لقد ارتأت إدارة عرار نشر هذا الحوار التنويع ما بين الادب والفكر وثقافة المجتمع والاسرة ، ليكون رسالة لكل مثقف ومبدع وشاعر لياخذ العبر من مستشار الأسرة وخبيرها ولعل الأدب رسالة وعلينا كأدباء توعية المجتمع والأسرة بالمخاطر الواردة في هذا الحوار من خلال نتاجنا الادبي والفكري وكل منا يكمل الأخر فهي دعوة لكل اديب وشاعر ان يكتب حول قضايا المجتمع فهو صاحب رسالة يوصلها للناس عبر قصائده.

نرحب بالإعلامي الشهير الأستاذ عادل محمد عبده الذي تكرم علينا وقبل ان يكون بيننا وينفعنا بعلمه ونصائحه التي لا تقدر بثمن رغم انه يواجه الكثير من الانتقادات بسبب وسطيته واعتداله  ولاته يعتقد ان الانسان هو من دمر الأخلاق التى اتى بها رسولنا الكريم من خلال الفهم الخاطئ والتفسيرات الخاطئة  والكثيرون من المتشددين يعتبرونه  مسلم ليتيعني مسلم بنكهة الاسلام .وفي الحقيقة انه مسلم بكل معاني الإسلام والالتزام إلا انه يطالب بالاعتدال في كل أمور الحياة والامثلة كثيرة .

كانت الشعوب محمية بشمولية الإسلام الى أن جاءت تنظيمات دينية نصبت نفسها كحراس للإسلام فأصبحت تشرع للإسلام من مفهومها الخاص و تقول هذا حلال فاتبعوه و هذا حرام فاجتنبوه و أصبحت الممنوعات ديدن المشرعين ، و غابت النصوص الشرعية المستقلة عن مجتمعاتنا و انتشرت ثقافة العيب في بيوت المسلمين مع ان الإسلام دين سهل و ما شاد الدين احد إلا غلبه. و هذه التيارات الهدامة أفسدت على الناس علاقاتهم الاجتماعية و بوجود القنوات الفضائية و الإعلام المفتوح و غير المنضبط  بدأنا نعيش أزمة الفتاوى المتناقضة  والتي تجعل الحليم حيران . لم يعد الناس امعات يسيرون على طريق اهواء الناس فهم اصبحوا اكثر ثقافة والحصول على المعلومة الصحيحة متوفر  على النت و في مواقع العلماء و اصبحت الإخلاق الحميدة مطلب الجميع. لم يعد الجهل يعشش في عقول الشباب و العلم و الفهم والثقافة اصبحت معيار للقياس عليه و الزمن القادم احسن في العلاقات الأسرية. حيث ستختفي ثقافة العيب من مجتمعاتنا و تحل محلها تربية وثقافة شرعية من الكتاب والسنة بعيدا عن توجيهات التيارات الدينية الهدامة.
و نسوق مثال على ذلك هو جرأة احد العلماء على النصوص الشرعية فيطلق امرأة على الهواء بعد اتصال هاتفي من زوجها و دون ان يستمع للزوجة و هذا لعمري أمر لا يجوز في شرعنا و أقول هناك من عندهم علم ولكن باتجاه معاكس لمفهوم النصوص الشرعية  و بنظري الأستاذ لم يوفق في فتواه التي ينتج عنها تهديم بيت مسلم.
المرأة لم تعد ربة بيت فحسب فهي مدرسة و طبيبة و مهندسة و تاجرة و هذه الوظائف تعني خروج المرأة للعمل و المشاركة في المؤتمرات و الندوات و الله عز وجل يقول في سورة البقرة آيه 229

قال تعالى:

الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم ان تأخذوا مما أتيتموهن شيئا إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله فإن خفتمألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما  هم
فيما افتدت به تلك حدود الله فلا تعتدوها و من يتعد حدود الله فأولئك
هم الظالمون (سورة البقرة آيه 229)

والطلاق عندنا يجب أن يكون بإحسان لأن بين الطليقين ابناء و بنات يجب ان يعيشوا بأمن وأمان و ليس في ساحة حرب .


الأحكام المتعلقة في الزواج والطلاق واضحة في ديننا الحنيف و هي من مكونات الأخلاق و السلوك القويم و الثقافة و جزء من المعاملات الإنسانية و الزواج شراكة و لها دستورها و قانونها الداخلي وكل طرف اي الزوج والزوجة يعرف حدوده و يجب ان يكون لديهم معرفة وعلم في كيفية التعامل مع الآخر. وهناك خلل في التربية في مجتمعاتنا و للأسف لم يربى الأبناء من الجنسين تربية سليمة تكون ثمرتها بيت زواج صالح. لذا وجب ان يتعلموا في صغرهم السلوكيات الصحيحة و يتجنوا السلوكيات الخاطئة واحذر ان يجعلوا منها مقياس و قانون فالبيت السعيد يحتاج انسجام تام بين الزوجين واي خلل في اعمدة السعادة ينهار البيت و ننصح الأهل أن يتركوا الأبناء يعيشوا يومهم و حاضرهم و أن لا نجبرهم ان يتقمصوا تجاربنا الشخصية و اسلوب حياتنا في المعاملات الأسرية . الحب و الغريزة الجنسية هما العمود الفري للحياة الزوجية ، فمتى كان هناك حب و اشباع عاطفي تكون السعادة مخيمة على البيت و حتى بوجود خلافات اسرية فالإنسان الذي يحب يتغاضى عن اخطاء شريك حياته. علينا احياء الحب في بيوتنا من خلال تصرفات عفوية او مدروسة مثل الكلمة الطيبة و الهدية و الإطراء و الشكر و الملامسه اليدوية و البسمة الدائمة و النكته .
الناس طبائع مختلفة منهم من يعبر عن حبه بالتفاني في تحمل المسؤلية و حق القوامة فيعمل ليل نهار لتوفير المال الذي هو عصب الحياة الأسرية  و لا يجد فرصة للرومنسية و الكلام الجميل و هنا يجب ان نهمس في اذن الزوجة بأن لا تثقل عليه بالعتاب بل تسهل عليه الراحة و بعد ان يستريح جسديا و يهدا تفكيره المتشتت تشده لقلبها ببسمتها و ملبسها الجميل و طعامها الذيذ.  و هناك من يعبر عن حبه بكثرة الهدايا و آخر بالنكات و ثقافة العاطفة تختلف بين الناس و هنا يكون دور المرأة بأن تتقبل طبع زوجها و من ثم تبحث عن تطويعه بحبها و حنانها. هناك رجال لا يعرفون التعبير اللفظي عن الحب و لذلك وجد المستشارين الأسريين لمساعدة الأسرة على التفاهم.

العلاقات بين شخصين يجب ان تبنى على الحلال و تجنب الحرام سواء كان ذلك في الحب بين شخصين او داخل البيت المسلم و نحن نريد دوما تاسيس بيت زواج ناجح. و اما عن الفراغ العاطفي داخل البيت المسلم فهو يعد مشكلة كبيرة و قد يتسبب في هدم اعمدة البيت و ينهار على ساكنية ، و حل المعضلة يجب ان يكون بالتفاهم و الإنسجام العاطفي بين الأثنين. و قد يتساءل البعض كيف يكون هناك انسجام عاطفي و الفكر متضارب و نسوق مثالا من واقع مجتمعنا السعودي  فالشاب الذي يريد ان يبني اسرة و ينشئ بيت سعيد يبدأ مشوارة بشكل خاطئ فهو يرضى بتقاليد الأسرة و يقتنع بحسن اختيار الأهل لزوجة المستقبل و يرضى الإقتران بشريكة حياته و هو لم يرها سابقا و لا يعرف طبعها و سلوكها و ثقافتها و رؤية الفتاة قبل الزواج عيب عندنا و هو مخالف للعديد من النصوص الشرعية حيث كان المسلمون الأوائل يتلبدون في الطرقات ليروا الفتاه التي يريدون الزواج بها  ولكن في مجتمعنا اليوم يوجد عزله عنصرية  و مبالغة في الفصل بين الجنسين. الأولاد مع الأولاد و البنات مع البنات و هناك جدار عازل بينهم لا يهدم حتى ولو انتقلوا للعيش تحت سقف الزوجية ، فالشاب لا يعرف طبائع زوجته و هي لا تعرف طبائع زوجها و يجدوا صعوبة في التعامل العاطفي فهم انتقلوا الى بيئة غريبة عليهم و اقول هنا انه لم يتم تنشأة جيل الأبناء لآنفسهم حتى يعتمدوا عليها و تم تنشاتهم على عادات و تقاليد العائلة و هذه ظاهرة جديدة على مجتمعنا السعودي انتشرت منذ السبعينيات من القرن الماضي و اقصد بروز جماعات دينية متشددة كانت افكارها سببا في العزلة بين الجنسين و نتيجة لذلك انتشرت المثلية الجنسية بسرية مطلقة و السبب هو منع الشيئ الطبيعي بأن يكون هناك جو منفتح داخل العوائل و ضمن الضوابط الشرعية و بدون خلوة محرمة اي يمكن للشاب ان يتحدث للفتاه بحضور والديها و والدية و بأدب إسلامي و انا اطالب دوما بهدم جدار الفصل العنصري بين الجنسين و تسهيل عملية التعارف بين المقبلين على الزواج ضمن اطار الشرع الإسلامي و من مفهوم قيام حب حلال يؤدي للزواج و انشاء بيت سعيد.
الفساد الأخلاقي استشرى في الكثير من مجتمعاتنا و التحرش الجنسي اصبح واقع يبحث عن علاج و الوقاية منه يجب ان تبدأ من الصغر و يجب ان نضع آليات تحول بين المتحرش و النتحرش به من خلال الوعي و المراقبة و متابعة احوال الصغار و قربهم و بعدهم عن الكبار و التقرب من الأطفال بالحب و الحنان يفتح قلوبهم و قد يصارحون ذويهم بوجود تحرش و يجب اخذ الموضوع بجدية و عدم السكوت عليه خوفا او خشية من الفضيحة العائلية . و اذا تكرر التحرش الجنسي بالصغير و تحول لعلاقات حميمية و تحول الفعل الى المتعة قد ينحرف الصغير و يصبح يطلبها من اي شخص و هذه كارثة اسرية يجب معالجتها بحزم و علينا تنبيه الأطفال من الكثير من المصائد التي يضعها الكبار مثل اعطاء هدايا ومال مقدمة للتحرش بهم و علينا تعليمهم ان يقولوا لا للتحرش الجنسي بدون خوف و تردد. و من خلال التربية الجنسية في الصغر و الثقافة الجنسية عند البلوغ نحصنهم من الإنحراف الجنسي و من التحرش و بوجود العامل الديني تكون الوقاية كبيرة  فمعرفة الحلال والحرام ضرورة في تربيتنا الجنسية .  على الأمهات لعب دور حاسم في تحذير الأبناء من خطر التحرش بأخواتهم و في التربية الصحيحة حماية له من الإنحراف و حماية للأخت من الفضيحة التي قد تؤدي الى البحث عن المتعة خارج البيت و تكون النتيجة سلبية حيث اذا اكتشف الأمر تكون رقبتها في الميزان و قد تقتل لمحو العار و تسمى هذه الجرائم بجرائم الشرف و هب تنتشر في العديد من المجتمعات العربية و لكنها قليلة في المجتمع السعودي.  و لا يوجد بالإسلام مسمى جرائم الشرف و هو توصيف مستحدث  و الإسلام يحرم قتل الفتاة  نتيجة تعرضها لتحرش جنسي و هذا الفعل مرفوض شرعا و هوتصرف مبني على ثاقة العار التي تسيطر على المجتمعات المحافظة.


الخيانة الزوجية هي قمة العلاقات المحرمة  في بيوتنا العربية حيث يقدم الرجل على ارتكاب الخيانة او ترتكبها المرأة و قد يكون السبب كما أسلفنا للفراغ العاطفي المؤدي للجوع العاطفي  و أسوأ أنواعه هو الجوع الجنسي و يبدأ كل فرد البحث عن الحب المحرم لإشباع جوعه الجنسي و للخيانة أسباب كثيرة  منها غياب التقوى الدينية و عدم وجود علاقة جنسية تشبع رغبات الطرف الآخر  ا, وجود خافيات سابقة اي علاقات حميمية قبل الزواج أثناء العزل الجنسي وانتشار المثلية الجنسية في بيوتنا و وظف الحب بطريقة غير سليمة لأن الحلال صعب المراد و الحرام متيسر  و يندفع الشاب الى الحرام ليقضي شهوته و لا تزول بسهولة عندما يتزوج . للخيانات صور منها فقدان العاطفة الرومنسية في الصغر و يتأثر لسماعها عندما يكبر فاللكلام الرومنسي سحر و غيابه بين الزوجين يجعل كل منهما يبحث عنه خارج الإطار الزوجي ، فالإنسان تواق دوما لسماع كلمات الإطراء . و لكن على الشخص تحكيم العقل و وضع مخافة الله امام عينية و الاعتدال في كل شيئ حميد.  المرأة  الشابة بحاجة الى زوج يفهم انوثتها و قد ترتكب الحرام في البحث عن الإطراء خارج عش الزوجية. و نقول للرجال كما قال الرسول صل الله عليه وسلم عفوا تعف نساؤكم .  اشرنا الى مسميات منها الجوع العاطفي و الحرمان العاطفي  و سببها الفراغ العاطفي و ينتهي الى الجوع العاطفي و اشباعة بالحب المحرم ممنوع شرعا ولا يمكن تبريره بحال من الأحوال رغم تفهمنا لوجوده و بحثنا عن الآيات تحصره ضمن الحب الحلال.  وفي نظري الجوع العاطفي هو اكثر شيء يسيئ للبيت المسلم فالعاطفة لها عدة أصناف و انواع ، فالطفل الذي لديه فراغ عاطفي قد يبحث عنه عند انسان غريب و الإفتقار الى العاطفة في الصغر كارثة تكون سببا في الإنحرافات الجنسية و هنا تبرز مسؤولية الوالدين في إشباع العاطفة لدى جيل الأبناء بالاستماع إليهم و عدم تعنيفهم بشدة عند الوقوع بالخطأ و علينا تجنب العقاب الجسدي الشديد. علينا الإبتعاد عن التربية بالضرب فهي خاطئة و يبقى اثرها في نفسية الطفل .

المشاكل الجنسية داخل البيت المسلم ليست مقتصرة علينا بل هي ظاهرة عالمية و لها حلول و يوجد ادوية و هناك علاج للفشل الجنسي المؤقت والدائم  و انا اقول قد يوجد فشل مؤقت او فتور و هي بغالبها عضوية و قد تكون نفسية فوجود مرض السكر وارتفاع الضغط سبب معروف للضعف الجنسي و اليوم يوجد ادوية تسيطر على مرض السكر وارتفاع الضغط و على الزوجين بالتفاهم البحث عن مخرج للحفاظ على العلاقة الزوجية. و ننبه هنا ان بعض اسباب الفشل قد تعود لسوء تعامل المرأة مع زوجها ، فإذا احتقرته او قارنت قدرته الجنسية مع الآخرين قد تصيبة بإحباط جنسي. و هناك عوامل مثل التعب الجسدي و تشتت الأفكار والمشاكل في العمل و في البيت و اذا كان الدماغ مشغول  يتسبب بعجز جنسي مؤقت.  وقد يكون عدم اهتمام المرأة بنفسها  و ثوبها و جمالها سببا آخر . هنا نقول على الزوجين تجنيب غرفة النوم من كل شيئ سوى الحميمية بين الطرفين و ترك كل المشاكل و القال والقيل خارج غرفة النوم فهي للحنان والحب موجودة و ليست مقر محكمة نحاكم اخطائنا فيها و نصدر الأحكام و نعاقب بعضنا. و كلما كانت المرأة صبورة و حكيمة كلما كان بيتهل اكثر حصانة. و المرأة ليست دائما ضحية بل قد تكون جلادة في الكثير من الأحيان. التذمر داخل البيت قاتل للعلاقة الزوجية و معادلة نكران الجميل و تحميل الرجل مسؤلية كل الأخطاء و كأن المرأة معصومة وملاك والرجل شيطان رجيم لا تستفيم و البيت السعيد. و ننصح هنا الزوجين بان لا يدخلوا طرفا ثالث في حل خلافاتهم منذ اللحظة الأولى فقد يزيدها اشتعالا تدخل الأهل و اذا عجزوا عن الإصلاح عنده يتدخل من نيته الإصلاح بين الزوجين من الأهل او مصلح اجتماعي. المؤثرات الخارجية بغالبها هدامة.


اما عن الممارسات الجنسية الشاذة كممارسة الشاب الجنس مع اخته او اخيه الصغير او مع المحارم بصفة عامة ظاهرة مرضية في مجتمعاتنا نتيجة الكبت الجنسي و ثقافة العيب  ، حيث تبدأ باللعب و الملامسة و حب الإطلاع على جسد الجنس الآخر و عند حدوث الإثارة الجنسية قد يقعوا في المحرمات و انا أرجعه الى وجود الجوع العاطفي داخل الأسرة. هذا الحب المحرم موجود للأسف في كل المجتمعات المسلمة و غير المسلمة و حتى لدى الغرب المنفتح جنسيا و بغياب الضابط الشرعي و غياب العلاقات الشرعية الصحيحة زاد زنى المحارم و نحن نطالب بتربية جنسية صحيحة في الصغر و ثقافة جنسية عند البلوغ حتى نقضي على ظاهرة زنى المحارم في مجتمعاتنا و بيوتنا المسلمة. يجب ان نواجة ظاهرة الشذوذ الجنسي بالتربية الجنسية الصحيحة منذ الصغر لوقايتهم من الأمراض الجنسية و لوقايتهم من شرور انفسهم  وعلينا انشاء جيل قادر على قولا لا للمحرمات  من خلال دورات و دروس في التربية و الثقافة الجنسية. و ان تكون لديه الشجاعة لأن يصد المتحرش جنسيا بثقة نفس و اصرار عاليين. و عدم الخوف من التهديد والإغراء و عند البلوغ يجب توفر ثقافة جنسية في بيوتنا و مدارسنا  حتى نحمي ابناءنا من ظاهرة التحرش الجنسي. و اقول المسلمة الحرة التي تحب زوجها  تتغاضى عن عيوبه ولا تزني و العاطفة والحب نصنعها بالتغاضي عن اخطائنا و يجب ايجاد طرق تسهل على الزوجين التفاهم بينهم لإعادة الحب المفقود لبيتهم.

العنوسة كلمة تتكرر عند تخطي سن الثلاثين و يمكن ان تحمل على الذكور و الإناث و لكن الناس اعتادوا ان يطلقوها على الفتيات و كانها قنبلة تنفجر فتدمر ثقة الفتاه في نفسها و ربها و دينها و قد تتأخر الفتاه بالزواج لأسباب منها شغفها بالعلم أو لحصولها على وظيفة و تفرغها لها أو عدم قدوم فارس الأحلام الذي تتمناه و رسمت له معالم في عقلها الباطن و تعلقت به و هناك فتيات يتمنين الرجل ولا يجدونه بسبب عدم اكتمال الشروط به و كما يقولون لا يعبئ عينها. كما ان ظاهرة غلاء المهور و تكاليف الزواج الكارثية تحول بين الشباب و خوض تجربة الزواج في سن مبكرة و قد يصل لسن الثلاثين ولم يرتب اوضاعه المالية. و قد يميل الشاب لقضاء شهوته الجنسية بالحرام و يعتاد عليها و لا يعود بالتفكير بالزواج.  او نقول للشباب عفوا  تعف نساؤكم و هذا حديث شريف و قاعدة شرعية اساسية او نقول للشاب عليك بالصوم فهو وجاء و هذا حق و لكن هل يصوم طوال حياته و يقوم صائم و يعتكف في المسجد ليلا و هذا ليس من سنة الحبيب فنحن نصوم ونفطر و نتزوج النساء و باعتقادي الشخصي ان على ولي الأمر ان يعيد النظر في سبل الزواج لتسهيلها و خطورة الحرمان من الحب المؤدي للزواج قد تتسبب في مشاكل نفسية و انحرافات خلقية لدى الشباب من الجنسين .  المرأة تبحث عن شريك حياتها و الرجل يبحث عن شريكة حياته و هنا على الأسرتين تسهيل ارتباطهما الشرعي قبل ان يفقدوا عقولهم و يتصرفوا كالمجانين باحثين عن الحب و اشباعه بالحرام. و كل انسان مسؤل عن تصرفاته امام الله جل في علاه و مسؤل عن كل خطيئة يرتكبها.  للأسف لا يوجد ثقافة ايجاد فرص للحب الحلال في اسرنا و اغلقت الأبواب خوفا على شرف الفتيات و كثر التواصل السري بين الجنسين و بدون ضوابط و قد تكون نصائح المشايخ  ذات الإتجاه الواحد على القنوات الفضائية تصب في خانة البحث عن الحب لإشباع الغريزة.  اكرر يجب ان تربى الأجيال الصاعدة لجيلهم و ليس لجيل آبائهم و امهاتهم ، طبعا في ما يتوافق مع احكام الشريعة و لا يجوز الإنسلاخ من شريعتنا الإسلامية. الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر اصل من الثوابت عندنا .

مقولة الوصول لقلب الرجل معدته كانت صالحة لجيلنا و جيل من سبقونا و لم تعد تصلح للأجيال الحاضرة و خارطة طريق سعادة الرجل الحب الحلال و الحنان و العاطفة الجياشة و حسن تبعل الزوجة لزوجها فجيل العصر انتقل الى عوامل اخرى في تقوية اواصر الحب و بوجود المطاعم والسياحة لم يعد للطبق البيتي دوره الأساس كما كان في عصرنا.

دور الوالدين في حياة الأبناء في المجتمعات المحافظة قد يتسبب في زرع مشكلة يصعب حلها اذا فرضوا عليهم شريك الحياة متذرعين بالعادات و التقاليد المتوارثه من جيل الى جيل الى ان وصلت لهذا الجيل المنفتح على النت و تويتر و الشبكة الإجتماعية . الأبناء يريدون اختيار شريكة حياتهم من خلال قنوات التواصل الإجتماعي بوجود جدار الفصل العنصري داخل بيوتنا المحافظة. يوجد تمرد على الكبت و العادات و التقاليد و هنا يكون للدين الوسطي دور في ضبط العلاقات بين الناس و إلا و قع الكثير في الحب المحرم. الجيل الجديد يريد الزواج عن طريق الحب و قد تتكرر قص الحب الفاشلة بسبب عدم الصدق و الكذب و الخداع و حب التسلية واللعب بعواطف البنات و قد يعود الشاب المجرب الى التفاليد الأسرية اعتقادا منه ان البنت التي تقع بحبه بسهولة و قد تستسلم له فاسدة و يريد حب عفيف. و في النهاية يتزوج حسب الأعراف و التقاليد و قد ينجح الزواج و قد يفشل و لكنها اوضاع خاطئة يجب تلافيها من خلال تربية عاطفية في الصغر و ثقافة عاطفية عند البلوغ. و هنا يبقى شبح الحب الأول معشعش في عقول و قلوب المرتبطين بزواج تقليدي. و هنا يبدأ الصراع النفسي عند المقارنة بين الزوج و الحب الأولاني. و قد تكون النتيجة عدم التفاهم و الإنتهاء بالطلاق و هو ظاهرة مجتمعية خطيرة .  من هنا نطالب بدور صحي للوالدين و بصراحة تامة بينهم و بين ابنائهم ، فأذا اختارت فتاه شاب و شغفها حبا على الوالدين دراسة الموضوع بقلب محب و اذا كان الشاب اهلا للفتاه و قادر على تحمل مسؤولية الزواج عليهم تخطء حاجز التقاليد والعادات و تسهيل الزواج و اذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه. اما اذا كان متلاعب فهذا يتكشف عند تدخل الأسرة الإيجابي. أما الفقر فليس عثرة بالطريق اذا كانت اخلاقه حميدة و قادر على تحمل المسؤلية و يمكن للأسرة مساعدته حتى يقف على قدمية.

شبح الطلاق يخيم على بيوتنا حتى وصلت نسبته الى 50% من الزيجات المرتبة بين العائلات و يمكن خفضه اذا اخذ كل طرف دوره بعقلانية و تم الزواج عن طريق حب حلال و شرعي بين الشاب و الفتاه. و وجود الولي هو لحماية البيت السعيد و ليس لوضع شروط تعجيزية و قيود على المقبلين على الزواج. و جود الولي من اجل اكمال سعادة الفتاه و ان لها من سيند ظهرها و من هنا نطالب بآليات و حلول واقعية وليس سحرية لتخفيض نسبة الطلاق العالية جدا في بيوتنا و اسرنا.  هناك فروق فسيولوجية بين الرجل و المرأة و مفهوم المساواه  في الحقوق و الواجبات و ليس في الطاقات و القدرات الجسدية لذلم قلنا ان البيت الزوجي مبني على عقد شراكة بين الطرفين و كل منهما يكمل النقص لدى الآخر و الكمال لله و لكننا نصل للتكامل الإسري اذا عرف كل شخص حقوقه و واجباته و لم يقفز على حقوق و واجبات الآخر ، فالبنت عاطفية  بطبيعتها  و الرجل غويزي بطبيعته فاذا مزجنا العاطفة والغريزة وصلنا للسعادة . الرجل كتاب مفتوح  بعين المرأة و المرأة غامضة بعين الرجل و من البيان لسحر ، فمن يخاطب مشاعرها يأسرها بينما تعجز المرأة ان تسحر الرجل بعاطفتها لذلك قد تستسلم باستخدام جسدها و اثارة الرجل للوصول لقلبة و هذه مخاطرة قد تنتهي بفشل يدمر حياة المرآة و يكرهها بالرجال. و هناك من يضع امام عينية صورة احد المشاهير و يريد ايقاعها على الحبيب و اذا لم يرتقي لهذه الصورة  من نظرة الآخر و لذلك فالواطف متغيرة من امرأة لإمرأة منهن من تبحث عن سحر البيان و الرومنسية و منهن من تبحث عن الرجل صاحب النكتة و ينعكس سلبا على علاقتها بزوجها بعد المقارنة و يفقد احترامه او مكانته في قلبها و تنتهي العلاقة بالطلاق . عوامل الطلاق كثيرة و الأسباب متعددة و يصعب حصرها بكلمات محدودة و لكننا نريد تخفيض نسبة الطلاق من خلال نشر الثقافة العاطفية بين الفتيات و الشباب و ان الطلاق حلال و لكنه ابغض الحلال عند الله جل في علاه. عند وجود الرضى والتفاهم بين الطرفين  يبتعد شبح الطلاق عن الأسرة المسلمة.

بغياب التربية العاطفية و الثقافية من حياتنا نتأثر بكل ما نسمع في ملتقياتنا الأسرية و نسمع ان فلانه وجدت حجاب في بيتها حول سعادتها لجحيم و ان حماتها وراء ذلك فتعود الزوجة الشابة اللا بيتها وهي محملة بالشك بأن اسباب مشاكلها السحر و كان للمشعوذين الكلمة الأولى في حياتنا و هناك من تقضي حياتها تتنقل من مشعوذ لآخر و تصرف اموالها و قد تستغل جسديا من اجل ان تحافظ على زوجها. السحر موجود و العين واثرها حقيقة و الشعوذة موجودة لكن هناك الرقية الشرعية والثقة بالله انه لا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا وعلينا. علينا حل مشاكلنا بعيدا عن المؤثرات الخارجية. الذهاب للمشعوذين حرام على كل مسلم.

كلمة الأختلاط بين الجنسين يساء لها كثيرا و نجد غالبية المشايخ يحرمونه و يرهبون قلوب و عقول الناس منه و انه الطامة الكبرى و سبب اساس في الوقوع بالزنى و لذلك يتحرج الشباب الجامعي الحديث مع الشابة الملتزمة خوفا من الوقوع بالإختلاط و يقبل على الحديث مع الفتاه المتحررة لأنه لا عيب في ثقافتها من الحديث مع الشاب و هذه ظاهرة مريضة في مجتمعاتنا. نحن نفرق بين الخلوة غير الشرعية بين اثنين بعيدا عن اعين الناس و يكون الشيطان ثالثهم و بين الحديث بين الشاب والفتاه في شؤون الدراسة و العمل في فضاء مفتوح و اقول الإختلاط جائز بطبيعته اذا كان مبني على الخير و محرم بوجود المعاصي فنحن لا نقبل ان يذهب الشباب والشابات الى المراقص و اماكن اللهو الخبيث و الى الحفلات الصاخبة . لكننا نقول ان الحديث بين الشاب والشابه بشؤون العمل و الدراسة في فضاء مفتوح و بوجود آخرين حلال و حتى اذا افضى الى تلاطف بين الطرفين و وقوعهم بالحب الحلال  تكون نتيجته الزواج هو غاية ما نتمناه لأبنائنا و بناتنا .

المرأة نصف المجتمع و تربي النصف الآخر و لم تكن طاقاتها معطلة بل هي تعطي اكثر من الرجل و قد نتفق انها معطلة اجتماعيا و هذا خلل و قد يعود السبب الى تركها جزء من واجباتها للخادمة و تترك الإهتمام ببيتها و تشكل لها عالم خاص مع صديقاتها و تنسى حقوق زوجها. المجتمع الحديث مكون من الرجال و النساء و الإسلام لا يأمر بحبس المرأة بين اربعة جدران كما نسمع من بعض المشايخ الذين يقولون لا تخرج المرأة  من بيت ذويها إلا الى بيت زوجها و من ثم الى القبر . هذا المفهوم هو الذي يعطل دور المرأة فنحن نريدها مربية للأجيال و طبيبة و ممرضة وهل يعقل ان نعتمد على العمالة المستوردة و لدينا طاقات مخزونة في مجتمعاتنا.