بها عذوبة وسلاسة وجرس موسيقي خاص بها، وعواطف جياشة، تكتب بأسلوب سلس، وممتع وشيق، يروق للقاريء كثيراً، أفكارها خلاقة وإبداعية، كما أنها تتمتع بالذكاء، والثقافة العميقة، والوعي الاجتماعي، ترى بأن الرجل في منطقة الشرق الأوسط، هو المجتمع كله، بينما في الولايات المتحدة، مكان إقامتها الدائمة، هو نصف المجتمع، كعادتي مع كل من أحاورهن من السيدات، كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك للقاريء، جنسيتك، ومكان إقامتك، وطبيعة عملك والعمر والحالة الاجتماعية والمستوى التعليمي وهواياتك المفضلة، وطبيعة نشاطاتك إن وجدت، وأي معلومات شخصية أخرى ترغبي بإضافتها للقاريء؟؟؟
مولودة في فرنسا من والدين سوريين، احمل الجنسية العربية السورية، كما واحمل الجنسية الأمريكية، كنت أعمل مذيعة في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، لكن لفترة قصيرة، متزوجة، ربة منزل بعد إنجاب الأطفال، أنهيت دراسة الأدب الفرنسي جامعة دمشق، وهواياتي تصميم الأزياء، وكتابة الشعر والنثر، والرياضة، واللغات، وكانت بدايتي باللغات الحية، لا بالعربية. تؤمن بقيم الحب والتسامح والتعايش المشترك وقبول الآخر،
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها، وتؤمني، بها وتدافعي عنها؟؟ وهل شخصيتك قوية وجريئة وصريحة ومنفتحة اجتماعياً ومتفائلة؟؟؟
الأفكار والمبادئ والقيم:هي الحب والتسامح والتعايش المشترك وقبول الآخر.التفاؤل أساس كل شيء..تأتي منه الشخصية العفوية والجرأة والصراحة في المواضيع.
@ماذا يمثل الرجل في حياتك كسيدة، وماذا يهمك به، ومتى يسقط الرجل من عينيك ولا تأبهي به؟؟
الرجل في الشرق الأوسط، هو المجتمع كله، بينما في أمريكا هو نصف المجتمع... وماذا يهمني به كرجل: وأن تتمثل بشخصه صفات الرجولة...ويسقط كأوراق الخريف عندما يخلف بالوعود وخيانة المشاعر.
@ماذا تقولي عندما يموت الحب بين البشر؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أقول عندما يموت الحب بين البشرية..بأننا أصبحنا في غابة القوي يأكل الضعيف، والأفضل عندها أن تنتهي البشرية، لأننا أصبحنا في شريعة الغاب.
هذه قطعة من بعض كتاباتي: أسوأ ما في الحياة أن تعيش حالة تعطيك دافع للأمل، وخلق حالة خاصة، ربما للإبداع... وأن يكون جنبك من يحبك، لكن يقتل فيك كل لحظة، خلية حب، وشوق للتعبير، وبطريقتك عن ما في داخلك... وأن يقوّد شعورك نحو المحجوب، بينما خيالك يسبح في اللا مسموح واللا مقروء...لا لأنك مغرور، أو مغمور، بل لأن فكرك لا يأسره كائن معلوم...الحب حالة لا مرئيّة...لا مقروءة... لا مسموعة...لا ملموسة... حالة روحية خاصة، تسبح بفضاء غير فضاء، ورحاب غير رحاب...وقمرك ونجمك دون غير الكواكب والأقمار.،،؛ إنها فلسفة الحب... وحالة العشق...إدمان من نوع آخر...تسبيح كتسبيح الحمام، لا يعرفه العقلاء، إلا فئة من الأنبياء....لتصبح بعدها سليمان اللغات.. تكلم النمل والحيوانات... بلغة مختلفة عن كل اللغات... وربما بالآهات... إنه الحب.. لا بل العشق دوناً عن كل اللغات.
@ما هي علاقتك بالقراءة والكتابة، ؟؟؟ ولمن قرأت من الكتاب والأدباء، وهل لديك مؤلفات منشورة او مطبوعة ؟؟؟ ما هي بداياتك بالكتابة، هل بدأت الكتابة فوراً أم كنت تكتبي عن كل شيءْ؟؟؟ وهل أنت عاشقة للكتابة بشكل عام؟؟؟
كانت قراءاتي محصورة بالغات الحية، كوني درست الأدب الفرنسي، وهجرت بعدها لأمريكا، أبعدتني عن اللغة الأم، لأن أمريكا فيها شُح للغات الأخرى، ولكني قرأت الشعر الأمريكي الحديث، وبعض الروايات، بلغات أخرى، من فرنسية وإنكليزية. كانت كتاباتي محصورة في المنتديات عبر صفحات الإنترنيت، وكانت البداية بالانكليزيّة والفرنسية وبعد فترة،وبتشجيع من الأصدقاء، نصحوني بالكتابة باللغة العربية التي كانت منسية بالنسبة لي، إلا أنني وجدت قلمي يجسد مداد لعقلي وقلبي، أوصلني لقلوب من تابع كتاباتي.
@ما هي الموضوعات التي تتطرقي لها بكتاباتك بشكل عام ؟؟؟ وهل للسياسة والمرأة مجال في كتاباتك ؟؟؟؟هل تعتقدي بوجود كتابات نسائية وأخرى ذكورية، وهل هناك فرق بينهما؟؟؟من هم في رأيك أهم الكاتبات والشاعرات والأديبات اللواتي اهتمي بهن؟؟
أكتب بإحساس عن الوضع في سورية وأتطرق للحب كثيرا، ليكون كلامي بلسما يلئم الجراح في زمن انعدم الحب والمشاعر، كل كاتب إن كان رجل أم سيدة يختلف عن الأخر بالأسلوب والمشاعر، فالرجل تختلف مشاعره عن الأنثى، وكل يميزه إحساسه، أكيد هناك كتابات نسائية وأخرى كورية، أرى على صفحات الإنترنيت من هن متميزات في مجال الكتابة والشعر دون ذكر أسماء لأَنِّي أرغب بالقراءة الواسعة قبل التقييم.
-السياسة أساس لا ينسلخ عن أي شيء، فالمرأة تعاملها سياسة، وحنكتها سياسة، وحتى حبها لا يخلو من السياسة. هذا بعض مما كتبته:
كلما بردت نسمات الخريف ،اشتدت مشاعر القلب دفأ وازداد الحنين شوقا وخاف القلب من سقوط أوراقه كي لا يقتله برد الشتاء...لكن الحب كعادته يسعفنا ويقول :" من أحب يوما ما عرف برد الشتاء".
@ما هي أهم مشاكل الكتاب والأدباء السوريين التي يعانون منها في سوريا؟؟ بعيداً عما يجري في سوريا الآن؟؟
المشاكل التي يتعرض لها الأدباء والمفكرون والشعراء، هي نفسها التي يتعرض لها كل أدباء ومفكرين وشعراء في العالم الثالث، والشبكة العنكبوتية، هي نعمة للأدباء والكتاب، لأن النشر وردود الأفعال، والنقد، آني مع القرّاء. هذه قصيدة من أشعاري:
كيف لطيفك أن يمر أحلامي؟؟ يضع البخور أمامي، ويسرق سواد الليالي، ويقول لي أنت حبي وجنوني، في لؤلؤ مكنون، اشتقت لطعم قهوتي، ولابتسامة سيدتي، وصوت الحسون، تيقظني في الليل، وتقول لي: اشتقت لفجري وللديك الرومي، اشتقت لسنابل القمح، وهي ترقص على خفقان قلبي، كلما نظرتك.. شاهدت شموخ قاسيون، وعرفتك خصبة كالغوطة، وخيرة كنهر دجلة، وعميقة كبحر اللاذقية، وكريمة كمطر الشامي، ترى كيف لي أن لا أعشق، الكمال بلا مسلمات أو أحلام؟؟؟.
@ ما هو رأيك الشخصي بشعر التفعيلة والشعر الحديث او الحر؟؟؟ وأيهما تفضلي وفقا لعصرنا الراهن؟؟؟
أنا أحب كل أنواع الشعر، وكل نوع له جماله، لكني أفضل الإحساس بالكتابة، أكثر من الكلام الموزون، بلا معنى، ولكن الشعر الحديث، يبدو لي أكثر ملائمة للواقع، لأنه أسهل وأسلس.
@ما هي نصيحتك للشاعرات المغمورات والمبتدئات ؟
لا أجد في نفسي المخولة لتوجيه النصيحة، أو النقد للشاعرات المبتدءات والمغمورات، كوني أحس بنفسي مبتدئة، لذلك، فإن عملي واجتهادي وبحثي، هو الطريق الأمثل لي، ولكل مبتدأ ومغمور، لكي يحصل على نتيجة عمله. نصيحتي للجيل الصاعد، العمل والاجتهاد والصبر، لأن لكل مجتهد نصيب.
@ هل لك سيدتي توضيح تجربتك بالإذاعة والتلفزيون السوري، وكيف كان شعورك بعملك كمذيعة تلفزيونية؟؟؟ وما هو في رأيك سيدتي شروط المذيعة التلفزيونية الناجحة، وهل جمال المذيعة شرط أساسي كي تكون مذيعة؟؟؟ وما هي أسباب تركك لعملك كمذيعة تلفزيونية إن أمكن ذلك؟؟؟
تجربتي التلفزيونية، بالرغم من قصر الفترة الزمنية، إلا أنها تجربة جميلة، ومفيدة من حيث الثقة، والبحث قبل الطرح، والخوف من ردود الأفعال، "فالعمل التلفزيوني، يحتاج لثقافة واسعة، وقد تتعرض المذيعة في غالب الأحيان، لأجوبة أو ردود أفعال غير متوقعة، لذلك كنت أقول بأنها مهنة تحتاج البحث قبل الطرح". شروط المذيعة الناجحة:الثقة، والثقافة، والبحث الدائم، والخوف من ردود الأفعال، وعدم الغرور، أما الجمال لمذيعة التلفزيون، فهو مهم جداً، بالإضافة لكل شروط المذيعة الآنفة الذكر، كما وتحتاج مذيعة التلفزيون لحضور آسر لدى الجمهور. زواجي، كان السبب الرئيسي في تركي العمل كمذيعة.
@ هل سيدتي مهنة تصميم الأزياء النسائية موهبة ربانية لديك؟؟ أم هي دراسة وعلم، وما هو في رأيك آخر صيحات الموضة عالمياً بقليل من الشرح والتوضيح، وهل الموضة المنتشرة أوروبيا يمكن أن تكون مقبولة في بلادنا العربية، وبالعكس؟؟؟
تصميم الأزياء، هي مهنة ربانية، كان سببها عمل العائلة بها، من جدتي ووالدتي، في التصميم والخياطة...لم أدرس تلك المهنة الرائعة، لكني تعمقت بها، وبتاريخها العريق، أما عن آخر صيحات الموضة، لو عدنا إلى مراجع قديمة في الأزياء، نجد بأننا ابتعدنا عن الابتكار والإبداع، إلا بما يخص علم، لأننا كل خمس سنوات، نعود إلى عقد قديم، لإبراز خط من خطوط الموضة، أما بالنسبة للموضة المنتشرة في أوروبا، نحن العرب، نهتم بالأزياء وبالشكل الخارجي، ولو نظرت إلى أشهر المصممين، لوجدت بأن التصاميم تباع لأثرياء العرب، أكثر منهم لمن هم في الغرب، ولكن هناك تصاميم، عندما تعرض، يجري عليها بعض التعديل، عندما تباع لسيدات الشرق الأوسط، لاختلاف في شكل الجسم، وما يلائم طبيعة المنطقة من تحفظ.
@ هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟وهل تعتقدي أن الشبكة العنكبوتية نعمة أو نقمة على الإنسان وخاصة الكتاب والأدباء والشعراء؟؟؟
نعم، أنا مع ظاهرة الصداقة والحب والزواج عبر صفحات التواصل الاجتماعي، لأنها تسنح المجال للتعارف والتقارب قبل الارتباط. طبعا هي نعمة للمواطن وللكتاب والأدباء بشكل عام. أتعبتني التكنولوجيا وتوابعها...سأرمي كل الساعات، لأن زمنها لا يناسب الآهات...وأستبدلها بساعة الأشواق، لأنها تدق مع كل ضربة قلب...أحبك حتى نهاية العمر....و قصيدة من أشعاري:
إليك يا من أسدل ستائر الشوق في حياتي، وأعلن بدأ مشهد الحب قبل وفاتي، وسخر الحسون لمناجاتي، وسكب العسل والقهوة لصباحاتي، وقطف ألجوري والياسمين لتزيين شعراتي، أناجيك من بعيد في مساءاتي، وأنثر الحب على صفحاتي، علّ الشوق والود يصل رواياتي، ليخبر حبيبي عن موعد اللقاء بعبراتي.
@كيف تنظر شاعرتنا للنقد الأدبي وأهميته، كمجال لتحسين الإنتاج الأدبي، وهل حقا أن باب النقد أصبح مغيبا؟؟؟
النقد بشكل عام، مفيد وضروري، والموضوع هنا ننظر إليه من خلال شخصية الناقد وهدفه، فإن كانت الشخصية والهدف هو البحث في الموضوع بموضوعية وجدية، فهو نقد مفيد، أما إذا كان النقد منصب على شخصية المنقود سلباً أم إيجاباً، هنا مشكلة، نكون قد خرجنا عن موضوع النقد.
@هل تعتقد شاعرتنا أن المجتمعات العربية، تعاني من أزمة مثقفين وثقافة حديثة متطورة، وما هي وجهة نظرك بنزوع المواطن العربي عن القراءة بشكل عام؟؟؟
لا أنكر بأن مجتمعاتنا العربية فيها من المثقفين ما فيها، لكن عدد المثقفين، لا يتلاءم طردياً مع عدد الجاهلين، والثقافة تغيرت من الماضي، مروراً بعصر التكنولوجيا والموبايلات، حيث أصبحت الكترونية أكثر منها ورقية.
@ ألا تتفقي معي، أن ما يحدث في سوريا، هو مؤامرة ضد الشعب والجيش السوري من اجل تدمير سوريا بتواطؤ عربي ودولي لمصلحة إسرائيل لإنهاء القضية الفلسطينية أيضا؟؟؟
ما يحدث في سورية والوطن العربي، هو مؤامرة داخلية، وخارجية، يقودها الغرب المتغطرس تحقيقا لأهداف إسرائيل، والمؤامرة الداخلية يقودها الفاسدين من داخل وخارج نظام الحكم، ويقودها الخونة والمأجورين، أما بالنسبة للإسلام التكفيري، فهو من فعل الغرب لتقويض الإسلام الحقيقي، وأن الإرهاب والتكفير والقاعدة، لا يمكن أن يستلموا الحكم في أي دولة، وخاصة سورية...كونهم يرفضون الآخر، ولكون شعب سورية شعب عظيم، له حضارة، وهو منبت إشعاع حضاري، عّم على العالم اجمع، وبالعودة إلى التاريخ، نجد أن سورية كانت عصية على أي فاسد.
وهذه بعض مما كتبته: حاولت مراراً أن أجعل من كلماتي بلسماً...لكن من أين يكون البلسم، بوجود قلب لا يرحم...وحقد لا ينضب...من إجرام يغتصب الطفولة...ويقتل البراءة...ويعايد الأمهات بعرس الشهادة....كيف للقلوب أن تنسى عروسة الزيت والزعتر، لطفل قبلته أمه، ووصته بأكلها كي يكبر...ماذا يقول كأس الحليب الذي كسر على الأرض، قبل أن يشربه...وماذا تجاوب حقيبة المدرسة، بأنها اشتاقت لكتف طفل أن يحملها على ظهره...بدلا من تعالي ضحكات الأطفال وقت "الفرصة" تعالت التكبيرات من المساجد وأجراس الكنائس، ونكست الأعلام لقتل الشهداء...وأي شهداء...ملائكة...فراشات...مشروع أجيال...تغص في حلقي الكلمات...ويعتصر قلبي الحزن والمرارة...للمصاب الجلل، الذي حل بأطفال الوطن...ولا يسعني إلا الصلاة لأرواح الشهداء، والدعاء للأمهات، بالصبر والسلوان...وأن أعزي سورية الحزينة بأطفالها...كم تمنيت قول صباح الخير للوطن...لكن أقول وأتمنى صباح هادئ للجميع.
@ ما هي أهم تجاربك وخبرتك في الحياة صديقتي وعلى ضوء ذلك ما هي النصائح التي توجهينها للجيل الصاعد؟؟؟
نصيحتي للجيل الصاعد، العمل، والاجتهاد، والصبر، لأن لكل مجتهد نصيب.
@ هل تعتقدي صديقتي أن حياة الغربة، والبعد عن الأهل والوطن، والمعاناة المترتبة على ذلك، هناك ما يعوضها أم لا؟؟؟
صدقني، لا شيء يعوض تراب الوطن، وذكريات الطفولة، واجتماع العائلة.
@هل لك صديقتي أن تعطينا فكرة عن نظرة الأمريكيون لنا كشعوب عربية، وما يحدث في بلادنا من قتل وإرهاب، وأيضا ما يتعلق بقضيتنا الفلسطينية؟؟؟
الشعب الأمريكي بعيد كل البعد عن السياسة الخارجية، وان القرار السياسي الأمريكي قرار ممسوك من قبل اللوبي اليهودي، ومن قبل أصحاب النفوذ الاقتصاديين، كأصحاب شركات إنتاج السلاح وشركات إنتاج النفط.
@ما هي أحلامك وطموحاتك شاعرتنا التي تنوي وتتمنى تحقيقها؟؟؟
إن أحلامي لها شقين، شق عام، وشق خاص...بالنسبة للشق العام، أتمنى عودة الأمن والأمان إلى وطني سورية، وأن يعم السلام العالم، وأن ينتشر إسلام محمد على البشرية بوجهه الحقيقي، ليتبين العالم حقيقة، وماهية الإسلام بوجهه الصحيح، أما بالنسبة لأحلامي الخاصة فهي أن أستطيع تربية أولادي التربية الصحيحة في تحقيق أحلامهم في تحصيل العلم.
نتهى موضوع لقاء وحوار متنوع
مع الشاعرة السورية قمر الطيب