السياسي الذي مارسه نظام صدام حسين بحق المعارضين  من شيعة واكراد و سنة و غالبيتهم من اتباع المذهب الشيعي رغم انهم بغالبيتهم لا يلتزمون بالشعائر الدينية. و بسبب العزلة والغربة و تواجدهم في مجتمعات تختلف عنهم بالقيم اسسوا جمعيات ثقافية و سياسية ودينية ووظفوا أئمة من العراق و إيران.

وطبقا للشريعة الشيعية يمكن أن يدوم زواج المتعة لعدة دقائق أو عدة سنوات. ويمكن للرجال الاحتفاظ بعدد غير محدود من زيجات المتعة، بالإضافة للزوجة الدائمة. أما المرأة فلا يمكنها الزواج بأكثر من زوج واحد سواء كان مؤقتا أو دائما. ولا يتطلب زواج المتعة عقدا مكتوبا ولا احتفالا. وعندما تنتهي المدة، يذهب كل لحاله بلا مشاكل الطلاق التقليدي. وبالرغم من ان زواج المتعة أصبح أكثر انتشاراً، فإنه لا يزال يثير الجدل، ويعقد أكثر الناس من الشيعة زواج المتعة سراً.

و في حديث مع عدد من شباب الشيعة المقيمين في أوروبا و جدناهم يميلون لزواج المتعة حيث تجري مفاوضات بين الشاب والفتاه  حول الإرتباط المحدد بوقت معلوم ، و تنتهي المفاوضات عادة باتفاق غير مكتوب بين الطرفين و بعدها يبدأ زواج المتعة وهو زواج مؤقت يعتقد الشيعة أن ""الشريعة الإسلامية "تقره. و حسب المعلومات التي تصلنا توافق المطلقات و الأرامل على قبول هذا النوع من الزواج. و للحقيقة فإن الكثير من شباب السنة ينتهزون الفرصة و يتزوجون بهذه الطريقة و يقول بعضهم هذا النوع من الزيجات لا تقيدني للأبد و تكلفتها محدودة فلا مانع لدي من الزواج بفتاه مؤقتا. ومن الناحية الدينية يعتقد بعض الشيعة، ان هذا الزواج محلل من الناحية الدينية.

و طبقا لما ذكره رجال الدين الشيعة المقيمين في أوروبا والذين مارسوا هم أنفسهم زواج المتعة أن هناك مئات من حالات الزواج المؤقت تعقد شهريا  و يعتبرونها من الحرية الدينية. و ذكروا ان الأمر يتعلق ايضا بالوضع الاقتصادي فعدد كبير من المهاجرات أرامل أو مطلقات يبحثن عن رعاية لأنفسهن. والعديد من الشباب عاطلين عن العمل، وبالطبع ويفضلون الزيجات المؤقتة عن الزيجات الدائمة، التي تتطلب التزامات مالية طويلة المدى. وفي زواج المتعة، ينفق الرجل على المرأة طوال فترة التمتع بها فقط.

ظاهرة جديدة
حدثنا من نثق به من الشخصيات الشيعية المقيمة بالسويد بأن تجارة زواج المتعة تحقق للمرأة ارباح طائلة فقلت اشرح لي هذه المسألة فانا لم افهمها. ضحك قليلا ثم اردف: هناك شخصيات عراقية مرموقة ترغب بالحصول على إقامات و جنسيات أوروبية و لذلك يتفاوضون مع ارامل و مطلقات عراقيات ممن يتمتعن بالجنسيات الأوروبية و يمتعون بهن مقابل مبالغ تصل الى 20 الف دولار امريكي . و اضاف محدثي: تسافر المرأة الى دمشق و تلتقي بهذه الشخصية السياسية أو برجل الأعمال المرموق و تتفاوض معه على مبلغ من المال و بعد الإتفاق يعقد عليها زواج متعة و بعدها يقدم على الإقامة و يحصل عليها. و مما قاله محدثي ان هناك عائلات كثيرة مقيمة بإوروبا تتفق في ما بينها على الطلاق المدني حتى تتحلل المرأة و تقوم بزيجات متعة متكررة مقابل اموال طائلة.

من الأشياء التي اعترضت طريقي هو زواج العديد من طلاب العلم باوروبيات من خلال زواج المتعة و منهن من تسلم و تنجب اطفالا و تكتشف بعدها بأن زواجها مؤقت و ينتهي بإنتهاء دراسة الطالب و استعداه للعودة لبلده. بعضهن جن جنونه و قلن هذا تغليف للدعارة وليس زواج شرعي و كردة فعل خرجن من الإسلام و اصبحن معاديات له ولأتباعة. و تأكيدا لذلك تقول إحدى العاملات في مجال حقوق الإنسان في العراق « انه نوع من الدعارة فبعض النساء، لأنهن لا يردن ان يصبحن عاهرات، يعتقدن ان ممارسة هذا العمل مشروع لأنه يحظى بغطاء ديني. ولكنه خطأ». غير أن رجال الدين الشيعة وغيرهم، الذين يمارسون زواج المتعة، يقولون ان مثل هذه الزيجات تحافظ على النساء من ممارسة الجماع خارج نطاق الزوجية، والمطلقات الأرامل من اللجوء الى ممارسة الدعارة للحصول على المال. ويقول أحد رجال الدين الشيعة : ((ان هذا الزواج يهدف لتقديم مساعدة إنسانية للنساء)).

كيف يتم التواصل بين الشباب و الإناث
تتخذ الفتيات في الغالب المبادرة حيث تتحين الواحدة منهن الفرص للحديث الى الشاب صاحب الملامح العربية في الباص أو القطار أو الكفتيريا او المطعم أو في الأسواق و بعد حديث المجاملات تعرض على الشاب ان يقترن بها من خلال زواج المتعة مقابل مبلغ مالي و في الأغلب يوافق الشاب و تجري مفاوضات و قد تنتهي بمرافقة الفتاة للشاب . بعض الشباب ممن لا يمتلك تصريح الإقامة يتفاوض مع الفتا' بأن تقترن به سنتين مقابل مبلغ مالي حتى يحصل على الإقامة الدائمة.
بعض الشابات يقدمن على هذا النوع من الزواج لأن فرصتهن في زواج دائم نادرة، و لان الرجال عادة يفضلون البنت البكر على المطلقة والأرملة عند رغبتهم في الإستقرار و بناء اسرة. تقول إحدى السيدات : إن الإنسان عندما يحتاج الى المال ، فإن الحاجة تضطره الى فعل أي شيء، وتقول إن علاقة المتعة هذه أفضل من فعل الخطأ، كما تقول أيضا ان هذه العلاقة مقبولة من الناحية الدينية عند اتباع المذهب الشيعي. ويعتقد كثير من الشيعة ان هذه الممارسة قديمة وقابلة للاستغلال ، كما ينظرون إليها كدليل إضافي على التأثير الإيراني على حياة العراقيين، علما بأن زواج المتعة ظاهرة منتشرة في إيران والعراق و عدد من دول الخليج و في سوريا ولبنان. وتتحدث ناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة عن زيادة في حالات زواج المتعة في المعاهد والجامعات. إذ ان بعض الطالبات يقدمن عليه بسبب الحاجة الى المال، فيما تقدم عليه أخريات بدافع الحب، عندما تعترض الأسرة على الزواج من رجل من طائفة أخرى.  و يقول أحد رجال دين العراقيين، إن المرأة لا تملك الحق في إنهاء الزواج المؤقت، قبل انتهاء فترته، إلا في حال موافقة الرجل.  ويضيف أيضا انه يجب على المرأة عقب نهاية العلاقة، الانتظار على مدى دورتين شهريتين قبل الدخول في علاقة أخرى، حتى يمكن تحديد الأبوة بصورة سهلة في حال حدوث حمل. وتنص غالبية عقود زواج المتعة على عدم إنجاب أطفال، إلا ان رجال الدين يقولون إن الأب يجب أن يعول طفله في حال حدوث الحمل، بيد أنهم اختلفوا حول مقدار السلطة لفرض هذا الحكم. و يؤكد رجل الدين الشيعي ان بعض الرجال يعملون على الاستفادة من حقوقهم بموجب القانون الديني، لكنهم يرفضون قبول مسؤولياتهم عند ولادة طفل من علاقة زواج المتعة. ويضيف قائلا انه يؤيد فكرة تنظيم زواج المتعة، شأنه شأن الزواج الدائم، وإلا فإن النساء و اطفالهن سيفقدوا حقوقهم.

أحد أسباب رواج زواج المتعة بإوروبا
يؤكد يعض المهتدين الجدد و اللاجئين السياسيين وخاصة البوسنيين انهم  تحولوا إلى (التشيع) في السنوات الأخيرة لأن التشيع يزداد انتشارا بشكل سري بين اهل السنة بإوروبا.  و يعود السبب الى "الخواء الروحي وافتقار الخطاب الديني السائد إلى العقلانية في مساجد اهل السنة". إن الحضور الشيعي في أوروبا يبدو واضحا من خلال وجود عشرات الجمعيات و الإتحادات الشيعية الثقافية. و إن الكوابح أمام انتشار المذهب الشيعي في أوروبا تعد ذاتية بالدرجة الأولى لأن وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الانتشار السري، بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط السني لهذا النوع من الفكر، بمعنى أنه قد لا يتطور إلى درجة الظاهرة الاجتماعية. تشيع مئات من المسلمين الجدد و عشرات من مسلمي شمال افريقيا في أوروبا منذ نجاح الثورة الإسلامية في إيران.

وفي المقابل نجد ان الكثير من شباب اهل السنة المقيمون بإوروبا يتلاعبون بالزواج الشرعي حيث يقومون بالتفاوض مع شابات على الزواج دون الرجوع لذويهن أو لولي الأمر ويجري العقد بنفسه او ينوب عنه صديق له و لا يدون العقد و يبيت الشاب نية الطلاق بعد فترة من الزمن. و هناك من يذهب الى إمام ليتزوج شرعا و لا يقوم بتسجيل الزواج قانونيا وتكون الفتاة دائما الضحية. و كم اسلفنا هناك العشرات من شباب اهل السنة يقبلون على زواج المتعة رغم معرفتهم بأنه محرم لدى اهل السنة والجماعة. و هناك ائمة يوكلون اشخاصا ينوبون عن المتعاقدين لتسجيل زواج شرعي في الوطن الأصلي و يحتالون على القانون المدني في أوروبا.

م محمود الدبعي
السويد