|
عرار: يوسف بعلوج الحائز على المرتبة الأولى في مسابقة الشارقة للإبداع العربي لوكالة عرار: جائزة الشارقة محطة مهمة عربيا وجزائريا و من شانها أن تغير موقعي في الخريطة الأدبية حاورته لعرار سليمة زعروري سكرتيرة التحرير و نائب مدير تحرير عرار لشؤون الجزائر: وكالة عرار تبارك لك وللجزائر تتويجك بالمرتبة الاولى في مسابقة الشارقة للإبداع العربي ماذا يمثل لك هذا التتويج الدولي؟ يمثل لي ولنصي الكثير، التتويج محطة مهمة قد تغير الكثير على صعيدي الشخصي من حيث إيماني بقدرتي على إبداع نص متميز ومتفرد، وقد يمنحني شهرة محلية وعربية، لأن جائزة الشارقة جائزة مرموقة وهي محل متابعة إعلامية كثيفة. أما بالنسبة للجزائر فقد بدأت ألمس أن هناك تغيرا طفيفا في موقعي على الخريطة الأدبية، حيث أن الكثير من الأدباء الكبار والمعروفين باتوا يعرفونني من خلال هذا التتويج، وقاموا بتهنئتي والحديث عني في لقاءات ثقافية، وهذا أمر مهم. إنقاذ الفزاعة هو نص مسرحي للأطفال مكتوب باللغة الفصحى، يحكي قصة دمية ناطقة جميلة، كانت مملوكة لطفلة اسمها حورية، ونتيجة انشغالها الدائم بها على حساب دراستها، قرر والدها التخلص منها ببيعها لتاجر لعب قديمة، الذي بدوره باعها لمزارع قرر تحويلها إلى فزاعة، الأمر الذي جعلها تمر بظروف قاسية حولت شكلها إلى مخلوقة مخيفة يتحاشى الجميع الاقتراب منها، في حين أن حقيقتها مغايرة لمظهرها، فهي مخلوقة طيبة تحب الأطفال، ولطالما نصحت حورية بأن تلتفت لدراستها، المسرحية تتناول قضية الأحكام المسبقة على الآخرين من خلال المظهر. اشتغالي على وفي مجالات عديدة له ما يبرره، فأنا شخص أحب التجربة، ومنفتح على كل ما يمكن أن يضيف إلى رصيدي الإنساني، لهذا اشتغلت كصحفي في أقسام وطنية، دولية وثقافية في جرائد ومجلات، كما اشتغلت في الإعلام المرئي في قنوات خاصة جزائرية، وأشرفت على الشق الالكتروني بما يشمل الموقع الرسمي وصفحات الشبكات الاجتماعية لجهات عديدة منها مهرجانات ثقافية كمهرجان وهران للفيلم العربي، والمهرجان الدولي للمسرح المحترف، وكذلك لشركات خاصة، وأنا في هذا الأمر أتكئ على تكويني في مجال الإعلام الآلي/تخصص أنظمة المعلومات وهو تخصص تقني مهم. مؤخرا سعدت بالاشتغال كذلك كمساعد مخرج في فيلم "تاريخ المنطقة الثامنة" للمخرج الجزائري العربي لكحل، وقد أتاح لي هذا الأمر بالإضافة إلى تعلم مهنة جديدة هامة، التعرف على الصناعة السينمائية من الداخل، وهذا أمر يساعدني كصحفي متخصص في الشأن الثقافي، ومهتم بشكل خاص بالسينما. بالنسبة للكتابة ماذا يسعني أن أقول؟ أنا مجموعة ورشات في الكتابة، بما يشمل المسرح والشعر والرواية والقصة، لدي مجموعة شعرية ستصدر قريبا في القاهرة، وقد قررت هذا الأمر في لحظة وجدت أن هذه الورشات المفتوحة تحولت إلى جبهات حامية الوطيس لست قادرا على أن أضمن حمايتها جميعها، فقلت علي أن أبدأ في التخلص منها تدريجيا عن طريق طبعها، خاصة وأن الكثير منها قد نضج بما يسمح بطباعته. الصعوبات منها ما هو متعلق بالوسط الثقافي عموما، ومنه ما هو متعلق بكوني شاب جزائري يريد أن يستقل بحياته، وفي الشق الأول يمكنني القول إن غياب فضاءات حقيقية تقوم بفرز الكتاب الشباب وتشجيع الجيد منهم على الاستمرار، وتقديم للإعلام والقارئ هو مشكل تقني صعب يجب أن يواجهه أي كاتب مبتدئ بالصبر والإرادة. كذلك الوسط الثقافي الجزائري هو وسط منغلق على نفسه ويرفض قبول منتسبين جدد، غالبا ما يعامل الكاتب الشاب على أساس أنه متطفل على المشهد بحكم مسبق ليس له ما يبرره، بالنسبة للشق الثاني، أنا شاب عليه أن يعمل ليستطيع أن يواجه هذه الحياة، يريد أن يستقل بحياته ولا يطمع حاليا في أن يملك سكنا لأنه حلم بعيد، ما يريده أن يشتغل بمرتب يحترم كرامته، ويسمح له بأن يكتري بيتا صغيرا يكون ملجآ آمنا له ليستقل بحياته، بما يسمح له أن يركز على مشروعه الأدبي والثقافي. أقول إنني سعيد، وهذه الجائزة أهديها للكتاب الجزائريين الشباب الذين ناضلوا ولا يزالون من أجل أن يجدوا مكانا في مشهد من المفترض أنه يتسع للجميع. علمت بأمر إمكانية المشاركة عن طريق الإيميل بالصدفة، شاركت يوما واحدا قبل نهاية الأجل، ونسيت الأمر تماما، لأني كنت منشغلا بالفيلم بما لا يسمح لي بمتابعة الأخبار الثقافية، لم أكن أعلم بتاريخ إعلان النتائج، لقد كان الأمر مفاجئا. كانت الساعة التاسعة والنصف تقريبا، كنت لا أزال نائما متأثرا بعودتي من ولاية بشار أين كنا نصور الفيلم وهي منطقة تبعد عن العاصمة بحوالي ألف كيلومتر، لهذا كنت منهارا جسديا. مع فارق التوقيت يمكن القول إن الأستاذة علياء الغزال اتصلت بي على الساعة الحادية عشر والنصف بتوقيت الإمارات، عندما قالت لي مبروك، لم أفهم وأنا الذي كنت أكلمها شبه نائم، وعندما قالت لي إنني فزت بالمركز الأول في جائزة الشارقة عدت بالذاكرة إلى الوراء وتذكرت أنني ترشحت، كان موقفا طريفا... أنا رفضت التصديق إلى غاية رؤيتي لمقرر اللجنة على الموقع الرسمي بعد حوالي ساعتين من الاتصال بي. هل لك أن تخبرنا عن أمر طريف حصل لك بعد تلقيك خبر التتويج؟ الطرافة كانت متعلقة بالتناول الإعلامي لخبر فوزي، فلقد اتصل بي صديق يشتغل في وكالة الأنباء الجزائرية في قسمها الفرنسي من أجل أن أعطيه تفاصيلا ليكتبها في مقال يتناول خبر تتويجي، الحرفان i و j متلاصقان على لوحة المفاتيح، وقد ارتكب خطأ مطبعيا في كتابة اسمي بالأحرف اللاتينية فعوض أن يكتب baaloudj كتب baaloui وقد ارتكب هذا الخطأ المطبعي مرة واحدة في وسط المقال أما المرات الأخرى التي ورد فيها اسمي فكان مكتوبا بطريقة صحيحة. الطريف أن الموقع ترجم المقال وذكر اسمي خاطئا بناء على الخطأ المطبعي، حيث ترجم اسمي إلى بعلوي عوض بعلوج، وتناقلت الجرائد والقنوات الفضائية بما فيها قناة النهار التي اشتغلت فيها لفترة، خبر فوز بعلوي بجائزة الشارقة، لقد أصابتني غيرة من بعلوي هذا الذي زاحمني في فوزي. ناضلوا واستمروا ولا تلتفتوا لكل من يتجاهلكم أو يعيقكم، إن أغلق باب في أوجهكم اصنعوا أبوابكم الخاصة، الواقع يتطلب الصبر والاجتهاد، فلا تركنوا إلى الاستسلام. هناك مجموعة شعرية ستصدر قريبا في القاهرة عن منشورات الربيع العربي تحت عنوان "ديناميت/رسائل قصيرة للعاصفة"، ولي أعمال أخرى أشتغل عليها ستصدر حينما أرضى عن شكلها النهائي، وأجد دار النشر التي تقدرها. بالنسبة للمسرح أنتظر تجسيد وعود إنتاج الفزاعة، وفي نفس الوقت هناك فرقة مسرحية من الجنوب تشتغل على إنتاج نص لي تحت عنوان "حج الأبرار" وهو نص يحكي قصة إنسانية حدثت في فترة الثورة التحريرية المباركة، وتحديدا في فترة مظاهرات 11 ديسمبر، لدي سيناريو لمسلسل كوميدي اشتغل عليه على مهل، لدي مشروع روائي لست متأكدا إن كنت سأتمه أم لا، المهم هناك اشياء كثيرة أجرب نفسي فيها وسأرى الأصلح لي. تمنياتي لكم بدوام الموفقية، وشكرا لكم على سعة الصدر. يوسف بعلوج من مواليد الثمانينيات، قدم إلى عالم الإبداع بعد تخصص تقني، قدم كتابه الأول بعد تجربة إعلامية مميزة حول الثورة التونسية بعنوان ”على جبينها ثورة و كتاب”، عرفت مدونته رواجا كبيرا. كما قدم أعمالا مسرحية ودرامية بالإضافة إلى عدد من المقالات المتعددة الاهتمامات في عدد من الدول العربية الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الإثنين 18-03-2013 06:01 مساء
الزوار: 1513 التعليقات: 0
|