1س- حمدة السعيدي فنان تشكيلي تونسي معاصر أصيل الجنوب التونسي ما الذي تأخذه من المعاصرة ؟
ج- أولا يجب الوقوف عند مفهوم المعاصرة, فالفن المعاصر يفرض نفسه على الفنان وهنا يجب علي أن أكون منفتحا على التجارب والتيارات الفنية بجميع إختلافاتها, خاصة في البدايات لنجد موطئ قدم وسط هذا العالم وهنا تجد نفسك في صراع داخلي يؤدي حتما إلى تعبيرة فنية تنتمي لمكانها ولزمانها .

2س- لكل فنان خلفية فكرية وثقافية لأي مدى تأثرك بخلفيتك الفكرية و الثقافية وما علاقتها برؤياك الخاصة للفن التشكيلي ؟
ج- للحديث عن الخلفية الفكرية للفنان وجب أن نعي جيدا مدى إرتباطه بمكانه وبيئته ووطنه... لأن الخلفية الفكرية للفنان تطفو وسط متون كلماته وإيقاعات خطوطه وشخوصه التي يرسمها
ولعلي هنا أقول أن ما أرسمه نابع من ذاتي ومن مكاني ومن علاقتي بالآخر .

3س- يرتكز العمل الفني على جملة من المفاهيم والإشكاليات التي يحاول الفنان معالجتها بوسائط ووسائل مختلفة وهنا أجد أن هذا الفضاء المرسوم على لوحاتي هو فضاء أبيض شاسع لا يخيفني بقدر ما أجده يستقبلني صحبة شخوصي وخطوطي التي تتلاعب لتخترق هذا الفراغ هذا الصمت السكون لتبني عالم خاص يحيلنا الى صور من الذاكرة من اليومي من قراءتنا لما يدور حولنا ...

4س- حمدة السعيدي فنان تشكيلي له رؤية متفردة في الفن التشكيلي التونسي والمعاصر تحيلك على الجمالية والبساطة و التفاؤل هل فصدت ما أحلتنا عليه أم وجدت نفسك كذلك ؟
ج- كل ما أنتجه يكون دائما عن وعي بكل جزئيات وتفاصيل اللوحة, خطوط رقيقة تتلاعب بأشكال تجمع بين عالم غريب ملغز يولد بداخله حوار بين كائنات تتأرجح بين الحيوانية والإنسانية غايتها الإلتحام في جسد واحد وهي تتحرك في مجال واسع لا حدود له كل موقع يمكن أن يكون مركز الإنطلاق البصري وكل بداية يمكن أن تنزلق لتتزامن مع غيرها وفق عمارة الموقف البصري الذي يقتفيه التشكيل في رحيله من هنالك إلى عالم الممارسة التشكيلية .

5س- ما الذي تأخذه من المدارس التشكيلية أم خصوصيتك ترفض أن تكون لك علاقة بها ؟
ج- لا يمكن أن نتنصل أو ننفصل عن الجانب الأكاديمي, فأنا من خريجي المعهد العالي للفنون الجميلة ودرست جل المدارس الفنية لكن هذا لايمنع أن أكون في طور تأسيس رؤية تختلف عن ما يراه الآخر . تختلف وتتنوع أشكال التعبير من رسم خطي إلى حفر إلى صور فتوغرافية وغيرها لكن تبقى علاقة الفنان بالمودال وبمكانه علاقة متشعبة, بحث دائم عن أثر خاص يترجم رؤية خاصة أوفى للفاعل لتكون له تعبيرة ترجمان للذات ذات الفنان نفسه بمعزل عن الآخر. هذا المتلقي الناقد...الذي يفرض وجوده في كثير من المواضيع لكن ذات الفنان تأبى أن تكون محكومة بقواعد أو شروط . افبداع مهما كان مستواه أو شكله فإنه نتاج علاقة أفقية علاقة هوس بين الذات ذات الفنان واشيائه, ينظمها, يركبها ويجمع ملا يجمع, يحذف ويظيف في حوار بينه وبين كؤثثات مكانه التشكيلي فيفتح نافذة عن العالم المنشود .

6س- هذا معرضك الثاني وهو مشروع رسالتك الدكتوراه الذي يعرض الآن بقصر الصورة بمدينة صفاقس بعد ان سبق لك عرضه بالمعهد العالي للفنون الجميلة بقابس هل توقعت إستقبال المتلقي له بهذه الحفاوة الكبيرة وحميمية معه وهل ساعدك إصرارك على إستكمال الحلم بإخراج عصارة فنك في رؤيا خاصة ضاربة في عمق الهوية ؟
ج- في الحقيقةكنت متخوفا الى حد ما لكن كنت مؤمنا بأن أعمالي ستثير وستجلب كل محبي الفن في هذه المدينة وكنت أعرف أن المتلقي سيجد نفسه جاضرا في كل جزء من االوحة فالفراغ الذي يخافه سيكون فضاء للمرح وللسؤال . شكرا لمحبي الفن في مدينة صفاقس وللساهرين على فضاء قصر الصورة.

7س- أنت تعد لمعرض ثالث جديد ستكمل به نضج تجربتك الفنية ما الذي ستضيفه لخصوصية تجربتك من خلال هذا المعرض ؟
ج- طبعا أنا بصدد الإشتغال على مزيد تطوير هذه التجربة من أجل تحقيق الحلم . واترك لكم هنا الحكم على هذه التجربة وأكيد سيجمعنا لقاء آخر
لك كل الشكرفنان حمدة السعيدي عن هذا السخاء في الكلام عن الفن وعن تجربتك الفنية التي تبقى خصوصيتها واضحة ومميزة لكل من إطلع عليها . مع أجمل التمنيات بإستمرار هذا الحلم الفني.