كانت العرب قديما تزوج بناتها من الأكفاء ...
نعم رغم أن في الجاهلية عادات استهجنها الاسلام وحرمها لكن اسلوب التفكير والمعيشة كانت لها طرق شبه القانون العام الذي لا يمكن كسره وكان هذا طبعا بالنسبة ( للحرائر) وليس الأمة، فكان العربي يختار نسباً لابنته من رجال يتصفون بالكرم والشجاعة والاناة والمرؤوة وكانوا لا يزوجونها لغير العربي وبقيت هذه العادة حتى في انتهاء حكم الدولة الاموية. والدليل أن زيد بن حارثة الذي جاء مخطوفا الى مكة وليس بعبد فأشترته السيدة خديجة وأهدته الى رسولنا الاكرم بعد زواجهما وتولاه (ص) بالرعاية حتى كبر وقام بترويجه من زينب إبنة عمته السيدة صفية بنت عبدالمطلب ، لكن زينبا بقيت تحتفظ بشعورها ان زيداً ليس كفؤاً لها وتكلفه بخدمتها واعداد الطعام وغيره مما يعامل به العبد وكان زيداً يشكوها الى الرسول الى تم طلاقها. 
قبل أيام .. روى لي أحد الاخوة من الباحثين الاجتماعيين في محكمة الاحوال الشخصية عن زوجين مختلفين ولجأ الى المحاكم للحصول على الطلاق وقد ترك الزوجين طفلهما الصغير عند منضدة هذا الباحث كل منهما يرفض اخذ الطفل، وبالفعل تركاه وذهبا .. وبعد برهة عادت الزوجة برفقة والدها لاسترجاع الطفل ، وامام هذا السلوك كان للباحث رأيا ناجما عن الكم الذي يلتقي بهم يوميا واستخلص القول ان للاهل دوراً سلبيا في إختيار الزوج لبناتهم بغياب الوعي التام ومع غياب تام لدراسة وافية عن هذا الزواج قبل حصوله أسوة ببعض المجتمعات لان الطلاق عندهم ممنوع ، مثلا في الديانة المسيحية تسعى الكنيسة الى التعمق في الموافقة على اتمام زواج ما.
اما ان يحصل الزواج بشكل كيفي وهدر كرامات فتيات هن بالاصل على قدر عال من التربية الحسنةوالقيمة الاعتبارية وحسن السلوك ومن ذوي الثقافة والحكمة والمعشر وتزويجها من شخص سافل وسكير وعاطل أو هستيري وقاسي ومنحرف في سلوكه وتعريض هذه الفتاة الى فشل ذريع في زواج غير لائق بها تحت سطوة ذويها .. ودون أن يكون لها الخيار في هذا الفشل الذي يترك فيها جرحاً عميقاً ونظرة غير عادلة من المجتمع اليها وكم من نساء أقبلن على الانتحار بحرق انفسهن أو بأساليب أخرى للخلاص من البؤس الذي يحيينها ودون أن يكون أي انصاف أو تجاوب من الاسرة للوقوف على محنتها والبحث عن الحل وخصوصاً اذا كانت قاصرة، جاهلة لا تدرك من أمور الحياة شيئاً لان القائمين على تنشئتها تنقصهم الدراية في أمور الحياة شأنهم شأن الذين يعيشون خارج حدود الاوطان بين الجبال أو خارج الحياة ، ويفتقرون الى التحضر وحياتهم بدائية بعيدة عن المدنية ويعانون هم من الموت المدني فتكون الضحية الفتاة وكأنهم انتهوا من اعطائها وجبات الطعام لكي تبقى على قيد الحياة وآن أوان قطافها.. ورميها حيث يشاءون . 
ويستلم المجتمع موجات من الضحايا يضاف عددهم الى عدد البائسين ، فتيات يافعات وأطفال بعمر الزهور اضافة الى ضحايا الارهاب في بلد غادره الاستقرار والامن والصلاح.