نقل عن المحامي الاستاذ : ذاكر خليل العلي، مجلة التشريع والقضاء. تقدمها : الكاتبة والاديبة العراقية زاهدة العسافييعد الاستاذ المرحوم غربي الحاج احمد واحداً من أبرز المحامين في العراق والذي ارتبط عمله المهني في المحاماة بنضاله الوطني والقومي من خلال مشاركته في الحياة السياسية العراقية منذ الاربعينيات من القرن الماضي .

 ولعشقه الكبير لمهنة المحاماة وتفاعله مع الدعاوى التي كان يتوكل فيها فقد ألقى دفاعاً عن أحد موكليه بقصيدة شعر منشورة مع هذا الموضوع. والاستاذ المرحوم غربي الحاج احمد ولد في الموصل عام 1924 وتخرج من كلية الحقوقعام 1946 وعمل في المحاماة منذ تخرجه ، وكان قبل ذلك قد مارس الكتابة في الصحف ورفدها بالمقالات والمشاركة في بعض المظاهرات أبان الحكم الملكي ، وتم تعيينه نظرا لمواقفه الوطنية والقومية بعد عام 1958 كأول مدير عام لدائرة الاذاعة والتلفزيون ثم شغل منصب رئيس المؤسسه العامة للصحافة والطباعة والتي صدرت عنها مجلة ( الف باء) وكان هو رئيس تحريرها في 22 مايس 1968 وشغل ايضا مدير عام التخطيط ووكيلا لوزارة التخطيط ثم وزيراًلشؤون الوحدة في وزارة ناجي طالب ، ثم عين سفيراً فيديوان وزارة الخارجية ، وكان في فترة الستينات الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية.

وفي عام 1969 أحال نفسه على التقاعد لينصرف الى ممارسة مهنة المحاماة .وعٌرف عنه انه كان خلال دراسته الثانوية والجامعية خطيبا مفوها وشجاعاً ، وقد عرف عن المحامي غربي الحاج احمد في بداية الثمانينات شيخاً وقورا ومحامياً بارعا لا يتأخر في إبداء المشورة او المساعدة الى الزملاء في مسألة قانونية.

وكان المحامي المرحوم قد كتب قصيدة شعرية بدلا من لائة دفاعه والقاها في محكمة الجنايات في الموصل في 1983/10/3 لينال بذلك سبقاً لم لم يسبقه اليه من قبل فيعد بذلك رائداً للأدب القضائي في العراق.

وتتلخص وقائع القضية فيما عرف لدينا ( القتل غسلاً للعار) حيث قال فيها: معذرةًياسادتي ...معذرةًإن قلت ان البؤس في ربوعنادائرة مفرغة لا تنتهيتفرق في أمواجها ما تشتهي

ويصطلي في نارها من يصطليلا فرق بين جاهل وعالملا فرق بين عاقل وغافل

فكلاهما إرادة مشلولةتحكمها الاعراف والقبيلة

يا سادتي.. ما زالت النساء في قبيلتيوَوَاسفي .. موؤدة.. تبحث عن قبر لهاأو .. سلعة ... تباع في مزادها

من يدفع الاكثر في شرائهايأخذها ... يملكهاجاريةضحيةما زالت النساء في قبيلتي... إن أخذأت أو شٌك في سلوكها ... قالوا بلا تردد أو رحمةالسيف يغسلٌ عارها... وشعارهم من ألف ألف جائر ... متسلطمتجبر.. لا يرحمٌ( لا يسلم الشرف الرفيع من الادىحتى يراق على جوانبه الدم) غابات يا سادتي...لا تنبت الزيتونمطلمة مٌوحشة... مٌلتفة الغصونتحتار في ألغازها... العقول والعيونرجالها قد خٌلقوا ... كالوحش يقتلونسيوفهم أنيابهم... في حَدِها المنونكأنما ( قابيل) قدعلمهم ... لحم النساء ليتهم يخجلون ...

وكانت له آراء ومناقشات مع هيئات محكمة التمييز وكانت لوائحه عبارة عن ابحاث قيّمة وقد ضم كتابه ( قصة قضية) عددا من اللوائح وقرارات المحاكم ذات العلاقة به. وله فضلا عن ذلك ثلاث مجاميع قصصية عبارة عن تحويل عدد من الدعاوى والقضايا التي كانت توكل فيها الى قصص فنية وبأسلوب أدبي بديع وجميل وهي تحت عناوين - الخيط الابيض- بقايا دموع- لو شنق مرتين.