1) اهلا بك علي بلناجي في البداية نريد أن نتعرف عليك
من هو علي الإنسان ؟
***
علي بن بوبكر بن علي بنناجي .. شاعر بن شاعر بن شاعر ..
انا ابن من دانت الحروف له فطوعها قلبه للسانه عندما كان عاشقا عشق الانسان للانسان
و طوعها اكثر عندما صار قلبه يعشق رب الناس ..
انا ابن تلك المدينة اللتي قلت فيها .. كل المداين مداين .. الا دوز روح بجسدها
انا ابن القوم الذين قلت فيهم .. مرازيق حتى اسمهم كافيني .. لا دلو يفرغ لا حبال تبيد
انا ابن الشعر في مدينة الشعراء
2)بالعودة إلي البدايات متى بدأ علي بلناجي يكتشف نفسه كشاعر ؟
عندما يسعفك الحظ لتولد في دوز فان الشعر يولد فيك مع نفخ الروح .. فليس باختيارك ان تكون شاعرا و انت مرزوقي الاصل و المولد و النشأة ..
انا امسكت قلم الشعر قبل قلم الكتابة .. فوجودك في حضرة البهي الحاج بوبكر بنناجي و كل الشعراء الذين يجتمعون عنده و حوله يجعل بذرة الشعر فيك تنمو بشكل جيد لان سماءها كل مساء تمطر
و لقد انتظرت جيدا هذه البذره حتى تزهر و تعطي الثمار و تنضج .. و لهذا لم اطرح نفسي كشاعر الا حين وجدت اني وجدت نفسي جيدا جيدا .. و كل اشعار البدايات التي طالت لازلت احتفط بها كرجل يحتفظ بشريط خطواته الاولى التي صورتها له امه .. احبها جدا

3)بمن تأثرت من الشعراء في بداياتك ؟

طبعا الاجمل و الاروع هو والدي ثم كل الذين رباني على سماع اشعارهم من عنده ك سي حمد البرغوثي و منصور نبيخة ..
و لكني مع الوقت و على صغر سني صرت لا اتأثر بالاشخاص بل بالنصوص و احيانا ببعض الابيات .. انا اتأثر بموطن الجمال سواء كان فكرة او نصا او بيتا او صورة ..عندما تؤمن بحرية الكتابة .. تتغير زاية نظرك للجماليات في النص و ترفض بكل تاكيد تاليه الشعراء
يقال أن بعض الشعراء يكتبون قصائدهم وأن البعض الآخر تكتبه القصيدة فمن أي الشعراء أنت ؟ وكيف تولد القصيدة لديك ؟
الحقيقة ان علاقة الشاعر بالنص و ميلاد النص علاقة عجيبة لا يعلمها الا من كان صادقا في ما يكتب .. فلا نص يشبه الاخر و لا نص يكتبنا و لا نص نكتبه .. النص هو ما تراه الروح و لكنك تراه بعين اخرى .. فليس ما يبكي العالم يبكيني و لا ما يضحك العالم يضحكني .. انا و الشعر كالتوائم .. ولدنا معا و نحيا معا و نموت معا .. لا احد يسبق الاخر .. و نحن جد صادقين مع بعضنا

5) مارأي الشاعر بالمسابقات الشعرية ؟ وما مدى نزاهة لجان التحكيم ؟
دعيني اقل لك ان الساحة ملوثة جدا و احد اسباب تلويثها و اظنه الاهم هو المسابقات .. في اطار سيطرة كبيرة للانا الشعرية لمعظم مدعيي الشعر صارت المسابقات مجال تناحر بلا اي وجه حق .. اما لجان التحكيم فلا رادع لها و قد ساهمت في معظمها الا ما رحم ربك في تردي المشهد الهزيل اصلا
6) القصيدة لديك تحمل بعدا ذاتيا وبعدا وطنيا وبعدا انسانيا هل حدثتنا عن ابعاد قصائدك ؟
ان النص لا يخبرنا عن لحظة ولادته .. و الروح التي تكتسبها الكلمات هي بكل تاكيد جزء منا ..فالحرف يبكي لوجعنا و نحن نبكي لوجع الوطن .. او الانسان ..
و الانسانية هي الشعور الاسمى دوما .. .. عندما تثيرنا صورة من اقصى العالم .. او حادثة في ادنى الارض .. او دمعة في عين محروم .. اليس ذلك هو قمة الانسانية .. و ما نص .. اللي بين ربك و بينك الا دليل على اننا نكتب للانسان .. بغض النظر عن دينه و لونه و شكله
7)هل يمكن أن تحدثنا عن مشاريعك الثقافية والأدبية المستقبلية ؟
لا يوجد شاعر صادق غير متصنع يمتلك مشاريع مستقبلية و كل من يمتلك هو ناظم قول لا اكثر .. قد يمكنني القول اني صرت اميح نحو التكثيف و هو اقرب للنصوص الغنائية .. لكن الحقيقة في ساحة متناحرة و وزارة ثقافة اخر همها الثقافة يصعب بروز المبدعين الحقيقيين .. لذلك انا اكتب نفسي و لنفسي و لمن استطيع اليه سبيلا .. قد ينيظرون رحيلنا كي يحتفلو بنا .. فالاربعينيات في هذا الزمن صار لها صيت

8)يتميز شعرك بالعمق والإيحاء والجمال ماهي مصادر إلهامك الشعري ؟
كل ما حولي
9) مارأيك بقصيدة النثر وإلى ماذا يشير إقبال الكثير من الشعراء على كتابة هذا النوع من الشعر ؟
الشعر كلام مقفى موزون له معنى .. هذا تعريف لذيذ للشعر .. فاذا غابت الموسيقى الصوتية عن الشعر فاي معنى لما يكتب .. و اي معنى للتسمية .. الكتابة النثرية هي في معظم الاحيان ملاذ الفاشلين في الشعر ليصفو انفسهم بلا ليس فيهم .. ليصفو انفسهم بالشعراء
10)ماهي أحب أوقات الكتابة لديك ومامدى تأثير الليل على الشعراء انطلاقا من مقولة " الليل وحي الشعراء" ؟
اعود لاقول ان النص لا يخبرنا عن موعد ولادته .. فلا علاقة لليل و لا القهوة و لا الوحدة بالكتابة .. فالنص هو رسالة من بعد اخر .. فان لم تلتقطها روحك و فكرك و قلبك و قلمك فسوف تذهب بلا رجعة .. كقمر صناعي خرج عن مداره و تاه في المجرة الواسعة

هل اتحفتنا بنموذج من شعرك في ختام حوارنا ؟

قصيدة = عيد ميلاد =
.
يحسدوني
اذا ما يوم عل وجهك
صحيت الصبح يا عيوني
يحسدوني
اذا في قربك الدافي
و لو في حلمهم روني
يحسدوني
اذا شافوا بقايا شعرك الصاخب
تتشمس على جفوني
يحسدوني
لانك تلمسي كفي
لانك واقفة بصفي
اذا مرة علي تهفي
يمكن ينسو أنفسهم
و انا قطعا ما ينسوني
يحسدوني
.
اذا ما ضحكت و ضحكت
اذا ما أحمرت خدودك
أمامي أو تلبكت
اذا ما قتلك الدنيا
توقف لو تحركت
اذا ما مرة خلدتك
بداخل نص متمرد
كأنك نقش فرعوني
يحسدوني
...
..
يحسدوني
على هزة عيونك في
على انا اذا عطشنا
سقيتك شربة في ايدي
يحسدوني اذا شاركتك الضحكة
على شيء و على اللاشيء
يحسدوني
عموم الموتى يرحمهم
لاني فحضرتك حي
يمطر بالحيا لوني
يحسدوني
..
..
يحسدوني
اذا عيني غفت جنبك
و راسي يسرق وسادك
اذا ما قتلك نحبك
و رجعت و اني نحبك
و رجعت غرقت في رقادك
اذا ما ما مرة سافرت
و كانو قصائدي زادك
اذا ما فيا فكرت
دقيقة و انت في بعادك
يحسدوني اذا تجفي جفا عشاق
يحسدوني على ودادك
يحسدوني طوال العام
و أكثر يوم ميلادك
و معذورين لو حتى
تمنو لو يقتلوني
و انا أسعد بشر فالكون
لانو الناس عل حبك
يحسدوني
..
الشاعر علي بنناجي .. مارس 2021