في فن التمييز بل وفي روح التنويه عن سقطات بوح أو كلامات هذر أو سوالف بتر، أين نحن أترانا أتينا من كوكب آخر تعجل القوم في طرح التبرير والبعض التشكيك والبعض الآخر أتى من آخر الطريق ليسلك أوله
هنا في طرح ممغنط، أعطي الناس كعادتهم فكرهم وما بدلوا تبديلا.
نقف مذهولين أمام الصخب وعدم الاقتناع لدينا للأسف، كم هائل من العقول المتحجرة وإن بدت أحيانا أنها غير ذلك لكن موقف أو طرح أو سلوك يدلو دلوه ويأتي بآخر ويتخبط سب وشتم وتنويه عن حدث وحده وهو مخل بينما لو كان سلوك منه لا ينتقده إلا بشكل سطحي وربما لا يلغو فيه ويقف يشاهد.
أستغرب من تحجر العقول عند موقف وينادي بالشجب والشتم ويمسك طرف العصاه ولا يعلم كيف يمسكها غير أنه يسلطها على من آراد راية ضد ما يراه هو المتحجر، عقلك المتحجر تفكيرك، ليتك تمهل نفسك قليلا وتفكر بفكر الناس من حولك وأنت تعلم أنك قد تغير رأيك لكن لا تتمسك بوجهة نظر تراها أنت فقط أنت لديك قناعات وكذلك الآخرين، أيها الكريم إما أن تصمت وتنظر ما يقوله هؤلاء في طرح الموضوعات وأما أن تدلو بدلوك دون تحيز ودون أن تنفي رأي الآخر.
نعم هذا ماحدث عندما تناولت بعض المسلسلات القديمه واقع سلبي في المجتمع القديم دون دراية لبعض الطرح وإن كان لك وجهة نظر مغايرة لا تفرضها على آراء المجتمع وأنت ومن له رأي مثلك لا يشكلون إلا قلة في مجتمع مترامي الأطراف له فكره ومعتقده وثوابته يقتنع أن هذا صحيح وهذا غير صحيح يعني هو يميز الغث والنفيس لماذا تفرض عليه رأيك وهل قناعتك هذه لها واقع يؤمن به كل أفراد المجتمع من انا ومن انت لنحتكم إلى رأي المجتمع عامة.
توقف قليلا، البعض يقول لماذا يطرحون مثلا موضوع المفاسد في المجتمع القديم وكأن المجتمع قديما ليس فيه هذا أعلم أنك تقول لماذا ينوهون عن مفاسد في بعض المسلسلات ويتركون الصور الجميله فيه يكفي أن أخبرك أنهم نجحوا في إثارة فكرك اتجاههم لو لم يعرضون هذا لما قمت انت وغيرك في إثارة توجهاتكم ونقاشاتكم على هذا المحور.
ثم نحن لا نبرر لأحد أبدًا ولكن هذه قصص من عرض الكم من القصص المطروحة في التلفاز السعودي والخليجي، أنت آثرت انتباه الجميع نحو الحدث والموجود طالما تجادل بهذا الشكل الملفت لبعض القصص، أنا معك قد غيرت مفاهيم ربما والكم الهائل من المسلسلات الهابطة والأفلام المنحطة ماغيرت مفاهيمك أنت ومجتمعك لماذا تسلط الضوء إذا، وأغلب ما يعرض هابط في الفكر والمستوى والحوار والحبكة، أي إن كانت غيرتك على العادات والتقاليد وعلى ما كان فهم يسيرون على شريعة قديما وحديثا.
المنطق يقول أن لا تدلو بدلوك وتطرح فكرك دون أن تلم بالآراء من حولك وأريد أن أخبرك أيها القارئ الكريم أننا نغار مثلك على ثوابتنا وعلى عقيدتنا، وعلى انتهاك الحدث الذي يوصم المجتمع بعيب ليس فيه لكن خذ في تفكيرك إن تجنب نوع المطروح لنا دون قناعاتنا أو ضد عقيدتنا أو دون مستوى المؤمل منه.
لكن خطواتنا نحو التصحيح بطيئة مع كم الغث الموجود فلا تفرد نفسك وتشق المجتمع إلى متحيز وغير ذلك فقط لأنك غير شامل لعقليات من يشاهد أنت عندما تنشر فكرك هل تتوقع الموافقة العامة عليه طبعا، لا والنبي، لم يوافقه الجميع فيما طرح وهي رسالة سماوية، بل وعذب وأوذي في سبيل الهدف وهو إعلاء كلمة لا إله إلا الله إذا من باب الاقتداء توضح المعاني وليس ومعنى الطرح الجيد كيف يكون لكن لاتمس أحدًا بسوء فلهم مايرون ولك ماترى، قناعاتك ترجمها بحكمة وليس بمعول تأنيب.
وأسلوب تقريع لذلك ما يطرح في التلفاز أو في قنوات التواصل لا يمثل قناعاتنا هنا، قف قليلا وتجرد من تيبس العقل في جانب، وانظر هل تستطيع أن ترى صورة أخرى تقبل وجهات النظر للآخرين، و اشرب من كأس الفضيلة عند نقاشك لمعول الهدم الذي يمسكون به.