إنسانة صريحة وجريئة ومتفهمة ومتفائلة بالخير دائماً، وحصلت على المركز الثاني في القصة القصيرة...لمهرجان همسة الأول للفنون والأدب...بعنوان...أمنية في خاطري، يطلقون عليها لقب شاعرة الجيل. كعادتي مع كل من أتحاور معهن من الشاعرات كان سؤالي الأول لها هو:
@الرجاء التعريف بشخصيتك، اسمك ومكان إقامتك وطبيعة عملك والمستوى التعليمي والحالة الاجتماعية والعمر والهوايات المفضلة؟؟؟؟
اسمي دعاء محمد البرنس مقيمة فى محافظة الغربية في جمهورية مصر العربية، حاصلة على بكالوريوس خدمة اجتماعية، من جامعة إلا سكندرية، وحصلت أيضاً على دراسات عليا دبلوم تربوي، قسم فلسفة واجتماع، متزوجة، واعمل مديرة حسابات بالقطاع الخاص فى محافظة الغربية، قرأت كثيراً لنزار قباني...وتأثرت بالشاعر فاروق جويدة، أحب الكتابة منذ صغرى، عندما كنت استمع لاغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ..وفريد الأطرش وغيرهم وعرفت منهم معنى الإحساس والحب والعطف، وبدأت فى الكتابة، لكل ما أتأثر به من حولي، من قصص وحكايات من القريب والبعيد.
@-من هو في رأيك الشخص المثقف ؟؟؟ وهل كل من حمل شهادة علميه شرط إن يكون مثقفاً؟؟؟ ومن لا يحمل شهادة علمية جاهل وأُمي؟؟؟
أرى أن الشخص المثقف، هو كل من لديه معلومات وخبرات مفيدة...تفيده وتفيد غيره من البشر...إن بحثنا عن أشياء تعتبر غامضة لدينا، وأردنا تفسيرها..وجدناه يملي علينا براحة وطمأنينة، في الأقوال والأفعال...وليس من الضروري أن يكون المثقف حامل لشهادة علمية، فكثير من المثقفين والعباقرة، ليس لديهم الشهادات العالية...فالشهادة الحقيقية، هي شهادة الحياة، وكيفية التعامل معها، بأساليب مقبولة من المجتمع، ومتنوعة...كل حسب عقليات المحيطين بنا...فمن يستطيع أن يقوم بمثل هذه المهمة...فهو قد حاز لقب المثقف بجدارة...وبالتالي لا نستطيع قول أن من ليس لديه شهادة علمية، يكون جاهل او أمي...لأنه يعيش في هذا المجتمع ويتعامل معه بكل عقله ووجدانه، ولديه الكثير من التفاعل، وكثير من خبرات الحياة التي قد تفيد...من تعمق في البحث عن العلم، والحصول على الشهادة العليا، وترك أساليب التفكير الحياتية، والتعامل مع البشر المحيطين.
@-ما هو الدور المناط بالمثقف المصري للقيام به فى مجتمعه خاصة، أو على صعيد المجتمع العربي الواسع؟؟؟
المثقف المصري...لا بد أن يفيد غيره، ممن لا يدركون معنى الحياة...ولا يبخل عليهم بثقافته او خبراته، التي اكتسبها يوماً...وذلك قد يكون عن طريق تربية الأبناء، تربية صالحة، وتوسع آفاقهم من خلال الأندية، والرحلات الثقافية، التي قد تجعلهم في تفاعل أكثر مع المجتمع، واكتساب ثقافة، تزيد من وعيه واكتشاف أساليب تفكير صحيحة، في المواقف المختلفة. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان: بسنت الورد
أنثى لا تتكرر..بسنت الورد رقة القلب الذي دق بين الضلوع يوما...أيقظ الإحساس،إحساس نجمة تسكن على حافة القمر الساطع ليلاً ينير طريقها بألوان تظهر ملامح أنوثتها ترويها بأروع الكلمات وأبهى الحروف بسنت الورد حنان طاغي يشد الرحال للشوق للاحلام تسعد وتهنأ بحضور العاشق فهواها صارخ لا عليه سواه أنها حقا أنثى لا تتكرر.
@-هل تعتقدين أن المثقف المصري قام بدوره بالثورة المصرية كما يجب، أم أن دوره لم يكن واضحاً وجلياً؟؟
المثقف المصري قام بدوره بالثورة المصرية...ولقد رأينا أن هذه الثورة...كان فيها الكبير والصغير والعجوز من فئات المجتمع...من يحمل شهادة علمية، ومن ليس لديه شهادة...فالجميع شاركوا هذه الثورة، وقد كان لهم دور واضح في التعبير عن الرأي، والرأي الآخر...ومن كانوا لا يعرفون شيئاً عن سياسة بلادهم، أصبحوا يعرفون كل شيء...فلا فرق فى ذلك الوقت، بين الأمي والمتعلم...بل قد ترى رأي الأمي ارقى وأنقى من غيره من المتعلمين...ووقتها نقول وجهات نظر...تحترم.
@-كيف تعتقدي تعميق أواصر الصداقة والتعاون بين المثقفين العرب، بكافة الساحات العربية، كي يكونوا أكثر فاعلية، وتأثيراً لما يجري فى المجتمعات العربية من أحداث وخلافه ؟
لكى يكون المثقفين العرب أكثر فاعلية، وتأثيراً لما يجرى في المجتمعات العربية عليهم الاتفاق أولاً على بنود هامة، يلتزمون بها خلال تعاونهم، وتفاعلاتهم، وحواراتهم، قد تهم وتكون لصالح المجتمع، وصالح نجاح المهمة التي يقومون بها...ومعرفة أسباب الحدث والعوامل التي أدت إليه، وكيفية إيجاد الحلول الصحيحة...حتى تعم بالفائدة على المجتمع...وإعطاء الفرصة للجميع في المشاركة بالرأي...حتى يتم الاستفادة من الخبرات والآراء المختلفة...واختيار الحل الأكثر ايجابية...بالموافقة الكاملة عليه، وتحمل مسؤولية اختياره.
@-هل تعتقدين أن المرأة المصرية، كان لها دوراً مساوياً للمثقف الرجل المصري، أم أنهما (الرجل والمرأة المثقفين) دورهما كان مشاركاً وواحداً، ولا يمكن التمييز بينهما أو فصلهما عن بعضهما البعض في هذا الخصوص ؟؟؟
المرأة المصرية، بالتأكيد لها دور كبير جداً، شاركت به الرجل...فهي كما نعلم، نصف المجتمع...فلا يمكن فصل دورها عن دور الرجل المثقف...فهى عملت وتعمل في الصحافة...وفى الإعلام..وهي الأم للأبناء...وهى الأصالة..وهى الأمانة..وهى الشهيدة...وهى الشاعرة...والكاتبة...الخ. هذه قصيدة من أشعاري وهي بعنوان:
أين أنت مني
أين أنت منى…؟!يا من وهبته عمرى…وقضيت أعبر كل عواقب حياتى….كى تسعد وتلقاني عنيد أنت…أم أنك بحبي تدارى…آلام تنتابني…ببعادك عنى وبعادي ….أنتظر يوم أن تأتي وتسألني ؟؟ هل للحب مكان في القلب وشوقي ينبض في الشريان ؟ أم أنني امرأة ..قد أحبت قلباً لا يهواني؟! وخيالي ظل تراوده أحلامُ طائرةُ…وأنت عنها لا تبالي؟!القلوب تهوى وتذوب عشقاً كي تنال سعادة يوماً من الأيام .
@-ما هو رأيك سيدتي بالمثقف العربي بشكل عام، ودوره الغزلي مع السلطة الحاكمة، ومحاولة نفاقها، ومهادنتها وخدمتها والدفاع عنها، وهل هذا العمل مقبولاً منه ؟؟؟؟
المثقف العربي أتمنى أن ينير دروب الحياة بخبراته ومكتسباته، وذلك بالتفاعل الكافي مع الآخرين، وذلك بمساعدة المسئولين في مجتمعنا...والاهتمام بهم...من إقامة جمعيات ذات عنوان ثقافي مفيد، ومشاركة المواطنين في حل مشاكل حياتهم اليومية، ومشاكل الطلاب في مدارسهم، ومعوقات أساليب التدريس، والتربية الصحيحة وتوجيههم بأساليب مباشرة وغير مباشرة...أما عن دور المثقف العربي مع السلطة الحاكمة...فله من الأقوال، ما حدث فى ثوراتنا المصرية، بنشر الوعي السياسي...من خلال الصحافة والإعلام...بالقنوات الفضائية، فقد كان له الدور الأساسي..في التوجيه، وتوعية المواطنين بما يدور حولنا من أحداث كل يوم....فبعض الناس يتقبلون هذا العمل، والآخرين لا يتقبلونه لاختلاف وجهات النظر من شخص لآخر...واختلاف معتقاداتهم...وتفهمهم أمور الحياة بشكل متنوع، من حين لآخر.
@-ما هي أزمة المثقف العربي التي يعيشها ويعاني منها، ولماذا لا يظهر بالساحات العربية بكل قوة وهمة وعزيمة ونشاط؟؟؟
أزمة المثقف العربي التي يعيشها، تنحصر في عدم إتاحة الفرصة له من قبل الدولة ....وعدم وجود إمكانيات تساعده لوصول صوته لغيره....مكتفيين بما لديهم من شهادات عليا فقط، ويستنكرون الأمي والجاهل...بالرغم من أن المثقف المصري قام بدوره بالثورة المصرية...ولقد رأينا أن هذه الثورة...اشتملت على الكبير والصغير والعجوز...من معه شهادة، ومن لا ليس لديه شهادة...فالجميع، شاركوا هذه الثورة، وقد كان لهم دور واضح في التعبير عن الرأي والرأي الآخر...ومن كانوا لا يعرفون شيئاً، عن سياسة بلادهم، أصبحوا يعرفون كل شيء...فلا فرق في ذلك الوقت بين الأمي والمتعلم...بل قد ترى رأي الأمي أرقى وأنقى من غيره من المتعلمين..ووقتها نقول وجهات نظر...تحترم .
@-ما هو تقييمك لدور المثقف العربي في مجتمعه، وهل يقوم بدوره المناط به القيام به، أم تأثير دور المثقف يكاد يكون محصوراً، وغير ظاهر للعيان؟؟؟
قد يكون دور المثقف العربي في مجتمعنا، دور سلبي غير ظاهر، لعدم وجود إمكانيات قد تساعده على انتشار الثقافة المكتسبة، وإتاحة الفرصة للغير، أن يظهرون على الساحات، والاقتصار فقط على المتعلمين، وذات المكانة العالية في المجتمع...تاركين فئة فقيرة الوصول لمثل هذا العالم...بالرغم من أن ما عندهم من ثقافة، لا تقل بل تزيد عمن هم في الصورة...فدور المثقف أراه غير واضح، وغير ظاهر للعيان في بعض الأحيان...نظراً لانطواء الكثير من الناس في قوقعة الأسرة، وانغلاق الأبواب عليهم، وعدم الاحتكاك بالمحيطين بهم، إلا في أوقات الضرورة...واكتفائهم بأمور واقعية في الحياة...لا يستطيعون تغييرها، إلا بتغير المجتمع ككل.
@-ما هي الأسس التي يجب أن تقوم عليها الثقافة العربية الواحدة من المحيط إلى الخليج؟؟؟؟
الثقافة العربية الواحدة، لابد أن تقوم على أسس سليمة...منها الفهم الواعي بالأمور ....واكتساب خبرات واعتقادات صحيحة...وتطلعات وأفكار راقية...للاستناد عليها فى الكثير من الأحيان...والتعاون الايجابي من قبل المسئولين، من المحيط إلى الخليج ...وتفقد أحوال المواطنين من حين إلى آخر...ودراية كاملة بكل ما يعانى منه المجتمع، ومحاولة البحث في إيجاد الحلول المناسبة لهم...كل حسب المتطلبات والإمكانيات المتاحة...ووضع أهداف متينة وهامة، للوصول إليها بكافة الطرق الممكنة.
@-ما هي، أهمية الكتابة والكلمة بالثقافة، وتعبئة الرأي العام، وتوجيه اهتماماته ونظرته للأمور، وتشكيل تقييمه ووجهة نظره للأحداث ؟؟؟؟
أهمية الكتابة والكلمة الصادقة بالثقافة...دور هام في إرسال رسالة للمهتمين بالأمور والأحداث...وتوضيح وجهات النظر المختلفة...من قبل الكتاب والشعراء والمثقفين بشكل عام...فالكل مشارك حسب ميوله واتجاهاته...متأثرين بالأحداث المحيطة بهم، من آن لآخر...فالكلمة الصادقة، تعبر عن مدى تأثير الكاتب..بأحداث هامة فى الحياة..يريد ان يوضح رأيه من خلالها...قد تكون مقبولة تارةً، او مرفوضة تارةً أخرى. هذه قصيدة من أشعاري بعنوان:
عاشقة أنا وقت السهر..عاشقة أنا وقت سقوط المطر…وقت لهيب الشوق
ووقت ظهور القمر…ليتني بالمعاني أتنفس عطرك المنتظر..حرفك يداعب أفكار كانت بخاطري..حين هب نسيم الهوى.ليلة من ليالى السمر.يا من وهبنى حبه بالسطور..وكدت اعبر كل النقاط وسعادة كل البشر.عاشقة لجمال الهمس.وروعة البوح المنغمر…ذكرياتي معك…كانت ايقونة الأحلام والحنان المنهمر..أتذكرك..وأتذكر حياتي..بمضي الثواني..وانقضاء العمر.
@-كيف تعتقدين أنه يمكن تفعيل دور المثقف بشكل عام، وجعله أكثر تأثيراً ونشاطاً مع الجماهير التي يعيش بينها ؟؟؟
من الممكن أن نقوم بتفعيل دور المثقف بشكل عام، وجعله أكثر تأثيراً، ونشاطاً مع الجماهير التي يعيش بينها...وذلك بمساعدة الجهات المسئولة...من إقامة الندوات الثقافية، والرحلات، والإسهام في حل الكثير من المشكلات، وغرس الروح التفاعلية منذ الصغر، لمواجهة الكثير من المواقف.
@-هل تعتقدين، أن الشبكة العنكبوتية وصفحات التواصل الاجتماعي، عملت وتعمل على توحيد الثقافة العربية القومية بين المواطنين العرب؟؟؟؟
مما لا شك فيه، أن الشبكة العنكبوتية، وصفحات التواصل الاجتماعي، أدت دورها بشكل راقي في توحيد الثقافة العربية القومية بين المواطنين العرب...ولكن قد يهاجمها البعض..من استغلالها في بعض الأحيان لأمور غير أدبية...ومحاولة إهدار الكلمة ...وخنق ثقافة تكاد تكون بسيطة لديهم...ولكنهم يحاولون تطويرها بشكل او بآخر ...ونحن نعلم، أن صفحات التواصل هذه تشمل جميع أنحاء العالم، وتشرك الكبير والصغير...والمثقف والأكثر ثقافة... فهي عملت على توحيد ثقافتنا...بين المواطنين العرب.
@-كلمة أخيرة توجهها الشاعرة والكاتبة المصرية دعاء البرنس للمثقف المصري بخاصة والعربي بعامه، كي يكون أكثر فاعلاً وايجابيا ؟؟؟
كى يكون المثقف المصري أكثر فاعلية ونشاطاً...عليه ألا يكتفي بما اكتسبه من خبرات...وما توارثه من معتقدات...لكن عليه أن يطور من أفكاره، ويتطلع إلى الأفضل دائماً...وينير دربه...وكلما استفاد شيئاً، أفاد به غيره من البشر...كل حسب قدراته...ومحاولة غرسه لأبنائه...منذ الصغر...وتأسيسهم على أسس علمية صحيحة وتشجيعهم..للقراءة دوماً...وحثهم على حبهم للبلاد، وغرس روح التعاون والتفاعل بينهم .كى يستطيعون التعامل فى مختلف المواقف التي تواجههم.
انتهى موضوع لقاء وحوار ثقافي
مع الشاعرة والكاتبة المصرية دعاء البرنس