|
عرار:
ينحت الشّاعر الملحمة بين السّطر والسّطر ضارعا إلى المطلق، يطوي داخله الأوجاع لترتسم كينونة تتجاوز المحدود إلى الأوساع لأنّ الذّات لاتقبل بغير الاستثناء ولاتروم وجودا كالهباء. يقدّم إلينا منذ البداية مفاتيح العوالم السّرّيّة .تلك غواية لاتنحجب أمام مفاخر المرآة،تريه مجدا وتطمس ما ينخر الوجود الحقّ من عجز وخواء وضعف.قدر عجيب يستجيب إلى إرادة الإنسان متى دان للغة القصيد والعزم العنيد وانصاع إلى شرعة الفعل العتيد. ولحظة التّشكيل الشّعريّ ينحصر الحرف بين مجد ومجد ليعبر إلى ابتسامة تغتال الأحزان ويشعل الحرائق دفعة واحدة ويسقط القلب وقد انقلب ضدّه في فرامان قوّة أعلنه لأنّ البناء وجه الحياة الأمثل،صرحها، بيت القصيد، به تتراصف الأحجار وتنقشع المدلهمّات.وكلّما محا النّفي وصمة عجز خرج العاشق /الإنسان من التّلاشي والغياب وأقام على نحو شعريّ إمارته وعلّى بها رايته.انّ فعل البناء المتكرّر سدّ لا ينشأ عن ساعد مهزوز بل يعبّر عن صوت جمعيّ للذّات التي تعالت على محدوديّتها وانصهرت والمرأة في كيان واحد لايتصدّع ولا يتزعزع .ويعنينا فعل البناء الذي يبدو حالما شاعريّا دون أن ينبتّ عن واقع كامن في همّ واحد تشييد الوطن اوّلا ورمزه الأكبر قرطاج. فهرقل الاخير الملتحم بالذّات يصدّ عنها الهجمات الغازية والأطماع السّارية كي يأخذنا إلى الرّمز التّاريخي الصّريح هرقل وزنوبيا والرّمزالدّيني الحاضر في ايماءة القصّ عن سبأ ، النبيّ سليمان يركع أمامه عرش بلقيس والرّمز الجغرافي المكاني بغداد ،حشود من الذّوات وأخلاط من المكان والزّمان تبني الإنسان في وجه آخر وتحدث مابه يكون الشّعر الحديث صورة كليّة تتداعى من سطر إلى آخر ورؤيا توغل في الإرباك وايقاعا داخليّا ينتجه التّكرار اللّفظي، والتّماثل الأسلوبي ،قعقعة السّيوف بغير إراقة دماء وعنفوان الملاحم في الآن على التّماسّ مع الماضي هكذا استطاع عادل الدبابي أن يمسك بتلابيب الوجود الفاعل وأن يلوذ من تغريبة ألاوطان بجعل الحبّ اكسير الحياة ،يقدّم من خلاله مشروع اكتمال رغم ما يحكمنا من نقصان الأديبة هدى كريد تونس تجاهلت كل شيء حتى لا ينبض هذا القلب و كبلت أجنحة الشوق عندي حتى لا أشكو غراما جديدا و أني الآن سيدتي يختلط شوقي بعرق جسمك الرغبة تجتاحني والصمت لا يقوى على الإعتراف براءتك بعثرت لغتي جوف العواصف يداعب قوتي الخارقة قدر... عجيب... يحاكي لغة القصيد ربما نلتقي هناك... بين السطر والسطر بين فيافي الزمن ننثر الكلمات نبثّ في الأرجاء الآهات والأنّات تمسحين دمعي لننسى الأسى و نبني بيتا نبني قصيدا نبني حلما يجمعنا أ ياااا زنوبيا قلعة سبأ تناديك وعرشها يركع لكلماتك و جندها تحت أمرك حطمي اسواري إنطلقي ثوري دعك من الصمت ارجوحة الحب تناديك و هرقل في إنتظارك يتخذ من شجرة الصفصاف أملا يناظر ماضيه في صفحات نهر سنين مضت وسمع خطواتك الآتية من خلف تاريخه تمسكينه من يده وتهمسين... ها أنّ حبيبتك جائت يا هرقلها فينيسا هي لك ولا سبأ ولا بغداد لا جند ولا عباد قلعتنا هي لنا وحدنا نبنيها تعال هرقلي نتخذ من أحجار أحجار قرطاج حكاية تاريخ جديد نبنيه حجر حجر ونعلّم الحب كيف يزرع في قلوب البشر. عادل الدبابي 16/ 3/2020 الكاتب:
إدارة النشر والتحرير بتاريخ: الأربعاء 15-04-2020 07:41 مساء
الزوار: 1841 التعليقات: 0
|