الكتاب ستكون مسيرتنا ضمن التميز والإبداع مع المبدعين من شتى بقاع الأرض من المحيط إلى الخليج فأهلا بكم قراء ومتابعي وكالة شبيب فكما عودناكم على التميز والمصداقية والاحترام المتبادل بيننا أيضا سنتميز بما نقدمه لكم ومع أولى سلسلة لن تنتهي إن شاء الله من الحوارات واللقاءات نبدأ وضيفي لهذا اليوم الأستاذ والمفكر الكاتب احمد القاسم
***أسعدت صباحاً أستاذ احمد .
*****صباحك سعيد سيدتي
***الهوية الشخصية للأستاذ احمد؟؟
******انا من مواليد مدينة القدس، وأمضيت فترة طفولتي وشبابي بنفس المدينة، درست في جامعة عين شمس علوم زراعية مارست العمل الإعلامي لمدة أكثر من ثلاثون عاما عملت في عدة دول عربية كاليمن والكويت والعراق والأردن وفلسطين، متزوج ولدي ستة أبناء كلهم خريجي جامعات منهم بنتان يحملون درجة الماجستير، والباقي حاصلين على البكالوريوس، أنا ناشط إعلاميا وسياسيا واجتماعيا وفي مجال حقوق المرأة.
***ما هي الهواية المفضلة لدى الكاتب غير الكتابة طبعا؟
*****أفضل هواياتي الكتابة ومن ثم القراءة والنشاطات الاجتماعية وخاصة المتعلقة بحقوق المرأة وحضور الندوات والمؤتمرات، هناك هوايات رياضية كالمشي ولعبة الشطرنج وسماع الأغاني ومشاهدة التلفاز.
***هل كان عملك يوما عائقا في حياتك، فسيرتك الذاتية حافلة؟
******العمل أحيانا كان عائقا كبيرا في حالات السفرـ لكن العمل بحد ذاته متعة كبيرة والإنسان بلا عمل لا يستطيع العيش مطلقاً فالعمل متعة، ولكن علينا أن نخلق توازن بين العمل والمتع الشخصية الأخرى الترفيهية.
***كيف ينظر احمد القاسم للمرأة والرجل في المجتمع العربي ؟
*****احترم المرأة جدا جدا جدا، لأنها إنسانة رائعة تتمتع بالكثير من المزايا الإنسانية والعاطفية ولديها كفاءة منقطعة النظير إذا أعطيت الفرصة للتعبير عن ذاتها بحرية دون التدخل بعملها وفكرها وحريتها الشخصية، وأنا حقيقة مع المرأة ظالمة او مظلومة، لأن المرأة عانت من ظلم المجتمع لها عبر آلاف السنين وهناك عادات وتقاليد ظالمة وقاسية جدا تحد من حرية المرأة وعملها وتعليمها وانطلاقتها في المجتمع وأنا اتخذت شعارا لي وهو : وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل،
أما الرجل فهو شخصية مستبدة وظالم جدا للمرأة ويريد السيطرة عليها بالكامل والتحكم بها بالكامل ولا يسمح لها بالتفوق عليه، واثبات جدارتها عليه، فهو يحاول طمسها كثيرا ولا يقف إلى جانبها مساندا لها رغم الأعباء الكثيرة التي تقوم بها في المجتمع كالعمل والعمل في المنزل وكونها زوجه أيضا وتلاقي ظلم الأب والأخ والزوج وبشكل عام من جميع الذكور مع أنها هي نصف المجتمع وهي من ربت الذكور جميعا بعطفها وودها وحنانها، وهي من ضحت وتضحي من اجل الذكور جميعا في مختلف أعمارهم خاصة الزوج والابن ولكن مع الأسف كل هذا يتلاشى أمام عنجهية الرجل خاصة إذا كان زوجا، طبعا أنا لا أعمم على كل الرجال فالرجال المثقفون لا اعتقد يمارسون كما الرجال الجهلة اتجاه المرأة طبعا العادات والتقاليد الاجتماعية العربية بشكل عام تحط من قيمة المرأة كثيرا، على الرغم من آن المرأة بالعصر الحديث نالت الكثير من حقوقها الاجتماعية والسياسية، وان كان وضعها يختلف طبعا نسبيا من مجتمع لآخر وأكثر من يعاني من ظلم المجتمع لها بشكل عام هو المجتمع الخليجي وخاصة في السعودية، وهناك التنظيمات الدينية الإرهابية التي تحد من حرية المرأة وتعمل على تكميمها وتعمل أيضا على إرهابها وقتلها في أحيان كثيرة إذا أخطأت خطأ بسيط فالرجل ظالم للمرأة كثيرا ويتحمل نتائج ظلمه للمرأة وتعنيفه لها لذلك اتخذت شعاري أن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل وكذلك مع المرأة ظالمة أو مظلومة.
***تناصر المرأة ظالمة آو مظلومة وتقف في وجه الرجل رغم انك رجل أيضا؟
*****نعم هذا صحيح، لأنني حقيقة اشعر أن كل معاناة المرأة سببها الرجل، فهو السيد وهو الآمر الناهي، هو يستعبد المرأة وهو من يغتصبها ولكن الحد يقام على المرأة فقط والرجل لا يحاسب والمرأة الزوجة والعاملة تعمل في المنزل وخارج المنزل وتربي الأبناء والزوج يستولي على راتبها ويعنفها ويهينها كثيرا ويحط من مقدارها، طبعا انأ أتكلم بشكل عام عن المرأة العربية في كافة المجتمعات وكما قلت سابقا هذه الممارسات تختلف من مجتمع لآخر، ولكن الظلم الواقع على المرأة واحد ومعظمه من قبل الرجل الأب أو الأخ أو الزوج وحتى الابن، وهناك ثقافة ذكورية في المجتمعات العربية تحط من قدر المرأة منها : أن المرأة ناقصة عقل ودين، والمرأة والشيطان رضعا من ثدي واحد والمرأة جسمها عورة وصوتها عورة وحتى اسمها عورة، وثلثي أهل النار من النساء والمرأة خلقت من ضلع آدم الأعوج فلا تحاول إصلاحه كي لا ينكسر، وغيرها من المفاهيم الظالمة والمستبدة بحق المرأة.
***هل آنت مع حرية المرأة في مجتمعنا العربي واستقلالها في حياتها؟
*****أنا مع حرية المرأة بقدر حرية الرجل ويجب أن لا نميز بين حرية المرأة والرجل، فمن حق المرأة أن تمارس كل ما يمارسه الرجل، لأن كليهما إنسان ولديهم نفس العواطف والإحساس ، فلا يجوز التمييز بينهما بالتصرفات، ولكن مع الأسف إذا أخطىت المرة أو أقدمت على هفوة ما يقال لها هذا عيب أو حرام أما الرجل فلا يسال مطلقا كونه السيد وأمره مطاع وهو الحاكم بأمره، أيضا انأ مع استقلالية المرأة في كافة الأمور مساوية للرجل، مع انه مجتمعنا العربي تحكمه تقاليد مستبدة وبالية، لكن على المرأة أن تتحمل وتتحدى هذه العادات والتقاليد البالية وعليها أن تضحي مهما كانت النتائج فالحرية لن توهب لها بل عليها أن تنزعها نزعا، ومن يريد حريته عليه أن يدفع الثمن فالحرية متعة عظيمة جدا، وثمنها غالي جدا وكما قال سيدنا عمر : متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.
***ما الذي دفع بالكاتب احمد القاسم لتبني قضايا مناصرة المرأة العربية أينما وجدت؟
*****كما قلت لك سابقا، اشعر بغبن كبير يقع على المرأة وتحميلها كامل المسؤولية، مع أن المرأة نصف المجتمع وهي أمنا واختنا وبنتنا وزوجتنا أيضا فهي كل شيء في حياتنا وهي من تضحي بحياتها من اجل أبنائها وحقيقة لا تملك الوقت الكافي كي تستمتع بحياتها فهي أسيرة البيت ولا تستطيع التخلي عن أبنائها فهي مقيمة في منزلها حارسة عليهم بينما الرجل حر وطليق، ومع هذا فهو يظلم المرأة في تعامله معها يوميا وإنا لدي على الشبكة العنكبوتية أكثر من أربعون قصة قصيرة وهي قصص واقعية صرحت بها سيدات عربيات لي من ظلم أزواجهن لهن وهذه القصص فقط نماذج من معاناة المرأة من الرجل المتخلف، فهذا حقيقة اثر بي كثيرا فعملت على تبني قضايا المرأة والدفاع عنها في كافة المجالات وحثها على نيل حقوقها وحريتها وشحذ هممها والانطلاق إلى الأمام بدون خوف أو وجل، لأنها حقيقة تملك شخصية رائعة وخلاقة وهي شخصية ذكية أيضا وكلمتها مؤثرة جداً وقد اثبت نجاحا في كافة المجالات العلمية والتعليمية والدراسية والاجتماعية خاصة في المجتمع السعودي وهو أكثر المجتمعات العربية ظلما للمرأة.
***هل تعرضت للانتقاد والمهاجمة من الرجل كونك نصير للمرأة؟
*****تعرضت طبعا من بعض الرجال المتخلفين فكريا واجتماعيا ومن رجال دين إرهابيين لا يؤمننون بالمرأة وحريتها وحقوقها الاجتماعية وفقا لحرية وحقوق الرجل، ولكنهم قلة قليلة ولكن معظم الرجال المثقفون والشباب الواعي كانوا يقفون معي وهذا يظهر من تأييدهم لكتاباتي على الشبكة العنكبوتية في مقالاتي التي أدافع بها عن المرأة وحريتها، ومع الأسف هناك سيدات متخلفات وقفن ضدي أيضا كونهن مستعبدات وجبلن على حياة الخنوع والذل والاستكانة فرضوا بواقعهم واستلذوا من حياة العبودية وهم لا يعرفون عن حقوقهم شيئا كما تعلموها من بعض المستبدين من حولهم من الرجال سواء كانوا أزواجا آو غير ذلك، ولكن بشكل عام الرجل بدأ ينهار أمام حقوق المرأة وبدأ يستسلم لها في كثير من أمورها وفي بعض المجتمعات العربية حاولوا تقييد المرأة والرجوع بها الى الخلف وسحب ما حققته من مكتسبات أثناء تاريخ نضالها الطويل، ولكن من يقف ضد عجلة التقدم والتاريخ فالحياة كفيلة بسحقه وتدمير أفكاره الرجعية والبائدة والمستبدة.
***من هي المرأة التي استطاعت أن تبكي احمد القاسم؟
*****المرأة الوحيدة هي أمي حقا، فقد كنت لا استطيع تحقيق رغباتها وطموحاتها والأخذ بيدها كما يجب والوقوف إلى جانبها، فقد شعرت بالعجز فعلا أمام مساعدتها خاصة أنها كانت على حق وهي تعيش ضمن مجتمع ذكوري فاسد ومستبد وظالم ووالدتي اذكر أن والدي فرض عليها لبس النقاب وكانت تطالب دوما بخلعه، وحقيقة اذكر أنها حقا تمكنت من نزع النقاب وخرجت بدونه وكنت غير واعي كثيرا يومها ووقفت إلى جانبها وهذا الكلام حدث واذكره تماما في أوائل الخمسينات .
***السؤال الأخير أستاذ احمد؟
كلمة حب لمن توجهها وكلمة عتاب لمن تقولها ؟
*****الحب وكلام الحب أوجهه للمرأة فهي رمز الحب وهي خلقت كي نحبها ونحترمها، والمرأة هي رمز العطاء ورمز الحياة فالحياة بدون حب لا قيمة لها وكذلك الحياة بلا امرأة لا قيمة لها فالحب كل الحب أوجهه للمرأة فهي التي علينا حبها واحترامها والأخذ بيدها والوقوف إلى جانبها مساندين ومساعدين وداعمين لها، أما العتاب فانا أعاتب الرجل لعدم وقوفه بعد إلى جانب المرأة والأخذ بيدها مناصرا وداعما ومساندا لها، فلولا المرأة لما كانت حياة الرجل بكل هذا الرخاء والتقدم والازدهار فالمرأة هي الحاضنة وهي المربي وهي المعلم وهي من خلقت عواطفنا وهي من جعلت للحياة معنى .
***كلمة أخيرة يقولها احمد القاسم لمن يوجهها؟؟
*****انأ أوجه كلمتي الأخيرة للمرأة واشد على يديها واقف إلى جانبها مساندا ومشجعا لها كي تعمل بكل جدية وإصرار بان تطالب بحقوقها وحريتها مهما عانت ومهما واجهت من تحديات وصعوبات في هذا المجتمع العربي الظالم والجاحد لحقوقها عليها أن تتحمل كل ما ينالها من قسوة في سبيل حريتها وكرامتها فالحرية ثمنها غال جدا فعليها إذا أرادت حريتها أن تدفع الثمن ولا تهتم بالعادات والتقاليد البالية التي أكل عليها الزمن وشرب، وكما قال الله تعالى : إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وطريق المرأة طويل يحتاج إلى وقوف الرجال والشباب المثقف من اجل تحقيق مكاسب وحقوق المرأة العربية ويجب أن نتخلى عن عاداتنا وتقاليدنا البالية، ومتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، وكذلك أقول: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين لا إكراه في الدين.
أشكرك أستاذ احمد لوقتك وللحوار الشيق .
انتهى الحوار بين اوسمه فودة واحمد القاسم.