إطلالة أولى على ديوان عائشة العلّاقي الجديد كم هو بليغ هذا العنوان الذي اختارته الأستاذة عائشة العلّاقي لديوانها الجديد ،أسرار لا تستتر،يشدّك إليه قبل أن تأتي قصائده ويقنعك به بعد أن تفرغ منها. تدرك الشّاعرة أنّها تكتب في ما تكتب أسرارا ولكنّها تدرك في الوقت ذاته أنّها أسرار أقوى من أن تُكتم وأقوى من أن تظلّ حبيسة روحها وأقوى من أن تظلّ لها دون ســـــــــواها وأقوى من ألّا تكشف وتظهر للآخرين أماراتها ... هل يستتر الحبّ ؟هل تخفى علامات العشق؟ هل نخفي الاعتراف على ما فيه من خصوصيّة ؟ هل باستطاعتنا أن نلغي من تاريخنا ما لُوّن به من اغتيالات وخيانات وألّا نسجّلها ؟ هل يمكن أن يستتر في قصـــائد تبدعها امرأة موقف الانتصار للمرأة ؟؟؟ أسرار لا تستتر ، مجموعة قصائد تتنوّع في مداراتها وتتّحد في روحها ومقاصدها ينهض بعضها للقيام بمهمّة التّأريخ للأحداث الكبرى وما أجمل أن يحفظ الأدب بطريقته أحداثا من التّاريخ وفيها كلام في الحبّ يمتاز عن كلام الحبّ الذي عهدناه بكثير من التّورية ويحضور لافت للاستعارات والمجازات ومنها ما عبّر سخريّة عن موقف الشّاعرة من كثير من المظاهر التي يعجّ بها مجتمعها كالجبن وتوابعه وكالفقر ومظاهره وكالعلاقات وما يشوبها . أسرا لا تستتر ، مجموعة شعريّة مغرية ومغوية وفيها تحفيز على إمعان النّظر . أسرار لا تستتر ، مجموعة قصائد لئن كان يمكن أن تقرأ دفعة واحدة فإنّ العودة إليها للتّدبّر والبحث في مسارب التّأويل تظلّ متأكّدة. أسرار لا تستتر ، أشعار تمتاز بالصّدق وبقدرتها على التّأثير وما أحوجنا إلى الأدب الصّادق المنتبه الى أهميّة وظيفة التّأثير .