|
عرار:
قراءة في قصيدة آه لو تعرفين للدكتور موسى الشيخاني على طريق الحبّ تحفظ الكلمات خطاها وتتمنّى أن تكون الأبواب موصدة أكثر حتًى يصبح الفتح ألذّ و لو كانت مشرعة على الموت .يدرك العاشق حتما أنّه نصف انسان ولا اكتمال إلّا بحبيبة، مهما جارت يصعب التمرّد ضدّها أو الانقلاب عليها وإن قلبت نظام الكون ذاته. والحبّ لغز شعوريّ يستهتر بالنّظام الكونيّ المحكم ،يذوب في تسابيح اللّغة التي تعلّي مدائح الحياة .فالانشاء داخل هذه القصيدة دفقات انفعال،لجّ في الحيرة السّؤال وأضرم العاشق النّار التّي بها اكتوى متداعية من سطر إلى آخر في وحدة عضويّة اقتضتها رهانات الحداثة. ولا اجمل من مداهمة السّؤال حين لا ينتظر جوابه،يعاجله ضارعا إلى الإمكان الثّاوي في استحالة التّمنيّ .في لحظة خاطفة مفارقة للمعتاد، يفرّغ العشق من النّفس كلمة كلمة ،كلّما كتب ازداد امتلاء وخلودا .تعادليّة الحلم والواقع ،لا يزهر الاوّل إلّا إذا أطاح بمعقوليّة الثّاني ، تصديق لايقتضي تحديقا لأنّ العلامات اللّسانيّة تحيل على مدلولات المواضعة داخل المشترك شمسا ونجوما وكواكب بغير مساراتها ولا حركتها ،انّما يرسي الشّعر قوانينه الخاصّة، وفق رؤى الشّاعر إذ يسحّ الصّيف أمطاره، على وقعه "فالس" حروفيهما في حضرة القمر . هكذا كان على بعد خطوة من الإدراك في آخر لحظات الهذيان لذّة في ألم وصمت صائت .واقع مستراب وحلم بدرجة اليقين.تلك هي تهويمات العشق قوّضت ازدواجيّة الحلم والحقيقة وأبقت على سائر الأضداد عبر المقابلة بين القرب والهمس والانتصار من ناحية والبعد والصّمت والانكسار من ناحية أخرى .وهنا ترتدّ القصيدة إلى مراتع العشّاق ومازخر به الشّعر الازليّ .فالحبّ لائط بالقلوب ،عالق بالنّفوس ،جبلّة الإنسان ومحنة الشّعراء على مدى الأزمان .وكلّ الغزّالين كتبوا من وجع، يحتضرون حين يشتاقون دون يجعلوا القلوب في مأمن من حبيبات متجنّيات ويبعثون ماتركوا مسافة امان بينهم وبين الغرق ورجمواالفراق بالف ميعاد. الشّاعرة هدى كريد تونس .....آه لوتعرفين.. ماذا يحدث في حضورك؟ تشرق الشمس على غير عادتها... عقارب الزمن تعكس اتجاهها.. النجوم والكواكب تسبح في غير فلكها... دقات قلبي تصير عبارت... والعبارات تصير حركات.. ليتك تعرفين ماذا يحدث في حضورك؟ الصيف يمطر.. وسواد الليل ياقمر... حروفي ترقص فرحا... أسطرك حروفا.. اشتهيك همسا واعانقك في صمتي الذي يضج داخلي صراخا وطيفك يراودني... بين حلم وحقيقة ليتك تعرفين... ان بعدك ..... وصمتك هو انكساري وان قربك.... وهمسك هو انتصاري... د. موسى الشيخاني الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: السبت 18-04-2020 08:16 مساء
الزوار: 1455 التعليقات: 0
|