|
عرار: حاوره منى آل جار الله نائب مدير تحرير عرار لشؤون السعودية: بداية نرحب بالأديب الممطر بكل حرف ، وكروم الأحساء الأدبية تشهد له تلك الأبجدية الفذة والروح المجدلة للجمال بكل شروق لها ، ابن الاحساء وقرصها الذهبي ، وجه شبابي سرع من عجلة النهضة الادبية وكان خير خلف لخير سلف ، وقطافه أينع فتدانى فسر الناظرين . أديبنا :عبد الجليل الحافظ ، بداية حييت مطر لا ينقطع ، أعشبت وكالة عرار لكل العرب بمصافحتك هذا المساء ... سيدتي الرائعة حييت من غيث أقبل بلا انتهاء ، وبِطَلَّةٍ ساحرةٍ مدادها لا ينضب ، سعيد بكِ وبمصافحتك أنت وبوكالة عرار الثقافة والشعر والأدب - منذ فترة كان لك لقاء مع القناة الثقافية السعودية قناة الوطن الأم لك ..وتم التعريف بك بشكل جميل ورائع .. الحراك الثقافي بالمملكة العربية السعودية بالآونة الاخيرة ... هل يشبع حاجة المثقف بالتعريف به .. وما تقييمك له ؟ أشكر لطفك وعبارتك على هذا الاطراء لما تم في تلك المقابلة ، من وجهة نظري البسيطة : نعم ، نحن بحاجة إلى يتم التعريف ليس بي بل بالجميع ، حينما نُدرِك أن مجتمعنا للأسف الشديد لا يعرف رموز الثقافة في وطنه ، ولا أستثني من ذلك حقبة زمنية محددة فللأسف الشديد لو سألت الكثيرين من المتعلمين عن أسماء ثقافية وأدبية بارزة في تاريخ الحياة لأطرق رأسه وقال بأنه لم يسمع بهذا الاسم، للأسف الشديد أن مجتمعنا يعرف أسماء وتاريخ اللاعبين والفنانين معرفة تفصيلية بحيث لعل اللاعب ينسى تفاصيل بعض أموره لكن أبناء مجتمعنا يعرفونها كاملة. لهذا نحن فعلا بحاجة لأن نؤطر للمجتمع ونعرفه ليس بنا بل بالثقافة بشكل عام وبالرموز الثقافية والوطنية في البلاد، وكذلك أن يتم التعريف بالمثقفين والمبرزين الشباب لأنهم هم من يعول عليهم في حمل لواء الثقافة والأدب في مستقبل الأيام. - النادي الادبي بالأحساء من مميزاته الخطوات الجيدة والحراك المميز و التفعيل المستمر مقارنة مع غيره من النوادي ... ما قولك ؟ نادي الأحساء الأدبي يخطو الآن في سنته الخامسة وهو يعتبر من أحدث الأندية الأدبية في المملكة التي عددها حتى الآن ستة عشر ناديًا أدبيًا، ومع ذلك فأنا أستطيع أن أقول بكل فخر أن نادي الأحساء الأدبي في هذه السنوات القليلة العدد استطاع أن يكون عملاقًا فهو ولد بحق كبيرًا فلقد أنجز في هذه الفترة الأدبية ثلاث ملتقيات أدبية ( ملتقى جواثا الثقافي) كللتها جميعها بالنجاح المبهر ، وكذلك قام النادي في هذا العدد البسيط بطباعة ثلاثين كتابًا أدبيًا وفكريًا ، وهو رقم إن قارنه ببقية الأندية يعتبر كبيرًا ، كما قمنا بمناشط ثقافية منبرية عديدة استضفنا فيها أسماء مبرزة ليس على المستوى الوطني بل وعلى مستوى العالم العربي والعالم وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : الفيلسوف العربي محمد عابد الجابري ، والشاعر الكبير أحمد بخيت ، والشاعر الكبير ياسر الأطرش ، هذا والعديد من الأسماء العربية التي لها مكانتها في العالم العربي. لهذا أقول وبكل فخر أن نادي الأحساء الأدبي ممن وضعوا بصمة لا يستهان بها على مدى هذه السنوات البسيطة. - في تصفحي الشبكي العنكبوتي وعن طريق احدى الميديا وجدت لك تعليق يقول ( لدي عاهة مستديمة الكل ينفر منها ، وهي أني افكر ) استوقفتني العبارة وشجت ناصيتي ... ما الدافع لقول هذا ؟ أستطيع أن أقول : إنه للأسف الشديد أن مجتمعنا - وأغلب المجتمعات العربية - هو مجتمع سكوني غير متحرك ، وهو من المجتمعات التي تأخذ الأمور كما تعودتها لا تسأل عن سببها ومسبباتها ، وهذا الأمر على أصعدة عديدة ومستويات فكرية وثقافية واجتماعية متباينة ، الكل يسير بشكل سكوني لا يسأل فيه عن الأسباب والمسببات ، ويرفض لأي أحد أن يخرج عن هذا النسق ، ولهذا فإن عملية التفكير في ما يعتبرونه مسلمًا - وكل شيء عندهم مسلم - هي عملية نافرة ومستنكرة يرفضونها ويدعون إلى رفض من أطلق هذه الفكرة ونبذه من النسق الجمعي لهم. - الادب بشكل عام بالوطن العربي هل هو تفاعلي يعكس المجتمع بسرعة الانتاج الادبي ام ان الوقوف على الاطلال سمة يتمتع بها ؟ لا نستطيع أن نسم المجتمعات العربية بسمة واحدة في طيفها الثقافي ولا المجتمع الواحد، فالمجتمعات العربية ككل تتسم بعدة أطياف ثقافية وفكرية متنوعة ، بل حتى في الطيف الواحد نجد هناك أكثر من اتجاه ورأي من التطرف اليميني إلى التطرف اليساري في الطيف الواحد ، لهذا فإن العملية هنا ليست عملية جمعية بل هي عملية فردية الفرد من يحدد وقوفه على الأطلال أو مواكبته للحدث الجمعي ، وكذلك أيضًا قد يعوق الفرد بعض المعوقات في إيصال رسالته الفكرية وذلك في كونه مواكب للحدث الثقافي لكنه غير مواكب للحدث الواقعي في عملية النشر ، فلا زال كثير من مثقفينا يعتمدون على الكتاب الورقي في نشر فكرهم ، ونحن نعلم أن النشر الورقي يتأخر لأسباب وظروف عديدة ، لهذا ما إن يصل كتابهم للناس مطبوعًا ألا وقد أصبح الحدث طللاً يبكى عليه. - قرأت لك قصة ( عويل ) أكانت تصف المواطن العربي ونهايته الغير متوقعه ؟ إن نص عويل يا سيدتي هو نص فلسفي يصف الروح من وجهة نظري الروح المطلقة وتخبطها في إسار الجسد ، لا أريد أن أفسر نفسي هنا وأكتفي بهذه العبارة ولكني أقول إن المواطن العربي هو أيضًا له روحه وكيانه ، وأترك لك الأمر في إطلاق التفسيرات العديدة للنص. - الثورات العربية اجتاحت الأوطان كما اجتاحت الأقلام وزلزلة العقول .. فهل هزت يراعك بنتاج معين لهذه الحقبة الزمنية التي لا تنسى بعالمنا العربي ؟ في الواقع الثقافي كما قلت لك هناك أطياف متعددة لعلي أنتمي لطيف يخلص للفكرة والرؤية، ولطيف يرى أن نفصل ما بين الحدث السياسي والحدث الفكري، وهنا علينا أن نتبين المعنى الشمولي للثقافة ، فالسياسة والفكر والأدب هي أقانيم متنوعة ومتعددة للثقافة وأقانيم الثقافة يكاد ألا تحصر، أنا أخلصت نفسي للفكرة والأدب مبتعدًا عن الحراك السياسي لأني أرى أن كل روح خلقت لدور تؤديه في حياتها الدنيوية، لكن لا أقول أني منزوع عن الحدث السياسي لكني لم أوجه قلمي تجاهه بشكل مباشر لكن لي بعض الرسائل ( الحالات ) في ذلك وأظن بأن الحالة الفيس بوكية التي ذكرتها في بداية حوارنا هي من ضمن هذا النسق. - في مقابلة تلفزيونية ترى ان القصة هي بنت الميدان والمهرة الجامحة التي تسرق اللب وهي في مصاف الانواع الادبية للمرغوبية ... ماذا تقول ..؟ إن القصة القصيرة جدًا وإن ظهرت بوادرها منذ خمسينيات القرن المنصرم في الأدب الأوروبي والأمريكي حيث، وكذلك في الأدب العربي ظهر لها نصوص في السبعينيات والثمانينات ، إلا أن شيوعها وانتشارها كحدث له بروزه وأثره في الأدب السردي برز مع ثورة الإنترنت وفي بداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين حيث اجتياح الإنترنت للعالم ، وقارئ الإنترنت الذي يجابه الشاشة لا يريد أن يبقى مع الحرف بشكل طويل بعكس القارئ للورق ، لهذا فأنا أعتبر القصة القصيرة جدًّا هي ابنة ثورة عصر السرعة حيث إن السرعة هي من أنضجتها وجعلتها مطلوبة لدى متابعي السرد الأدبي. - الاعلام الجديد سطوته أقوى وفضائلة جاوزت الورقي واحتكاره بكل مجالاته وصوره .. ما رأي أديبنا ؟ بلا شك أن الإعلام الجديد المتمثل في الشبكة العنكبوتية سواء في الصحف الإلكترونية أو تويتر والفيس ومواقع التواصل الاجتماعي سيطرت على الإعلام وهي في أصلها من حرك الربيع العربي الذي نشاهده الآن وكذلك إن جيل الأدباء الجدد يدينون بالفضل لهذا الإعلام الجديد في بروزهم وحضورهم في الساحة والذي أظنه أصبح حضورًا أكبر وأطغى من حضور الجيل السابق لنا ، بل إن من أراد من أبناء الجيل السابق أن يبقى حيًّا في الذاكرة قام بالتوجه صوب هذا الإعلام الجديد - من الخطوات المحسوبة لأديبنا خطوة المعجم ، كنت من المشاركين في كتابة معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين الصادر عن مؤسسة جائزة عبد العزيز بن سعود البابطين للإبداع الشعري في دولة الكويت حيث شارك فيه بمقالات عديدة... لماذا لم تعمم لفكرة على جميع مناطق المملكة العربية السعودية ؟ معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين من اسمه هو لكل شعراء العربية ليس حكرًا على مدينة أو دولة بل إن فيه أسماء شعرية غير عربية لكنها كتبت الشعر بالعربية، أما عن كوني كتبت عن أسماء شعرية في منطقتي الأحساء وذلك لأني ابن المنطقة ولم أكن لوحدي من كتبوا عن شعراء المنطقة بل كنا فريقًا كبيرًا ترأسنا الشاعر الكبير محمد الجلواح، وأما بقية مناطق المملكة فقد كانت هناك فرق بحثية أدبية بحثت عن شعراء كل منطقة ، لهذا فإن معجم البابطين حوى العديد من الأسماء الشعرية في كافة ربوع البلاد ، لكن مما يصيبني بالسرور أن منطقتي كان لها نصيب كبير من الأسماء الشعرية بزت مناطق حضرية قديمة في المملكة كالحجاز. ماموقع كلاً من ... - المرأة في نادي الاحساء ... المرأة لها موقعًا كبيرًا في النادي فالمجلس الحالي يضم أديبتين مبرزتين في المحافظة هما: الروائية والشاعرة تهاني الصبيحة، والشاعرة والباحثة ليلى العصفور. كذلك هناك أكثر من امرأة في لجان النادي والنادي بشكل عام حينما يقيم أي نشاط ثقافي يقوم بالتنويع في كل الأطياف الفكرية والأدبية. - الطفل أين يقع من ادبنا السعودي المعاصر ... في خطط النادي القادمة التوجه صوب أدب الطفل والأيام القادمة ستشهد مجموعة من الإصدارات والمناشط المخصصة للطفل، كما أن النادي قام ببعض المناشط الثقافية الموجهة لطلاب المدارس بالتعاون مع الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمحافظة. - كونك أديب ومن منسوبي وزارة التربية والتعليم ، أيهما قدم للآخر اكثر ؟ للأسف الشديد إن وزارة التربية والتعليم لم تقدم لمنسوبيها الأدباء أي شيء بل أستطيع أن أقول أنها تضع أمامنا العراقيل والمصاعب وتحاول قدر الإمكان ألا تسمح لنا بالمشاركات الأدبية مع أن هناك قرارات ملكية تتيح لنا ذلك لكن وزارة التربية والتعليم تلتف على هذه القرارات، وتحابي الجانب الرياضي أكثر من الجانب الثقافي. - ما القادم من محطات المطر لأديبنا عبدالجليل حافظ ..؟ هناك أكثر من مشروع ثقافي أقوم بالتجهيز لهم لكن أولهم ظهورًا هو مجموعة قصصية قادمة ، وهناك مشروعات أخرى لا أستطيع البوح بها لأن خارطتها لم تكتمل بعد. - كلمة اخيرة تعقد العقد وتطوق النحر زينة وفرحة بك .؟ في ختام هذا الحوار يا سيدتي أتقدم لك بالعرفان على هطول الروح والغيث الذي جاء من قبلك، فلك جزيل الشكر عليه أنت وجميع القائمين على وكالة عرار، ولك خالص تحياتي... لدى كاتبنا العديد من المؤلفات التي ترصد له حركة الأصابع: كتاب قراءات في نصوص أدبية صدر في عام 1427 هـ الموافق لعام 2006م - ناي : مجموعة قصصية ( قصص قصيرة وقصص قصيرة جدا ) صدرت عن دار الكفاح للطباعة والنشر بالمملكة العربية السعودية ... - له كتاب مخطوط في اللغة والأدب بعنوان ( أوراقي المبعثرة ) في اللغة والأدب. - له أبحاث ومقالات ادبية نشرت في الشبكة العنكبوتية ، عضو في نادي الأحساء الادبي وعضو في لجنة السر فيه ، ونائب لسكرتير الجماعة منذ بداية شهر مادى الاولى لعام 1430 هــ ، شارك في فعاليات ادبية محلية وخارجية وتعاون مع مجموعة لتأسيس ملتقى السرد بالإحساء وكان المسئول الإعلامي عنها . نتوجه بالشكر للأديب عبد الجليل الحافظ على هذا الحوار الممتع والجميل باسم وكالة عرار بوابة كل المثقفين والأدباء بالوطن العربي . الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 26-03-2012 04:35 مساء
الزوار: 1852 التعليقات: 0
|