|
عرار: الكاتب المغربي لحسن باكور لوكالة عرار : أنا لا أعتبر نفسي شرطيا يكتب القصة بل كاتب قصة موظفا في سلك الشرطة و مازلت منتشيا بجوائزي بالرغم من كل إحباطات وضعنا الثقافي العربي، فإننا لا نكتب للفراغ الأصم .. *حليمة الإسماعيلي / المملكة المغربية :فازت مجموعته القصصية " رجل الكراسي " عام 2008 بجائزة الشارقة للإبداع، ثم توجت روايته " شريط متعرج من الضوء " بجائزة دبي الثقافية للرواية سنة 2009، _إسمي لحسن باكور، من مواليد مراكش عام 1977، موظف، حاصل على الإجازة في الأدب العربي، أكتب القصة القصيرة والرواية ولدي اهتمام أيضا بأدب الأطفال. 2* ما أهم الركائز و المبادئ الأساسية للقصة القصيرة..؟ 2 ـ لا بد أن أي حيث عن القصة القصيرة باعتبارها جنسا أدبيا، يعني ضمنا أن هذا النمط من التعبير الأدبي له خصائص فنية تسمه و تميزه عن الأجناس الأدبية الأخرى. ولا شك أيضا في أن هذا المعطى يقتضي من كاتب القصة القصيرة أن يكون مدركا لهذه الخصائص، وأن ينطلق في كتاباته من حد أدنى من الوعي النظري بالجنس الأدبي الذي يبدع فيه. وأعتقد أن القراءة والمستمرة المتأنية للنصوص الجيدة والرائدة الممثلة لهذا الجنس الأدبي، تمكن من استخلاص أهم هذه الخصائص، لكن دون أن يغني ذلك بأي حال من الأحوال عن المعرفة النظرية. 3* ظاهرة القصص القصيرة جدا.. بحجم الفقرة قلائل كتابها في الوطن العربي و جمهورها قليل ، لكنها في المغرب العربي تتسع بسرعة في المساحات المباح بها.. كيف هي التجربة معكم؟ _شخصيا أقف موقفا سلبيا من هذا النمط من الكتابة الأدبية.. فقد بدأ بداية واعدة أعطت الانطباع بميلاد نمط كتابة أدبية يعتمد الاختزال والتكثيف ويروم القبض على لحظات الحياة الإنسانية الأكثر عمقا وتعبيرا عن تمزقه وصراعاته المختلفة ومكابداته الوجودية، مع شروط فنية جمالية لا يمكن إغفالها، لكن ما نلاحظه الآن أنه أصبح هناك جيش ممن يكتبون هذا اللون الأدبي، وصرنا نقرأ سيلا من القصص القصيرة جدا التي تريد الانتماء قسرا إلى الأدب، وما هي من الأدب في شيء.. هي في أحسن الأحوال نكت، أو رصد لبعض الملاحظات أو المفارقات السطحية الخالية من أي عمق، والمفتقرة إلى أبسط ما يؤهلها للانتماء إلى شجرة الأدب. يؤسفني القول بأن هذا اللون من الكتابة أصبح بمثابة " حمار القصاصين"، يكتبه كل من عجز عن تدبيج نصوص قصصية حقيقية تفترض الكثير من الاشتغال والتأمل والعمل، لكنه يجد دائما من يكيل له المديح. 4*كيف تختار عناوين أعمالك؟ وما تأثيرات مضامين القصة لتحديد العناوين التي تختارها؟ _في أحيان كثيرة أجدا عنتا في مجرد اختيار عنوان لقصة من قصصي. أمضي أوقاتا طويلة في كتابة النص وبنائه على نحو مرض، وعندما أنتهي أنفق وقتا آخر في البحث عن عنوان مناسب. هو العتبة الأولى التي يعبرها القارئ باتجاه النص، لذلك يشغلني قليلا، وأحرص على أن يكون معبرا عن روح النص وفيه جمالية أيضا. في الفترة الأخيرة وجدت لدي ميلا إلى اعتماد العناوين البسيطة، كما لم يعد يشغلني أمر العنوان كثيرا مثل السابق. المهم أن أكتب نصا قصصيا جيدا قدر ما أستطيع. 5* ما المميزات الأساسية بين أبطال قصصك؟و هل تشبهك في الواقع..؟ _حقيقة لم أعتد تأمل كتاباتي والتفكير فيها من الخارج، وإن كنت أفكر، بين الفينة والأخرى، بأن ذلك لا يخلو من أهمية وفائدة. وما أستطيع ذكره من ملاحظات حول بعض الخصائص الفنية المميزة لقصصي، نبهني إليها الأصدقاء والقراء الذين اطلعوا على تلك القصص. وفي ما يتعلق بشخصياتي القصصية أستطيع القول بأنها ـ في الغالب ـ شخصيات مأزومة، تعاني خطبا ما ودائبة البحث عن شيء ما؛ تبحث عن ذاتها، تبحث عن مكامن العطب في المجتمع الذي تتحرك فيه، وتحاول أن تفهم وتنفذ إلى ما هو خفي وقد لا يراه أو يدركه الكثيرون. أحيانا تنجح وتصل إلى بغيتها، وأحيانا أخرى تخيب، لكن ذلك البحث الدائب هو ما يمنح وجودها مبرره ومعناه. 6* فزت مؤخرا بجائزة القدس للقصة القصيرة لسنة 2010،و قبلها بجائزة دبي الثقافية في الرواية و بجائزة الشارقة للإبداع العربي ما الذي تضيفه الجائزة للمبدع في نظرك؟ _الكاتب/ أي كاتب يترقب صدى ما لأعماله، ويتلمس وقعها لدى المتلقي. فليس هناك كاتب يكتب فقط لنفسه أو للدائرة الضيقة من الأصدقاء؛ لأن الكتابة الحقيقية تجاوز للذات وهمومها الخاصة أو الشخصية، ومحاولة للاقتراب مما يشغل الآخرين ويؤرقهم. 7* ذكر مرة الشاعر العراقي سعدي يوسف أن أول مفاجأة عاشها، حين هبطت به الطائرة في مطار مراكش في إحدى زياراته للمدينة الحمراء كما يسميها المغاربة، للمشاركة في لقاء ثقافي، نُظم قبل سنوات، كانت مع شرطي مغربي. وذاك الشرطي هو لحسن باكور كيف ترى نظرة الآخر للشرطي المبدع هل هناك خصوصية ما أم الأمر عادي ؟ و كيف كانت ردة فعل الشاعر الكبير سعدي يوسف ؟ _أذكر ذلك اللقاء الجميل الذي جمعني بالشاعر العراقي سعدي يوسف، حيث انساب بيننا حديث جميل وسلس عن الشعر وعن مدينة مراكش المتأرجحة بين الارتماء في أحضان التحديث بمظاهره المادية المتسارعة والجارفة، وبين التمسك بما يشكل هويتها كمدينة عربية عتيقة تتكئ على إرث حضاري ثري. 8* كيف ترى المشهد الثقافي المغربي ؟ هل فعلا سيطرت عليه المصالح المشتركة ؟ و المشهد الحزبي و الاخوانيات ؟ ام هي ادعاءات ؟ _ رحلتي مع القصة القصيرة تمتد لما يقرب الخمسة عشر عاما، أما كتابة الرواية فتجربة خضتها في السنوات القليلة الماضية فقط، ورواية " شريط ومتعرج من الضوء " الفائزة بجائزة دبي الثقافية للعام 2009 هي روايتي الأولى. أنا عاشق للقصة القصيرة. هي جنسي الأدبي الأثير قراءة وكتابة، ولن أرضى عنها قط بديلا.. أنا لست روائيا، وأعتبر نفسي كاتبا للرواية على هامش كتابتي للقصة القصيرة وليس العكس. لم أعتبر قط كتابة القصة القصيرة معبرا أو جسرا نحو كتابة الرواية، بل إن كتابة قصة قصيرة حقيقية، جديرة بالانتساب إلى شجرة هذا الجنس الأدبي الرائع لهي غاية الغايات بالنسبة لي، وأدرك أنها ليست أبدا مطلبا يسيرا، بل إنها قد ترقى إلى مرتبة اجتراح معجزة صغيرة. _ لطالما آلمني الأمر آنذاك وحز في نفسي، فقد كنت أوقع خطواتي الأولى في الأدب، وكنت في أمس الحاجة إلى مجرد كلمة تشجيع أو تحفيز، وكان تجاهل المنابر الصحفية التي راسلتها آنذاك لكتاباتي يصيبني بالإحباط والتذمر. ولعلني لست الوحيد الذي عانى من ذلك، بل حدث الأمر نفسه للكثير من كتاب جيلي. 12 * كلمة أخيرة توقع بها هذا اللقاء ؟ * نائب مدير تحرير عرار لشؤون المغرب الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 22-05-2014 10:57 مساء
الزوار: 6699 التعليقات: 0
|