ها هو شاعرنا الأصيل بعراقة بابل والعراق وشعبها يروي ظمئنا بهذا الحوار الأخوي لنسلط الضوء على هذا الشاب الذي ينتمي إلى عائلة تهوى العلم والثقافة، يقول " وأنا أعلن أن هذا الحوار مع وكالة عرار هو أول حوار لي أتحدث فيه عن الجانب الأدبي في حياتي،وأنا أتشرف بذلك، فوكالة عرار أسمٌ له سمعته على مستوى الوطن العربي".

لن نطيل عليكم أحبتي سنترككم تتمتعون بحوار شاعرنا وضيفنا لهذا الأسبوع  :

في البدء أوجه جزيل شكري وتقديري إلى وكالة أنباء عرار بجميع كوادرها الفنية والإدارية وعلى رأسهم الأستاذ موسى الشيخاني،والشكر موصول إلى زميلي وصديقي الدكتور عمرو خضير رئيس هيئة تحرير أخبار العراق.

س 1/ كيف كانت بداياتك الشعرية ، وهل لك أن تعرف الجمهور بك شاعرنا؟
أنا مروان عدنان العزي،مواليد بغداد 1985م،حاصل على شهادة البكالوريوس في تقنيات المعلوماتية من الكلية التقنية الإدارية في بغداد،نشأة في عائلة تهوى العلم والثقافة،وحيث أنا أكبر أخوتي،بدأ شغفي بالأدب والشعر في سن مبكرة جداً،حيث تاثرت بقصائد الأطفال وأدب الطفل والقصص فساهم ذلك في تنمية قابليتي على الحفظ وتذوق الأعمال الشعرية وبالتالي لم أجد صعوبة عندما بدأت بكتابة الشعر،ولكن اليوم أعتبر أن أنتاجي من الشعر قليل جداً ولايتناسب مع بداياتي المبكرة ولسببٍ واحد وهو أن الشعر أزدواجٌ بين الموهبة التي يمتلكها الأنسان بالفطرة وبين الدراسة الأكاديمية وأعني بها دراسة (علم العروض واللغة العربية) وخصوصاً أنني أهوى نظم الشعر العمودي الّذي يتطلب دراسة بحور الشعر والأوزان،ولذلك عندما درست العروض متأخراً ونظرت إلى ماكتبته في بواكير حياتي وجدت الكثير منه بحاجة إلى المراجعة العروضية رغم روعة الصور الفنية والأخيلة المتجددة التي أشتملت عليها تلك النصوص،وأنا أعتبر نفسي أنني لم أتجاوز مرحلة البداية بعد، رغم أنني أخطو خطوات واثقة الى الأمام لكنني لازلت في البداية وليس هذا تواضعا مني ولكنها عين الحقيقة، ولا أجد حرجا ً في الإفصاح عن هذه الحقيقة،علماً أنني إلى جانب نظم الشعر أكتب القصة القصيرة كذلك.

س2/كيف تربط تخصصك العلمي مع هوايتك الأدبية والشعرية؟
كما ذكرت أن بين دراستي الأكاديمية وبين هوايتي الأدبية بونٌ شاسع،ولكن الموهبة طغت على تخصصي العلمي،كما إني بطبيعتي أميل لدراسة العلوم الأنسانية(الأدب،التاريخ،علم الأجتماع ..)ومن وجهة نظري لاغنى للأديب أو الشاعر عن هذه العلوم،ومكتبتي الشخصية عامرة ولله الحمد بهذا النوع من الكتب،وقد أخذت دراستي الأكاديمية وقتاً طويلاً مني على حساب تنمية موهبتي الأدبية والشعرية ولكنها كما أخذت فقد أعطت في الوقت نفسه والحمد لله على كل حال.

س3/لك العديد من البحوث والمقالات المنشورة لو سمحت بإيجاز عن ذلك؟
نعم ..كتبت العديد من البحوث والمقالات العلمية في مجال تخصصي ونشر بعض تلك المقالات في مجلات رسمية داخل العراق،وكذلك انا أشرف على تحرير سلسلة تراجم أعلام العراق وهي سلسلة مستمرة لترجمة سير شعراء وأدباء ومؤرخين عراقيين،كما كتبت العديد من المقالات في مجال الأدب والنقد والتراث.

س4/كان لك حضور إعلامي في العديد من المنابر الإعلامية سواء التلفزيونية أم الصحفية ، متى كانت وعن ماذا تم الحوار؟
لاأخفي سراً إذا قلت أن جميع الحوارات الإعلامية السابقة كانت تتركز حول قضايا علمية بحتة وبعيدة كل البعد عن الجانب الأدبي والثقافي،وأنا أعلن أن هذا الحوار مع وكالة عرار هو أول حوار لي اتحدث فيه عن الجانب الأدبي في حياتي،وأنا أتشرف بذلك،فوكالة عرار أسمٌ له سمعته على مستوى الوطن العربي.

س5/ جمهور عرار متعطش لقراءة والأستماع لنماذج من قصائدك ، ماذا تقدم لهم مكتوبا ً ومسموعا ً ومرئيا ً؟
بكل سرور ويسعدني أن يطلع جمهور عرار على قصائدي،وأعرض عليهم الآن نصوص مكتوبة من بعض القصائد،ويحدوني الأمل أن تكون لي صوتيات مسجلة لقصائدي في القريب العاجل،فمن قصيدة " إشراقة الصباح" من الشعر العمودي وهي قصيدة رقيقة من بحر الكامل اقول فيها:

عَبَقَتْ زُهُورُ صباحنا تتفاوحُ = وَتَنَنفَّست أعماقنا تتراوحُ
ومضى يُحدثنا الصباحُ بلطفه = عن صفوه عن عفوه ويُصارحُ
عَنْ جِدِّهِ إذ مايجدُّ بحلمه = وبِحلمِهِ إذ مايشاءُ يُمازِحُ
عن حبِّهِ عن وده يتحدَّتُ = يُلقي سلاما ً دائما ً ويُصافحُ
هلاَّ نكونُ كمثلهِ ياصُحبتي = في حزننا في فرحنا نتناصحُ
هلاَّ نكونُ كمثلهِ صفحهِ = ننسى كما ينسى الدُّجى ونسامحُ

ولا أريد انسى في هذا المقام أن أقول قصيدة بحق مدينتي العزيزة بغداد التي ألهمتنا الشعر والأدب ونحن صبية صغار وقد كتبت لبغداد العديد من القصائد وقد اخترت لكم قصيدة ((بغداد)) وهي من بحر مجزوء البسيط بعروض صحيحة وضربا ً مقطوعا ً :

بَغْدادُ يادوحة ً يَسمُوبِها = سِحرٌ ومَجدٌ مدى الأزمان ِ
ياواحة ً لِلسَنا أنوارهُا = أُبصِر بِها حِلية المُزدان ِ
بَغدادُيا جنة ً طابَت بِها = روحي وياواحة الضمئان ِ
بَغدادُ يالوحة ً مرسومة ً = في عينِها أجملِ الألوان ِ
مالي أرى أدمُعي رقراقة ً = بَغدادُ يا دمعة الأحزان ِ
حُزنٌ سرى في دمي يهتاجُني = ماذا جرى؟مابها بَغدان ِ؟
يَمشي على تُربِها وغدٌ وما = تقوى على الحرق ِ والنيران ِ
صبراً على غزوهم ياقلعة ً = من يَغزُها واهِمٌ خسران ِ
يانخلة ً جِذعها يصمد ولو = تُغرز بهِ فأسة ُ العدوان ِ

س6/لديك العديد من المشاريع المستقبلية هل لك أن تحدثنا عنها؟
في الحقيقة تتزاحم في ذهني العديد من المشاريع والخطط المستقبيلة،ولكن هناك أولويات،ومن هذه الأولويات هي أصدار أصدار الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور خالد العزي"رحمه الله"،وهي جمع وترتيب ديوانيه "زهرة العمر" الذي صدر في بغداد سنة 1991م،وكذلك ديوان "صدى الزمن" الذي صدر في بغداد أيضا ً وبعد وفاته رحمه الله في 2001م،وكلهُ من الشعر العمودي،وكذلك أنا أعكف الآن على تأليف كتاب في مجال "النقد والتنظير الأدبي" أسأل الله التوفيق والسداد.

س7/من خلال اطلاعنا على مشاريعك المستقبلية كان منها إصدار الأعمال الشعرية الكاملة للدكتور خالد العزي ، من هو هذا الشاعر وماذا يربطك به ، ولماذا ستقوم أنت بإصدار أعماله؟
الدكتور الراحل خالد العزي رحمه الله (1921 - 2001م) هو واحد من الأدباء والشعراء والمؤرخين العراقيين،وهو مستشار قانوني،له بصمات مميزة في عالم الأدب في العراق وفي الوطن العربي منذ بواكير حياته،فهو أول من أصدر قصة ملونة للأطفال في العراق منذ طفولته وعلى نفقته الخاصة وكان أسمها (ملكة الربيع)سنة 1949م،كما ساهم بترجمة قصص وروايات عالمية الى العربية مثل (سايلاس مارنر)طبعت ببغداد سنة 1949م، وكذلك ترجمة قصة (عذراء الوادي)أو لورنا دون طبعها في بغداد سنة 19950م واعيد طبعها سنة 1985م،وكذلك ترجمة مسرحية الشاعرة العاشقة(عائلة باريت في شارع ومبول) وهي مسرحية من عيون الأدب الانجليزي وهي ترجمة لحياة الشاعرة الأنجليزية (اليزابيث براوننج)،كما له العديد من المؤلفات في القانون والسياسة بحكم تخصصه،وكانت له ندوة عامرة في منزله مساء أول جمعة من كل شهر قمري وكان يحضرها كبار الأدباء والشعراء والمفكرين في العراق،وكانت تعرف ندوته بالندوة العزية،ولاننسى أن الشاعرة العراقية الكبيرة الحاجة صابرة العزي رحمها الله هي عمة الدكتور خالد العزي وهي أيضا ً لها خمسة دواوين شعرية كلها من الشعر العمودي الفصيح، أعيد طبع بعضها مؤخرا ً في دولة الإمارات العربية المتحدة،والدكتور خالد له سجل ٌ أدبي طويل لاتفي حقه هذه السطور القليلة،ولو طالعت موقع وزارة الثقافة العراقية لوجدت أسم الدكتور خالد العزي مسجلا ً ضمن قائمة أصحاب وروَّاد المجالس البغدادية،ولكن لاأعرف الأسباب الحقيقة التي تقف حائلا ً دون مبادرة بعض المؤسسات الثقافية لطباعة مجموعته الشعرية الكاملة،الأمر الذي دفعني أن اكون مبادرا ً لهذا الأمر،وعلاوة ً على أنه شاعر وأديب كبير فهناك أيضا ً صلة قربى قوية تربطني بالدكتور خالد العزي فهو أبن عم والدي.

س8/ كيف تجد الإعلام الثقافي الألكتروني في هذه المرحلة؟
لقد أسهمت الشبكة العنكبوتية(الأنترنت) وجميع وسائل الأتصال الحديثة في تحقيق قفزة نوعية في عالم الأعمال عموما ً وفي مجال الإعلام الثقافي على وجه الخصوص،الرغم من أن لهذه التكنولوجيا تأثير مزدوج ومتضاد،وخشية أن يختلط الغث بالسمين،وإن كنت أرى أن الإيجابيات تفوق السلبيا بكثير،فالأنترنت أصبح لغة الجيل الجديد الذي أنتمي أنا غليه وزملائي وهو وسيلة جيدة وفعالة في الوصول الى القراء والجمهور بشكل أسرع ولم يعد بالإمكان الأستغناء عن هذه الوسيلة،كما انه لايعني هذا أهمال الإعلام الورقي التقليدي أو اهمال الكتاب المطبوع أبدا ً فللكتاب نكهة في تصفحه ومتعة،وعلى كل حال الإعلام الثقافي الألكتروني العربي جيد ولكنه ليس بمستوى الطموح بعد ويحتاج إلى جهود أكبر.

س9/ كلمة أخيرة لشاعرنا مروان العزي؟
في الختام أكرر شكر ِ وثناء ِ لكم أيها الأخوة في وكالة أنباء عرار،وأتمنى لكم دوام التوفيق والتميز والرقي خدمة للثقافة والأدب الأصيل،وأتمنى أن تكون أطلالتي موفقة من خلال بوابتكم الثقافية الرائدة والمتميزة على الجمهور العربي،وأن نكون عند حُسن الظن دائما ً.