رغم أن الله سبحانه وتعالى خلق الانسان وجعل منه الذكر والانثى وخلقهما من نفس واحدة وجعل بينهما مودة ورحمة الاّ أن الفلاسفة الذين أثروا كثيرا في التراث الفلسفي الانساني كان لهم رأي غير منصف مع المرأة واختلفوا في وصفها كلٍّ حسب رأيه أو حسب الفهم السائد لدور المرأة في مجتمعاتهم .
ارسطو اقام بناءه الفلسفي على اخضاع ما هو أدنى الى ما هو اعلى وقرر أن الرجال الاحرار هم الكائنات الاعلى التي تمثل الجزء العاقل من الطبيعة أما النساء والعبيد فهم الكائنات الادنى أما نيتشه الذي كان عداءً للمرأة وشبهها بالقطط والابقار والكلاب وقال ( لا تذهب الى المرأة الا والسوط معك) في حين يرى افلاطون انها أدنى من الرجل من حيث الفضيلة والعقل وتبعه سقراط الذي شبّه المرأة بالشجرة المسمومة التي في ظاهرها الجمال واذا اكلت الطيور من هذه الشجرة تموت .
إذن كل الآراء التي كانت قواعد في الفلسفة والفكر الانساني أخفقت في إنصاف المرأة وكان افلاطون يكره والدته لانها أنثى ، اننا وامام هذا الخرق لدور المرأة ومكانتها نرى كل الانصاف لها في ديننا الحنيف الذي أقرَّ بحقوقها وانسانيتها قبل اربع عشر قرنا من الان وجعلها كاملة الأهلية وانصفها بحقوق ثابتة وقواعد واضحة حفظت كرامتها وجعل لها حق التملك والارض وسائر الحقوق المادية والمعنوية وساوى بينهما في التكاليف والعقيدة وحافظت على الأسرة من خلال المرأة كأول نواة للمجتمع . وكانت بالمقابل المرأة المسلمة جزءاً من تلك الظروف حيث تفاعلت وبقوة من أجل اركان الدين الذي حتى حرّم قتلها في ساحات القتال وعملت امهات المؤمنين على جمع الاحاديث النبوية والحفاظ عليها .
واليوم وبعد أن تبوأت ميادين العلم والمعرفة وطرقت سوح العمل في كل الميادين لثبت انها أهل للابداع بعد أن برعت في بناء الاسرة تفاعلت في المجتمع لتكون تلك الواعية المقتدرة وتفند كل الافكار الرجعية والراديكالية جزءً من بناء المجتمع .
وفي ذكرها يومها نقف إجلالا لكل تضحيات المرأة العربية وتاريخها الزاخر بالعطاء وزرع الامل وغرس القيم وبناء الانسان قبل الوطن.