واليوم  ها نحن نعود معكم  مع هذه الشاعرة الشامخة بشموخ اهلها وعشيرتها ووطنها  العربي الكبير ، فكان لنا وقفة معها ما قبل الحوار في هذه المقدمة التي  تستحقها التي كانت قد قيلت في احدى الحوارات معها .
انكسارات  النخيل شاعرة وكاتبة ومحررة صحفية قطرية تملك من الأدوات والتمكن الشعري  ماجعلها ترسم لها مسارها الخاص بها ونهجها الخاص قالت في تعريفها لنفسها:-
إنسانة  عفوية بتعاملاتها وصادقة بمشاعرها تعطي دائما دون أن تفكر في أن تأخذ  مقابل ما أعطت ويكفيها أن ترى الابتسامة على شفاه من حولها.
تعودت أن  تسامح وأن تنسى وتعلمت كيف أن الحياة بالرغم من صعوبتها وقسوتها إلا أن  هناك دائما يكون باستطاعتنا أن نخلق من الألم أمل يساعدنا على الصمود  والاستمرار.
ظهرت باسمها المستعار انكسارات النخيل ليكون لها ما يميزها  وحدها وليكون لها طريق شعري تثبت فيه وبنفسها مقدرتها الشعرية والإبداعية.  شاركت في عدد من الأمسيات والأصبوحات الشعرية  ونشرت في الصحف والمجلات  المختلفة في حدود التزامها  وعاداتها وتقاليدها التي لم تتخلى عنها أبدا  لتصل سريعاً .
حققت انتشار واسع رغم أنها لم تكن في بدايتها حريصة على  النشر في المجلات والصحف المحلية  فقد كانت تملك رؤية خاصة بها بهذا الشأن  وأن الجيد هو ما يفرض نفسه ويبقى في لذاكرة  انقطعت لسنوات لظروفها الخاصة  ولمشاغل الحياة كما صرحت لعرار بذلك ثم عادت لتحتل مكانة مميزة في ذاكرة  قلوبنا وفي ذاكرة الشعر أطلقت قنبلة من العيار الثقيل عندما صرحت باسمها  الحقيقي ظبية غانم المهندي ليس لأنها تخلت عن الاسم المستعار وكشفت عن هويتها ولكن لأنها كشفت لنا إن  انكسارات النخيل الشاعرة المتميزة التي عشقنا حروفها ونبضها ماهي إلا  امتداد لشاعرة ستظل في قلوبنا وفي أرواحنا ما بقينا  رحلت ولكن شاعريتها  بقيت وحروفها بقيت وروحها بقيت وسيرتها العطرة بقيت  فالشاعرة انكسارات  النخيل هي أخت للشاعرة الرائعة صدى الحرمان تليله غانم المهندي رحمها الله  تعالى واسكنها فسيح جناتها وجعل محبتها في قلوبنا شفاعة لها عند بارئها   انكسارات النخيل أو كما أحب أن ألقبها دائماً شموخ النخيل سادعكم تتمتعون  في مكنونات هذا الحوار الراقي برقي شاعرتنا انكسارات النخيل:

1. ما سر تسميتك باسم (انكسارات النخيل)  ، ومتى كانت انطلاقتك الشعرية؟
جاء  اختياري لهذا اللقب منذ بداية رغبتي الفعلية بالنشر وكان ذلك في 2002  واختياري للقب( إنكسارات النخيل) كان من باب الخوف من أن يحابيني البعض  لأني شقيقتي (صدى الحرمان) يرحمها الله زد على ذلك ..رغبتي لأن أظل قريبة  منها لذا فقد اخترت عنوان لقصيدة لها كنت قد اخترته معها.

2. ما هو تخصصك العلمي وهل له علاقة بمسيرتك الادبية؟
تخرجت  من الثانوية العامة بالقسم العلمي وعملت بهذه الشهادة لأدرس مادة العلوم  العامة ولكني انتسبت لجامعة بيروت العربية لأتخرج واحصل على ليسانس آداب  قسم فلسفة وعلم نفس.. والعلاقة ان وجدت بين تخصصي ومسيرتي الادبية فاعتقد  انها علاقة مكمله لبعضها فباعتقادي ان من كان فيلسوفا استطاع ان يضفي نكهة  خاصة على كتاباته.

3. كيف تجدين واقع النقد البناء فهو سلاح يمكن الاديب بان يطور نفسه ويرى قصيدته من خلال نقد ادبي بناء؟
فعلا  هذا الكلام منطقي لأبعد حد..فكل كاتب سواء كان يكتب الشعر أو القصة لابد  من أن يأخذ بعين الاعتبار كل ما يوجه اليه من نقد لان النقد (البناء) مرآة  له ليرى من خلالها ماقد يغفل عنه ويفيده بمستقبله ليطور من نفسه.

4. هل لك أن تحدثينا عن آخر إصدار شعري لك ، وهل هناك مشاريع أدبية في الطريق؟
للأسف  لا يوجد حتى الأن أي إصدار شعري ولكن هناك دعوة من بعض الأخوة والأخوات  بقطر بتحقيق هذه الرغبة بإصدار ديوان مقروء واسأل اله أن يهيأ لي الظروف  لأتمكن من تحقيق ذلك.

5. شاعرتنا السامقة هل لك ان تحدثينا عن مشاركاتك في المهرجانات الشعرية  والأدبية القطرية بشكل خاص والعربية بشكل عام ، وما هي ايجابياتها  وسلبياتها بصراحة تامة ؟
كانت لي مشاركة داخل بلدي في مهرجان  الدوحة السابع وقد أكسبتني الكثير من الخبرة وكان الاعداد لها جيدا.. كما  كنت اتمنى تلبية دعوة مهرجان الجنادرية لي منذ عامين ولكني قد اعتذرت بسبب  ظروف سفري لعلاج ابنتي.. كذلك سبقت لي المشاركة بمهرجان الشارقة الشعبي  لهذا العام 2012 وسعدت بتنظيمه الراقي ومراعاته لظروف الشاعرات بتهيئة  امسيات نسائية مغلقة.
لكن قد توجد بعض من السلبيات في تنظيم مثل هذه  الفعاليات شأنها شأن كل عمل أدبي ضخم.. لكن طالما كانت هناك ايجابيات أكثر  فهذا ما يجعلنا نتجاوز أي شعور بالنقص.

6. هل تميل شاعرتنا في كتابتها للشعر العامودي ام الحر، وأي منهم اقرب إليها في نظم الشعر؟
أكتب هذين النوعين ولله الحمد ولكن يظل العمودي الاقرب لنفسي رغم صعوبته بالنسبة للشعر الحر.

7. حدثينا عن مقالاتك الأسبوعية في صحيفة الشرق وماذا احتوت ، وهي دعوة من خلال عرار لنشر مقال لك أسبوعي عبر صفحاتها؟
التحقت  بالكتابة في ملحق مزون الشرق بدعوة كريمة من الأخ الشاعر الاعلامي راضي  الهاجري وانتهز هذه الفرصة لأوجه له جزيل شكري وامتناني عن ثقته بقلمي  وأتمنى له التوفيق بدراسته في بريطانيا أما بالنسبة للمواضيع التي تناولتها  في مقالاتي فهي متنوعة بين الادبي المهتم بالساحة الشعرية وبين الاجتماعي  ..أما من ناحية دعوتكم الكريمة لي فيعد ذلك بمثابة تشريف لي منكم .. وإنني  لأتقدم لكم بجزيل شكري وامتناني على حسن الثقة.. فقط التمس العذر عن عدم  تمكني من الكتابة اسبوعيا فإن كان ولابد لنجعلها شهريا ولكم كل الامتنان.

8. حدثينا عن الاوبريت الغنائي وما هي كلمات هذا الاوبريت؟
شاركت  في الاحتفال الختامي للعام الدراسي لمدرسة الخور الاعدادية المستقلة من  خلال  عملين على هيئة اوبريت لعامين متتالين كان الاول يحكي قصة بداية  التعليم للبنات بقطر حيث بدأ على يد المطوعة(الشيخة)حتى ظهر التعليم  النظامي وتخلل ذلك بعض لوحات للفلكور النسائي اضافه لبعض اللوحات الغنائيه  التي كتبتها والعمل الثاني كان بعنوان(حزاوينا)قمت بسرد بعض القصص الشعبية  التراثية بصور ولوحات شعرية مغناة وقد قام بوضع الحان النصوص الملحن القطري  حسن  حامد..وهذه بعض من كلمات النصوص:
من حبي فيج بلادي
بكمل المسيره
لاجلج يااحلا ديره
لانج وهبتيني حضن
وأمان يااغلا وطن
قبلي ابوي وامي
ومن قبلهم جداني
عطوج عهدن مع وعد
يوفون لترابج ابد
وحنا نجدد بالعهود
ياارضنا عنج نذود
اليوم من جد وجد
اليوم من يزرع حصد
وحنا بذلنا المستطاع
درسنا ليلن مع نهار
واشعلنا شمعه من امل
لازم نصل.. لازم نصل
نرفع علم..نمسك قلم
ينقش حروفك من ذهب
يابلادنا ياأمنا
ياسعدنا ياذخرنا
عيشي وتفنى أرواحنا
..............................

عاد ذيك السكه تنطر خطوتك
عادها ذيك الزوايا
ماتمل من الحكايا
تحتري طفله تشابه طلتك
في يديها دفتر اوراقه قديمه
كانت الغربة نديمه
والعذاب اول سطوره
والحزن اقرب صديق
يقرا معه حكايتك
وعاد ذيك الذكريات
تنثر البسمه على شفاه الزمن
تعانق الجدران
تبحث عن رسوم
ماسكنها زيفنا بهذا الزمان
فيها من طهر الطفولة
والوفا اللي مانطوله
فيها هتان الغلا
يروي عروق المحاني
اللي شالت صورتك
وعادها ذيك الحزاوي
تتشح لون الغياب
وصوت جال البحر يبكي بانتحاب
يتذكر فسكره كانت تحاتي
ضيم واهوال وعذاب
وساحره كانت حكايتنا واملنا
نحتريها تنتشلنا
مادرينا وماعرفنا
ان نهايتنا سراب
ضاع بدروب الحقيقه

9. كيف تقيم شاعرتنا الساحة الأدبية والثقافية في الوطن العربي بشكل عام  والقطرية بشكل خاص، وما هي اقتراحاتك بشأن ثقافة عربية اشمل ؟
الساحة  الادبية والثقافية بشكل عام متغيرة ومتسارعة التأثر بما يعاصرها من أحداث   مجتمعية وسياسية..وهذا أمر ملاحظ من كثرة الإفرازات المتوافقة مع  التيارات  المتعارضة فيتولد هناك نوع من التعارض التوافقي ..مما قد يحير  ذلك المتتبع البسيط للأدب وللثقافة المتجردة من الانتماءات والولاءات ..كما  نقول دائما أن ساحة  الابداع ولادة..ولكن اتساع شبكات التواصل وقنوات البث  المتسارع أنشأ ما يشبه بحالات التكاثر الانقسامي  حتى بتنا نعجز عن  الملاحظة..والملاحقة!.والساحة القطرية شأنها كغيرها تتأثر بما يحيط بأمتها  العربية والإسلامية من خطوب..كما زادت كذلك عملية التشجيع الرسمي للثقافات  والفنون من اتساع رقعة حيز الابداع والإطلاع لدى المثقف القطري..وإن كنا  نرى أن النتاجات لا تزال(رقميا)دون المأمول..ولكن نعزي النفس بأن هذا  التنشيط الثقافي سيأتي أكله عبر الأجيال القادمة باذن الله.

10. قصيدة قريبة إلى الشاعرة ترى نفسها فيها تقدمها لجمهورها من خلال عرار ؟
قصيدة (نلاحي الورق)
تعبنا من الصبر يا سامعينا
ونال الهم منا ما شكينا
وطعنا الوقت يوم الوقت عيا
يجي في صفنا يوم ابتلينا
على صكات بقعا كم صبرنا
وكم من جورها حنا بكينا
كتمنا همنا نخشى الشماته
نخاف من العواذل لو حكينا
نداري خاطر الغالين وإحنا
تشل صدورنا همن دفينا
تعلمنا نكن الجرح عنهم
ويا ما لأجل خطرهم عنينا
لو إن جروحنا تحكي المواجع
رحمنا عاذلٍ قاسي علينا
ليامن ضاقت الدنيا ذرفنا
دموعٍ تشتكي جور السنينا
تشرهنا وعاتبنا ولكن
غلاهم ما يهد اللي بنينا
نلاحي الورق يوم الورق غنى
على لحن المفارق والحنينا
وكم من ليلةٍ فيها سهرنا
وحق الله ما عنهم سلينا
نراعي النجم لين الصبح يشرق
غفوا سالين وحنا ما غفينا
خذوها كلمةٍ وإحنا كفوها
ولو طال النوى يا مبعدينا
زرعنا ودكم بين الضماير
ولا غير الوفا منه جنينا
حصاده طيب ونبعه ود صافي
سقى ريضاننا لين ارتوينا
بنصبر لو حبال الصبر طالت
الين الشوق يجبركم علينا

11. لو أنت بصدد إقامة مهرجان أو أمسية نسائية تجمع شاعرات قطر والعرب هل سيتم  دعوة شاعرات من الأردن للمشاركة ومن ترشحين منهم للحضور والمشاركة ؟.
لا  تختلف الاردن وباديتها عن باقي الدول العربية والخليجية بالذات لوجود زخم  أدبي متنوع خاصة بمجال الشعر بأنواعه ذلك لتقارب اللهجات والعادات  والتقاليد وهناك شاعرات جديرات بالتقدير وأسماء لامعة بسماء الأدب تستحق أن  تخدم وقد لا تحضرني كل الاسماء ولكن اذكر من الشاعرات حليمة العبادي  وعائشة الحطاب.

12. لو طرحنا عليك مشاركة هذه الثلة العربية الانضمام إلى عضوية الهيئة  الاستشارية العليا مثلا او هيئة التحرير في عرار هل لنا أن نحظى بشرف  الموافقة بذلك  ؟
هذا تشريف لي وفخر ولكن لدي الكثير من  المسؤوليات وأخشى أن لا أكون بالصورة التي تتكافئ مع صرح أدبي شامخ كوكالة  عرار لذا أتمنى أن لا أخذلكم.وإن كان ولابد فيكفيني شرفا أن أكون ضمن هذه  الثلة الكبيرة في المكان الذي تختارونه انتم .

13. مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام الثقافي الالكتروني كيف تجدين الانتشار  في ظل هذه التكنولوجيا ، وماذا تفضلين الصحافة الورقية أم الالكترونية؟
قد  تكون الصحافة الالكترونية أكثر انتشارا وأسرع بالوصول للمتلقي.. ومتابعيها  أكثر.. ولكن تظل للصحافة المقروءة نكهتها الخاصة وهيبتها ومتابعيها.ومن  الصعب التفاضل فيما بينهما لامتلاك كل منهما لمزايا لاغنى لنا عنها كقراء  ومتابعين.

14. كلمة أخيرة لشاعرتنا...
كل  الشكر والامتنان لثقتكم بي والاهتمام بشاعرة قطرية هنا يعد دعما أقدره  كثيرا..كما أود أن أشكركم على نوعية الاسئلة الجميلة التي لم تكن  تقليدية.وأتمنى لكم جميعا التوفيق والتقدم.