|
|
||||
هيئة إدارة تحرير مجلة عاشقة الصحراء التي تعنى بقضايا المرأة العربية والأدب والفن | ||||
«إيقاع بوح» للشاعرة د. سكينة مطارنة
عاشقة
الصحراء :
نصوص تحاكي الأمكنة والناس تستلهم القلب وأطياف الأحبة انتصار عباس هكذا انسابت قصائد كتاب «إيقاع بوح» للشاعرة د. سكينة مطارنة، الصادر عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، تحكي أحوال القلب وحالها، عبر (50) قصيدة نثرية جاءت تبث مكنون عذاباتها وأحلامها وآمالها تفضي ببوحها، تحكي ما يعتريها من ألم، وحسرة، وخذلان، وقد غدا الشعر ملاذا، ومأوى، فكان استنطاق الأشياء، ومناجاتها لاسترجاع بقايا حلم عالق في الذاكرة، وقد استعصى على الاندثار أو النسيان، وزادها إصرارا ذاك الشغف الساكن فيها وهو ينثر أريج التمني في خوابي الروح، وقد جنحت اللغة المحلقة في الأعالي تستدعي الخيال الخصب، والجمال، لم توقفها مزالق الحياة وتشعباتها، وأضدادها وصعوباتها. وقد أفضت عناوين القصائد إلى تلك العوالم، والتي كان منها : (إيقاع اللاوعي، أجيد الصمت، أيتها القصيدة، يلقي الشتاء بثوبه، يصارع الحرف مخرجه، وغفت القصيدة، في عمق البحر، وكلما جئت، في عناق الصباح، في تفاصيل الشتاء، نيران الذاكرة، في خيوط الشمس، على باب اللغة )، وغيرها من العناوين الأخرى الملهمة التي حملت في طياتها حلم إنساني خلع توجسه، ومخاوفه وتشبث بالحياة، يحاول ولوج عوالم أخرى أكثر بهجة وجمالا، وقد امتازت النصوص بتجسيدها حس الأنثى المفعم بالرقة، والمشاعر المرهفة، التي جاءت متناغمة ومتناسقة وسياق النصوص النثرية: «في احتجاج البوح على الصمت الطويل في تداعيات السير على جسر الكلام» جاءت النصوص لتجسد عالما حسيا حركيا متلونا، له خصوصيته القادرة على تصوير المشهد الإنساني، بألوانه وأطيافه، وعلى إغواء القصيدة لتتجلى، وقد تشظت المشاعر وهي تعاين مشاهد الحزن والفرح والألم، الهزيمة والانتصار، الموت والحياة، ومشاعر جمة تجمع كل الأضداد، ترصد معاني الحياة، لكن الشاعرة برغم الألم تقبض على جرحها وتكمل سيرها لاسترجاع حلم ولى، فصار لزاما على الكلام أن يعتلي عرش القصيدة ويقول: «العزف في سموه واللحن في علوه فاق حدود وصفه فاق عنه ما يذاع» تناجي النصوص عطر الأمكنة والأصحاب وهو ينثر قصائد الشوق المتوهجة بالحنين والحب وهي تفتتح معراج الكلام بالصلاة على سيد الخليقة «أيها الشعر المقفى أيها الوزن الثقيل أيتها القصيدة ابتدأ حرفي هذا بالصلاة على سيد الخلق رسول الخليقة» تعزف الموسيقى إيقاعها في نبض الحروف ترتل مقاطع شعرية وضاءة تنثر عبق أريجها باللاوعي .. «يعزف المساء لحنه» والروح تتبع الإيقاع في هدوء الليل يتقن البوح عزفه والحرف يرقص بشكل مستصاغ» تؤنسن الشاعرة المساءات وتحاكيها، وهي تعزف على وتر الحس الإنساني الطافح بالأماني، والرغائب والآمال، وتشتعل الذكريات بالصور تحاكيها في هدأة الليل وتناجيها .. «يصارع الحرف مخرجه ويكتنز المعجم أسرار اللغة لا الشعور يسعف قائله ولا القائل يتقن في ثنايا الروح غايته» تلجأ الشاعرة إلى لغة رمزية ذات إيقاع حسي متواتر يعطي الكلام سحراً حركياً جميلاً قادراً على الوصول وعلى ولوج عوالم شعرية مغرقة بالحس الإنساني العميق «يُلقي الشتاء بثوبه على وجه القصيدة فتغدو مبصرة» استطاعت الشاعرة د.سكينة بخيالها الخصب والمجنح بالحلم والتمني أن تستلهم فضاءات الشعر تبث شكواها وأنينها «يرسم الشاعر بحروفه تلك المدينة يعيد بعضاً من طرقاتها ويدع الآخر في وجه الزمان كما الرهينة» تتضوع القصيدة بالآمال، رغم كل ما يخالجها من خيبات ودوائر مغلقة، وأبواب كانت بالأمس مشرعة، لكنها برغم كل ما يعترضها من خيبات، تحاول التعافي تصارع عجلة الأيام، وتنتصر.. «يصارع الدهر دقائقه وعقرب الساعة يأبى إلا أن تكتمل قيادته لا يرحم الزمن من تأخر عن موته» تسكب الشاعرة أنين شكواها وهي تعلن عن رغبة مكبوتة في رتق الآلام والبدء من جديد ماذا أقول؟ وضاق الحرف برغم اتساع الورق ماذا أقول؟» وهي تعلق الآمال على بصيص النور القادم من الأفق البعيد «وكلما جئت أرتب بوحاً تبعثر كله والصمت يشبهني في العناد» تستنطق الطبيعة وما حولها، تسألها عن نفسها، وتأبى أن تفشي أسرارها، ولاذت بالصمت لكن حس الشاعرة وفهمها العميق للحياة زادها إدراكا أن هذه هي البداية فسارت بخطى واثقة تكمل مشوار الحياة «كنت في سري سأجالس البحر لا أكثر حوار بيني وبين نوارسه» تبوح الأنثى بمكنون قلبها، تحط بحسها الشفيف على شجر القصيدة تقطف ثمر القوافي، تستدرك المشهد وهو يتجلى نصا وموسيقى رغم المعاناة والألم .. «في عناق الصبح للأمل القريب في سمو يسكن قمة الروح بشكل مهيب في مصافحة الندى للورد» امتازت النصوص النثرية بالرمزية العالية التي طغت على اللغة الشعرية و الحس الأنثوي المستفيض وقد حمل في ثناياه رقة تترنم بالموسيقى والجمال والحس الصادق. «يغادر المسافر حقيبته الحقيبة تمضي بكل يقين» في عوالم الشاعرة نصوص نثرية تزهر بحسها بالتمني والحلم، تستنهض الذاكرة جاءت عبر مشهدية، الصورة المحلقة وهي تلج فضاءات جديدة رغم الشجن «ينجو الغيب من خطة القدر» تلوي الساعة يد الزمن تركل اللوحة الألوان خارجها». جريد الدستور الاردنية الكاتب:
سكرتيرة التحرير مريم حمدان بتاريخ: الثلاثاء 09-04-2024 11:21 مساء الزوار: 142
التعليقات: 0
|
العناوين المشابهة |
الموضوع | القسم | الكاتب | الردود | اخر مشاركة |
" أنشودة أخرى للوطن " للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 02-11-2024 |
وقفة نقدية مع ديوان «أنا فوق أرصفة جسدي» ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 22-12-2023 |
دراسة التحليلية لقصيدة أمي للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الثلاثاء 16-05-2023 |
«سكرة وجع» للشاعرة نـور الـهــدى أبـو ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأربعاء 10-11-2021 |
ألوان الفرح والوطن في قصائد للشاعرة رفعة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 20-08-2021 |
الثنائيات الضدية بين وله العشق وحواجز ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 11-06-2021 |
دهشة التركيب في «أنثى الكريستال» للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 20-06-2020 |
دراسة نقدية للناقد حيدر الأديب في نص ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الأحد 07-06-2020 |
شهوات سرّيّة قراءة في مجموعة "جنين ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الثلاثاء 26-05-2020 |
قراءة في ديوان (نار حطبها ثلج) للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | اسرة التحرير | 0 | الخميس 14-05-2020 |
قراءة سيمائية في نص "محض خيال" ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | الجمعة 01-05-2020 |
قراءة في قصيدة "هنيال الكصب" ... | النقد والتحليل الادبي | إدارة النشر والتحرير | 0 | السبت 14-03-2020 |
الليل في مجموعة «ويبوح الصمت» للشاعرة ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 14-02-2020 |
ما بين الاستلهام ومدلولات الرمز * فِي ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | السبت 28-12-2019 |
نهى الحمد الله تُشهر روايتها «أغثني» في ... | النقد والتحليل الادبي | سكرتيرة التحرير مريم حمدان | 0 | الجمعة 09-08-2019 |