كانت الامم تحتفظ بتراث لنا من تاريخها السحيق من اعمال نتاجية متنوعة سواء تنتجها أيادٍ رجالية أم نساء ، قبل ان يدخل الانتاج الواسع والمكننة وينسف الجهد اليدوي الذي لم يفقد بريقه والحنين اليه رغم إنحساره بشكل كبير. وتختلف هذه النتاجات من مأكولات محددة أو صناعة الحلي والسجاد وصناعة العطور وانواع الصوابين والطرق على النحاس واعمال الفخار ، وتجفيف الفواكه والتفنن بنوعيات مختلفة من المخللات أو الحلوى . واصبحت لهذه النتاجات سوقاً رائجة لمحبي التراث الشعبي الذين يترددون في سفرات سياحية لاقتناء ما يعجبهم منها تكون ذكرى زياراتهم لهذه الشعوب.
وهنالك منظمات أو جهات رائدة تتبنى ترويج وبيع هذه السلع الثمينة بقيمتها الروحية لانها تتميز بالابداع والرقي والدقة ويضع فيه المنتج كل ما يملك من هواية وابتكار .
، ودأبت الدول بتدريس مادة الفنية والرسم في منهاجها الخاص في المرحلة الابتدائية وخصوصا مدارس البنات كيفية صناعة هذه المواد في مراحل دراسية بقي مَن اتقنها وأجاد فيها قائما على ترويجها وجعلها وسيلة لكسب الرزق ولا سيما ان الكثير لم يجد فرصة انهاء الدراسة والتوظيف ويلجأ الى الانتاج من مطرزات وحياكة وصناعة الزهور حتى يكون له بابا من ابواب المعيشة تقيه من العوز والكفاف ،
وتبنت النساء اللاتي دفعهن الحياة الى ظروف قاسية وقاهرة لالتزام هذا الطريق بدلا من اللجوء الى طلب المساعدة تطبيقاً لما دفع به نحن في ديننا الحنيف على قدسية العمل ونبذ طلب المساعدة اذا كان المرء قادراً على العمل ووجدت سوقا رائجة للعرض والبيع وتبني الموهوبين ايضا من خلال برامج تنموية للنهوض بواقع المرأة وتمكينها اقتصاديا خصوصا في مجتمعات اهتزت نتيجة الحروب والعنف وزيادة الهجرة وفقدان اسبباب المعيشة. ومنحهن قروضا أو منح بسيطة تعينهن لشراء المواد الاولية .
رغم ان هذا الناتج لا يدخل في حسابات الدخل القومي في أي بلد من البلدان لضآلة مورده وعدم تحقيقه توفير العملة الصعبة مثلا الاّ وجوده حقيقي ويعبرّ عن قدرة المجتمع للاحتفاظ بالتراث وبريقه ونقله بأمانة من جيل الى آخر دون وجل لان التي تقوم بها بيد تضع فيها من جهدك وعطفك وروحك الشيء الكثير .
وهنالك مواسم محددة يتم فيها عرض هذه النتاجات على شكل مهرجانات بيع وشراء ويتوافد الكثير للتبضع وقضاء الوقت الممتع لمشاهدة هؤلاء المبدعين عن قرب وهم يصنعون امامهم ما ينتجون وتكون مواسم لا تنتهي مابقي الانسان مجداً مبدعاً ومنتصراً وقاهراً لظروف غير آمنة تخيم على حياة الناس .وكثير ة هي النتاجات هذه وتشتهر بها مدن محددة في كل دولة مثل سوق الصفافير في بغداد وطرق النحاس وصناعات دبس الرمان في شماله وصناعة ماء الورد التي تختص بها كركوك الى آخر القائمة التي لا تنتهي.
نمتلك الإرادة والعزم لا نفقد الامل في الحياة ولا يمتلكنا الخوف من المستقبل الذي لا يبدو مجهولاً.