لقد جاء الاسلام وجعل من الحياة الزوجية رباطاً مقدساً الغاية منه بناء أسرة تقوم على الاحترام والتضحية والصبر وضمن الاسلام للمرأة حياة سعيدة هانئة ولم يكلفها بعمل خارجي حيث ألقى على كاهل الرجل الانفاق عليها وكذا الاب أو الاخ في حال لم تكن متزوجة. ومضت الايام وكانت الاسرة العراقية تتصف بالاستقرار  في الريف والمدينة ، ولكن في السنوات الاخيرة كان هنالك ما يشبه الانفجار في نسب الطلاق الذي أدى الى بروز مشاكل معقدة  أولها الاطفال الذين يعدون الضحية الاولى في هذا الموضوع ، ولو دخلنا ساحات المحاكم وتقصينا عن الاسباب الظاهرة للعيان والتي تقف وراء الطلاق نستطيع أن نوجزها بالنقاط الآتية : 1- عدم نضج طرفي العقد للمسؤولية التي تنتظرهما والتي تتطلب الرصانة في التفكير واتخاذ القرار والصبر والتفاهم لأن الزوجين من أسرتين فيهما تباين في الطباع ، وهذا يحتاج الى وقت لكي يفهم بعضهما البعض بعيداً عن التدخل السلبي للاهل وكذلك الايجابية في التعامل ووضع الخير سلوكاً وهدفا لدعم بناء هذه الاسرة الصغيرة. 2- عدم التكافؤ في المستوى الفكري للزوجين لاسيما أننا نرى زواج الخريجات من مَن هم ادنى منهن في المستوى التعليمي وهذا الشرخ او الحساسية تتطور وتستفحل ان أساء احد الطرفين في سلوكه او التحسس غير المبرر من الزوج او التعسف وتعمد اهانة الزوجة لعقدة شعور الزوجبهذا الفارق. 3- عدم نضج بعض الفتيات إذ تكون الواحدة منهن غير مؤهلة لتحمل المسؤولية الخطيرة والمقدسة وأخذ الامور بضحالة وعدم القيام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها واصرارها على طلب دار مستقلة واحراج الزوج الذي قد يكون مسؤولا عن والدة كبيرة في السن قامت برعايته عن يٌتم ، دون ان تشعر هذه الزوجة عن قيم وواجبات يكون الزوج ملزما بها أو لا تكون له تلك الامكانية لفتح دار جديدة ، او تعرض هذه الزوجة لمضايقات من اهل الزوج وعدم التفاهم معهم فتحاول الابتعاد عن رقابتهم الصارمة او تدخلهم في شؤون حياتها مع ولدهم . 4- يبتعد بعض الاهل عن الصدق ويخفون عاهات جسدية أو امراضا نفسية مختلفة عن الخاطب او المخطوبة ، وبعد الزواج يتفاجأ الزوج او الزوجة بهذه الامور التي تعد مضللة لأحدهما  فيطلب الطلاق ، الصدق مطلوب والغش معيب ومشاكله أكبر لو باتت من غير زواج. 5- حالات غريبة ونادرة تحصل ، مثل شكاوى الزوج من ان زوجته تقوم ببعض السرقات وتأخذ النقود من غير علمه فيطلب الطلاق لأن مثل هذا السلوك الشائن يٌنذر بأن تنتقل هذه الصفة الى أولاده ذلك أن موضوع الامانة من المواضيع الخطيرة التي تجلب الويلات في المجتمع. 6- بروز ظاهرة زواج بعض العاطلين من الرجال - للأسف- من موظفات ليعيشوا معتمدين على رواتبهن وبشكل فاضح وصريح ولايكونون منصفين معهن . والكل سواء في رفض الاستغلال والابتزاز رجالا ونساءً ، حيث أنَ بروز طبقة كسولة لا تؤمن بالعمل وتقضي الساعات في التسكع وعدم احترام الوقت يؤدي الى خلق مشاكل تكون نهايتها الانفصال ذلك أن لا احد يقبل أن يتبرع بجهده لشخص يتكل عليه بشكل دائم ، وهذا يختلف عن التعاون الجاد بين الزوجين في تحمل مصاريف البيت  ، وهو التعاون الناجم عن محبة وإدراك لقدسية العلاقة الزوجية. 7- ترك الاولاد والبنات بلا توجيه ورعاية مايجعلهم يفعلون ما يشاؤون بعيدا عن الرقابة الاسرية ، لاسيما مع فشل بعض الآباء والامهات في تبني السلوك القويم في تربية الابناء لأنانيتهم وجريهم خلف اهداف تخصهم وحدهم أو لقصور وعيهم الذي يؤدي الى عدم ربط الاولاد بمنظومة الاسرة وامورها القيمية التي تحسب لها كل الحسبان للحيلولة دون الفشل وتحمل مآسٍ كبيرة لانعرف نتائجها !! هؤلاء الاولاد والبنات وبسبب غياب التربية السليمة عنهم يتصرفون لاحقاً بلا مسؤولية أخلاقية تجاه شركائهم فنجدهم مثلا لايحترمون العلاقة الزوجية والأسرية ويرتكبون الخيانة بلا وازع او ضمير ، مايؤدي الى الطلاق . وها نحن نرى قلة نسب الطلاق في القرى والارياف لارتفاع نسب الضبط الاسري على الاولاد الذين لا يجرؤون على التلاعب بمستقبل بنات العوائل اللواتي يقترنون بهن ولايجعلون من حياتهم مراهقة دائمة تتجاوز سن الاربعين وتعصف البيت بالبلاء نتيجة علاقات هدفها نزوات واهواء مريضة تجلب الويلات للمجتمع. إن تعويد الأبناء والبنات على تحمل المسؤولية واحترام القيم والعلاقات الأسرية وتحديد اهداف سامية ونبيلة لحياتهم يعود على المجتمع بالخير والامل.