|
عرار:
الاستاذ والكاتب الجزائري في أدب الرحلة عبد القادر المسكي لوكالة أنباء عرار بوابة الثقافة العربية . اسعى للنهوض بالادب الجزائري خاصة والعربي عامة واصنع التميز في الفنون الأدبية شعرية كانت أو نثرية . لطالما شكلت الكلمة القوية حلقة أساسية لتغيير اراء أو تصحيحها والنهوض بالمستوى الفكري للفرد والمجتمعات ،واعطائهم دفعة قوية تكن الفيصل بين ما يعيشه من جهة وبين أهدافه المسطرة من جهة أخرى ، فكم من كلمة لمت شمل متخاصمين من سنين عدة ،كم من كلمة كانت حجر اساس لانطلاقة أحدهم في بناء حياتية المهنية والشخصية بعد أن كان عبارة عن كومة حزن وانعزال ،كم من كلمة أشغلت حربا وكم من كلمة كانت المساهم الفعال في رفع راية الصلح والسلم ،لكن كل ماذكر الان فارسه القلم وقائده الكاتب الذي يكون بمثابة اكسير الحياة لذلك مهمته اكبر واصعب وهي تقديم محتوى مناسب ويتماشى مع عقلية وذهنية المجتمع والوقت الراهن ، وقبل أن يدون قلمه كلماته يجب أن تمحص وتدرس من جميع النواحي خاصة مابين السطور فذاك اهم المهم. ولا يختلف اثنان على أن الكتابة او التمازج بين روح الكاتب والقلم والكلمة القوية ،لها عدة مجلات وأصناف عدة تختلف من كاتب لاخر سواء من خلال توجهه اوانتمائه أو اختيارات شخصية أو رؤى فكرية .هدا ما تتميز به الشخصية الفكرية التي حركت تفاصيل هذا الحوار ، كاتب امتازت كلماته بحبكتها التي تجذب القارئ وتشوقه لاستكمال باقي أحداث الرواية ،اختار صنف ادبي متميز وهو أدب الرحلة الجزائري ليقودك بلا تأشيرة لاستكشاف جمال وسحر المناطق السياحية الجزائرية وعاداتهم وتقاليدهم الضاربة في عمق التاريخ وأصالة الشعب الجزائري أنه ابن ولاية وهران الكاتب عبد القادر المسكي . من هو الكاتب عبد القادر المسكي ؟ عبد القادر مسكي من مواليد 04نوفمبر 1984 بوهران كاتب وشاعر وفنان جوال وباحث في السياحة والتاريخ متخصص في أدب الرحلة الجزائري متحصل على شهادة الليسانس في اللغة والأدب العربي دفعة2008 وشهادة الماستر تخصص أدب جزائري دفعة 2021 بدأ الكتابة في سن مبكرة جدا وله من تجربتها ما يفوق 25سنة، شارك خلالها في العديد من التظاهرات الأدبية المحلية والوطنية والدولية. تحصل على المرتبة الثانية وطنيا في الشعر الشعبي في الملتقى الوطني الأول لأدب الشباب بسطيف، والمرتبة الأولى جهويا في الشعر العمودي بجامعة غليزان، والمرتبة الثالثة عربيا في المسابقة الدولية لأدب الرحلة. كيف جاءتك فكرة الولوج لعالم الكتابة ولوجي لعالم الكتابة لم يكن عبثيا، فلقد أحببت القصص وعمري لا يتجاوز أربع سنوات وكنت أختلق قصصا وهمية خلالها وأتحدث العربية بطلاقة رغم أنني لم أكن دخلت المدرسة بعد. عند دخولي عالم الدراسة كنت شغوفا بفضاء التعبير الشفهي ومن بعده الكتابي، حتى تفوقت في ذلك ما جعل الأساتذة يحفزونني أكثر، وهكذا كانت بداياتي، ثم التفت إلى الشعر فولجته قراءة وحفظا وكتابة؛ وأخذت بعد الشعر في باقي مجالات الكتابة الأدبية، لأعتلي منصة الأدباء صغيرا. ومن ثمة بدأ ظهور اسم عبد القادر مسكي ضمن لائحة أدباء وهران. حب شخصي وإيمان بقدسية اللغة العربية والكتابة فيها كانا من أهم العوامل التي رسمت إبداعاتي زيادة على النشأة المذكورة آنفا . اذكر لنا اهم مؤلفاتك الأدبية وهل كانت لك مشاركات في تظاهرات أدبية من قبل ؟ من مؤلفاتي لدي :رحلة الواحة الحمراء رحلة تندوف في زمن الكورونا موسم الرحلة نحو الجنوب طي التأليف طائر في سماء كراكالا قيد التأليف رحلة الخدمة الوطنية رحلة الصدف قيد التأليف ديوان شعر غير مطبوع مجموعة قصصية غير مطبوعة،تجدر الإشارة ايضا أن اول مؤلف مطبوع: كان رحلة الواحة الحمراء . ولقد حقق نجاحا كبيرا والحمد لله. أما عن أفضلية مؤلفاتي فلا أجد لذلك جوابا، لأن الملتقي هو صاحب الحكم في هذا؛ كما أنني لا أكتب لليوم بقدر الغد؛ وإنما أكون صريحا أكثر أنني أجد متنفسي في أدب الرحلة. وكلما كتبت نصا إلا وأقول هذا أفضل من سابقه، لكن يبقى للمتلقي سواء كان سطحيا أو ضمنيا أحقية الحكم في أفضلية ما نكتب . وايضا ؟ أما بالنسبة للتظاهرات التي شاركت فيها فلا أكاد أحصيها ولكن أذكر بعضها: الملتقى الوطني الأول للإبداع الأدبي بوهران فيفري 2005 مهرجان الشعر الجامعي بمستغانم(2005-2008) الأسبوع الثقافي لولاية وهران بالبيض نوفمبر2008 المهرجان الدولي للشاطيء الشعري بالقل ولاية سكيكدة (2011-2012) الملتقى الوطني الأول لأدب الشباب بسطيف 2014-2015 الملتقى الجهوي للشعر بجامعة غليزان (2015-2016) الملتقى الوطني للشعراء الشباب بباتنة 2016 الجامعة الصيفية بباتنة2017 الملتقى الوطني الأدبي بتلمسان 2018 الملتقى الوطني للشعراء الشباب بمستعانم (2018-2021) الملتقى الوطني شموع لا تنطفئ بوهران (عدة طبعات) الملتقيات الأدبية الجهوية بغليزان، المهرجان الوطني للربيع الشعري بالمدية2012 ... لماذا اخترت الكتابة في أدب الرحلة وما الرسالة المراد ايصالها ؟ اختيار الكتابة في أدب الرحلة جاء لعدة أسباب أهمها: أنني كنت رحالة جوال وطفت بالجزائر كل شبر منها، وكنت أكتب رحلاتي في شكل مذكرات ويوميات؛ لكن بعض الأصدقاء والدكاترة أمثال الشاعر جليل دلهامي والأستاذ الدكتور مرسلي لعرج ، والأستاذة الدكتورة سعاد بسناسي، اقترحوا علي تدوين رحلاتي فيما يسمى بأدب الرحلة، وصادف ذلك عودتي للجامعة والتخصص في الأدب الجزائري القديم، حيث كان أدب الرحلة جزءا من النصوص الأدبية الجزائرية الراقية، وهممت على ذلك الأدب بشغف أقرأ فيه وأبحث، وألهمتني نصوص كثيرة قرأتها من أدب الرحلة، لعلماء أفاضل ومنهم: ابن جبير والورثيلاني وبن حمادوش، والناصري وغيرهم.... وزاد -مما قدمه لي الأستاذ الباحث حمزة بوزيان- دافعا مباشرا للخوض في هذا الأدب الذي صار مغمورا، وكان لابد من إحيائه وإعادة تجديده وبعثه. لكنني ولجت أدب الرحلة بطريقة مختلفة عما سبق، حيث قمت بتجديد الطريقة شكلا ومضمونا واتخذت من الجزائر حلة موضوعية له. لما تمتاز به من عظمة سياحية كل وصف لها تقصير في حقها. لقد كتبت في أدب الرحلة الجزائري السياحي، بمزيج من التاريخية، وما نعيشه من أحداث معاصرة. فأبتغي بذلك إحياء وبعث هذا اللون الأدبي الزاهر في عصوره، المبهر في إبداعه، وتكون الجزائر القارة السياحية بامتياز هي محور الكتابة فيه، وإن كانت أعظم من أن تخلد في أسطر معدودات. في نظرك ماهي العوامل الأساسية التي يجب أن يقوم عليها الكاتب. العمل الإبداعي مزيج بين الموهبة والسقل. ما من مبدع اختار مجال إبداعه، الا كان موهبة اكتشفها في نفسه أو اكتشفت فيه، وكل موهبة تبقى محدودة أو تموت إذا لم تسقل بالمطالعة و التزود من الإبداعات السابقة. لهذا فالمطالعة بالنسبة للكتاب هي الغداء الرئيس والأهم للعملية الإبداعية وأنصح نفسي والمبدعين بها مهما بلغ مستوى الكاتب. من جهة أخرى فإن الكاتب عليه أن يمتاز عن غيره ويبتكر في كتابته ما يميزه عن غيره أسلوبا وطريقة، وربما حتى يبتكر شكلا أدبيا جديدا، ويضع بصمته في عمله الإبداعي، والأهم من ذلك كله أن يقدم لنا عملا إبداعيا جديدا لا مقلدا أو تابعا لما سبقوه حتى وإن كان الجديد في الخوض في موضوع جديد أو غرض جديد أو حتى الطرح بفنيات وتقنيات جديدة. تضيف ما يفيد ويخدم الساحة الأدبية العربية بما فيها الجزائرية؛ وهنا نستحضر مقولة علامة اللغة العربية البروفيسور عبد الملك مرتاض: (كلما قرأت الأدب الجزائري ازددت حبا له) . فالقيمة الأدبية في الكيف لا في الكم. ماهي اهدافك المستقبلية بالنسبة للمشاريع المستقبلية، فهي ما تتماشى مع تدوين رحلاتي وإقامة ديوان رحلي كبير تحت ما أسميه ب(السياحة الزاخرة في الجزائر القارة) كما أسعى إلى بعث أدب الرحلة والنهوض به نحو الأفضل، وإن كانت الجزائر موضوع رحلاتي فالعالم الإسلامي كله يستحق وقفات رحلية إلى أن يشاء الله. ومن خلال ذلك النهوض بالأدب الجزائري خاصة والعربي عامة من خلال التميز في الفنون الأدبية شعرية كانت أو نثرية؛ لتكون اللغة العربية تلك اللغة الراقية التي يعتز بالكتابة بها. كلمة أخيرة ؟ لن تكون ختاما بل فاتحة لغد أفضل، غد يحمله جيل يؤمن أن الجزائر قارة سياحية بامتياز، ومجد الحضارة والتاريخ والأدب، الذي ندعو إلى تسخير كل الطاقات للنهوض به، وتشجيع خاصته كما تفعل الفضاءات الإعلامية أمثالكم و التي نهديها أجمل باقات الكلمات العطرة تقديرا لجهودكم في ذلك. دمتم أطيب في سماء الحرف الراقي. ولتحيا الجزائر دائما وأبدا. زاهي مليكة نائب مدير التحرير لشؤون الجزائر الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الأربعاء 02-02-2022 07:15 مساء
الزوار: 3214 التعليقات: 1
|