منذُ بدأ الخليقة وعصور ما قبل التاريخ كانت المرأة تمثل عنصرا بارزاً في الحياة وقد اعتبرها البعض مخلوقا خارقاً لأنها تلد فتكون هذه النساء مباركه للانجاب ولا يمكن لاحد غيرها فعل ذلك حتى زرعهم كان في اعتقادهم هو بمباركة هذه المخلوقه فقد كانوا يغيبون برحلة الصيد طويلا وحين عودتهم كان الزرع قد اخذ بالنضوج وحسب اعتقاداتهم انه ببركة النساء ..فهي بهذا تكون الهة منحتهم بعض عناصر الحياة وتتالت العصور والمرأة تتربع على عرش الخصب والنماء والجمال والحب .حسب ما جاء في قصص حضارات الشعوب .وشاركت في الكثير من امور الدوله وحكمت لتجعل من بلدها حديث التاريخ ك سميراميس وكلوباترا وبلقيس وزنوبيا والكثير الكثير ممن حفرت الايام اسمائهن بماء الخلود فالمراة الفرعونيه لقيمتها كان الابناء ينسبون لها وترث كل ما يملك زوجها حين موته حتى العرش ...وعلى مر السنين وقفت المراة مع الرجل في بناء الحياة وتطورها ...حتى صدر الاسلام كان لها مقام مميز فقد شاركت في انتشار الدعوة وجاهدت وضحت فكرمها النبي الاعظم ص ومجَدها وقبلهُ الدين الحنيف حيث ذكرها القرآن بكل ما يمنحها حقها أُسوة بالرجل .ورغم ما وصلت اليه من مكانه ورفعة وسمو تبقى بعض متعلقات التخلف المجتمعي تقف عائقا دون اكمال مسيرة التاريخ الناصعه فتكبر في بعض القبائل تلك النظره الدونيه للمرأة التي تتلاشى عندها قيمتها كأنسان له حق العيش بكرامة والتعلم والفرح والحب ..كباقي المخلوقات ..فقد فرضت طقوس وواجبات تعجب حين تراها او تسمع بها ابتداءً من فرض الزواج القسري عليها باحد ابناء عمومتها كي تكبر العشيره ويكبر معها الظلم والاستبداد ثم هناك من يخشى ان يذكر اسمها في مجلس باعتبارها عورة تخدش مسامع الحاضرين. فيبدا حديثه بكرمكم او اجلكم الله او حاشاكم وكانها بهيمة او منكر .في حين هي تقوم مقام موازين الحق في حقن دماء العشيرة ووقف نزيف الدم في معاركهم التافهه التي قامت ربما على حساب طائر او ماشية ..فتقدم كدية بعد اقتتال طويل ..وبهذا اوقفت حربا كادت ان تاكل الاخضر واليابس (وهم لايبصرون وفي غيهم يعمهون) رضت بذلك ام أبت سوف تذهب (فصلية) لتمسي خادمة بلا شفقة او رحمة دون ان يحرك لهم ذلك ساكن ..نعم انها ذاهبة الى حتفها غير راضية من اجل وجه القبيلة واشرافها وكانها خلقت بلا روح ويبقى ذلك الفحل يفعل ما يحلو له لانه رجل اكتمل فيه العقل والدين فياتي لارتكاب الفاحشة مع ناقصة العقل والدين وباسم الحب وحين تعلم القبيلة تثور رجولتها وتسل السيوف ولا تغمد حتى تُقتل الناقصة وترك ذلك الكامل حراً طليقاً..وبعد فترة يدفع دية فعلته او يرحل الى منطقة اخرى ..في حين جاء في كتاب الله يجلد الزاني ثمانون جلدة وتطوي الأيام هذه الصفحة ليعود كل شيء كما كان وكانها لم تكن في يوم روح تتنفس بينهم ...وتكثر صورهم الاستبدادية الاستفزازية وتلك النظرة التي مازال يحملها عالم القرية للمراة خوفا على سمعتهم ان خرجت خلف اسوار الدار .فهي مكانها البيت وخدمة من فيه ثم زواجها لتنقل اوراق الخدمة الى منزلٍ آخر وانجاب الابناء والانغماس في تربيتهم حتى تكاد لا تعرف ملامح وجهها ان نظرت الى المرآة ذابت في تفاصيل الحياة الى ان ترحل عن دنياها ..اي مجتمع فوضوي يرى ويسمع بكل هذا ويرضى .. يقبل لرجاله كل الحياة ويمنع عن نساءه كل الحياة ..اي عدالة دنيوية ..اين موازين الحق من ذلك (إنا خلقناكم من ذكرٍ وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل )آية صريحة بان الحياة ذكر وانثى وليس ذكر ثم ذكر ثم ذكر ....اتقوا الله بنساءكم امهات وزوجات وبنات واخوات ..كي تعيشوا سعداء ابد الدهر . 

جريدة النهار العراقية