التربية وإيصال مفاهيم الحياة من الكبار الى من أهم أصغر سناً مسؤولية وفن وإختيار الاسلوب الامثل لتطويع الذات وتمرينة نحو مفاتيح الخير خطوة تلو أخرى ، ولا يكون ذلك بالهيّن الا عندما نكون مؤهلين بما يكفي نمتلك الخبرة والارادة والحكمة والصبر والعلم المفيد والاستفادة من تجارب الغير لكي لا تتهاوى طموح أبنائنا ويُظلوا الطريق لانهم ببساطة كانوا يفتقدون القدوة الحسنة.
والقدوة هو الضوء الذي يتحسسه الانسان عن بعد ويتلمس فيه الخير ويرى فيه الصدر الواسع ويرى فيه الملاذ الآمن الذي يؤمّن له سلامة نشأته ويقوده بثبات ونجاح نحو الفلاح ويطمئن اليه ان جاءته شاكلةُ . وكان القدوة في ديننا وأمتنا قد توارثوا شمائلهم الحسنة من مجالسهم وتعاملهم وعلموا بعضهم البعض دفع الصدقات فكان من نساء الرسول الاكرم من تقوم بدباغة الجلد لتحصل على ما تتصدق به من مسؤولية أخلاقية عالية وروح الإيثار وخلق التوازن والتكافل في المجتمع ليقتدي الاخرون بها ، وكانت في بغداد في القرنين الهجريين الثامن والعاشر خطيبات وبليغات يمتلكن مقرات ودور للتعلم ويقمن باسضافة الارملة والمطلقة إحسانا وانصافا لذوات مجتمعهن ، واليوم نقف كُلٍ من موقعه ومن داره وأسرته تحمل الاعباء تجاه الأبناء وتجاه المجتمع وتجاه الوطن ونتوارث قدواتنا كعرب سجلوا للتاريخ صحائف الذهب من مكارم الاخلاق ونحن دين السلام والريادة.