تحدثنا بكل صراحة وشفافية ، كان للدكتور الفزازي ورقة عمل قدمها في الملتقى حول الصحراء المغربية ووحدة ترابها ، أما الشعر والأدب كان له مساحة كبيرة في هذا الملتقى بوجود مثل هذه القامة الأدبية ، وافق على طلبي بصفتي نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة عرار للشعر والثقافة والادب العربية بالانضمام إلى عضوية مجلس إدارتها فكان رده (هذا يشرفني وهذه أمانة تطوق عنقي وأنا بانتمائي الى ما هو أكاديمي ليس من حقي أن أقول لا فانا رهن الإشارة في كل وقت وحين حتى يمكن ان نعطي للكلمة حقها وحتى ان نعطي للثقافة حقها) ، نحن على موعد مع استأذنا الدكتور عبد السلام الفزازي في رأي ومقال ادبي دوري عبر عرار حتى يغني الساحة العربية  برايه النقدي ، جامعة أكادير تمنح الشاعرة وفاء عبد الرزاق الدكتورة الفخرية قريبا ،  سأدعكم تمتعون بهذا الحوار الكتابي والصوتي معا :

عرار:دكتور عبد السلام فزازي علمنا ان الشاعرة وفاء عبد الرزاق لها عدة فعاليات وأمسيات في جامعة أكادير وانتم تشرفون عن هذه الأنشطة وهل تعلمنا عن هذه الفعاليات وماذا سيتم بها؟
• شكرا يا صديقي العربي القح بالنسبة للقائنا مع الشاعرة العراقية العربية بالطبيعة الحال وفاء عبد الرزاق له جذوره بالنسبة لي تتبعها بشكل نقد واعي منذ فترة طويلة وبطبيعة الحال أنا في المغرب معروف صعوبة نقدي ونصوصها فرضت علي ان أتناولها وأتناول بعض جوانبها الشعرية بالنقد فبدئت بنشر بعض المقالات الحمامية وليس أكاديمية كما يقال عبر منابر ثقافية متعددة بدأ من بعض الدواوين أثارتني يوم إثارة وهكذا استدعيت اكتب دراسة نقدية مطولة في الكتاب الذي من خلاله كرمت في السويد بطبيعة الحال وكتبت دراسة عميقة جدا نشرت في هذا الكتاب ، وكذلك مدتني بنسخ من دواوينها فعملت لها قراءة نشرتها هنا في المغرب وكذلك في منابر عربية وكذلك حاولت ترجمتها إلى اللغة الاسبانية والفرنسية نشرت بها ، وهذا ما جعلني ومجموعة أكاديمية ثقافية في جامعة أكادير ونحن نتمنى إلى اتحاد كتاب المغرب ، وهذا قد اقترحنا بعد قراءتها من قبلي وقبل بعض الزملاء استضافتها ، هكذا تمت استضافتها انطلاقا من يوم 12 مارس الاثنين في كلية الآداب والعلوم الإنسانية  ويوم 13 في مدرسة التسير في أكادير وفي كليتنا الجديدة في تاريدونات وهي مدينة ولد فيها الرئيس السابق شيراك ويعيش فيها هو وزوجته وهي تسمى مدينة السوس العالمة (مدينة أكادير) ، ومن ثم مباشرة يوم 15 سنختتمها في مدينة تزبيت سيتم الاحتفاء بها .
وبرنامج الفعاليات على النحو التالي:
الدكتور عبد النبي ذاكر سيقدم الشاعرة وأنا سأتقدم مباشرة بعرض نقدي دقيق لأخر ديوان  كتبته ويشرفني ان يكون لقاء حميميا كنت احلم به ، دكتورة التي حضرتها في فرنسا لشاعر عراقي وهو سعد يوسف الشاعر العربي تحت عنوان (الموقف من خلال الشعر) من خلال هذه العراقية استطعنا ان نجتمع ثانية مع سعد يوسف ، اشتغلت فيه على الصورة وتبين لي انها شاعرة بما تحمل الكلمة من معنى ، وهذا ما جعلني في اطار تدريس الشعر العربي الحديث ان اقفز الى تدريس الشعر المغربي الحديث والان تدريس الشعر النسائي العربي وبدونها هذا الذي كتبته مقدمته ان يكون مقرراً في جامعتنا.
وفي هذا الإطار هناك مفاجآت اجتمعت مع رئيس الجامعة ان نفتح الأبواب على مصرعيا استقبال المثقفين العرب ، ولأول مرة أبوح لكم بسر حتى هي لا تعلمه فقرر الرئيس بعد اطلاعه على سيرتها الثقافية وبعد نقاشه معي قرر ان يتم منحها دكتورة فخرية من قبل جامعة أكادير.

عرار:أنت ناقد في الشعر العربي الحديث للأدب المقارن باللغة العربية والفرنسية والاسبانية ، كيف تجدون الشعراء العرب في خضم هذه الطفرة الأدبية ، كما تعلمون الآن نعيش  نحن في حالة أن الشعر الشعبي أو الفصيح يعيش في عصره الذهبي بعد المسابقات التي قامت بها دول عربية كثيرة ، من هذا المنطلق نريد رأيك بصراحة بهذه الطفرة؟
• شكرا على هذا السؤال الوجيه وهذا يذكرني بمقولة نزار قباني بطبيعة الحال التي اصطحبها معي اصطحابا عندما قال "أن يكون الإنسان العربي شاعرا في الوطن العربي ليس بمعجزة بل المعجزة ان لا يكون فكل الأطفال في بلادي عندما يولدون يرضعون من ثدي أمهم حليب الشعر وكل الأطفال في بلادي عندما يكتبون رسائل حبهم الأولى يكتبون شعرا وكل الأموات في بلادي عندما يموتن يكتب على قبورهم بيتان من الشعر "
فان يكون الوطن العربي شاعرا فنحن نعيش طفرة على هذا المستوى فقط عندي نقد ودائما أوجهه في المنابر هذه الطفرة النوعية في مشارق الأرض ومغاربها على مستوى الوطن العربي ، هناك إسهال بالنسبة للمبدعين ولكن مع الأسف الشديد لا يصاحبه النقد والنقد متأخر ، ونعرف ان دور النقد فهو يشدب وينقح ويوجه الشعراء فهناك أشعار وشعراء جدد وحداثة بالشعر ولكن أتسال فقط اين النقاد حتى يمكن ان نعطي هذه النوعية لهذا الشعر ، وهذه رسائله أضعها على عاتق اتحاد الكتاب العرب كما أضعها على الاكاديمين الذي لا يسهمون بهذا ، إذا تركوا كل شيء هكذا يعيش بهذا المطلق ويجب ان يقيد بالنقد والتقيد بمفهومه السلبي وإنما بمفهومه الايجابي.

عرار: نؤكد على ما طرحته دكتور انه في كثير من المهرجانات العربية التي قمنا بتغطيتها نوصي لإدارة المهرجان أن يتم أقامة جلسة نقدية لكافة النصوص الشعرية التي تم طرحها في المهرجان ، حتى يتم اختيار ومشاركة الشاعر الشاعر وليس الشاعر المستشعر  في هذا المهرجان ، والنقد يفتح المجال لمشاركة الشعراء وليس غيرهم؟
• أكيد اعتقد إنكم تطرحون أسئلة مصرية ارددها شخصيا ويرددها زملائي في مناظر أكاديمية محضة في الجامعات وكذلك في الملتقيات الشعرية ، وعندما نحتفي بهذا الشعر ان يكون هناك طاولة مستديرة لتقيم هذا الشاعر ولكن مع الأسف الشديد ان النقاد لا يجرئون على ذلك لست ادري ،  وهناك عندنا مرض اسمه نقد الاخوانيات إذا لا نؤدي وظيفتنا بشكل أكاديمي محض ، إذا النقد اظهر الجانب السلبي والايجابي وهكذا يستفيدوا منها شعرائنا وروادنا وهذه رسالة مهمة يجب ان نطبقها على المستوى الأكاديمي  وعلى مستوى النقاد والنقاد موجودين ليس في الجامعات فقط وأنا لا أتصور بان إبداع بدون نقد ولا نقد بدون ابداع ، وهذا ما نعينه ليس في الشعر فقط وإنما في الأغنية ومجالات أخرى ، إذا في غياب الشعر اعتقد إننا نغيب حتى هذه المسحة العميقة للشاعر ليعرف ان هناك قيود وضوابط ويجب أن نقوم بغربلة الشاعر من المستشعر.

عرار: اعتقد اننا وضعنا يدنا على الجرح ، المغرب والأنشطة الثقافية وانتم من رواد الشعر في المغرب كيف تقيمون دور المؤسسات الرسمية والشعبية في دعم الأدباء في المغرب؟
• والله في مثل هذا السؤال كما يقول الشاعر (تبكيه البواكي ) تعرف أن وزارة الثقافة في المغرب ميزانيتها صفر من رصيدها بالنسبة للثقافة وهذا يعكس كل شيء ، إذا ففي ملتقياتنا كئيبة جدا وحتى جائزة المغرب والله اخجل ان أعطيك قيمتها حتى على مستوى التشجيع ، فكنت أفضل ان تكون هناك شواهد عوض التعويض حتى في معرض الكتاب نحن اتحاد كتاب المغرب قاطعناه لمدة سنتين مع وزيرنا بن سالم حميش مع الأسف الشديد هو مثقف وأكاديمي روائي واعتقد انه طبق مقولة الجاحظ في البخل أصحاب الجمع المنع وعشنا في فراغا  لمدة سنتين ، ولكن مع الوزارة الجديدة هناك فسحة من الأمل ولكن يبقى دائما ان وزارة الثقافة تعكس الوجه الحقيقي لكل دولة وميزانيتها تعكس ثقافتها ، وألان الذي نشرئب إليه والذي نرنو إليه إن المجتمعات المدنية خارج المؤسسات السياسية هي التي تعطي نفسا جديدا للثقافة ، وهذا الانفتاح العالمي الكوني على عوالم عربية وغير عربية تجعلنا نهاجر بهذه الثقافة مع الأسف الشديد الى الغرب ومن ثم نعود إلى وطننا ليعترف بنا هذه إشكالية كبيرة ، وهناك أشياء غريبة بالنسبة للأجناس الأدبية التي تناولنها لم تعد هذه الأجناس بحاجة الى تذويبها ، الآن الشاعر يكتب بالرواية والروائي يكتب في الشعر، والآن نرى بعض مصطلحات النقدية شعرية الرواية ونستلهما من الشعر استلهاما  وبلاغة اللغة ، حتى بالنسبة للإشهار في الغرب أصبح جنسنا أدبيا  ونحن بالنسبة للأجناس الأدبية متوقفة ونحن بالنسبة للإشهار نحن سباقين وعندما نكون جالسين مع المستشرقين يقولون نحن كتبنا في الإشهار وانتم سبقتمونا ، ولكن هنا يجب على وزارة الثقافة ان تتصالح مع ذواتها كي نتصالح نحن المثقفون مع ذواتنا.

عرار:التواصل الثقافي بين الأدباء المغربة وزملائهم العرب هل هناك معيقات ، ونحن في ظل ثورة التكنولوجيا أصبح العالم قرية صغيرة ، سواء عن طريق تويتر او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ، طبعا نحن كوكالة أنباء عرار تجربتها لا أقول عنها ناجحة ولكن هذا ما لمسنه من المتابعين ، وفي ظل هذه الثورة وجود الكثير من السرقات الأدبية والكثير من المستشعرين ولكن كان لنا رؤيا وتوجه في إنشاء المنظمة العربية للإعلام الثقافي الالكتروني ، من أهدافها تفعيل القوانين العربية الناظمة لحقوق المؤلف ، ما تعليقك ورأيك بذلك؟
• أسئلتك تتطلب منا ساعات وساعات وهذه الأسئلة الظاهرة ، إبداء بشيء وهو الكتاب نحن نعرف إننا نتبادل على مستوى التجاري كل شيء سوى الكتاب ومع الأسف الشديد بين الدول الأشقاء ، حتى عندما اسأل طلبتي حتى بعض الأستاذة أن يعطوني اسماً جزائريا مثلا من الأدباء النقاد لا يستطيعون حتى بالجزائر، نتبادل كل السلع الا الكتاب ، وكذلك بالنسبة للمثقفين ونحن لا نتعارف إلا خارج أوطاننا ، والإشكالية الثانية طرحتها في مجامع ثقافية وفي لقاءات ثقافية كي اعرف أنا انتمي للقارة الإفريقية من المفروض أن أجد مادة تدرس هي الشعر الزنجي أو الأدب الزنجي لا أجده إطلاقا في الكليات العربية والمغربية بطبيعة الحال نحن ننتمي لهذه القارة وعندما أريد أن أتطلع إلى الأدب الزنجي وهو رائع، إذا أن اخرج إلى فرنسا لأجد هناك شعبة خاصة للأدب الزنجي ، مع العلم انه عندنا الفطوري وعندنا سوينكا اخذ جائزة نوبل ، ولكن تنفسنا الصعداء مع الثورة الالكترونية التي تحمل ايجابيات كثيرة  وسلبيات ، شانها شأن الخمر في منافع للناس ومضار ، ولكن منافعها أكثر ولكن يبقى ضبطها ويبقى فقط معرفة حقوق المؤلف بطبيعة الحال نحن لا نعرف عنها شيء وبطبيعة الحال هذه وصمة عار عندنا مثقف في الرباط كتب مجلدات حول حقوق المؤلف لا احد انتبه إليه مباشرة ، إذا الثورة التكنولوجية هذه والله كانت بوابة فتحت للمثقف يتنفس الصعداء فقط مفتوحة على مصرعيها كيف يمكن ضبطها وكيف يمكن غربلة الغث من السمين فيها هذا يتطلب مؤسسة كبيرة جدا يجب ان نتفق عليها بإجماع كي نعطي لهذه المؤسسة ولهذه الثورة مهيتها الحقيقية وضبطها ، ومادام إننا قفزنا إلى هذه الكونية فبدوري اعتبر نفسي مواطننا عالميا خارج هذه  الجغرافيا ، ويجب ان تفق معا ان نجعل هناك ضوابط كي نغربل كل ما يكتب ونعطي له صبغة رائدة في ظل هذه التكنولوجيا التي اعتبرها نعمة ما بعدها نعمة.

عرار : وفي نهاية اللقاء تم دعوة الدكتور أن يكون احد كتاب عرار حول النقد  وذلك  بمقال يومي أو أسبوعي ينشر في عرار ،  ودعوته للانضمام  لعضوية مجلس ادارة مؤسسة عرار للشعر والثقافة والادب العربية ؟
• هذا يشرفني وهذه أمانة تطوق عنقي وأنا بانتمائي إلى ما هو أكاديمي ليس من حقي أن أقول لا فانا رهن الإشارة في كل وقت وحين حتى يمكن ان نعطي للكلمة حقها وحتى ان نعطي للثقافة حقها ، واليكم مني نيابة عن زملائي في اتحاد كتاب المغرب والأكاديميين ألف تحية وألف محبة وألف سلام وجعل الله خطواتكم هذه خطوة مباركة وأكيد تكون مباركة وانأ مسرور بطبيعة الحال .

السيرة الذاتية للدكتور عبد السلام فزازي:
د.عبد السلام فزازي أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير.
- عضو في اتحاد كتاب المغرب.
- عضو في مجموعة البحث الأكاديمي للدب الشخصي.
- عضو في مجموعة البحث للترجمة والثقافة العالمية.
- عضو في المسرح الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.
- أستاذ لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها منذ 1986.
- مدير الدروس لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير.

صدر له عن منشورات الكلية « مقالات في الأدب واللسانيات » وهو كتاب مشترك مع ثلة من الأساتذة الجامعيين سنة 1995.
- سيرة ذاتية:أبوح عذرا وامضي / ذاكرة معطل.منشورات حلول تربوية.دار وليلي للطباعة والنشر مراكش.1998.
- أحلام هاربة/ منشورات سليكي إخوان طنجة 2005
- الزمن العربي الرديء دار العلوم والآداب بيروت،2005
- آه يا زمنا خلته، دار العلوم والآداب بيروت، 2005
- لا تصالح من لم يعتذر، دار العلوم والآداب بيروت، 2006

صدر له عن منشورات الكلية « مقالات في الأدب والثقافة » وهو كتاب مشترك مع ثلة من الأساتذة الجامعيين سنة 2002.
- أحلام هاربة، الدار العربية للعلوم بيروت، الطبعة الثانية، 2005
- رواية: صهيل الذاكرة، الدار العربية للعلوم بيروت، الطبعة الثانية، 2005
- رواية: آه يا زمنا خلته، نالت جائزة دار النعمان للثقافة سنة 2003 مع العضوية الفخرية ، تم نشرها في دار النشر:kotobarabia.com
- كتاب: الزمن العربي الرديء: kotobarabia.com

تحت الطبع كتاب « في الترجمة »
- رواية « لم ترحلون... ! »
- ترجمة لكتاب « اللغة الصامتة » لمؤلفه الأمريكي : EDWARD T. HALL
- لا تصالح من لم يعتذر، مجموعات مقالات صدرت بمناسبة: هيئة الإنصاف والمصالحة، نشرت في جريدة النهار المغربية، وستصدر في القاهرة

عرار تنشر الحوار بالصوت والصورة :