سجلت المرأة مراحل تاريخية مشرقة ومميزة عندما أمسكت بجهدها الجاد العمل وما استنزفه ذلك العمل منها من صبر، وجهد ، وطاقة وما وضع فيها من إيمان وأمل بقيت عالقة في ذاكرة الزمان ، إمتدت بيدها الى تاريخ انساني تمثل هي نصف سكان هذه الارض لتطعم من جاع وتزرع وتحصد وتراقب وتربي بجهود بدائية صعبة تعتمد على الجهد العضلي المُضني لان حنانها الذي طفق فوق كل ألم يصنع أملا جديداً داخل الاسرة إن اصابها العوز بفقد المعيل وإن اصابها الفقر نتيجة ظروف سياسية أو اجتماعية قاهرة ، وداخل بلدها إن كان مطلوب منها دوراً ريادياً أو من تضحياتها الجمة الذي يختزنه التاريخ بكل شموخ ويسد عليها بأقفال كبيرة لعلها تبقى درساً بليغاً للأجيال،

نعم إنها المرأة العربية الفاضلة ، في الدار والحقل وفي كوارث الدهر ورعاية الأيتام لتضيف قوة الى المجتمع كي يحافظ على حيويته وتبقى تساهم في بناء هذه العلاقات الاجتماعية وكسب حقوق وفرص أوسع للمرأة .

لكن بادرتُ الى الكتابة عن نموذج ضعيف في بنائه النفسي والاخلاقي والتكويني التي أخذت طريقا جديداً للتكسب والشهرة عن طريق تغيير ملامح الوجه والتجارة بالجمال المزيف والسباق حول عمليات صيد منظمة لرجال في نفش شاكلتهن وتكوينهن لجمع المال والمجوهرات والسخافات كبادرة خطيرة قد تُغري فتيات بريئات تحت طائل الطموح واشباع الرغبات في الحصول على مقتنيات الموضة الجديدة وتكون هذه مدرسة سوء تعلم غيرها اسلوب الصيد الرخيص والخروج على المألوف وبتسميات غريبة على مجتمعنا ( سوشيال ميديا ) أو لا اعرف التسمية بالضبط بعيداً عن رقابة الدولة تحت عنوان الحرية الشخصية ، ولا تمت هذه السلوكيات المنحرفة والوجوه الغريبة والتصنع الغريب في لفظ الكلمات والحروف وتصنع الرقة والأنوثة الكارثة الاكبر لجيل ترك العلم وتعلم من جهله ما يجلب الويلات على مجتمع صنع أيامه من مواقد النار وخبز التنور وكانت من ارقى المجتمعات وانقاها وأفضلها وكان من مخرجاتها رجال أفذاذ في كافة نواحي العلم والوظائف الراقية وتقدموا  بخطوات واثقة عسكريين وقادة مهندسين وعلماء سواء في السعودية أو الامارات أو الاردن أو العراق أو غيرها من أرجاء الوطن الحبيب ولم يكونوا يوما ذيولا يفتتاتون على موائد الانحلال الخُلقي حباً في المال .