|
عرار:
الشاعر محمد جاد المولى : الأمين العام لمهرجان طيبة الثقافي الدولي وفي الدورتين الأخيرتين لاتحاد كتاب الجنوب تم اختياره بالانتخاب رئيسا لاتحاد كتاب مصر بالجنوب وقد تم اقامة من خلاله عدة مؤتمرات أدبية وثقافية ، وتم اختياره حاليا لرئاسة الصالون الثقافي بالأقصر وهو تجمع أدبي وثقافي يمارس نشاطا نوعيا بعيدا عن اللوائح والقوانين المؤسسية يعمل من خلال تطوع الادباء . حاورته لوكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية الاستاذة مريم خضراوي : هل يملك الشاعر نعتا غير شعره...وهل تسعفه الحروف لكي يدير الحلم لشرفة قلبه....بين قيم الانسان واحلام الشعراء بين مبادئ يشب عليها الرجل وبين ما تهاجسه الحروف ..كيف يتحدث رجل جنوبي الهوى وشاعر شكلته نار الحب وثورة الارض.....كيف اقدم شاعرا تبلله سمرة عربية وتوشيه قصائد تقامر المفازات... من مصر .محمد جاد المولى . الس1 الانسان محمد جاد المولى كيف يعرف الشاعر فيه وكيف يقدم نفسه...؟ الج 1: الشاعر لا ينفصل عن الانسان ولا يجب ان تفقد هذه العلاقة المتلازمة ... حيث ان تكوين النص الشعري هو ترجمة لرؤية الانسان وتركيبته الاديولوجية حتى وان كان النص يحلق حول قضايا عامة عن الوطن والمراة ومفردات الحلم والحياة........ الس2 الصبا والطفولة ..هل لنشاتك الاثر على تكونك كانسان و كشاعر ....؟ الج2 : طبيعي جدا ان يكون لكل اقليم تربته ولكل نشاة ملامحها التي تترك نتوئاتها داخل الروح ولا انكر ان نشاتي شديدة الخصوصة والمعاناة حيث توفي والدي وانا في سن الرابعة وقد جربت معاناة الفقر الذي خلق داخلي حالة من الاغتراب عن كل ما حولي من طمانينة ورفاهية ولا انكر ان احد احلامي التي جعلتني الجا الى الشعر هو علاقة حب مازلت لا اعرف ان كانت من طرف واحد او من طرفين... الس 3 المراة في شعرك والمراة في قلبك والمراة في حياتك ....هل تتماهى وهل تتكامل ... الج3 المرأة في الواقع تختلف عنها في القصيدة ربما مرجع ذلك أني لا ملك موهبة العزف على ذلك الوتر الرقيق غير أني في معظم نصوصي التي أشرت فيها للمرأة كنت أرها نوعا من الحلم البعيد حتى وان تشكلت داخل النص في صورة الأرض والأم والحبيبة فهي دائما ما المرأة الافتراضية كما يجب أن تكون أو كما أراها وهنا تتباين رؤيتي عن الواقع وربما أحاول التشبث بالمرأة الخيال تلك التي تحمل القصيدة والتي أبحث عنها في الواقع وإن كنت أخيرا لامست ذلك الحلم ولا أنكر أنني اخشى ان أعيشه فيغنيني عن القصيدة . الس 4 مصري الهوى جنوبي العشق ...اثر ذلك في توجهك الفكري والادبي..........؟ الج 4 اتذكر قول الشاعر الجنوبي امل دنقل حيث يقول .. -هل تريد قليلاً من البحر ؟ -إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي البحر و المرأة الكاذبة. -سوف آتيك بالرمل منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه. -هل تريد قليلاً من الخمر؟ -إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين : قنينة الخمر و الآلة الحاسبة. -سوف آتيك بالثلج منه وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً فلم أستبنه بعدما لم أجد صاحبي لم يعد واحد منهما لي بشيئ -هل نريد قليلاً من الصبر ؟ -لا .. فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه يشتهي أن يلاقي اثنتين: الحقيقة و الأوجه الغائبة. هكذاهوالجنوبي خاصة في مصر دائم البحث عن اليقين وقلق حيال الاخرين ولا شك اني احمل تلك الارهاصات ولا استطيع التخلص منها.. الس 5 نشاطاتك كشخصية عامة وكشاعر من جنوب مصر وبالذات من الاقصر الحضاري والتاريخي....؟. الج5 ان الجنوب يتسم بتربة خاصة أنتجت العديد من المبدعين كما وكيفا حيث أثروا الحياة الأدبية بكافة أطيافها في مصر ، وحين أتحدث عن الأقصر فهي من أنشط مدن الجنوب لاحتوائها على العديد من المواقع الثقافية كما تحظى باحتشاد عدد كبير من المبدعين وقد شرفت برئاسة نادي الأدب في الاقصر لعدة دورات ساهمت فيها بإقامة عدة دورات لمؤتمر اليوم الواحد الذي يشرف عليه نادي الادب كما شرفت بأن أكون الأمين العام لمهرجان طيبة الثقافي الدولي وفي الدورتين الأخيرتين لاتحاد كتاب الجنوب تم اختياري بالانتخاب رئيسا لاتحاد كتاب مصر بالجنوب وقد أقمنا من خلاله عدة مؤتمرات أدبية وثقافية ثم تم اختياري حاليا لرئاسة الصالون الثقافي بالأقصر وهو تجمع أدبي وثقافي يمارس نشاطا نوعيا بعيدا عن اللوائح والقوانين المؤسسية يعمل من خلال تطوع الادباء . الس 6 الاصدارات الادبية بالنسبة لك ...هل يرضي طموحك كمبدع ما اصدرته من اعمال ....؟ الج6 لا يمكن ان يرضي طموح الشاعر او الاديب بشكل عام ان يتحقق بطريقة ما او ان تنشر اعماله كلها داخل غلافين لان الطموح الحقيقي عند الاديب هو البحث عن الكمال داخل عمله الابداعي وهو ما يصعب تحقيقه حيث يظل هذا القلق جزءا من تكوينه مطاردا اياه طوال النص .... من اصداراتي ديوان (مواسم ما بعد العشق) ..ديوان (المراثي) وديوان (الاخر) ولي تحت الطبع ديوان (احاديث المرايا) ورواية (ملك البحر).... ولا اخفيكم طبعا ان طموحاتي تتجاوز ذلك الكم من الاعمال ولكن حين يحقق الاديب حضوره كما وكيفا يكون قد حقق غايته الاسمى وهذا ما اسعى اليه من منطلق ميلي الفطري للقراءة والكتابة الس 7 تافف المحترفين و تقاعس الهواة والمبتدئين من رواد الادب عن التواصل و مخلفات ذلك على مستقبل الادب العربي...؟ الج7 ليس هنك تافف او تقاعس الا عند من تقهرهم ظروف الحياة ويستسلمون لها غير اني اقف عند تجارب رائعة وحاضرة بقوة في المشهد الادبي من جيل الشباب الذين ينتجون ابداعا حقيقيا يتسق وروح العصر دون التخلي عن جذورهم كما ان لكل منهم شخصيته الابداعية الخاصة وهم ذلك الجيل المبشر بالابداع... ارى ان من حق كل جيل على الجيل السابق ان يمد يده اليه لرسم خطواته نحو الابداع الحقيقي بل واختيار الطريق نحو الحضور داخل الخارطة الابداعية بما يتلائم وما يقدم من كتابة ومدى ما يتميز به الاديب الس 8 محمد جاد المولى كاصيل مصري بين الحداثة والاصالة ....هل تعترف بما بعد شعر التفعيلة ؟ الج 8. كثيرا ما وقفت عند قصيدة النثر متاملا ما قدمت للساحة الشعرية وهل هي بالفعل تطور طبيعي لقصيدة التفعيلة غير اني لم ار في قصيدة النثر اضافة على مستوى اللغة او التصوير وقياسا على بعض الشعراء الذين اتجهوا من قصيدة التفعيلة الى قصيدة النثر لم اجد تغيرا موضوعيا بل ان هناك من المدعين المتنطعين على الشعر دون موهبة حقيقية والذين لم تكن لهم علاقة بالوزن الشعري يتعللون بكتابة قصيدة النثر فتاتي نصوصهم كزرع شيطاني ليس له جذور. الس 9 الاقصر مربض التاريخ ..ملهمة الفن والجمال ماذا قدم محمد ابن الجنوب كشخصية ثقافية لمدينة الاقصر؟ ج 9 ....بالفعل الأقصر مدينة ذات طابع شديد الخصوصية من حيث عبقرية المكان والزمان فهي مدينة نبتت فيها جذور التاريخ الإنساني حيث أطلق عليها عاصمة الحضارة فهي المدينة الوحيدة التي تقف بشواهدها منذ أكثر من خمسة آلاف عام قبل الميلاد فلم تزل تطل معابدها معلنة بالصوت والصورة عما كانت عليه مدينة الأقصر من رقي وحضارة احتوت داخلها حضارات أخرى فرعونية وقبطية وإسلامية لذلك كان لكل هذه العوامل تأثير كبير على ارتباطي بالاقصر اجتماعيا وثقافيا وهذا الارتباط ليس على المستوى الشخصي ولكن على المستوى الجماعي هناك أجيال من المبدعين تتواتر على هذه الارض ذلك التربة الخاصة ويمكن اختصار دوري في التواصل مع الواقع الادبي إلى مستويين فعلى المستوى الخاص أحاول أن يكون إبداعي انعكاسا لما أحمل من ثقافة وافرازا لما أدخر من طاقة منحتني إياها تلك الحضارة العميقة ، ثانيا على المستوى العام أحاول التواصل مع جيل المبدعين الذين يسلكون الطريق نحو الابداع الحقيقي وإبراز صورتهم داخل المشهد الأدبي بما يستحقون . الس10 مصر الولادة حضن الفن والجمال هل انصفك حبها كما انصف ربما الكثير من المبدعين العرب في كل المجالات ؟ ج10.... لا يمكن أن ينكر أحد أن أدباء الأقاليم الذين يعيشون بعيدا عن العاصمة تتجاهلهم الأضواء بشكل كبير ولولا ثورة الانترنت التي فتحت أمام الأدباء عالما مفتوحا ونوافذ اتصال مع العالم ما كان لأدباء الأقاليم في كل بلادنا العربية أن يفرضوا وجودهم وتحلق إبداعاتهم في تلك السماوات فالعواصم لا تعرف سوى المبدعين الذين يسكنوها الس11 نص تختاره تقدمه للقراء ترى فيه لمحة عن منهجك في الكتابة ونبذة عما يجول في حناييك ******جارحة الطين ******************** أعرف ... ستقولين بأني رجل عادي وبأني لا أملك نعتا غير اسمي وبأني لا أعرف كيف أدير الريح إلى شرفة حلمي أعرف ... مثلك لا ينحاز إلى الجذري المستغشي ببقاياه ولا يحتمل السير على سيرة رب القوم البائسة حكاياه أعرف ... ستقومين مقام السلطات البائدة متى قلت سآوي لامرأة تمنحني وطنا وحضارات وشعارات قومية بينا أبني تحت ضفائرها نصبا للثورات وعواصم للحب الأول ومنازل للحرية أعرف ... لكني لا أتقن بعثا غير الحب ولا أؤمن بالمدن المسكونة بالضوء اللاقمري وبالأسمال النفطية والأحزاب الوطنية والأخرى كيف إذن أدعوك إلى صحراء يديّ ؟ إلى أزمنة لم يعد الإيمان بها معجزة نبي كبرى ؟! علمني حين تنزل بالسوسن كيف أسوق العشاق الفقراء إلى سري أسرى أطهو في مجمرة الشوق امرأة من صدف لكن أيسر فقرا تعشقني حتى لو لم تعد النشوة سري أو يفرغ شعري عند صبابتها صبرا رجل عادي أورثني صبر أبي كيف أرى من ثقب في الريح غدا دون غدي الآن متى أطرق بابا للسنة الخمسين أقول سيفتح لي الله ولا يسألني عما أحمل من أوزاري عن أمّ لم أحتمل شكايتها أو جار لم يسلم من لمم جواري وسيفتح لي ما لا أنتظر على صحراء العمر حدائق وجواري أنتظر ولا برهان لدي سوى أني كسواي أسير على حال لا تسعف لولا هم صاروا يرثون الأرض وأنا أسقي الحرث وأنتظر الساعة حولا أسأل ولماذا ألقى ما لست به أولى ولماذا سموني للخلة مسدا ودعوني في الخيبات أبا جاد المولى رجل عادي حين تحدثني عن لغتي كيف أسمي الحب سياجا والشعر نزيفا والحرية موتا علمني من كان تقيا أن الثورة جور والوطن الأوحد زور علمني أن أصرخ صمتا جارحة للطين أنا في حضرة بعثي لست أنا الوارث للأرض ولا شيخ الدولة حين تشكلني النار بما جئت سينكرني من أهوى لكني وحدي أنظر في فأراني رجل عادي لا أملك من حول حماقتكم حولا سموني في الخلة مسدا ما شئتم ودعوني في الظل أبا جاد المولى الس 12 اخيرا ولا اخر لفيضك الانيق كلمة شاعر وانسان وانطباعك عن الحوار الذي تشرفت به معك استاذ محمد لقد كان الحوار مبنيا بشكل اساسي وفني وتقني على تجربتي الشخصية التي هي جزء من الحالة العامة للواقع الادبي والثقافي فجعلتني اطرح كل ما بداخلي عن الهم العام والشخصي وقد كانت الاسئلة تطرح من زوايا متباينة تمسك اطراف الذات لتفيض بكل ما في داخلها بوضوح مما شجعني على ان اتكاشف وكانني احدث الانا الاخر مما يعكس تلك القدرة المتميزة والواعية لدى الاستاذة المبدعة مريم خضراوي فخالص شكري وتقديري لها ولمؤسسة عرار العربية للإعلام ولوكالة انباء عرار بوابة الثقافة العربية. الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الثلاثاء 20-11-2018 10:59 صباحا
الزوار: 6838 التعليقات: 0
|