|
عرار:
المدرب والكاتب نذير بن دانية لوكالة انباء عرار للثقافة العربية . "احب كل ما يتعلق بالعلم والأدب وكل ما يعزز الفكر الاجابي ويبني الانسان ويحسن المجتمعات ويطور المهارات " تختلف محطات الإبداع ،على إختلاف رؤى الشخصيات المالكة له باختلاف أنواعه ،الا انها تلتقي في نقطة مشتركة وهي السعي لتطوير الذات والولوج بها الي ركب النجاحات وتحقيق التميز على جميع الاصعدة ،وهذا احد اهم المسارات التي اتخذها المدرب والكاتب ابن ولاية ورڨلة نذير بن دانية لانجازاته العلمية والفكرية فهو استاذ محاضر ومدرب معتمد في تطوير مهارات الأفراد والمؤسسات (التربوية ،العامة ،وكذا مؤسسات اعادة التربية والتأهيل منذ سنة 2017 . مهندس دولة في الالكتروتيكنيك ،مهندس تقني تجاري ، متحصل على عدة دبلومات منها في البرمجة اللغوية والعصبية ، فنيات التواصل والتفاوض ، البرنامج التجاري طويل المدى ،متحصل كذلك على عدة شهادات معتمدة في الذاكرة ،التنمية ، مفتش في الوقاية والامن ،شهادة Afnor من الوكالة الفرنسية للمعايير والجودة سنة 2015 بتقرت ،مهندس كهرباء بالمؤسسة الوطنية للقنوات البترولية ،استاذ مشرف على عدة مذكرات تخرج ،كما كانت له مشاركة في عديد الملتقيات منها : - الملتقى الوطني لصناعة الطفل الأديب ديسمبر 2022 - الملتقى الوطني لإبداعات ذوي الهمم العالية ديسمبر 2020 - الملتقى الدولي للشباب * القدس امانتي * في تونس مدينة الحمامات 2019.. - الملتقى الوطني الأول والثاني للقرآن الكريم.. ولاية ورقلة.. بلدية بلدة عمر 2016/2018. - المعرض التجاري الوطني لمؤسسة سنلغاز وفروعها في الجزائر ولاية ورقلة.. حي لاسيليس.. 2014. تدرب على يد عديد الدكاترة المعروفين امثال : - الدكتور الجزائري محمد مايمون رئيس مؤسسة سندباد العالمية.. - الدكتور الجزائري رياض بن صوشة رئيس البطولة العربية للذاكرة.. - الدكتور السوري يوسف المنافيخي.. من أوائل تلامذة الدكتور ابراهيم الفقي.. - وعند مدربين آخرين أكثر من 25 مدرب محلي وعالمي . الدورات المُعدة والمقدمة من طرفه منذ عام 2007 : 1/ دورة فن الإلقاء بين حبال الشّد والإرخاء: قدمتها أكثر من 60 مرة .. 2/ دورة هندسة تسويق الأفكار وخماسيات تطوير الذات: قدمتها أكثر من 7 مرات.. 3/ دورة قُوة الدفع الرباعي لطلاب قسم النهائي*.. قدمتها أكثر من 40 مرة لطلاب البكالوريا وهي أول دورة أعددتها وكل مرة أطورها أحسن.. 4/ دورة *مفاتيح الريادة للظفر بالشهادة*.. قدمتها اكثر من 10 مرات لطلاب الرابعة متوسط.. 5/ دورة *أساليب ومهارات المرافقة من مهد الطفولة إلى وهج المراهقة*.. قدمتها أكثر من 10 مرات... للأمهات والأولياء.. 6/ دورة *قوة الباوربوينت*.. قدمتها مرة واحدة لـ 12 مدرب لا يحسنون الإبداع بهذا البرنامج.. 7/ دورة مهارات التواصل الفعال ... قدّمتها اكثر من 7 مرات لكل أساتذة الرياضة على مستوى تقرت الكبرى وفي إيليزي كذلك.. 8/ دورة * مهَارات التدرُّج وإدارة جلسة التخرُّج*... دورة جديدة.. 9/ دورة * إعداد فريق العمل الفعال *... دورة جديدة.. قدمت هذه الدورات في عديد الولايات كالعاصمة وإيليزي ووادي سوف و ورقلة و سطيف وغيرها . اهم لأعمال الأدبية المنشورة وغير المنشورة: - مؤلف لكتاب * أكسجين الفكر* في التدريب والتطوير - مشارك في المعرض الدولي سيلا 2022.. في جناح دار الايام الأردنية.. - مؤلف لكتاب * بصيص أمل * و مدربين أخرين.. - كاتب مقالات في عديد المنابر الاعلامية كـ * جريدة العدد الأول المصرية* و*جريدة التَّحرير الجَزائرية* ،* رؤية وطن * المصري،كاتب لأكثر من 100 درس و محاضرة في صناعة الوعي ونشر الفكر الإيجابي. وفي مستهل الحوار قدم لمحة وجيزة عن شخصيته ككاتب ومدرب قال :أنا الصفحةُ الوسطى بين أشقائي وشقائقي في كتابٍ دفتيه أبي وأمي.. يكبرني خمسةُ إخوة وأكبرُ خمسةً آخرين.. ولدتُ ببلدة صغيرة يروقُ لي تسميتها بلدة الحُب بلدة عمر في وادي ريغ الجزائر.. كان لي الحظ في أن أنهل من علم وأدب أبي الشيخ عبد المجيد فقد كان إماما مُربيا ومُعلما للقرآن وقد ترك بصماته في داخلي من حب الفصاحة والبلاغة والخطابة.. ورغم أنه توفي قبل ربع قرن من الزمان إلا أنني مازلتُ أبصرُ بعينيه وأسمعُ بأذنيه -رحمات الله عليه- كما نهلتُ من تربية وصبر أمي خديجة على فقد والدي ووحشة الحياة فهي التي تجشّمت مشقّة حملنا وإرضاعنا وتربيتنا وتعليمنا.. فشدّت نطاقها وشمّرت على سَاعدها.. وبذلت الغالي والنّفيس من أجل أن ننجح ونصل.. فعرفتْ كيف تُحفظنا القرآن وحينما ختم أصغُرنا بدأت هي بتعلّم الحُروف والقراءة ثم نذرت نفسها للحفظ - بعد الخمسين من عُمرها - وهي اليوم تحفظ الجُزء الكبير منه.. ويعلمُ الله أنّني تعلمـتُ منها الصّبر والتحدي والمُثابرة.. فأنا باختصار صفحةٌ كُتِب عليها بماء العز.. وقد انتصفت.. وأنا اليوم أواصلُ كتابة نصفها الثاني كي أحفظ هويتها بعونٍ من الرحمان الرحيم. 2كيف بدأت خطوة الألف ميل في حياتك و مجال التدريب وحتى التأليف ؟ التأثيرُ في العامة دوما يسبقهُ التأثرُ بالخاصة فقد كان ميولي بل شغفي كبيرا جدا عند مشاهدتي للخطباء والمفكرين والمذيعين والمتحدثين على شاشة التلفاز وكان يشدّني إليهم قدرتُهم الرهيبة في إبكاء الناس أو إضحاكهم أو تحفيزهم أو تغيير قناعاتهم وهذا ما تأثرتُ به كثيراُ وهذه هي المرحلة الأولى وهي التأثر.. المرحلةُ الثانية وهي التقليد أين شرعتُ بتدوين كل ما يمر علي من عباراتٍ تتركُ بصمتها على الفؤاد.. وبدأتُ بثها في ثنايا كلامي مع الناس ثم أنظر في وجوههم فأرى دهشتهم وإعجابهم بما أحدثهم فيه.. فأدركتُ أن لفظ اللسان وسحر البيان قوةٌ ناعمة تؤثرُ في الوجدان فتبني أو تهدم البنيان .. شيئا فشيئا بدأت أقدم بعض الدروس والتوجيهات وأغذيها بما جمعتهُ من رصيدي اللغوي.. ثم بحثتُ عن روافد أحمل عليها هذه المعرفة والمهارة فكان التدريب هو الرافد الذي يمكنُ من خلاله أن أجد مساحة مبسوطة أقدم فيها أعمالي.. على شكل ورش عمل أو دورات أو برامج تدريبية.. وهذا بإيجاز أما التأليف فهي رغبةٌ مني كرغبة آدم عليه السلام في الخلود . وقناعتي أن الكتاب ابنٌ خالد يحيا معنا ثم نموت ليبقى بعدَنا فيحدثُ الناس عنا ولعله يجمعُ لنا من الحسنات ما يُثقل به موازيننا من باب الصدقة الجارية *وعلم ينتفعُ به*.. فالتأليف رافد من نوع آخر فيه مساحة مهندمة نخاطبُ بها القراء ولو كان بيننا وبينهم آلاف الأميال.. ففضلتُ أن أصهر ما أملك في قالب التدريب حينما يتعلق الأمر بالتفاعل المباشر مع الناس وأن أصهره في قالب التأليف حينما يتعلق الأمر بالتفاعل غير المباشر.. وهما قالبان متكاملان يخدمان بعضيهما البعض. 3ماهي اهم المحطات التي مررت بها وكانت دافعا لك على الاصرار ؟ ليس هناك محطةٌ أو سبب واحد جعلني أكثر اصراراً على المواصلة.. وقد أعزُو ذلك إلى أسباب عدّة أذكرها في نقاط: أولا: رغم كل ما سأدكره مما يلي فلا يُمكنني أن أتقدم أي خطوة للأمام اصراراً واستمراراً دون معُونة من الله سُبحانه وتعالى فمنهُ المبتدأ ولهُ المُنتهى وقد قال الشّاعر حكيم: إذا لم يكُن عونٌ من الله للفتى... فأول ما يجني عليه اجتهادهُ ثانيا: في حياة أبي - رحمات الله عليه - كان مجلسهُ عامراً كل يوم أمام بيتنا.. وكان مُهاب الجناب كثير الصّحاب يحبهُ الشّيب والشّباب.. عزيز النفس لا يطرقُ الأبواب.. يعرفهُ أهل المقامات والأقدار لا يشُوبُه سراب.. ولكن بعد وفاته بأيام قلائل أحسستُ أن سُور المهابة الذي كان يحُوطنا قد انهار فاقتحمتنا أعينٌ واستصغرتنا أخرى.. ولم نعد نحسّ بالأمان ويومها فقط قرّرتُ أن أبني سُوري وحدي.. فسُورُ أبي رحل معه.. ثالثا: مذُ كنتُ صغيراً وأنا أهوى مُساعدة الناس بما قدر لي الله من معرفة أو إمكانات.. وقد كبر في هذا الحب.. ومازال يسكنني وآمنتُ أن لا بر يزورني إلاّ إذا بادرتُ بالإنفاق ممّا أحب مصداقاً لقول ربي* لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا ممّا تحبون* وأنا أحبّ كلّ ما تعلق بالعلم والأدب وكل ما يعزّزُ الفكر الإيجابي ويبنى الانسان ويُحسنُ المُجتمعات ويطور المهارات الناعمة والدّاعمة.. فقررتُ أن أنفق منها ما حييت بالقدر الذي أنعم به عليّ ربي. رابعاً: أعتقد بأن العوائق والمطبّات واللكمات والكدمات هي من تقوي أجسادنا وأرواحنا كذلك.. ففي كل مرّة نقفزُ على حاجز تكون ثقتنا أعلى بعدها وفي كل مرّة نتجاوز عائقا تكون مهارتُنا أجود بعدها.. أؤمن بأن الاصرار وليدُ الايمان بالفكرة حدّ الهوس.. كما اعتقدُ جازماً بأن أهم ركن للتميز في أي مجال في الحياة هو الاستمرار فهو في النجاح سرُ الأسرار.. ودوما أقول بأن القطرة تلوى القطرة تلوى القطرة فوق الصخرة تُحدثُ حفرة.. وهذه هي البرامج العقلية المثبتةُ عندي. 4في رصيدك الكثير من الدورات التدربيبة التي قدمتها حدثنا عنها قليلا ؟ ما أقدمه من دورات أو برامج تدريبية غالبه يُطوف حول بناء الانسان وتطويره.. وأركزُ على محورين أساسين الجانب القيادي والجانب التربوي.. فأهم الدورات التي تغدي الجانب القيادي دورة فنُّ الإلقاء وأركز فيها على صناعة كاريزما المتحدث المؤثر وأما في دورة هندسةُ تسويق الأفكار فأركز فيها على كيفية تحويل الفرد من فاعل إلى فعال إلى رقم صعب إلى قُطب نجاح إلى مُلهم.. وأمّا في خماسيات تطوير الذات فهي تركيز على تبيان مراحل نمو وتميُّز الفرد إذا أراد أن يكون مؤثراً.. وأما الدورات الداعمة للجانب التربوي فمنها ما هو موجه للتلاميذ في المؤسسات التربوية كدورة الدفع الرباعي لطلاب النهائي ومنها ما هو مُوجه للأساتذة كمهارات التواصل الفعال ومنها ما هو موجه للآباء والأمهات في كيفية دفع أبنائهم للتفوق والنجاح.. ومن الدورات الخاصة ما هو موجه لنزلاء السجون أين نشتغل على تغيير قناعاتهم وزرع القة والأمل في نفوسهم والايمان بأنهم يستطيعون أن يكونوا أفضل.. بإذن الله.. 5اذكر لنا اهم الملتقيات والمعارض التي شاركت فيها واهم الرسائل التي وجهتموها للملتقي من خلالها ؟ لقد أكرمني ربي بالمشاركة في ملتقيات عدة ومع اختلاف عناوينها إلا أنها تتفق جميعها في أنها تريدُ النهوض بالأمة من خلال النهوض بوعي الفرد... وأذكر منها الملتقى الدولي للشباب *القدس أمانتي* بتونس الشقيقة والذي يتضمن رسالة جلية مُوجهة لكل فرد مسلم مفادُها أن القُدس كما كانت من قبلُ قبلتنا الأولى فهي اليوم قضيتنا الأولى.. وهي بمثابة البوصلة التي بها نُحددُ صحة الإقبال نحو الحق من الابتعاد عنهُ.. كما كانت لنا ملتقيات تُعنى بالقرآن الكريم ودروسا ومواعظ من خلالها تتشربُ الروح من رحيق النبوة فيتحرك الفرد على بصيرة.. وملتقى يعنى بصناعة أدب الطفل حيث ركزنا في على مراحل التنشئة الصحيحة لبناء فرد مبدع ومؤثر وغيرها من الملتقيات التي أسأل الله أن يُبارك بذارها وثمارها.. 6 يقال ان الاستثمار في العنصر البشري دافع قوي لتطور اي بلد فما هو تعليقك خاصة انني لاحظت من خلال دوراتك انك تقترب من هذا القول بطريقة غير مباشرة فجل دوراتك تنمية لذات وصناعة الوعي ؟ إي نعم فالفرد للمجتمع كاللبنة للجدار.. فإذا أردنا جداراً متينا قوياً فواجب علينا أن تكون لبناته متينة قوية.. فأما إن سُئلت ما هي أهم الجوانب التي لابدّ أن تُبنى في الفرد؟ لأجبت هُما جانبان لا ثالث لهما: جانبُ التعليم وجانبُ التربية.. فالتعليم في مُنتهاه يعطينا إنساناً كُفء والتربية في منتهاها تعطينا إنساناً نزيها.. وإذا اجتمعت الكفاءة بالنزاهة أعطتنا فردا مستعداً لإقامة صروح المُجتمع ونهضة الأمة.. تخيل معي كل الأفراد من المعلم والطبيب والقاضي والمسؤول والنجار والصباغ والمهندس والحارس والجزار والخضار وكل هؤلاء لهم كفاءةٌ ونزاهة والله سيكون الحال غير هذا الحال.. ولا أحتاج لأبرهن بدليل نظري عن هذا بل يكفي أن نتصفح شيئا من أحداث التاريخ.. لنفهم كيف قامت الدول ونهضت الامم وكيف سقطت.. من حضارة بلاد الرافدين شرقا إلى الاندلس غربا.. فالقاعدة الضابطة هي زرعُ نية الاصلاح وسقيها بالعلم والتربية لنجني ثمار الكفاءة والفكر والنزاهة والعدل وهكذا تعود لنا عزتنا وسُؤددنا.. 7نذير باحث ومدرب وكاتب وله ناصية في الشعر أيضا اذا سألتك أيهما اقرب اليك أين ترى نفسك أم. كلهم يشكلون حلقة شخصيتك ؟ لا أكذبكُم الأمر فلم أكن أعترف يوماً بالحدود بين المعارف والفنون فلا مسافة بين الرياضيات والادب كما لا أرى بوناً بين التدريب والشعر.. لكنني أرى بأن الانسان من حقه أن ينهل من جميع ما يمكن أن يتعلمه ويتقنه وله أن يتكلم في الفنون ما بلغت به صهوته.. على شرط أن لا يكون فيها تعارض.. فالبحثُ عن الفكرة والتدبر فيها ومطاردة المعاني لا يتعارض مع السباحة في بحور الوزن والقافية كما لا يتعارض مع الوقوف على المسرح لعرض مهارات الاقناع والحوار والتفاوض وغيرها.. فما أستطيع قوله هو أنني لا أنسب نفسي لإحدى المجالات لكنني أهواها بقدر ما يملأ شغفي إذا حان موعدها.. فتكاملها أنا وأنا تكاملها.. وهذا نهجي ومنهجي ولن أحيد عنه ما أحياني ربي. 8لك زاوية موضوعية ورؤية دقيقة. في عديد المواضيع وهذا. ما تجسد حرفيا في بعض المقالات التي كتبتها لو تحدثنا قليلا عنها ؟ هذا من أدبكم من الجم وحسن ظنكم بما نقدمه.. فبارك الله فيكم.. أما بالنسبة للموضوعية والدقة في طرح المواضيع التي أختارها فدوما أُلزمُ نفسي بهذه المبادئ التي إن أسقطنا إحداها قد نقع في دائرة التطرف أو الشخصنة أو الفتنة أو التعالي عن أراء الآخرين وقد أعددُ أهمها وهي: - عدم إبداء رأيي في أي موضوع. - عدم استسهال اطلاق الأحكام على الآخرين.. - عدم استعمال القطعية إلا في ما قطع فيه الشّرع.. - عدم استعمال الحدة المؤججة للضغائن والفتن.. - عدم التفرد بالخيرية والملائكية فكلنا بشر نخطئ ونصيب.. - عدم تغليب العاطفة على العقل.. هذه تقريبا أهم القواعد التي أنطلق منها وأضبط بها مقالاتي وآرائي قدر المستطاع وما نحنُ إلا بشر نسعى دوما لنكتب الأنقى ونقدم الأفضل والاجمل والله وحده المُسدد. 9حدثنا عن مؤلفك الموسوم بأكسجين الفكر وماذا يحمل ببين طياته والرسالة التي وددت نقلها للقراء من خلاله ؟ أكسجين الفكر ، كتاب حاولتُ من خلاله شحذ همم الأفراد بهدف دفعهم للحركة على الارض من أجل ترك بصماتهم فقمتُ بطرح بعض المفاهيم حول المبادئ والقيم المتعلقة بالفرد والمجتمع من زوايا متعدّدة.. بهدف تغيير الكثير من القناعات الخاطئة وترسيخ قناعات صحيحة مكانها.. فركزتُ فيه أساساً على تأثيث العَقل الذّكي.. وتثبيت القَلبُ النّقي.. وتحفِيز الإيمان القَوي.. وتَوجيه السُّلوك السّوي.. قَسمتهُ إلى ثمانيةِ مَحاور.. فبدأتُ فيه ببرمجة الفرد في محاوره الأولى انتهاءً ببرمجة اهل الرأي والشأن في المجتمع.. انطلاقا من اللبنة إلى الجدار.. وقد لاقى قبولا واسعاً وبلغتني تعاليق عنه جد مُشرفة ولله الحمد والمنة. 10ماهي المواضيع التي تعطيها حصة الاسد من خلال دوراتك ومحاضراتك وهل تراعي في ذلك متطلبات الفرد الجزائري المثقف ؟ أكيد نحن في حديثنا مع عامة الناس لا نقصي المثقفين منهم فقد حضر في برامجي عديد القامات من دكاترة ومحامين ومهندسين وأساتذة جامعيين ومدراء مؤسسات ومستشارين وطلاب جامعة وكُتاب ونواب كما حضر عندي بسطاء الحرف والمهن والحمد لله فقد تدرّب على يدي أكثر من 3000 مُتدرب.. ومن أهم المواضيع التي أركز عليها هو فن استمالة الجماهير في قمتها الالقاء والاقناع والتفاوض والحوار.. وكذا التّفكير الإيجابي والوعي والتّحفيز والإبداع والقيادة والتخطيط وكل ما يتعلق بالتربية.. فهذه أهم المحاور التي أطوف حولها وأدرك يقينا بأنّ التركيز عليها وبثها في الفرد هو من يقويه ويجعله يترك أثراً بيّناً وقيمة مضافةً على الأرض.. 11في رايك وحسب خبرتك على. من يطلق لفظ مدرب وماهي الشّروط والاساسيات التي يجب ان تتوفر فيه ؟ كل فرد يقوم بالعملية التدريبية بعد أن يتخرج من دورة تدريب مدربين.. وبعد حصوله على الشهادة من الأكاديمية أو المركز المعتمد والمتخصص تحت اشراف مدربين مهرة يمكن أن يطلق عليه اسم مدرب.. لكنّ الواقع والميدان يثبتان أن مهمة التدريب أصعب بكثير من ذلك فلا يكفي أن تحصل على شهادة فقط لتكون مُدرباً ماهراً.. فالمدرب على الورق ليس كالمدرب في الميدان.. ولو سئلتُ ما هي الأساسيات والشروط ؟ لقلتُ بأن المُدرب الماهر سيتجلى من خلال قدرته على إنفاذ أهداف هذه العملية التدريبية.. ولكن تتقدمُها شروطٌ مرافقة لكي يكون أكثر تأثيراً وعمقاً وهي: - الايمان وحُب الرّسالة التي يقدمها.. - الصلابة الذهنية والمرونة الحركية في إيصال أفكاره.. - يقدم قيمة مضافة للمجتمع وله بصمات وآثار لا تخطئها عين.. - يملكُ القدرة على إثراء مادته بالمعارف.. - يملكُ القدرة على إكساب متدربيه مهارات عالية.. - يملك القدرة على تغيير قناعات المتدربين.. لماذا نقولُ هذا ؟ لأنه شاع في السّاحة من يمتلكُون الأوراق والشهادات والنياشين لكن لم يحققوا آثاراُ حقيقية ملموسة في الميدان للأسف.. والله اعلم.. 12 لو قلت لك اختصر رحلة نجاحك في جملة . ورسالتك الحياتية. في جملة فماذا تقول ؟ في كلّ خطوة أتحركً فيها نحو الأمام أُحدّثُ نفسي أنْ يا نذير.. آمِنْ بذاتك.. ففي البداية يتجاهلُونك ثم يسخرُون مِنك ثم يُحاربُونك ثم تنتصر.. كما قالها غاندي.. أمّأ رسالتي التي في الحياة فهي صناعةُ فردٍ واعي بفكرٍ إيجابي بنّاء من أجل النُّهوض بالأمة.. 13 ماهي أهم انجازاتك المحققة الي اليوم وأهم مشاريعك وأهدافك المستقبلية ؟ حفاظي على رسالة واحدة هادفة وهي الاستثمار في الجانب العقلي والرّوحي للأفراد مع اختلاف الجماهير التي تبثّ إليها.. بالنسبة لي هي أهم انجازاتي.. بطريقة أوضح دائما ما كان همّي كسر جُدران الأكاديميات وتجاوز المنصّات التي كثيرا ما يقف عليها المدرّبون إلى مساحات أوسع أكثر حاجة ليد تُرشدُهم.. ولله الحمدُ قدّمتُ دوراتي إلى شريحة كبيرة من نُزلاء مؤسسات إعادة التّربية والتّأهيل في عديد ولايات الوطن وقد كان التأثيرُ واضحاً و جلياً فيهم.. أمّا خارج أسوار السُّجون فمنطلقاتي كانت دائما تشخيص داء المُجتمع ووصفُ دواء لهُ بدورات تدريبية تطبيقية تستثمر الأفكار وتُنمّيها لا بمجرد حملات تحسيسية مناسباتية فقط... وبالتالي حرصي على استهداف الشباب وتوجيههم بطموحاتهم نحو السكة الصحيحة . لذلك أقررُ المواصلة كلّما رأيت ثمار الجُهد فيهم أو في أمثالهم فلا تهمني مشقة الطريق ولا يحبسني عذر عنائها.. أمّا من الناحية المادية فلي كتاب سبق و أشرتم إليه.. أكسجين الفكر وبحول الله لن يكون الأخير.. أما عدد الدورات أو المؤتمرات والملتقيات فما هي إلا تحصيل حاصل لشاب طموح ركب قافلة التدريب والكتابة في رحلة مليئة بالتّحديات من الجنوُب نحو الشمال.. أمّا عن مشارعي المستقبلية فهي مواصلة في ذات الرحلة للتأليف والتدريب وصناعة الانسان. 14كلمة اخيرة ؟ لكلّ من وقعتْ عيناه على هذه العبارة عن قصد أو عن غير قصد واجهْ مخاوفك لتتجاوز مطبّات الحياة حتى تصل للقمّة التي تمنّيت أن تغرس بها علم اسمك لأنّ العوائق إمّا أن توقفك في منتصف الطريق أو تجبرك على أن تكون مبدعاً فكن مُبدعاً، نصيحة مني إليّ وإليك.. واعلم أنك تستطيع ليس لأنّني أقول بل لأنك أنت وبداخلك قرار أن تكون رقما صعبا من أن لا تكون.. فابدأ الآن.. وختاما يطيبُ لي أن أشكر حُسن ظنكم بي واختياركم لي في هذا العدد وتقديري لمنبركم ولشخصكم الراقي على أن أفسحتم لي هذه المساحة لأتواصل من خلالها مع القارئ العربي ، فدمتم موفقين، مميّزين وسبّاقين لكلّ خير. والسلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته. زاهي مليكة MZJ الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: السبت 14-01-2023 05:00 مساء
الزوار: 1548 التعليقات: 0
|