|
عرار:
إذا كان النقد الأدبي في الاصطلاح هو تقدير النّصّ الأدبي تقديرا صحيحا وبيان قيمته ودرجته الأدبيّة ، وإن كان النقد اليوم لا يقف حارساً على سواحل الكلمات، بل عليه ان يكون عابراً الى ما بعد شواطئ الانشاء وبلاغة التركيب إلى حيث جمال النص ولآلئ المعاني والانزياحات الفريدة إن القصيدة لها ربانان شاعر وناظم ، فالشاعر هو من ينسج القصيدة في حالة إبداعية يجدل اثناءها الكلمات لتأتلق بروح المعنى وسحر البيان وينفث فيها تلك العاطفة التي تحيي الأبيات وتجعلها كائنا يتنفس وتسمع أنفاسه بل ترى ألوان وملامح الشاعر من خلالها وفي الضفة الأخرى نجد الناظم الذي يتفنن في نسج الكلمات ضمن اطار موسيقي عروضي لا كسر فيه ولا علة ولكنه جسد بلا روح ، وانت تتحلل من النوع الثاني بمجرد انفلاتك من قبضة صوت الناظم أو ترك الديوان جانبا لأن القصد من الشعر تحقيق العدوى الشعورية التي تحملك معها لساعات وربما سنوات ، وعلي الفاعوري يمثل روح القصيدة التي تتملكك كلماته وتأسرك معانيه فتبدو المصابيح التي تتراءى لك زمنا ، لقد استطاع الشاعر أن يذيب الحواجز بين الرؤية الذاتية والجماعية فتراه يجدل الهمين دون تكدير او شعور بالملل ، فهو يعانق ذائقتك ويحملك إلى عوالمه إذ يقول ولعل تكرار شبه الجملة ( لي ) هنا يؤكد على أن الشاعر يملك الوجع والأمل الدفاتر الثكلى له والولد و... والقصيدة عند الشاعر هنا تشكيل لغوي أو وحدة تركيبيّة يشكّلها الشاعر بحواسه وقواه الذهنيّة والشعوريّة حتى تنمو وتتنفس وتحملك معها لتلمح خفقاتها وتعيش المعنى سأُكمِلُ ما بدأتُ بهِ الحكايةَ وحين نلتفت للموسيقى وعذوبتها تلمح هنا ولا انا مستعدٌ لاحتمالات النّساءْ ! وعلى سبيلِ الاكتفاء ولعلي لهذه الأسباب هنا أدرك أن الفاعوري يؤسس لمدرسة جديدة في الشعر لها مزاياها وجمالياتها وفرائدها الرائعة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الخميس 28-06-2018 10:26 مساء
الزوار: 1039 التعليقات: 0
|