وإظهار، رقيْهن، ومدى تقدمهن، فكرياً، وثقافياً، ومدى احترامهن للرجل، وخصوصيته، َأتناول في هذه الحوارات دور المرأة في المجتمعات، التي تعيش فيها، ومدى تقدُّمها، ونيلها لحقوقها الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، إضافة إلى معرفة، الدور والنشاطات الشخصية، التي تقوم به، المُتحاوَرْ معها، على الصعيد الشخصي، والاجتماعي، وأفكارها، وهواياتها، وطبيعة شخصيتها، والمجال الذي تخدم فيه، وكتاباتها المتنوعة أيضا، وكيفية فهمها لواقعها المعاش، ووضع المرأة بشكل عام، في مجتمعها الذي تعيش فيه. وحقيقةً، طبيعة أسئلتي المطروحة، يتناسب مع مستوى، وعلم وثقافة وعمر، من أتحاور معها، وتجربتها بالحياة أيضا، كان لقائي هذه المرَّة، في هذا الحوار، مع الأديبة المغربية نجاة الكاضي، والتي تحمل الجنسية الفرنسية وتقيم في فرنسا أكثر من اثني عشر عامان تتصف شخصيتها بالذكاء، والصراحة، والطموحات المتواضعة، والشخصية الراقية، والثقافة والوعي العميقين، لديها ثقة بالنفس، وكانت أجوبتها دبلوماسية لحد كبير، لما يمليه عليها إدراكها ووعيها لواقعها، وهي تعمل أيضا وكيلا للاتحاد العالمي للشعراء والمبدعين العرب، كعادتي مع كل من أحاورهن، كان سؤالي الأول لها هو:
@ من هي نجاة الكاضي؟؟؟؟
مغربية الأصل، فرنسية الجنسية، متزوجة، لي أربعة أبناء ذكور، من مواليد مدينة القنيطرة، العاصمة الفلاحية للمملكة المغربية. دراستي الابتدائية والثانوية بنفس المدينة، حاصلة على شهادة الإجازة ودبلوم الدراسات المعمقة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط-شعبة اللغة العربية، وعلى دبلوم مسايرة الطفولة بفرنسا. فاعلة جمعوية، ضمن أكبر جمعية شبكة التعليم بلا حدود. وقد عينت مؤخراً، وكيلاً بفرنسا للإتحاد العالمي للشعراء والمبدعين العرب. من أهم هواياتي
الكتابة وليس بالضرورة للنشر، والطرب العربي الكلاسيكي، والطبخ. لي بفرنسا حوالي اثني عشر عاما، واقطن في مدينة آر. ويمكنك القول أن شخصيتي صريحة، وجريئة، وقوية كذلك، ولكن في إطار ملتزم، وأحب أن أكون معتدلة في كل شيء.
@ ما هي الأفكار، والقيم، والمبادئ، التي تحملينها وتؤمني بها ؟؟؟
بحكم غربتي خارج بلدي الأم، أحب التعايش، لا فرق عندي بين الأجناس أو الديانات، وأعطي جزءاً من وقتي للجمعية التي أنتمي إليها، لخدمة التلاميذ وعائلاتهم، الذين هم في وضعية غير قانونية، وبدون أوراق الإقامة .
@هل أنت مع حرية المرأة، اجتماعياً، واستقلالها اقتصادياً، وسياسياً؟؟؟
نعم، أومن بحرية المرأة في استقلالها الاقتصادي والسياسي، فلها ما لرفيقها الرجل..وأشير هنا إلى المرأة العربية، فهي بحاجة لنفض غبار التقاليد والعادات، ولا أدخل هنا المبدأ الديني، إني ضد كل ما هو موروث من العالم ألذكوري، فمقارنة مع المرأة الفرنسية، لازال درب المرأة العربية طويلا.
@ما هي علاقتك بالكتابة والقراءة؟؟؟؟ ,هل لديك مؤلفات شعرية ودواوين وقصص وخلافه؟؟؟
الكتابة المتنفس الوحيد، ووطني الذي ألجأ إليه، كلما أردت الصراخ، سواء من الحزن أو البهجة ، لي ديوان تحت الطبع تحت عنوان: (وبقي شيء في القلب) ومجموعة قصص صغيرة جداً، تحت عنوان: (وتخضر أوراق الخريف)، وأتمنى أن أخرج للوجود: (أياماً نصية ليوميات مهاجرة). وقالت إليك هذه القصيدة من أشعاري: وهي موجهة للمرأة المغربية بعنوان: أنت يا سيدة الفكر:
أنت يا سيدة الفكر، تمردي وثوري، واجعلي من وطنك عقد لؤلؤ وفيروز وزمرد، كوني كما شئت ولا تركعي، وحواجز الوجود كسِّري، على دائرة اللا حدود تربَّعي، للعلا إسعي وترفًّعي، وعلى حريتك لا تساومي، مغربية أنت ابنة مغربي، من الصحراء أو السهل أو الجبلي، فانسجي من خيوط الحرير، عَلماً أحمراً، على القمم ارفعي، وانثري المجد والعلم واهنئي، كل مغربية بربرية أو عربية، فلهن ولك العزة فاصنعي، أمهات الرجال وللرجال فقفي، جانباً، لا الأمام ولا الوراء، وارفعي هامتك للإنعتاق واصدحي، سيدة أنا، حرة أنا، فلا تأسروا طموحاتي. أنا أكتب الشعر الحر، والقصص الصغيرة جداً، أكتب للكل، شيء يفرحني أو يبكيني، للوطن، وللمرأة للوجود عامة. وأحب شعر قاسم أمين، لولاه لكانت المرأة العربية بين جدارين، ومحمود درويش، و فدوى طوقان والشاعر محمود درويش. وتابعت تقول لي: لولا القلم والورق، لما سكتُ عن الصراخ، لا لست مجنونة، أنا مشحونة، أسكب أسوداً على بياض على صخر الورق، أكسر أحزاني في جمل، أنتزع المكنون من صدري، أجعله حروفا وعبر.
@ ما هو في رايك، الفرق بين المجتمع الفرنسي والمجتمع المغربي، وايهما تفضلين ؟؟؟
طبعاً، أفضل بلدي المغرب، لكن المستوى المعيشي والاجتماعي الفرنسي له ايجابيات على الفرد، وخصوصاً، في الميدان التعليمي، هناك امتيازات كثيرة، والتعليم الخاص يكاد أن يكون منعدماً هنا، بخلاف التعليم في المغرب. ثم تابعت وقالت:قضيتي يا وطني:
قضيتي يا وطني أرفعها ضدك، يقترب فصل الصيف فأشعر بعليل النسمات الآتية من الجنوب، حاملة حنيني لبلدي ، فتنساب الشهور أمامي. قضية ضدك عندما أحن لرائحة خبز بين الأزقة، تتسرب من فرن حومتي.أرفعها ضدك عندما أشتاق لضجيج جماعة شيوخ تلعب (الضامة) على رصيف بيت مهجور تتساقط أطرافه. قضيتي يا وطني ليوم عيد تتباهى فيه الصبيان بأزيائهم الجديدة، النساء بأنواع حلوياتهن. نعم قضيتي لرائحة بخور الشباء والحرمل تكاد تخنق عجوز تتلعثم بكلمات متقاطعة لإبعاد الحسد عنها. قضايا وقضايا جمعتها في ملف، سرعان ما أقذف به من نافذة باخرة، تدنو من شواطئك. فأسمعك تنادي ..أيها المغربي أنا وطنك، أرضك بل أمك، فلا تعادي.
@ هل تتمني أن تكون المغرب مثل فرنسا، اجتماعياً واقتصادياً أم العكس، ولماذا؟؟؟
طبعاً، لسهولة العيش هنا، وللحفاظ على كرامة الفرد، فالحاجة هي أم المعضلات، الإنسان الفرنسي له تغطية صحية، له إعانات مالية وإدارية واجتماعية، مما يسهل عليه العيش، ويعيش بكرامته، لا تدعوه الحاجة، لمد اليد أو السرقة، أما الدول العربية كالمغرب، فمازال في طريق النمو، إذا أردنا أن نقول ذلك.
@ كيف تصفي لنا، الأسرة الفرنسية بشكل عام، مقارنة بالأسرة المغربية؟؟؟
الأسرة الفرنسية بخلاف الأسرة المغربية أو العربية، هناك احترام بين الأفراد، لكن لا يوجد وئام بينهم، فالأم قد توضع في دار العجزة، عند بلوغ سن معين، والابن والابنة، تغادر الأسرة بعد البلوغ، وهذا ما لا نجده في الأسرة المغربية. لكن الملاحظ على الجانب التربوي، هناك طابوهات في التربية، بحيث يساعد هذا على تربية سليمة، الأسرة الفرنسية، بخلاف الأسرة المغربية أو العربية، لا يوجد أي ترابط بينها، الاستقلالية أساس الأسرة الفرنسية. 
@هل أنت مع ظاهرة الصداقة، والحب، والزواج، عبر صفحات، التواصل الاجتماعي؟؟؟
الإنسان له الحق في الحب، الحب هبة إلهية له. وكل واحد له الحق في اختيار طريقة البحت عن هذه الصداقة، وهذا الحب. وصفحات التواصل الاجتماعي قد تكون وسيلة إيجابية للبعض. قالت واليك هذه القصيدة من بعض أشعاري أرجو أن تنال إعجابك أيضا:
وأحمل جثمان قلمي اليوم، لقد سقط من قلْب الأوراق، حروفي كانت رسولا منك، ولها مرارة لا تطاق، هو القلم في مضجعك وُلد، بين الأحداق ومن الأحداق، متى ستعلم أن مِدادي، لم يسل من أضغاث أحلام، بل من جرح الأعماق، وأن لكل بداية نهاية، والشوق قد يهجر المشتاق، والعيون التي لا تنام، قد يأتي يوما تذوب فيه، اللهفة والتوهج والاحتراق، فما الحياة يا حياتي إلا حُلما، لا يُهدى ولا يعطى إلا للعشاق، والنبض مهما طال عمره، له يوم عن القلب فراق.
@ما هو في رأيك، أسباب ظاهرة ارتفاع نسبة العنوسة، بين الشابات والشباب، في بعض المجتمعات العربية كالمغرب مثلا، وهل هناك عنوسة بين الفرنسيات ؟؟؟
العنوسة ظاهرة اكتسحت حتى الدول الأوروبية، والسبب هي الأزمة الاقتصادية، وعدم الحصول على الشغل، وأظن أن هذه الأسباب هي نفسها في المغرب، رغم أن هذه الأخيرة تعرف بعض المتطلبات الموروثة من العادات المغربية كالمهر وغيرها.
@ما هي أسباب ظاهرة التحرش الجنسي، عربيا بشكل عام، وفي المغرب بشكل خاص، ، وهل هناك تحرش جنسي في فرنسا، أم لا؟؟؟
ظاهرة التحرش الجنسي كانت منذ القدم، إلا أنها كانت من المسكوت عنها، وهي توجد في جل الدول، سواء العربية أو الأوروبية، إلا أن بعض الدول كفرنسا، بدأت تحاربها عن طريق التربية الجنسية في الأسرة، وفي المؤسسات التعليمية وغيرها، وأصبح لها بنداً قانونياً، يعاقب المتحرش بالسجن. وأنا طبعاً مع تعليم ونشر الثقافة الجنسية في المجتمع، وأظن أن المغرب قد بدأ ذلك، لأن الإيجابيات، أكثر من السلبيات.وبث الوعي الثقافي الجنسي..لان من أحد أسباب المشاكل التي تحصل في مجتمعاتنا هو الجهل بأمور الجنس، والتعامل مع الجنس الآخر..ولا نعلم أبنائها احترام أجسادهم، والمعاملة معها.وأكثر المشاكل الزوجية يكون سببها الجنس.
@ انت وكيلا للاتحاد العالمي للشعراء والمبدعين العرب، هل لك سيدتي ان توضحي لنا دور هذا الاتحاد والمهام التي تقومي بها، وكيف يتم الحصول على عضوية الاتحاد؟؟؟
أرفض الإجابة على هذا السؤال من فضلك، لأن للاتحاد العالمي للشعراء والمبدعين العرب، مازال في البداية الأولى لم أتلقى منهم بعد التقارير. قالت واليك هذه القصية نموذج من بعض قصائدي وهي بعنوان: عيونه
عند الشفق، قالت لي عيونه، صدقيني قفي سيدتي، إياك مني، أنا أحلام في منام، لا تثقي بي، غدا عند الغَلَس، سأغدو أوهاما، لا تصدقي بريقي، وتبحري في فتعانقي أمواجي، إياك أن تتجرئي
وتصعدي مراكبي، وتدوس قدميك شُطآني، فغداً ستكوني في طي نسياني، ارحلي بهواك ولا تعودي 
لبحوري وشطآني، قلت لها : لا عليك لأجلك أحمل مجدافي، يدي اليمنى لتياراتك، واليسرى في كفها قلبك، فطاوعي تياري، لا تقذفيني لشواطئك، أنا لا أجيد العوم إلا فيك ومياهك، فإن غرقت غرق قلبك.
@ قناعاتي الشخصية تقول: وراء كل عذاب وتخلف امرأة رجل، ما هو تعليقك سيدتي؟؟؟
. لاأظن سيدي فالرجل من طبيعته الإكتمان لان ذلك يمس برجولته، فلا نعرف ما فد تتركه الأنثى من ضرر، ولكن هذا لا يعني أن يده نظيفة من ذلك. أنا لا أعتبر الرجل عدواً ونداً للمرأة، بل في أحيان كثيرة، يكون هو السند لها، كما قد يكون المدمر لها.. فإذا جعلنا أمام أعيننا هذه القاعدة المتوارثة منذ القدم، ستبقى العلاقة الزوجية دائماً بين المد والجزر.
@ كيف تقيِّمي وضع المرأة في المغرب، من خلال ثقافتها ووعيها؟؟؟؟ قياساً بالمرأة بباقي المجتمعات العربية، ونظرة الرجل المغربي لها، وهل انت راضية عنهما؟؟؟
أنا جد مسرورة بما حققتة المرأة المغربية خصوصا في السنيين الأخيرة وهذا طبعا راجع لمجهوداتها ومجهودات الفاعلات الجمعويات، فمجموعة من النسوة لجأن إلى العمل الجمعوي لتبني مجالات عديدة في التوعية والتنشيط الثقافي، والرياضي، وتُؤكد على أهمية التشارك في التفاعل للنهوض بالمجتمع. ولا ننسى طبعاً مساعدة الرجل في ذلك، والأسرة. فكم أتمنى أن تحظى المرأة القروية اهتماماً كنظيرتها المدنية .
@ما هي طموحات واحلام السيدة نجاة الكاضي التي تتمنَّى تحقيقها في العام 2013م؟؟؟
أن يشمل السلام جل الدول العربية، وأن لا نسقط في إيديولوجيات الغرب، لمحو الكيان العربي وهذه قصيدة لكل امرأة عربية، أرجو أن تنال إعجابك وتقديرك: 
عربية أنا عربية أنا، أتيت من اليمن، إلى الشام إلى المغرب، كل هذه الأوطان وطني، عربية اللسان أنا واللون، عقيدتي حطمت كل الأوثان، فاسألوا عن أمجادي وزماني، أنا بنت بكر و حفيدة عثمان، فلا تنكروا علومي وأقلامي، عربية أنا، العزة والشهامة عنواني، كرمي بيت لكم و مأمن، اليوم أعلو بصوتي، لأحمي أركاني، زماناً ناديت: وا معتصماه، فهبوا كالطوفان أرى دمعي، دمي يجري، وما اهتز له كياني، عربية وعروبتي أمانة في يد شباني، مجدي، تاريخي، عرضي ،اليوم يهان، حرة ولدت، افترضوا أن أسلب بعد مرور الأزمان، فهبوا لنجدتي، فأنا في الانتظار، قبل فوات الأوان.
إنتهى موضوع :حوار مع الأديبة المغربية الأصل،
والفرنسية الجنسية نجاة الكاضي