|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
هيام ضمرة.. صوت الأدب
عاشقة
الصحراء :
ماهر باكير دلاش هيام ضمرة، اسم يتردد في فضاء الأدب كأغنية تحمل عبق الأصالة وروح الإبداع. ليست مجرد كاتبة أو شاعرة، بل هي حالة أدبية متفردة تنساب بين الكلمات لتلامس أعمق مشاعر الإنسان وتُضيء زوايا الروح المظلمة. في عالم الأدب الذي يضج بالأصوات المتنوعة، تبقى هيام ضمرة واحدة من أولئك الذين يستطيعون إعادة تشكيل الكلمات لتصبح أكثر من مجرد تعبير، بل رسائل تنبض بالحياة.
في نصوصها، يتجلى الشغف الحقيقي بالكلمة. فكل كلمة تكتبها هي تأكيد على قوة اللغة كأداة للتعبير عن أعمق الأسرار النفسية. تتنقل بين الأبعاد المختلفة للكلمات، لتُطوّعها بحيث تصبح جسراً يصل بين التجربة الشخصية للكاتب والوجدان الجمعي للقراء. في أعمالها، لا نرى مجرد سردٍ للأحداث، بل نعيش تجربة شعورية تتجاوز حدود النصوص، فهي تمتلك القدرة على نقل القارئ إلى عالم آخر، حيث يعيد اكتشاف ذاته. هيام ضمرة ليست مجرد كاتبة، بل هي فنانة تخلق عوالم متعددة من خلال كل نص تكتبه. تقدم لنا صوراً حية للمشاعر الإنسانية، وتحول التفاصيل اليومية إلى لحظات غنية بالدلالات والجماليات. كتاباتها هي تمازج بين البساطة والعمق، فتستطيع أن تأخذ أبسط الأفكار وتحولها إلى لوحات شعرية تضج بالمعاني. فحينما تكتب عن الحياة، تعيد تشكيلها بطريقة تجعل من العادي استثنائياً، ومن التكرار عملاً فنياً يُنير الطريق. في أعمالها، نجد جماليات التصوير الذي يجعل من اللغة إيقاعاً يشبه النغم الموسيقي، حيث تحمل الكلمات زخماً عاطفياً يتناغم مع القارئ. هي قادرة على تحويل الكلمات إلى حياة نابضة، تنقل القارئ من عالمه الخاص إلى عوالم أوسع وأرحب، حيث يشعر القارئ وكأنه يكتشف نفسه من جديد في كل جملة. لكن ما يجعل هيام ضمرة تبرز عن غيرها من الكتاب هو قدرتها على نقل الهواجس الداخلية للإنسان، وتحويلها إلى نصوص قابلة للتفاعل والتمثل. هي لا تكتب فقط لتعبّر عن تجربتها الخاصة، بل تكتب لتكشف عن تجارب الآخرين، عن تناقضاتهم، آمالهم، وآلامهم. وفي كل مرة تقلب فيها صفحات كتاباتها، تجد أنها تخاطبك أنت شخصياً، وكأنها تعلم ما في أعماقك دون أن تذكره. هيام ضمرة لا تقتصر في كتاباتها على موضوع واحد، بل تتنوع اهتماماتها لتشمل قضايا إنسانية شتى، من الحب والقلق إلى الأمل والإحباط، لكن القاسم المشترك بين كل نصوصها هو استمرارية البحث عن الحقيقة. هي لا تكتب لمجرد السرد، بل تكتب لتُحفّز القارئ على التفكير والتأمل، على المضي قدماً في رحلته الخاصة نحو الفهم العميق لحياة الإنسان. صوتها الأدبي لا يكتفي بأن يكون مجرد صوت مسموع، بل هو صوت يبقى في أعماق الذاكرة، يدفعك للتفكير في كل كلمة كتبتها بعد أن تنتهي من القراءة. إنها تظل في ذهنك، ليست فقط لأسلوبها الأدبي، بل لأنها تترك أثراً فيك. أدبها ليس له بداية أو نهاية، بل هو حالة مستمرة، تستمر في التأثير والتغيير. هيام ضمرة، في النهاية، ليست مجرد كاتبة بل هي تجربة إنسانية شاملة تعكس بها آلام الإنسان وآماله، وتوثق لحظات من الحلم والخيبة، الانتصار والانكسار. تظل أعمالها شاهدة على قوة الكلمة وقدرتها على تغيير الوعي وتوجيه التفكير، لتعيد تعريف الأدب كأداة للوعي والتحرر. فهي في كل نص تكتبه، تظل تذكرنا بأن الأدب هو وسيلة للتعبير عن الحقيقة، وهو لغة لا تموت، بل تستمر في النبض حتى بعد أن تنتهي الكلمات. الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الأحد 29-12-2024 08:09 مساء الزوار: 82
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
حوارت هيام العجارمة : على مائدة عاشقة ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 10-06-2016 |
فايزة النعيمي تستضيف الشاعرة الشمرية ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الإثنين 02-05-2016 |
ضيفة الأسبوع ايمان زيّاد: في اعتقادي كل ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الخميس 04-02-2016 |
دكتورة النقد الأدبي رشا غانم تتحدث في ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الإثنين 28-07-2014 |