وإظهار، رقيْهن، ومدى تقدمهن، فكرياً، وثقافياً، ومدى احترامهن للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه الحوارات دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم به، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه. وحقيقةً، طبيعة أسئلتي المطروحة، يتناسب مع مستوى، وعلم وثقافة وعمر، من أتحاور معها، وتجربتها بالحياة أيضا، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع السيدة المذيعة المصرية مي خالد، ومظهرها يقول بأنها شابة في مقتبل العمر، تتصف بالثقافة والوعي، والاطلاع الواسع، والذكاء المتقد، والصراحة، والطموحات، والشخصية القوية والراقية، لديها ثقة بالنفس، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو: @ من هي السيدة مي خالد؟؟؟

أنا زوجة، وأم لاثنين..اعمل مذيعة باللغة الانجليزية في الإذاعة المصرية. عملت فترة كبيرة في ترجمة ومعالجة الأفلام الأجنبية، كما اعمل ممثلة دوبلاج أحيانا، اهوي الموسيقى والرقص كفعل مقدس والرسم.
@ لماذا اخترت العمل الاذاعي؟؟؟
لطالما كانت الإذاعة حلما بالنسبة لي...منذ طفولتي وإنا أقلد مذيعات البرنامج الأوروبي، واقرأ صفحات من الأدب الانجليزي وأقوم بتسجيله في حمام بيتنا، حتى يحدث صدى للصوت، وكأنه آت من راديو.
@ هل تعتقد السيدة مي، أن دور الاذاعة، خفًّ وقلًّ عن ذي قبل ام لا؟؟؟
استعادت الإذاعة المصرية مكانتها في إعلام الناس، بمجريات الأحداث مؤخراً، لكن عن طريق موجات إذاعية جديدة، مثل راديو مصر مثلا.
@هل تعتقد السيدة مي خالد، أنه ما زال للإذاعة من يتابعها من المواطنين، خاصة بعد ظهور التلفزيون والأنتر نت؟؟؟
التكدس المروري في مصر، قدم خدمة جليلة للإذاعة المصرية، فعن طريقه، استعادت كل مستمعيها، وكوًّنتْ مستمعين جدد، من المعطلين بالساعات في الاختناق المرورية في شوارع القاهرة المختلفة.
@ هل توجهك للعمل الاذاعي، كونه وجهك غير تلفزيوني مثلاً، وصوتك فقط، هو ما يناسب الاذاعة ام ماذا؟؟؟
في فترة ما، من حياتي كنت اطمح أن اعمل مذيعة بالتليفزيون. في تلك الفترة، لم تسنح لأحد هذه الفرصة، إلا عن طريق الواسطة. وبما أنني لم امتلك العلاقات الكافية، فشل المشروع. لكني احمد الله الآن على ذلك، لعدة أسباب : أولا، يعتمد العمل الإذاعي على الانضباط الشديد، في المواعيد بعكس العمل التليفزيوني، الذي يخضع لمعايير كثيرة، وهذا يخالف طبيعتي ،كما أن العمل التليفزيوني يلتهم الوقت، الذي احتاجه بشدة للكتابة.
@ ما هي اجمل البرامج الاذاعية، التي تقدم بالاذاعة في الوقت الحاضر، ويفضلها الجمهور المصري على غيرها؟؟؟
البرامج الإخبارية وبرامج المنوعات.
@ ما هو في رأيك، مواصفات المذيعة الجيدة في الاذاعة وفي التلفزيون ايضا؟؟؟
لابد ان تتمتع المذيعة بثقافة موسوعية..تضيف اليها عن طريق التحضير الجيد لمقابلة الضيف في القراءة المتعمقة للموضوع الذي يخصه. بالنسبة للإذاعة يجب ان يكون صوتها معبراً وغير منفر. وفي التليفزيون، يجب ان يكون مظهرها مريحاً للعين. وفي كل الأحوال، فإن الإلمام بالموضوع والحضور الفطري، هو ما يخلق نوعاً من القبول والتجاوب بينها وبين المتلقي.الثقافة الموسوعية والحضور أمام الميكروفون والقبول لدى المتلقي. طبعا. وإن كان لكل مذيعة جمهور مستهدف مختلف.
هل تعتقدي أن الاذاعة مصيرها إلى الزوال مع مرور الوقت، لانتفاء الحاجة لها؟؟؟
لا طبعا. ما زال للإذاعة مكانة محببة جداً لدى قطاعات عريضة من الناس، وأهمها الشباب.
@ما هي علاقتك بالكتابة والقراءة؟؟؟؟ وهل لك كتب او موضوعات مطبوعة او منشورة وما هي طبيعة الكتابات التي تكتبينها، ماذا تهدفي من كتاباتك؟؟ ؟؟؟؟
لي ثمانية كتب منشورة، رسالتي جمالية في المقام الأول وان كانت تحمل أهدافا مختلفة باختلاف الأوقات والأزمنة، أنا خريجة كلية الإعلام من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، (تخصص فرعي علم نفس)، ومذيعة بالبرامج الإنجليزية الموجهة-الإذاعة المصرية، وأعمل في ترجمة ومعالجة الأعمال الدرامية التليفزيونية، وأعمل في تمثيل الأعمال الدرامية المدبلجة، صدر لي:

مجموعة قصصية " أطياف ديسمبر " الهيئة المصرية العامة للكتاب 1998م، رواية جدار أخير ، ميريت 2001م، مجموعة قصصية " نقوش و ترانيم "،دار شرقيات 2003م، رواية " مقعد أخير في قاعة إيوارت " ، دار شرقيات 2005م، رواية " سحر التركواز "، دار شرقيات 2007م
ومجموعة قصصية "مونتاج" ،دار الدار 2009م، رواية "تانجو وموال"، دار العين 2011م، وفي كل كتاب "حالة فنية واجتماعية خاصة" وهي عامة تعبر عن الطبقة المتوسطة في مصر.
@ هل انت مع حرية المرأة، واستقلالها اجتماعياً، واقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
أنا مع حرية الإنسان واستقلاله بصفة عامة، فما بالك بالمرأة. المرأة في مجتمعاتنا ينظر إليها على أنها كائن هش ولهذا قد تعامل باستهانة من بعض الشرائح التي تتعامل معها. لكن دعنا هنا نحدد مفهوم الحرية. هل هي الحرية المطلقة التي تؤدي بها إلى الاستغناء التام؟ أم القدر المعقول من الحرية والاستقلال الذي يضمن لها قدرا لائقا من الاحترام مع إحساسها بضرورة وجود الآخر في حياتها لإحداث حالة من التناغم في المجتمع ؟ أنا اقصد النوع الثاني.
@ ماهي علاقتك بالكتابة والقراءة؟؟؟
إنها علاقة ملتبسة بعض الشيء. فمن المفترض أن يقرأ الإنسان للمتعة أو للاستفادة. وهذا ما كان يحدث معي من ذي قبل. أما الآن وبعدما "احترفت " الكتابة، لم اعد اقدر على أن افصل نفسي ككاتبة تحلل ما تقرأه وتقيمه، فتتوه منها المتعة. أثرت الكتابة أيضا على اختيارات القراءة، فكثيرا ما أكون على مشارف مشروع إبداعي، الأمر الذي يتطلب الكثير من البحث والإعداد. لذا اضطر لانتقاء ما سيخدم مشروعي، فاقدة بذلك الكثير من الفرص لقراءة أعمالا إبداعية جميلة بشكل حر.الأمر الثالث السلبي الذي تقابله ككاتب يقرأ، هو انك تضطر أحيانا لقراءة أعمال لزملاء كنوع من المجاملة، تاركا ما في يدك حتى تستطيع ان تحضر ندوة الزميل وتناقشه في عمله. أسعد الأوقات بالنسبة لي هو حين أتحرر من كل هذا، وادخل مكتبة كبرى وابتاع رواية أو كتابة للمتعة الشخصية دون اي اعتبارات مهنية أو شخصية. مبدئيا، لا اكتب للأطفال، أما حين اكتب فلا أفكر في القارئ المستهدف، اهو شاب أم امرأة، أم رجل. انأ اكتب عملاً إبداعياً، اعتني بتفاصيله واكتبه من القلب، وليختار هو قارئه فيما بعد.
@ ماهي طبيعة كتاباتك؟
هي كتابات اجتماعية، تعبر عن الطبقة الوسطى، التي كانت رمانة الميزان، في المجتمع المصري، وتوشك على الانهيار. أحاول أن أستعيدها في كتاباتي عن طريق إلقاء الضوء عليها، بشكل أنساني. فقد صارت هذه الطبقة، مهمشة حتى في الأدب، واحتل المهشمون الصدارة فيه. ولي في هذا الشأن أربعة روايات وثلاث مجموعات قصصية، وكتاب أدب رحلات.
@ما الفرق بين الرواية والقصة القصيرة في رأيك ؟
القصة القصيرة عبارة عن لقطة، قد تستغرق ثوان في الواقع، وعلى الكاتب الذي يمتلك عيناً لاقطة، أن يقتنصها ويصيغها في قالب فني جدير بها، لأن تلك اللمحة القصيرة، قد تكون سبباً في تغيير مسار حياة إنسان. أما الرواية، فهي الحياة ذاتها. انأ أشبهها ببناية عالية، تحتاج لمصمم ومهندس وببنائين، وهؤلاء هم الكاتب وشخوصه. لكن خطورتها تكمن، في انه لو حدث اي تهاون في البناء، سيسقط على رؤوسهم جميعا.
@ ماذا عن الرواية والايديولوجيا ؟
تحمل الرواية أيديولوجيا كاتبها في الغالب. وان كنت أرى أن على الكاتب الجيد، أن يتحرر بعض الشيء من أيديولوجيته المطلقة، ليعطي الفرصة لشخوصه، باختلافات أيديولوجياتهم، أن يعبروا عن أنفسهم.
@من هم الكتاب القدوة للسيدة مي خالد ؟
ليس سيئا أن يكون لك قدوة محددة في الأدب أو الحياة عموما. الشيء الصحي هو أن تأخذ من كل كاتب ايجابياته، وتتحاشى سلبياته، أو على الأقل، مالا تحبه في كتاباته. أعتز جداً بقراءاتي في فترة المراهقة، لأدباء الستينيات، لأنه كان لهم أكبر الأثر في تفتيح عقلي آنذاك. أما فيما يخص أساليب الكتابة، فهذا يعود إلى تركيبتك أنت الشخصية، ومعطياتك الحياتية، التي تختلف من كاتب إلى آخر.
@هل انت مع ظاهرة الحب والزواج ،عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي؟
أنا مع ظاهرة الصداقة والتوحد على أهداف معينة، عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي. وهنا اقصد الصداقة الافتراضية. أما إذا رغب الطرفان في تحويل تلك العلاقة الافتراضية، إلى علاقة حقيقية، عن طريق الالتقاء بشكل طبيعي، ودراسة بعضهما البعض بشكل يومي، وتحت الضوء فلا بأس.
@ما هو في رأي السيدة مي خالد أسباب ظاهرة العنوسة؟؟؟
ظاهرة العنوسة من وجهي نظري، ربما يكون لها جانب ايجابي بعض الشيء، وهي تقترن بارتفاع نسبة الوعي. ففي الماضي، كان يتم الزواج لأسباب لا علاقة لها بالشاب والفتاة بشكل مباشر. الأمر الذي كان يبدو من الظاهر، على أن هناك العديد من البيوت والزيجات الناجحة، لعدم حدوث الطلاق. لكن تلك البيوت، كانت مغلقة على تعاسات غير معبر عنها، ربما لافتقار المعرفة، بوسائل التعبير، أو لاعتبارات وضغوط اجتماعية.
@ما هو في رأي السيدة مي أسباب ظاهرة التحرش الجنسي في مصر؟؟؟؟
موضوع التحرش الجنسي هذا يحتاج إلى رسالة دكتوراه، وخاصة في مصر، لأن أسبابه عديدة ومتفرعة. يقول علم النفس، إن المتحرش إنسان فاقد الثقة بالنفس ومقهور، وهو يعيد تدوير القهر، على الكائن الأضعف، حتى يشعر بقيمته. وفي مصر، عانى معظم أفراد الشعب، من القهر لسنوات، حتى ابعد من السنوات الثلاثين المتهمة بذلك.
@هل انت مع نشر الثقافة الجنسية بين الشباب؟
اعتبر مسألة الثقافة الجنسية مرحلة تالية على الثقافة العاطفية. بمعنى انه يجب تدريس التركيبة النفسية والاختلافات، بين الرجل والمرأة للشباب وطلبة المدارس، بطريقة محببة، بعيدة عن المنهج المعقد. فلو فهم كل طرف متطلبات الطرف الآخر، لحلت المشاكل الجنسية فيما بعد.
@هل تؤيد السيدة مي لبس الحجاب والنقاب في كل مكان، ولبس المايوهات على شاطيء البحر؟؟؟؟
نعم أؤيد لبس المرأة اللباس الذي تختاره لنفسها، سواء كان نقاب أو مايوه. من المفترض أن الله خلق لنا عقول لنختار بها، وعرفنا الخطأ والصواب، كما انه يحاسبنا على أعمالنا أحيانا، وعلى نياتنا أحيانا. فليستفتي كل إنسان قلبه، وليحترم الآخرون ذلك، لأننا لم نشق على قلوب الناس.
@ما هي أسباب الطلاق العاطفي في الأسرة العربية، في رأي السيدة مي خالد؟؟؟
الطلاق العاطفي قد حسم أمره منذ زمن، في جملة مختصرة: زواج بلا حب، يساوي حب بلا زواج، كما ذكرت سابقا، انه في الماضي كانت البيوت مغلقة على حالات من الطلاق العاطفي، غير لمعلن، أما الآن، ولغياب الاعتبارات الاجتماعية السابقة، صار من الأيسر على الشاب والفتاة، أن يعلنوا، رغبتهم في إنهاء تلك العلاقة الزوجية، وان ظلت الآثار السلبية للطلاق، خاصة على الأبناء سلبية في جميع العصور.
@قناعاتي الشخصية تقول: أن وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل ماذا تقول السيدة مي خالد تعليقا؟؟؟
وراء تخلف وتعاسة كل امرأة رجل....هذا صحيح، بالإضافة إلى امرأة أخرى قد تتسبب في إتعاس أختها أو ابنتها أو زوجة ابنتها. أو أنها قد تكون أم لرجل، قامت بتربيته بطريقة خاطئة بالإيحاء له بأنه سيد الكون، ومن دونه عبيد. المرأة أم الرجل، عليها عامل كبير جداً، في إعداد زوج متفتح متعاون يقدم حياة راقية لامرأته.
@ماذا عن أحلامك وطموحاتك العامة والخاصة في العام 2013م؟؟؟
أن تنقشع رياح الخماسين، التي تعتم الرؤية لتظهر ورود الربيع العربي !!! وأن ابدأ بجدية في عملي الروائي الجديد.
انتهى موضوع حوار مع مذيعة مصرية