استأنف الكاتب كتاباته، وهمست الأقلام تشتكي الشعور به، وأقبل يتفنن في إيذاء الحرف، ويسطو على جبروت الكلمات، ويهمس بفن عله يقول شيء ينم عن إثراء معرفي، أو بيانات مخملية نستشف منها أسباب تردي وسقوط عناوين المعرفة التي همست باسمها لنا الكتابات التي أفرزت شغف الكتاب بالقراءة ليصل إلى مضمون ما علموه هوامش لبعض ترهات في جوانب إحدى المذكرات اليومية.
صعق القلم وبكى الورق يستغيث لمن ينقذه من براثن الهبوط في مستوى الفكر عند من صنع لنفسه كتابًا وقد أعطي حجمًا ليسوق مافيه من مهاترات تروق للبعض والذين يجدون للعبث حتى في مقدرات الفكر منهاجًا وعند تدوين المعرفة تكون سخرية التفاعل غير مبررة.
نحن لا نعلم الأسباب لهذا الفكر وإن كان ربما منهج برامج التواصل التي تعطي وتضخ كل غث وسمين حسب المبادئ التي يُؤْمِن ببعضها أحدهم ولا يُؤْمِن بالأخرى، وربما هي الأقوى في صرح المبادئ العامة وهي الأجدر أن ينظر لها.
وقف القلم عن الحديث المسترسل ينظر يمينًا وشمالًا على ما حدث وقد صفق له من قبل وسائل التواصل الاجتماعي وعبر عنه أحدهم بابتسامة ليس لها نهاية وقدرة نحو تجديد البداية بمستوى لا يليق بفكر الشباب الذين يطرحون كل ما يرونه مناسب وقد لا يناسب الذوق العام.
لك أن تتحكم في رأيك لكن لا تلزم الآخرين بتذوق ما لا يستوعبه من الهبوط لمستوى الذائقة.
السؤال الذي يطرح الآن ونحتاج إجابة واضحة له هو: أين سنصل مع هذا الهبوط الفكري وتهميش الإرث الحضاري الذي هو قد تفرد به نخب من العقول التي حولنا كيف تتعاطى مع مستواك المتهاوي؟.
نحن في وطن يحتاج بناء، كيف تبنى عقول هؤلاء إذا كان لا يفقه من المعرفة إلا المهاترات والتفاهات؟ فلا شكل ولا مضمون مع الاحترام للمبادرات الثرية التي طرحها البعض لكن الكثرة هي الغالبة على مستوى الطرح ثم لدينا بعض التساؤلات كيف لوزارة الثقافة السماح بمستوى الطرح الهابط أن يقدم للجمهور دون التصدي له.
ربما لهم مبرر كافي يفيدوننا به أو يعلنون عن سقوط هيبة الكتاب أو ينسفون ذائقة المتذوق للمعرفة والفكر النير في المجتمع أو يحجمون الوضع المتداول للكتب الهابطة، وإلا غدًا نجد صور المحادثات الساخرة في الواتس أو أي برنامج منقولة في كتاب يوزن بصوت الإعلام الذي أعلن لهم عنه.
رحم الله الحال إلى أي مآل نسير نحن والأبناء؟
وما هي مخرجات الجيل القادم إذًا في هذا المستوى.