|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
د. احمد القاسم رئيس تحرير عاشقة الصحراء يحاور الشاعرة والكاتبة اليمنية غالية عيسى
حاورها لعاشقة الصحراء رئيس التحرير د. احمد القاسم:الشاعرة والكاتبة اليمنية غالية عيسى، شخصية تتصف بعمق ثقافتها، واطلاعها الواسع، إضافة إلى كونها تحمل شهادة الماجستير في الأدب الحدث، عاشقة الصحراء :وتمتاز بغزارة انتاجها من الأشعار، وعمق كتاباتها، وعذوبة كلماتها، وتكتب الشعر بكافة أنواعه القديم ألعامودي المقفى والشعر الحديث، كما أنها تكتب الومضة الشعرية والخاطرة، والقصة القصيرة، وتتجه لكتابة الرواية، وهي عضوة في اتحاد الأدباء اليمني واتحاد الأباء العرب، وعضو في اتحاد كتاب العالم،الشاعرة غالية، حصلت لثلاثة أعوام متتالية على المركز اﻷول في كتابة الشعر والمقالات والخواطر من جامعة عدن اليمنية، وحاصلة على المركز اﻷول في كتابة الشعر من اﻷكاديمية العلمية لتبادل طلاب الجامعات التابعة لجامعة الدول العربية. كعادتي مع كل من أحاورهن من الشاعرات، كان سؤالي الأول لها هو: @الرجاء التعريف بشخصيتك للقارىء، وهواياتك المفضلة ؟؟؟ اسمي غالية عيسى، من مواليد اليمن 1977م، حاصلة على ماجستير أدب حديث وعملت معيدة في تدريس مساق اللغة العربية في كليتي التربية والحقوق في جامعة عدن، متزوجة، بالنسبة للهوايات الكتابة بكل فنونها، الشعر، القصة، الخاطرة، الومضة الشعرية، ولدي ميول في الوقت الحالي لكتابة الرواية وبدأت فعليا في كتابتها. أما النشاطات فهي :الكتابة في بعض الصحف اليمنية والعربية، وبعض الجرائد الإلكترونية، عضو اتحاد الكتاب اليمنيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب، وعضو اتحاد كتاب العالم، وطبعا هذه العضوية كلها قديمة. @ ما هي اﻷفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها ، وتؤمني، بها وتدافعي عنها ؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعيا ومتفائلة ؟؟؟ بالنسبة للأفكار والقيم والمبادئ فهي تصب في نهر واحد بالنسبة لي، ألا وهو (حب اﻷرض ومن عليها)، وأقول حب اﻷرض الذي هو أشمل وأوسع من حب لوطن، فالمحبة هي أساس كل فكرة وكل قيمة وكل مبدأ،، متى ما أحببنا المكان الذي نحن جزء منه، ابتداء بالرمل والماء والورود واﻷشجار، ومرورا بالناس والمدارس والصحافة والجامعات والكتابة ووصولا إلى السياسة والحرية، فالحب هو أساس البذل والعطاء ! أنا أحب الورد والأشجار والثمر، إذن سأبذل قصارى جهدي لتكون هذه الأشجار والورود اﻷرض، أنا أحب الجامعة إذن سأبذل قصارى جهدي لاجتياز المدرسة والوصول إلى الجامعة، أنا أحب الكتابة إذن سأبذل قصارى جهدي من القراءة والإلمام والمعرفة ﻷمسك بزمام الكتابة، أنا أحب الحرية إذن سأبذل قصارى جهدي لتحقيقها في أرضي، فحب اﻷرض هو أجل وأسمى قيمة، قد يؤمن بها ويدافع عنها اﻹنسان،كما كان يفعل اﻹنسان قديما، كان يبحث في الصحراء عن قطعة أرض بها ماء، ثم يستوطنها ويفلحها ويزرعها، وينصب خيمته لتكون فيما بعد وطنا يحبها ويبذل حياته للدفاع عنها. أنا لست جريئة كثيراً، ولا منفتحة، ﻷنني مازلت أخضع لكوني امرأة في مجتمع شرقي، ولست صريحة كثيراً، فبعض المواقف في الحياة تتطلب الحكمة التي تراوغ الصراحة أحيانا، ولست متفائلة أيضاً، ﻷن كل التداعيات من حولي، كمواطنة عربية أولا، ويمنية ثانيا، لا تبعث على التفاؤل، ولا على اﻷمل أو حتى على الحلم، فاﻷوضاع في منطقتنا العربية ككل، من سيء إلى أسوأ؛ والمرأة صارت مشردة بلا أرض، وبلا وطن وبلا حب، طفلة وزوجة وأما، وهذا اﻹحساس بالقلق والضياع والتساؤلات عن ماهية الذات العربية، صار سمة عند الشعراء والشاعرات، حتى قبل وقتنا الحاضر. @هل أنت مع حرية المرأة ،اجتماعيا، واستقلالها اقتصاديا، وسياسيا ؟؟؟هل أنت مع الديمقراطية ،وحرية التعبير،واحترام الرأي، والرأي اﻵخر والتعددية السياسية، وحرية اﻷديان، وسياسة التسامح في المجتمع ؟ نعم؛ أنا مع حرية المرأة اجتماعياً، عندما تتوفر لديها مقومات إدارة تلك الحرية بإيجابية تفيدها، مثل السن، والتعليم، والثقافة، والوعي، والتعايش اﻹيجابي مع المجتمع، فمتى ما توفرت لدى المرأة هذه المقومات، تستطيع إدارة حياتها بإيجابية تامة. وهذه الحرية قد منحها لها ديننا اﻹسلامي الحنيف، في اختيار أسس حياتها الاجتماعية، كاختيارها شريكها، وتعليمها وعملها، وأنا أيضا مع استقلالها اقتصادياً متى ما توفرت نفس المقومات السابقة، واﻹسلام لم يمنع ذلك، فقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها هي صاحبة التجارة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل معها. وأنا أيضا مع أن تخوض المرأة في السياسة، فهناك نساء أثبتن جدارتهن في ذلك عبر التاريخ، والقرآن حدثنا بتقدير عن الملكة بلقيس ودورها اﻹيجابي في الحكم والحكمة والشورى والقيادة . وأنا أيضا مع الديمقراطية وحرية التعبير، واحترام الرأي والرأي اﻵخر، فعلى هذه الركائز تبنى حضارات الشعوب وتقدمها، ومع حرية اﻷديان أيضا التي هي موجودة منذ بداية الخليقة، والله سبحانه وتعالى قد دعانا إلى التعايش السلمي والتسامح مع هذه اﻷديان بقوله تعالى في سورة البقرة : (لا إكراه في الدين) وليس كما هو حاصل اﻵن من عنف وقتل وإرهاب تحت قناع الدين، وإسلامنا بريء من ذلك، فهو دين العدل والمحبة والحرية. أما بالنسبة لتعددية السياسية فما عدت أثق بها حقيقة ! فأنا مع تعدد اﻷحزاب والاتجاهات، والمعارضة إذا كان منبعها الشعب وفي خدمة الشعب، أي إذا كانت من أبناء الوطن الواحد، وإليهم، أما إذا كانت مدفوعة من تيارات خارجية هدفها زعزعة أمن واستقرار المنطقة، واقتتال الإخوة فيما بينهم، كما هو حاصل اﻵن في منطقتنا العربية، فذاك أمر لا يرضي أحد. أورد هنا نصا شعريا لي بعنوان: (على ظل بلقيس) :غالبا ما أحاول أن أمسك بثوب بلقيس، أصعد قمم الجبال وأطير بصوتي، "يا أيها الام ﻷ أفتوني في أمري"فيجيبني الصدى، بتراب أسود مرقع بدماء، ويهوي طعناته في صحراء البدو الذين تحضروا، قائلا :اخلعي بردة التاريخ، يا عصفورة الخرافة، نحن قوم لم يعد أمرنا شورى بيننا، علام تقفين على إطلال الموت الذي مضى ؟ وإلام الصمود على جبال الرمل اﻷحمر ؟ألم تسمعي عن حوثيين في أرض "السد" ؟ ألم تقتلي برصاصات اﻷرض التي كانت سعيدة و"قاعدة" أقعدت الحياة، جهاد الموت للموت؟ ألم تتذوقي "النيل" الذي تملح بعاصفة الفراعنة القدامى، وفرعون اليوم يصلي على ضريح" اﻷزهر الشريف"، بلا سجود الله أكبر ؟ ألم تنظري للعروش المكسوة بالعبيد، الذين ولدوا من أسود الصلب زنا، وفي بطون الثائرين يقتلون القمح ويزرعون الصديد ؟ ألم تلمحي الغرب يغني عن شتات التوائم، ويبهجهم بما يخترع لهم من حديد، ليمحو ذاكرة الفردوس والسماوات السبع، وأبواب الجنات وتاريخ "محمد" ؟ تعلمي تهليل المذاهب التي هوت وغوت، بعصبية الريح إلى الريح، فأمطرت أحزان الصمت بالتسبيح للموتى، امسحي خطى الرحلتين، فلم يبق في الفصول شتاء وصيف أسقطنا الخريف، فلم يبق سوى أمن الله من خوف المجرات، وغناه من جوع الملوك، صرخت : اصمت ! بحق الله ! يكفي أيها الصدى ويحكم ! كيف أضعتم الندى والورد والياسمين والريحان والشذى ؟ وبكيت في حين ضحك الصدى بابنة بلقيس : اخلدي للنوم، واتركي ثوب "الجدة " للنار تأكله، وإن كان من الحرير، وإستبرق الملكات، ادفنيه رماداً يطير مع الريح، واهبطي من الجبل إلى قضبان السجون، واجمعي الدمع هناك، ولا تنتظري الصدى ! @ماذا يمثل الرجل في حياتك، وكيف تنظري له، ومتى يسقط من عينيك ؟؟؟ الرجل هو اﻷب اﻷخ والزوج والابن، وهو يمثل كل حياتي، ﻷن الحياة رجل وامرأة يكملان بعضهما، لتبقى اﻹنسانية، وليس بمقدوري العيش بمعزل عن الرجل، ﻷن الله خلقنا معا، وليس بإمكاني أن أنفي دوره في حياتي منذ خلقت وحتى اليوم. يسقط الرجل من عين المرأة في: إذا اتكل عليها اتكالاً تاماً في القيام بواجباته هو،، وإذا تركها من أجل أخرى. @ قناعاتي الشخصية تقول :وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل ، ما هو تعليقك على ذلك سيدتي ؟؟؟ ليست قاعدة أستاذي؛ لكنها موجودة في بعض الظروف، فهناك نساء معنفات ومقيدات ومعذبات حقاً من قبل الرجال الأوصياء عليهن، وفي ظروف أخرى تكون المرأة سببا في معاناة ما لرجل، وهناك ظروف جميلة تجعل وراء الرجل العظيم امرأة، ووراء المرأة العظيمة رجل . @ ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة ؟؟؟ولمن قرأت من الكتاب واﻷدباء ، وهل لديك مؤلفات منشورة ؟؟؟ أو مطبوعة الرجاء ذكرها ان وجدت ؟؟؟وما هي بداياتك بالكتابة، وهل بدأت الكتابة فورا أم كنت تكتبي عن كل شيء ؟؟؟ حقيقة أنا قليلة القراءة، خاصة بعد أن أنجبت اﻷطفال؛ بدأت رحلتي مع كتابة الشعر منذ أن كنت طالبة في المرحلة الثانوية، وكنت اكتب حينها الشعر العمودي، ولكني كنت أتعثر في ضبط اللغة والموسيقى أحيانا، فقررت الالتحاق بدراسة اللغة العربية في البكالوريوس، لتنمية مهاراتي اللغوية في الكتابة، وأظن أنني نجحت بذلك، إلى حد ما، حصلت لثلاثة أعوام متتالية على المركز اﻷول في كتابة الشعر والمقالات والخواطر من جامعة عدن اليمنية، وحاصلة على المركز اﻷول في كتابة الشعر من اﻷكاديمية العلمية لتبادل طلاب الجامعات التابعة لجامعة الدول العربية. قرأت لكثير من الشعراء واﻷدباء في مرحلة معينة من عمري، وقد أضافت لي تلك القراءات الكثير، وأذكر منهم:السياب، نازك الملائكة، الماغوط، محمود درويش، سميح القاسم، نزار قباني، وإبراهيم ناجي، وصلاح عبد الصبور، وأدونيس، وسعدي يوسف، وأنسي الحاج، أحلام مستغانمي. ومن شعراء اليمن :البردوني، وعبد العزيز المقالح، عبده عثمان.الشرفي. بالنسبة لمؤلفاتي المطبوعة :ديوان شعر بعنوان:(أيها الليل) صادر عن دار جامعة عدن لطباعة والنشر عام 2002م، وديوان آخر بعنوان: (مازلت أغني) وهو طبعتان: طبعة صادرة عن دار مدبولي في القاهرة في العام 2004م، وطبعة أخرى لمنشورات وزارة الثقافة اليمنية في دار العودة بيروت عام 2004م.لدي العديد من اﻷعمال المنشورة، في الصحف اليمنية والعربية، وفي الجرائد والمواقع اﻹإلكترونية. بالنسبة للكتابة فأنا أعشقها كثيراً، فهي عالمي الذي أجنح وأطير من خلاله، أينما شئت وارتاد حيث أشاء. وقد كانت بداية كتاباتي بعض القصائد الحماسية عن فلسطين، وبعض الخواطر البسيطة فنياً. وبالذات في أثناء أحداث غزة اﻷخيرة أورد منها هذا النص بعنوان :(يطيرون فرحا ويكسر الضوء): من أي سماء سألتقط الضوء، ومن أي شرفة سأتنفس النصر، اﻷبواب موصدة، والحرب حادة، اﻷطفال يتشبثون باﻷجنحة، كالخيبات تنفخهم الريح فيتطايرون، السماء حمامتهم والغيوم، لا برق اليوم ينبئ بالوميض، ولا صوت يوقظ الرعد من غفوته، وحدها النجوم تتساقط، ويذبل الليل لينام القمر يتيما !!!ثم بالدراسة والصقل، كتبت الشعر الموزون المقفى، ثم الشعر الحر، وشعر التفعيلة ثم قصيدة النثر، والقصيدة الومضة، وبعض القصص القصيرة، والقصيرة جداً، وبعض المقالات اﻷدبية وأتطلع حاليا لكتابة الرواية. من قصيدة الومضة وهي الدفقة الشعورية المكثفة، كما عرفها بعض النقاد، أختار هذه الومضات اﻷربع: # ومضة بعنوان: دوران القطار الذي سقط، في العيون اليابسة، مازالت عجلاته تدور، لكنه مقلوب،وظهره انكسر ! #ومضة بعنوان: طيف سأخلد لنوم، قل لطيفك لا يدغدغ سطح الوسادة ! #ومضة بعنوان:غلاف الكوكب الذي يحبس رائحته في زجاجة استأثره الليل، فنفذ بعض رذاذه العطر، ثلجا يسرق القمر ! #ومضة بعنوان: مودة حين يكون حبك أبدع من شعري، قل لي بربك، كيف أكتب لعينيك قصيدة. ومضة بعنوان: وطن أيها الليل اسقط بيدي، سأشرب نجومك والقمر، وأنام عارية الجناحين، بعيني ذلك الكوكب البعيد الذي أسميته (الوطن) ! @ ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها في كتاباتك بشكل عام ؟؟؟ هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، ومن هم أهم الشاعرات والكاتبات اليمنيات في نظرك ؟؟؟ أتطرق في كتاباتي للموضوعات التي باتت تشغل اﻹنسان في حاضرنا، كقضايا اﻷرض والوطن، والفقر، واﻷطفال، والخيبات العربية، والتشرد والضياع، والتيه، والبحث عن الذات اﻵدمية في هذا العالم المترامي اﻷطراف. ولي كتابات رومانسية حالمة تجنح نحو الخيال والمثالية . أنا لا أكتب بغرض الخوض في السياسة، ﻷني أمقت حديث السياسة، كما يمقت الظالمون اليوم روح العدالة، لكني أسمع وأرى ما ألحق بالشعوب من ظلم وعدوان وما آلت إليه أوضاع المرأة العربية التي غدت تتنقل بين الرمال الجافة، بحثا عن اﻷمان والطمأنينة، وبعض ألاستقرار وأبسط مقومات الحياة الكريمة وقد كتبت هذا النص متأثرة بصورة امرأة ترضع طفلها وهي تمشي في طريقها إلى النزوح، بحثا عن أرض أكثر اتساعا لها ولطفلها. ولكن إلى أين ؟ فالصحراء كلها مكسوة بالرصاص. أما بالنسبة لوجود أدب نسائي وأدب ذكوري أقول: أن اﻷدب هو اﻷدب ولا يوجد فرق إﻵ في أن المرأة بطبيعتها الفطرية أكثر عاطفة من الرجل، لذلك ربما تغرق معجمها اللغوي باﻷلفاظ الرومانسية الحالمة، وربما تتعاطف مع قضايا الظلم والأطفال، فتستخدم صور فنية أكثر تأثيرا في كتاباتها، وإن كنت أرى أن المرأة الكاتبة، صارت أيضا تنافس أخاها الرجل الكاتب، في كتاباتها السياسية ووصف القتل والدمار، ووصف الواقع العربي، بألفاظ وصور أكثر جرأة، مما كانت عليه سابقا ، في ذلك أورد هذا النص القصير من قصيدتي :( زنا) الباب إما مفتوح أو مغلق، يا وطن المومس العمياء، يا كل الشعب، أيتها اﻷرض، كوني واثقة، المغتصب لن تكفيه منك القبلة ! أما أهم اﻷديبات اللاتي لهن عدة مؤلفات أدبية ونشاطات حقوقية وسياسية في اليمن فهن:نبيلة الزبير، نادية مرعي، هدى أبلان، هدى العطاس، بشرى المقطري، أروى بده عثمان ، سوسن العريقي. @كيف تتمخض كتابة وولادة القصيدة الشعرية لديك ، وأيهما تفضلي اﻷشعار الحرة أو القصيدة العمودية الكلاسيكية ؟؟؟ الصورة هي نفثات الخصب اﻷولى للحمل بالقصيدة، فأنا عميقة التأثر بالصورة سواء أكانت فوتوغرافية أو مشهدا في التلفاز، فمشاهد الظلم وعذاب اﻷطفال تكسرني، فلا أجد سوى قلمي ملاذا وخلاصا من ذلك الشعور الموحش بالخيبة وخذلان الحياة لإنسان، فتبدأ القصيدة بالتكوين ثم المخاض والولادة. وأنا أفضل اﻵن الشعر الحر وقصيدة النثر على وجه التحديد على الرغم من أن نظرتي السابقة كانت مختلفة ،فكنت لا أحب سوى الشعر العمودي وكان ديواني الأول والثاني من الشعر العمودي وشعر التفعيلة، أما اﻵن فأنا أجد ضالتي في قصيدة النثر، باعتبارها تعطي الكاتب مجالا أوسع في التعبير عن إحساسه بحرية، بعيدا عن قيود الوزن والقافية والموسيقى والتلاعب باﻷلفاظ ، من تقديم وتأخير بعيدا عن اعتبارات حرف الروي في القصيدة الكلاسيكية، وكذلك تركيب الصور بتماهي دون النظر إلى كمال الموسيقى و اﻹيقاع الشعري. ومع ذلك فأنا أرى أن الشعر الجيد، هو يترك تأثيره التام في المتلقي سواء أكان شعرا كلاسيكياً أو حداثي. @هل تعتقدي أن أهمية الشعر والشعراء تلاشت عما كانت عليه في العصور السابقة ولماذا ؟؟؟ لا أقول أهمية الشعر تلاشت، ولكنها ضعفت عما كانت عليه سابقا، وأنا أرجع ذلك ﻷمرين:هي أن المجتمع ينقسم لفئتين: فئة سطحية لا تمتلك سوى قدرا قليلا من الثقافة والوعي، وهؤلاء اهتموا باﻷغاني الهابطة والمراقص والشعر المستهلك، في الرسائل الهاتفية بألفاظ عجيبة وغريبة لا نعرف من أين أتت ! وفئة أخرى مثقفة واعية مدركة لما يدور حولها بحساسية عميقة، تلك الفئة غارقة في همومها، لم تعد تهتم بالشعر، والفن بقدر اهتمامها بالبحث عن حياة أفضل ومستقرة، تسودها الطمأنينة والسلام، والسعي إلى لقمة العيش الكريمة. هناك مقولة ﻷحد النقاد لا يحضرني اسمه اﻵن يقول:إذا غنيت للجائع استمع إليك ببطنه !فالمريض يهتم بالحصول على الدواء أكثر من اهتمامه بالحصول على الذهب مثلا . @ما هو رأيك بالثقافة الذكورية والتي تقول أن المرأة ناقصة عقل ودين، وثلثي أهل النار من النساء ، والمرأة خلقت من ضلع آدم أعوج ، فلا تحاول إصلاحها ، ﻷنك إن حاولت فسينكسر، لذا لا تحاول إصلاحها، والمرأة جسمها عورة ، وما إلى قوم أمرهم امرأة، إﻵ وقد ذلوا. والمرأة لو وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ. ؟؟؟ المرأة ناقصة عقل ﻷن الله قد جعل شهادة امرأتين بشهادة رجل واحد، ذلك ﻷن المرأة كثيرة النسيان، فلذلك سمينا نساء فالمرأة تعاني من أقسى ألم على الإطلاق وهو ألم الولادة، ومع ذلك تنساه وتعود للحمل والولادة من جديد، وهذه بطولة تحسب لها لا عليها ! ناقصة دين ﻷنها تتوقف عن العبادة في فترة الطمث، وقد أثابها الله كثيرا على تحملها وصبرها وشكرها لله على هذا الوهن، وأوصى الرجل بالرفق بها في هذه الفترة بالذات وهذه ميزة تحسب لها . ثلثي أهل النار من النساء !!!!استغرب هذا القول ! وأجيب :أن المرأة بحاجة فقط أن تكون أما لتهبط الجنة تحت قدميها، بينما الرجل يحتاج إلى سنوات من العبادة والجهاد والاستشهاد، في سبيل الله، ليكون في الجنة فقط، لا لتكون الجنة تحت قدميه ! المرأة خرجت من ضلع آدم اﻷعوج ! إذن الاعوجاج في ضلع آدم، فهو اﻷعوج، فما ذنب المرأة إن كان ﻵدم ضلع أعوج أما هي، فقط خرجت في أحسن تقويم والحمد لله. أما القوم الذين يذلون إذا حكمتهم امرأة، فجميعنا نعلم كيف حكمت بلقيس، وكيف ارتقت بقومها بسبب حكمتها وقوتها وقيادتها ﻷمر الشورى، وما ذل القرية إلا الملوك الذين دخلوها وأفسدوها، المرأة إن وصلت المريخ نهايتها للسرير والطبيخ ! وماذا بها ،، السرير للراحة والنوم، والطبيخ للعيش والحياة، إذن المرأة مفيدة في كل اﻷحوال، سواء أكانت عاملة أفادت المجتمع الكبير، وإن كانت ربة بيت، أفادت المجتمع الصغير، ناهيك عن دورها العظيم في تربية اﻷجيال، فاﻷم مدرسة ،،إذن المرأة حيث وضعتها مفيدة، في المريخ أو في الطبيخ، وهذا النفع لا يبلغه الرجل في كثير من اﻷحيان. @ما هي أهم معاناة المرأة اليمنية من وجهة نظرك ؟؟؟ المرأة اليمنية، التي تعيش في فقر، وجهل، ومرض، وضغط أسري، وعادات وتقاليد مقفلة، وعنف يمارس ضدها من الوصيين عليها، وتخلف بعض القبائل والعشائر اليمنية، لا أنكر أن المرأة اليمنية، تشارك الرجل في كل مجالات الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وهناك المثقفات والكاتبات، ممن حالفهن الحظ في التعليم والارتقاء بأنفسهن، لكن هناك في الزاوية البعيدة من اليمن، في القرى الفقيرة، هناك تكمن معاناة المرأة الحقيقية، التي تحرم من حقها في التعليم، وتزوج في سن الطفولة، وبعد ذلك تعنف من زوجها، وتذهب للعمل في الحقل، أو الرعي، ثم تصبح أما، وهي ما زالت طفلة، كل ذلك بسبب الفقر، وعجز البلد التي يذهب حالها من سيئ إلى أسوأ، وأورد هنا هذا النص الذي تحدثت فيه عن معاناة النساء في اليمن :(الفقرُ لذة ُ الصائمين) : الفقرُ لذة ُالصائمينَ، في بلادي تلتحفُ النساءُ بصبرِ اﻷماني والظلامْ، قد دثــَّر ضحكتـَهـُن الغيابُ واﻷطفالُ، يحملونَ الصباح وجعاً في عيونـِهم، ينامونَ على رصيفِ اﻷغنياتِ، يسابقونَ اللفحةَ الباردةَ، ولآلئُ البحرِ، تسبحُ في قصورِ العبيدِ، يحتجزونَ الموتَ في سلاسلهم، يئدون الحرية، بأجنحتهمُ السوداءِ، ولا تحملُ اﻷمهاتُ، سوى حلمٍ بعيدٍ بجنةٍ، تنامُ تحت أقدامِهـِنَّ المقطعةِ، من الرقصِ على الصديد ! @ما هي نظرتك للمرأة الفلسطينية ؟؟؟ في نظري ليستقيم الاعوجاج في اﻷمة العربية، نحن بحاجة إلى معلمة فلسطينية في كل مدرسة عربية،، نود هذا النموذج يعمم في مدارسنا العربية، لتتعلم نساء اﻷمة كيف تكن مربيات لجيل من البواسل الشجعان، الذي لا يردهن عن الموت في سبيل الحق شيء،لتتعلم النساء كيف يرفعن رؤوسهن فوق فوهة المدافع، والقنابل، ويرعبن العدو دون أن يرمش لهن طرف من خوف، وكيف نتعلم الصبر والمصابرة وشكر الله في أتعس الظروف وأقساها. تلك هي المرأة الفلسطينية في نظري التي تبتسم للموت حين يسرق فلذة كبدها، ليقينها أنها على الحق، وإن كان الثمن غالياً، فالعزة والكرامة والحرية هي اﻷغلى واﻷعلى دائما. @ما هي أحلامك وطموحاتك التي تتمني تحقيقها وأحلام وطموحات المرأة اليمنية بشكل عام ؟؟؟ أحلامي وطموحاتي هي نفسها أحلام وطموحات المرأة اليمنية وهي الحلم بوطن أكثر أمنا واستقرارا وطمأنينة.أوقن أن هذه اﻷمنية تجمع شتات كل اﻷماني الصغيرة .وأختم الحلم بهذه الومضة بعنوان: وطن أيها الوطن، قبل أن تدعوني إلى اﻷحلام، خط لي أولا بساط ريح لا يسقط في منتصف السماء وينكسر ! الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 12-09-2014 02:58 صباحا الزوار: 2195
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
الصحفية الجزائرية مليكة زاهي تحاور ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 10-10-2024 |
الكاتبة رانيا بن لمان لمجلة عاشقة ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 04-07-2024 |
الشاعرة السورية إيمان البهنسي للوكالة : ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 12-02-2023 |
زاهي مليكة تحاور الكاتبة الصاعدة شيروف ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 10-09-2022 |
زاهي مليكة تحاور الكاتبة الصاعدة وابل ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الخميس 25-08-2022 |
مليكة زاهي تحاور الكاتبة الصاعدة ومصممة ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 16-08-2022 |
زاهي مليكة تحاور الكاتبة الصاعدة بارور ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 13-07-2022 |
القاصةوالشاعرةالعراقيةسعاد محمد الناصر ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 19-02-2019 |
سلوى بن رحومة تغرد في عاشقة الصحراء ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 16-03-2018 |
الشاعرة الاردنية وردة الكتوت النص ... | حوارات | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 23-06-2017 |
لطيفة حساني لعاشقة الصحراء ." ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الثلاثاء 20-06-2017 |
لانا سويدات تحاور مبدعة عربية على صفحات ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 16-06-2017 |
ضيفة الأسبوع : الشاعرة اللبنانية فاطمة ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 11-11-2016 |
حوارت هيام العجارمة : على مائدة عاشقة ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الجمعة 10-06-2016 |
فايزة النعيمي تستضيف الشاعرة الشمرية ... | حوارات | اسرة التحرير | 0 | الإثنين 02-05-2016 |