|
عرار:
قراءة وصفية لكتاب: سبيبا sbbebaهبة الأجداد وكنز من قرون،لمؤلفه يوسف أوقاسم سليل مدينة جانت .. بقلم الباحث بوده العيد ينحدر الفلكلور التارقي من العصور القديمة ويتميز باستمراره عبر سيرورة الزمن وتعلقه بالحياة الإنسانية لأنه يرمز إلى أصالة مجتمع الطوارق وتغلغه في أحقاب التاريخ، ولا أدل على ذلك من ديكور العيد السبيبي الذي يعتمد على عنصري الرجل والمرأة بوصف السبيبا تعبير صادق لربط الماضي بالحاضر وبإعتبارها فنا جماليا وأدبيا ورياضيا متجذرا يمتاز بالمنافسة والترويج لهذا المعلم اللامادي والموعد الزماني والمكاني(1)إلا أنه من الصعب أن تجد تفسيرا دقيقا لمعنى كلمة سبيبا التي لم يُعرف أصلها الأبجدي إلى الآن ولا ندري ما إذا كان أصلها عربي أو تارقي أو بربري أو فرعوني أو جرامنتي(2) أو من أصل ينبع من خصوصية المنطوق اللغوي لطوارق جانت فقط(3) لكن لا يوجد أي شك في كون السبيبا لعبة جانتية فريدة تؤديها الطبقة الراقية من الناس في يوم فريد وشهر فريد،كما أنها تعني عند عن توارق جانت المعاصرين : اللعبة والشهر والموعد والترويح عن النفس و تعني العرض والمضاهاة (التحدي) والمناظرة بحسب ما جاء في هذا الكتاب المهم الذي نخصه بهذه البطاقة التعريفية المتواضعة . مؤلف الكتاب هو يوسف أوقاسم الملقب بشاعر التاسيلي من مواليد الستينات بمدينة جانت العريقة التي إحتضنت بداياته التعليمية للقرآن واللغة العربية،كما شهدت على عصاميته وموهبته التي أهلته لأن يجود بمايزيد عن 100 قصيدة في مختلف حقول الشعر باللغتين العربية والتارقية،منها ما هو موثق في ديوانه "تاسيليات" الذي طبع على نفقة مديرية الثقافة بولاية ايليزي 2015،كما دفعته عصاميته للخوض في بحوث ذات طابع تاريخي وثقافي حول المنطقة(4) ومازلت أتذكر لقائي بالرجل والإفادة من مخزونه التاريخي والتراثي حول اللغة التارقية ومجتمع التوارق نهاية2014 بمدينة جانت خلال ندوة ثقافية ضمن فعاليات الملتقى الولائي الأول للغات الأجنبية الذي نظمته جمعية أغنيب الطلابية،وكان حينها مديرا لإكمالية العربي التبسي بجانت.وقد حدثنا يومذاك بشكل تفصيلي عن اللغة المحلية طارحا الإشكاليات والحلول وسبل النهوض بالتارقية مدعما كلامه بأمثلة توضيحية وتفسير بعض المصطلحات،ثم عرج على قضية ترسيم اللغة الامازيغية بصفة عامة وعن حروف تيفيناغ وكيفية تفسير كتابتها وقراءتها بشكل صحيح وعن إختلافها من منطقة لأخرى، وقد أفصح للجمهور في ذات الندوة عن نيته في نشر كتاب بعنوان : سبيبا هبة الأجداد وكنز منذ قرون. من قبيل البيت التالي : بالتارقية : تزلانغ توفات إيتج توفران ** إيسي إيي يفو اهيغ دوغيا بالعربية :أبطأ عني حلول الصباح ** الذي سيحل وأنا في الميدان بقلم بوده العيد في 18جانفي 2018 1- سبيبا sbbeba،يوسف اوقاسم،دار بصمات،ط1،2016،ص21 2- الجرامنت هم الجرَمنتيون أو الغرامنت)هم أسلاف الطوارق ، الذين استوطنوا جنوب غربي ليبيا ، وجزءا من جنوبالجزائر ، وهي المنطقة التي يسميها الطوارق آزجر .[1] وتعد المعلومات عن تاريخ الجرمنتيين مشوبة بالشك، فرغم رجوع معلومات هيرودوت إلى القرن الخامس قبل الميلاد، لكنه لم يقدم لنا إلا القليل منها عن الجرمنتيين. غير أن الآثار المعمارية التي ترجع إلى زمن ما قبل هيرودوت قد اكتشفت في الكثير من المواقع بفزان، ووجدت فيها أدوات حجرية تعود إلى زمن الثقافات الأشيولينية والأتيرية ( من 100 ألف إلى 30 ألف سنة ق. م ).. عن ويكيبديا الموسوعة الحرة https://ar.wikipedia.org/wiki 3- انظر كتاب سبيبا sbbeba،يوسف أوقاسم ص 103 4- أنظر ديوان تاسيليات،يوسف أوقاسم،مديرية الثقافة ايليزي،2015،ص 05 الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 19-01-2018 07:27 مساء
الزوار: 2174 التعليقات: 0
|