رئيسة مجلس إدارة صروح للثقافة ، نشطة في حقوق الانسان والعمل الاجتماعي في المغرب ، شاعرة ولها بصمة في الثقافة المغربية.
1.  كيف تقيمين الحركة الثقافية والأدبية في المغرب وماذا تتمنين في عام 2015؟
بداية اتوجه بالشكر الكبير للسيد موسى الشيخاني رئيس تحرير وكالة عرار على هذا الحوار الذي من خلاله اتمكن من التواصل مع الجمهور العريض في الوكن العربي ..اول ما افتتح به هذا الحوارهو املي بان تكون سنة 2015 سنة خير ويمن ونجاح وتوفيق بالنسبة للجميع كما أتمناها سنة سلم وسلام وامن وأمان وئام وازدهار بالنسبة لكل الشعوب كما أتمنى أن تكون سنة إبداع وتألق بالنسبة لكل المبدعين

2. ماذا قدمت نبيلة حماني في العام 2014 كنشطة وإعلامية وشاعرة ومسؤولة للثقافة والادب والتراث في المغرب ؟
فيما يتعلق بالإبداع والأدب بالمغرب فاني اقول انه كان ولازال وسيظل مزدهرا متألقا على ارض المغرب فانا وكما قلت سابقا أرى ان الإنسان هو مبدع بالفطرة اذ بداخل كل منا مبدع خفي فإما أن نعمل على إظهاره وصقل موهبته والعناية بها الى تبرز وتتالق وتزدهي وإما أن تظل راكدة بأعماقه يحسها ولكنه لا يستطيع إخراجها للوجود
عن الحركة الأدبية بالمغرب فإني أقول أنها في حالة جيدة بفضل المبدعين الذين يبذلون قصارى جهودهم من أجل النهوض بها وبجهودهم الشخصية في أغلب الأحيان ذلك أن المبدع هو من يعمل على إخراج منتوجه الأدبي إلى الوجود و القراء بطريقة أو أخرى ..أقصد أن يوصل إبداعه من خلال المواقع الالكترونية أو طبعها على نفقته الخاصة أو من خلال الندوات والملتقيات والأمسيات الشعرية والأدبية .. وسأقول شيئا هنا وهو أن المغاربة بطبعهم يعشقون الإبداع ويقدرونه ويعملون على النهوض به لأنه اكبر ما يجسد شخصيتهم وحياتهم ويصف بصدق أمالهم وآلامهم وأحلامهم وطموحاتهم ويجدون فيه حياة جديدة تطل من حياتهم لذلك كانت وستظل الحركة الأدبية بالمغرب مشرقة وهاجة بحول الله

3. المعيقات والسلبيات في الحركة الثقافية والابداعية المغربية ؟
فيما يتعلق بالمعيقات والسلبيات فأرى أنها تتجسد بداية في تواجد العديد من المتسلقين الذين كثيرا ما يدعون الإبداع وهم لا ينتسبون إليه في شيء ..ويبذلون من اجل الشهرة والظهور قصارى جهودهم فيلجؤون لوسائل الإعلام ويستغلون معارفهم وزبانيتهم لذلك بل يبذلون حتى المال من اجل تسليط الأضواء عليهم ويعملون على إبعاد الأدباء والمبدعين الحقيقيين ..هذه نقطة أحببت إثارتها ولكن الذي ينبغي أن نتأكد منه هو انه دائما لا يصح إلا الصحيح ولا يبقى إلا الراسخ الثابت الحق في الميدان هذا من جهة ومن جهة هناك تكلفة الطبع التي تبقى عائقا كبيرا في وجه المبدعين الذين كثيرا ما يملكون انتاجات أدبية قيمة لكنها تبقى قيد أوراقهم إلى أن تضيع مع الزمن ..شيء أخر يمكن ان أتحدث عنه ضمن السلبيات ألا وهو غياب الدعم الذي يكون أساسيا لانجاز الأنشطة فتتعثر الحركة وكثيرا ما يتراجع المنظمون عنها للسبب الذي سبق ذكره ...

4. ما هو جديدك لجمهورك من قصائد واعمال عام 2015؟
بالنسبة للجديد اقول اني اطلع الجمهور الكريم على كل جديد لي تقريبا الا بعض القصائد التي ادخرها لحين وانا بصدد طبع ديوان جديد يحمل عنوان "احتراق في وريد الصمت " يضم اربعين نصا وبعض الدراسات النقدية ..اتمنى ان يكون معبرا عن اختلاجات النفس الانسانية وان يجد فيه القراء انفسهم مع متعة القراءة ..

5. النقد يعتبره البعض اهانه وتشهير رغم هو تصحيح ونقد يخدم الشاعر وزيده حضور ، ما رايك بذلك؟
فيما يتعلق بالدراسات النقدية التي تأتي إضاءة وإنارة تسلط على النص الأدبي فإني أرى أنها هي من يمنح النصوص الوجود الراسخ ويفك رموزها ويمنحها حيوات جديدة وهي من ينمي النصوص ويمسح الغموض عن بعض جوانبها ..ذلك ان النص الذي لا تتناوله الدراسات بالنقد يبقى نصا يحتاج الاكتشاف وسبر اغواره ..فخاصية الادب الابحاء والتعبير الرمزي والنقد يفك شفراته ويسلط عليه الاضواء ويكشفه للقراء بل يكشفه للكاتب ايضا باعطائه مفاهيم موجودة فيه ولكن الكاتب لا يدركها عن نصه او تغيب عنه احيانا
اتحدث عن النقد البناء الذي يكون سبيلا للتحليل الموضوعي والذي يعتمد المناهج النعتمدة للتحليل الادبي النقدي ..
اما الذين يعتقدون ان النقد هو سبيل للتقليل من الاعمال الادبية فاقول انها افكار خاطئة ما احوجنا الى تصحيحها لدى معتقديها
نص ادبي يعافه النقد هو نص ضعيف في رايي ..لان الادب هو عمق وابحار في عالم الفكر واللغة يبقى بحاجة الى اماطة اللثام عن ذرره الكامنة فيه ..وذلك امر لا يتأتى إلا من خلال دراسة نقدية تجليه وتسلط عليه الأنوار وتحدد مكامن القوة والضعف فيه إن وجدت طبعا

6. للرجل مكانه خاصة عند أي امرأة ، لمن تكتب نبيلة ؟
الأمر الأكيد والذي لا جدال فيه هو أن الحياة هي تكامل ومسار لا يمكن لأي منا أن يشقه بمفرده فالمرأة والرجل هما أساس التكامل والتعايش والتوافق والعمل من أجل استمرارية الحياة
الرجل في حياة المرأة أساس كما المرأة في حياة الرجل أساس ..ومن خلال كتاباتي المتواضعة فأنا أؤكد أن الرجل حاضر فيها بكل تجلياته وبكل أدواره سواء تعلق الأمر بالأب أو الابن أو الأخ أو الزوج ’ بل أقول إن الخيال في كتاباتي حاضر جلي وتلك خاصية الأدب فأنا أرسم عوالم من الخيال يتقاسمها كل من الرجل والمرأة ويحياها العديد من الأشخاص حقيقة لا خيالا ..كم أني أرسم للرجل أنماطا مختلفة من خلال كتاباتي ..قد يكون في بعضها معشوقا مقدسا متعاليا ..وقد يكون في أخرى عاشقا ولها يتلظى من نار العشق والأشواق ..هي الكتابة وعشقها تتجسد بأشكال مختلفة لكننا إذا ما تأملنا الواقع نجدها من صميمه وعمقه ..

7. العمل العربي المشترك يرسخ واقع وبصمة عربية واحدة ، هل تؤمن نبيله بالعمل الثقافي العربي المشترك؟
من بين أهم ما اعتقده وأومن به في الحياة التكامل والعمل المشترك والتقاسم خاصة واننا في الوطن العربي نتشارك في العديد من النقاط خاصة ما هو اجتماعي وثقافي ..لذلك فالعمل المشترك بين أبناء الوطن العربي من شأنه ان ينير السبل ويسلط الأضواء على العديد من النقاط المشتركة بيننا في مجال الإبداع والثقافة لذلك يكون العمل الثقافي المشترك بين الدول العربية هو سبيل للإبداع الحق وتبادل التجارب والتعرف على الخصوصيات وتقاسم الهموم والسعي إلى تجاوزها ..فمعيقات الابداع في الوطن العربي تبقى مشتركة في أغلب الأحيان تتمثل في صعوبة الانتشار وصعوبات الطبع واستحواذ من لا يستحقون على المنابر الاعلامية بينما يبقى المثقف الحق والمبدع المتمكن بعيدا عن الأضواء والجوائز والنجاحات في أحيان كثيرة إلا إذا كان من ذوي الثروات ...

8. لكل شاعر اسلوب في كتابة القصيدة ونبيلة كيف تبدأ قصيدتها وكيفه تنهيها؟
القصيدة بالنسبة لي هي ذلك العالم الذي أعشق الغوص فيه والارتماء في أحضانه حين تدعوني لا أحس إلا وأنا في عالمها السحري الذي يخرجني من عالم الواقع ويلقي بي إلى عالم الحلم والأمل ,مع القصيدة أحيى حياة جديدة تأخذني إلى عالم أحسه يتملكني أعيش فيه نشوة الحلم ..عشق الكتابة يجري في كل جارحة في كما عشق القراءة.. القصيدة بالنسبة لي هي ذلك العالم الذي أفرغ فيه ما يعتمل في الروح من أحاسيس ومشاعر لا أحس سعادة اللحظة إلا بعد نسج حروفها فهي جزء من الروح بإشراقها تزول الأوجاع ويختفي الألم ..
للكتابة مخاض لا ينتهي إلا بتجسدها مكتملة فأولها تيه وبحث ونهايتها انزياح لما أثقل الروح من عناء

9. كلمة أخيرة؟
وفي نهاية هذا الحوار أود أن أتمنى سنة سعيدة لكل القراء مليئة بالأفراح والمسرات كما أتمنى الأمن والسلام لكل الأوطان العربية وكل سنة وانتم أحبائي الأوفياء
كما أتوجه بالشكر لوكالة عرار وكل القائمين عليها وخاصة السيد موسى الشيخاني رئيسها التنفيذي
نبيلة حماني