى القنديل في الأيسر من تكوينها مضاء . - حدثنا عن منافي خالد الروقي .. ! ج _ داخلي .. هو ما أنفيني فيه ودونما تردد أغلق قفص صدري حتى أراني قادراً على النفاذ بسلطان بوح - أمواج الحرف حين يتلاطم .. ما أنت فاعل ؟ ج _ أرفع منسوب الأبجدية و أغرق . - بالنهاية يا شاعرنا ...أغرقنا ببعض أبيات .. ج _ أختار هذا النص وجئتها والهوى الشرقي في لغتي والشوق يحيا ويمضي بي لتوطيني ماقلت للريحِ هزي جذع نخلتنا ومابخستكِ كيلاً في موازيني لاخيل لاويل لاقرطاس يجمعنا بمن أضاعوا سمو الصدق في ديني يا أنتِ ماجئتُ عرافاً إلى شفقٍ وماجعلتُ الهوى زيفاً يناديني يا أنتِ قد زانكِ الرحمن فانتصبت آيات حُسنكِ في أبهى تلاحيني هذا فؤادي بهِ آهات ملهمتي تلك التي عزفها يختال في عيني إن أبْحَرَتْ فمدادي الآن وجهتنا أو صَحَّرت فأنا فيها بتكويني إن أنشَدَت أبهجت والقول يتبعها قيثارة الروح بالألحان تغريني مازلت أنهل شهداً من ملامحها حتى امتلأتُ بحبٍ صار يشفيني في خصرها طافت الأحلام خاشعة فيها سعى كل نورٍ بات يهديني كأنها أشهر التحريم في شجني سموت فيها وروح الطهر تسقيني زيدي الهوى فأنا أحياكِ عاشقة ماسولت نفسها إلا بـِ تلقيني شربتها وارتوى قلبي وابهجني سحراً جميلاً تهادى في شراييني تقديري لكل حرف سكب بمعيتك ، وسررت كثيراً لهذا الكم من العمق والوهج والألق الذي أتحفتنا به وسلم البنان الذي رسم ماخفى لنا عن ذاتك .. نيابة عن وكالة عرار الثقافية اتقدم بالشكر لك .. ونأمل الإطلاع على جديدك ... وشكراً الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 05-04-2012 11:41 مساء
الزوار: 1958 التعليقات: 0
|