كل مجتمع تتخذ صورة معينة ، فبعض البلدان تأخذ شكل الديوانيات في الخليج وبعض المسميات كالأثنينيات ، بالمنطقة الجنوبية لدى القبائل اجتماعات لتداول الاخبار والقصائد حيث يحتسون القهوة ويطلقوا العنان لكل فكر وتطور الامر بشكل مع تطور الزمن ..
فكرة المقاهي قديمة ولا يعرف من اكتشف بدايتها ، برؤيتي البدايات كانت مكان للتسامر وتبادل الحديث حيث الهدوء والانعزال ، اعارض القول إنها جاءت من اوروبا فالأصدق ان ترابط المجتمع أقوى لدينا ، حيث بدأنا منذ العصر الجاهلي حيث مجالس قريش واجتماعاتهم وبناء الدور لعابر السبيل حيث تستوقف الكل وأسواق العرب حيث كانت مكان للتلاقي على بعد زمني محدد ، ربما تقاربت عقاربهم وأصبحت كما في بلاط الخلفاء واجتماع العلماء والشعراء للحديث والنقاش والمعارضات كل ذلك مهد لفكرة خروج مكان للاجتماع الفكري .
أو كما يرى ماهر شرف الدين "بأن تكريس هذه الظاهرة بدأ فعلياً منذ انحطاط الدولة العثمانية". وهذا اخالفه حيث التوقيت الزمني .ربما نضج بصورة افضل .
"العالم اشتهر أيضاً بمقاهي كثيرة ذاع صيتها وأصبحت في بعض البلدان مزاراً سياحياً مهماً مثل مقهى "الطاحونة" الذي جلس به الروائي الكولومبي الشهير غابرييل ماركيز كثيراً وانطلق منه، ولعل سبب شهرة تلك المقاهي أنها كانت في الوقت نفسه فرصة للالتقاء بمشاهير الكتابة والمهتمين بالثقافة، حيث وجدوا في المقهى وسيلة ناجحة لمقاربة الآراء وسماع الجديد في الحراك الثقافي، وحيث اعتاد بعضهم على أن يحدد يوماً واحداً في الأسبوع أو وقتاً واحداً في اليوم ليصبح المقهى معروفاً بتجمع ما. هناك في القاهرة مقهى "ريش"، وهو المقهى الذي أقام منتدى ثقافياً كان من أبرز رواده الدائمين نجيب محفوظ، وقبله كان هناك مقهى "البرلمان" أو مقهى "الفيشاوي"، ولا ننسى مقاهي بغداد الشهيرة والتي كانت تجمع عدداً كبيراً من الشعراء والأدباء في ثناياها، والمقاهي الشهيرة في فرنسا مثلاً، وفي عمان مؤخراً ظهر مقهى "جفرا" والمستوحى اسمه من قصيدة لأحد الشعراء ومن كلمات أنشدها يوما مارسيل خليفة، ولا ننسى مقاهي بيروت الشهيرة وآخرها مقهى "المودكا" في شارع الحمراء، وكذلك مقهى "الصعاليك"، وهو أقدم مقاهي فلسطين تأسس في عام 1917 في مدينة القدس.  "
"في السعودية لم يكن هناك مقهى خاص يجمع المثقفين أو مقهى يوحي بأن زبائنه من أصحاب الاهتمام الثقافي، ولكن الظاهرة كانت موجودة بأشكال أخرى.. هنالك مقهى "الفيشاوي" في جدة، و(ماي كوفي) في أبها، وهما من المقاهي المعروفة بتجمع الصحفيين والشعراء والتشكيليين كذلك. وفي الآونة الأخيرة ظهرت مقاه جديدة ومتخصصة إذ تشتمل على مكتبة وأماكن مريحة لقراءة الصحف والاطلاع على جديد الثقافة، بل وتقام فيها أمسيات دورية ومحاضرات قصيرة أو حفلات توقيع للكتب الصادرة.. وهذا تماماً ما قام به مقهى "أوتاكوشي" في المنطقة الشرقية في الخبر، وهو مقهى يخيل للشخص حين يدخله أنه داخل إلى مكتبة عامة للقراءة، حيث تنهض على أحد جانبي المدخل رفوف من الكتب مصنفة، حسب كل علم أو كل اختصاص، هنالك كتب الشعر والقصة والروايات وهي جميعها كتب مختارة بعناية، وهناك كتب في السياسة والاقتصاد والفن، ومما يلفت النظر كذلك وجود مجلات ودوريات ثقافية ربما يصعب الحصول عليها في المكتبات التجارية."

كما كان لنا مصافحة لزميلة ساهمت بإنشاء مقهى مدى  ( تركية العمري )
مساؤك يلتحف بالزهر وطناً

- حديثنا عن فكرة المقهى .... ومتى ولادته ؟
- فكرة المقهى تتمثل في انه مقهى ثقافي يقيم الامسيات واللقاءات وحلقات النقاش الثقافية في المجالات التالية : الشعر - السرد - الفلسفة - الاداب العالمية - الإعلام الجديد -المسرح - الفن التشكيلي . كما انه يهتم بالأيام الثقافية العالمية .
ميلاد مقهى مدى الثقافي في 14 فبراير 2012 ، تزامنا مع اليوم العالمي للقصة القصيرة .

- ما رسالة المقهى ؟
رسالة المقهى التنمية الثقافية .

-ما هي إنجازات المقهى ؟
أ ول انجاز للمقهى انه أول مقهى ثقافي على مستوى المملكة العربية السعودية تؤسسه كاتبة سعودية ، وأول مقهى يهتم بتفعيل الأيام العالمية التي أقرتها منظمة اليونسكو وهيئاتها ، أيضا الموضوعات التي يتناولها المقهى لم تقتصر على المجالات الأدبية بل تناولت الفلسفة والترجمة والفن التشكيلي والإعلام الجديد ، أيضا يهتم المقهى بتكريم رواد الثقافة في المملكة حيث كرم في الفعالية الأولى لانطلاقته الكاتبة السعودية نجاة خياط ، وفي اليوم العالمي للكتاب لهذا العام كرم الكاتب المترجم عزيز ضياء ، كما يهتم بالمواهب الواعدة فقد كرم الكاتبة الواعدة فيء الوصيفر مؤلفة كتاب ( حياتي كما أريد ) ، أيضا مقهى مدى الثقافي يقوم بجولات ثقافية في المؤسسات التربوية والاجتماعية ، ولديه خطة في رعاية المواهب الأدبية من عمر 9سنوات - 14 سنة .

- الأيدي الذهبية التي تدعم المقهى ؟
طبعا الحمد لله وجدت الدعم من عدد كبير من الاصدقاء من الكتاب والكاتبات الذي أرسلوا لي اصداراتهم ، أيضا الاديب عبدالرحيم الأحمدي صاحب دار المفردات للنشر والتوزيع بالرياض ارسل للمقهى عددا كبيرا من اصدارات الدار ، و رئيس المجلة العربية د . عثمان الصيني زود المقهى بأعداد من المجلة ، ولا أنسى جريدة الخبرتايمز الالكترونية كمتابعة لأخبار وأنشطة المقهى ، من الكتاب والكاتبات الذين زودوا المقهى بإصداراتهم : القاصة منيرة الازيمع( المنطقة الشرقية ) الكاتب عبدالجليل الحافظ ( الاحساء )
الكاتب جبير المليحان ( المنطقة الشرقية ) ،الكاتبة والقاصة شريفة الشملان ( المنطقة الشرقية ) الكاتبة وفاء العمير ( الرياض ) ، الكاتبة أمل الفاران ( السليل ) ، الكاتبة د. عائشة الحكمي ( تبوك ) ، الكاتبة مها الوابل ، الشاعر محمد خضر( المنطقة الشرقية ) ، الشاعر والإعلامي محمد الحمادي ( المنطقة الشرقية ) ، الشاعر محمد الحربي ( الرياض ) ، الشاعرة والقاصة ملاك الخالدي ( الجوف ) ، الروائي محمد المزيني ( الرياض ) ،القاصة امل البشراوي ( المنطقة الشرقية ) القاصة فوزية الحربي ( الرياض )، الكاتب والصحفي خالد الخضري( الرياض ) ، الكاتب فراس عالم ( مكة المكرمة ) ، القاصة سارة الازوري (الطائف ) ، الكاتب عبدالرحمن الدرعان (الجوف ) الشاعر محمد الشدوي ( جده ) ، الكاتب عبدالإله الانصاري ( المدينة المنورة ) ، وهناك عدد من الكتاب والكاتبات اعتذروا لعدم وجود نسخ من اصداراتهم لديهم .
ولا انسى تشجيع الباحث والقاص خالد اليوسف لفكرة المقهى .

المقاهي الادبية عادة عربية ... يظل الامر مجهولاً بالسعودية عن كيفية نشأت المقاهي الادبية ... فهل لديك تصور للقادم  ؟
ستكون المقاهي الثقافية هي الاندية الثقافية القادمة .

بديلا للاندية والمؤسسات الثقافية الحكومية والتي لم تعد تقدم للمثقفين والثقافة إلا محاضرات مكررة ، وستكون رافداً
ثقافيا متميزا يحرك المشهد الثقافي من خلال انشطتها الثقافية المتميزة .

- حدثينا عن المعوقات التي واجهت بدايتك ؟
-الحمد لله لم تواجهني أي معوقات ، ربما هو التفكير باختيار المكان ، والحمد لله وفقت لذلك .

- من رحيق الذاكرة للمقهى  ؟
-تواصلي مع الكاتبة السعودية الرائدة الاستاذة نجاة خياط الغائبة عن المشهد الثقافي والتي تجاهلتها المؤسسات الثقافية الرسمية لدينا .
- محاضرة الشعر السويدي ندف الثلج والأسئلة الكبرى التي اقيمت في احتفالية اليوم العالمي للشعر لهذا العام .
- محاضرة فهرس الترجمات والتي تم تكريم الكاتب والمترجم عزيز ضياء .

- المرأة بمجتمعنا ماذا تحتاج للنهوض بدورها ؟
التخطيط الجيد لأفكارها ، والاعتماد على ذاتها ، الاطلاع المستمر في مجالها .

- المرأة والساحة الادبية ..
- برأيك امازالت تعاني المرأة من القيود بهكذا عصر
لم يعد هناك قيود كما كان من قبل .

- دعوة ترسلها القديرة تركية العمري من هذا المنبر الإعلامي ؟
هي كلمة مقهى مدى الثقافي أسس لتحقيق العمق الثقافي ذلك العمق الذي يحقق الرقي لذواتنا ، ولإبداعنا و لأفراد مجتمعنا .

- ختاماً
النص مفتوح .... لكِ
شكرا من مدى لك .
كل الشكر لزميلتنا القديرة تركية العمري لما فاضت بها من جمال ازهر بالكف وطناً يكبر بمعيتها .
تتقدم وكالة عرار لكل الأدباء والمثقفين بالوطن العربي بشكرك ...