|
عرار: حاورتها لعرار زهور العربي:المرأة التونسية محرّك الثورة بلا منازع فهي من أنجب الشباب الثوري ومن ربّاه على قيم الرفض،نلتقي بأديبة وناقدة من بنات تونس الخضراء ..انّها الدكتورة آمنة الرميلي ، مرحبا بك اخت آمنة ويسعدني أن ندردش معا وتأخذيني في فسحة الى عوالمك الفكريّة والإبداعيّة لنتعرّف اليك ونفترب من هواجسك 1) من هي آمنة الرميلي انسانة واديبة ؟ ليس من السهل في شيء أن نجيب عن هذا السؤال "من أنا؟"، سأختزل الإجابة في سياقين اثنين، آمنة الرميلي أستاذة جامعية في الأدب العربي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة ، أومن أنّ العلم هو الإمكانية الأكبر والأقوى لبناء إنسانية الإنسان ، على هذا الأساس أتعامل مع طلبتي في القسم وأربّي أبنائي في البيت ..قد أفرط أحيانا في الدّعوة إلى العلم والثقافة والكتاب ولكنّي مقتنعة بأنّ الأمر محكّ ضروريّ لتحقيق التحرّر الفكري وبناء الشخصية، ولعلّي من أجل ذلك أيضا أمارس الكتابة، إيمانا منّي بأنّ العبور إلى الآخرين وبناء علاقات سليمة عميقة معهم ،ومحاورتهم بمستوى أدنى من الرقيّ يتمّ عبر الكتابة وعن طريق الفعل المبدع. أنا إنسان فأنا أبدع وأكتب وأفكّر وأنا مبدعة لأنّني إنسان.. هذان وجهاي ونقطتا توازني إن أمكن التوازن.. 2) آمنة الأديبة متى بدأت اعتناق الحروف ؟؟ كنت دائما أكتب.. لا أذكر متى بدأت ولكنني كنت اكتب بلا توقف. لا أتحدّث هنا عن الكتابة الرسمية التي نشرت في كتب واندرجت ضمن أبحاث بل أقصد فعل الكتابة وقد مارسته منذ بداية وعيي بالأشياء وعيا لغويّا. ثم بدأت أكتب كتابة "محترفة" قابلة للنشر والذهاب إلى الآخرين. كانت القصة القصيرة هي الفنّ الذي استهواني أكثر من غيره رغم أنّني بدأت بالشعر في سنوات العمر الباكرة، ولعلّ ميلي إلى التفكير والنقد والانخراط في العمل السياسي سواء في الحركة الطلابية أو في الحركة النقابية قد جعلني أميل إلى القصّة ثم الرواية. وفي الجامعة كان التفرّغ للكتابة النقدية خاصة. كتبت القصة الواقعية والرمزية والإيحائية والنفسية، وكانت الرواية هي الفضاء الرحب الذي استقطب اهتمامي ولا يزال دون القطع مع القصة القصيرة التي أعتبرها سيدة الفنون المرأة التونسية محرّك الثورة بلا منازع فهي من أنجب الشباب الثوري ومن ربّاه على قيم الرفض، المرأةالتونسية تختلف عن باقي النساء في الوطن العربي فنسبة تعليمها وتشغيلها مرتفعة جدّا في تونس، فمنذ سنوات يفوق عدد الطالبات في الجامعات التونسية عدد الطلبة وتوجد قطاعات تسيطر عليها المرأة مثل التعليم والصحة. قبل الثورة حققت المراة التونسية مكاسب كبرى في مجال الحرية والكرامة والمساواة وبعد الثورة عليها المحافظة على مكاسبها وتحسين تلك المكاسب وتطويرها ، ويبدو أنّ مهمّتها ستكون أشدّ صعوبة اليوم نظرا إلى ظهور قوى رجعية تهدّد ما تحقّق للمرأة التونسية على امتداد خمسين سنة. المرأة التونسية اليوم هي حامية الثورة والعاملة على تنفيذ شعاراتها الكبرى: الحرية والكرامة والعدالة هذا سؤال واسع شاسع سعة الساحة الثقافة وشساعتها ، ولكن يمكن اختزال الإجابة في بعض الملامح التي أرى أنّها تميّز الحراك الثقافي في تونس وخارجها. يتعلّق الملمح الوّل بما حقّقته الثورات العربية من زخم إبداعي وتنويع فنّي وانفتاح طاقات التعبير بعد أن كانت مكبّلة محاصرة فقيرة إلى الاختلاف. الملمح الثاني هو أنّ الثورة قد فتحت الساحة الثقافية أيضا على مصراعيها أمام الانفعال والوجدانية المفرطة واستسهال الكتابة حدّ الابتذال أحيانا. ثالث هذه الملامح هو دور الآنترنات وبالتحديد الفايسبوك في الانتشار السهل وسرعة وصول النص إلى الجمهور وفتح منافذ للقراءة كانت على حساب الكتاب للأسف 5) هل واكبت النّصوص الشعريّة المرحلة ؟ وهل الكتابة لمجرّد الكتابة يمكن أن نجني منها نصوصا جيّدة ؟ الثورة لا تخلق شاعران الشاعر شاعر، قبل الثورة وبعدها، بل الشعراء والمبدعون عموما هم الذين يعدّون لاندلاع الثورات ويستشرفون اللحظات التاريخية الكبرى. لذلك فإنّ الشعراء هم الشعراء، واكبت نصوصهم الثورة واحتفت بها ودافعت عن شعاراتها. والمبدع الحقيقي منخرط بالضرورة في قضايا وطنه، لذلك أشكّ شخصيا في وجود فنّ للفنّ. صحيح أنّالمبدع همّه جماليّ بالدرجة ا,لى ولكنّها ليست جمالية مفرغة من كلّ قصد أو جمالية شكلية لا تتجاوز التهويم الفني. المبدع دوره تجميل الكون والرقي بالذوق وإثارة الأخلاط الإيجابية في الإنسان على حدّ عبارة "باولو كويلو". فهل يتمّ كلّ ذلك إذا لم يكن المبدع حاملا لقضايا عصره وشعبه؟ 6) في رأيك ايّ العناصر يجب ان تتوفّر لتكون الكتابة ناجحة ؟؟ من شروط الكتابة القراءة بلا توقّف، القراءة العميقة المحترفة المتنوّعة، ومن شروط الكتابة "الذاتية"، أن نكتب أنفسنا لا غيرنا، أن نكتب بتلقائية وبرغبة وبشوق طبيعي إلى الكتابة وإلاّ سقطنا في التكلّف والتقليد. وللكتابة شرط جوهريّ: الموهبة، ذاك الشيء السماوي الذي لا يتعلّم في المدارس ولا يمتلك بالشهائد، وإنّما هو نداء روحي في ذات المبدع يعطيه له الله أو تهبه إياه الطبيعة وتميّزه عن غيره من البشر وتجعل الكتابة مختلفة عن باقي الوظائف، مختلفة في نوعيتها وفي خطورتها وفي عمق تأثيرها. 7) ماذا تعني لك الكلمة الطاهر الحدّاد: فريد عصره، المناضل والمفكّر والزعيم ، محرّر المرأة التونسية والمثقف الرّمز لمرحلة فارقة من تاريخ توني الحديث. قريبا أنشر كتابي المخصّص للطاهر الحدّاد بعنوان "المرأة والمشروع الحداثي في كتاب الطاهر الحداد "امرأتنا في الشريعة والمجتمع"". نوال السعداوي: تنتمي ضمنيا إلى مدرسة الطاهر الحداد من حيث دعوتها هي ايضا إلى تحرير المرأة العربية من إرث التهميش والدونية والتمييز الجنسي. تونس: لها عشقي على الدّوام..أختزل الجواب في ما قاله أبو القاسم الشابي: 8) كلمة لمؤسسة عرار والقائمين عليها الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الخميس 14-06-2012 05:28 صباحا
الزوار: 1453 التعليقات: 0
|