|
|
||
|
قراءة في قصيدة محطّات العمر للشاعرة العراقية شذا رفعت قراءة بولمدايس عبد المالك
قراءة في قصيدة محطّات العمر للشاعرة العراقية شذا رفعت قراءة بولمدايس عبد المالك الذكريات لحظات خاطفة لكن فعلها كالبركان في الغليان و الهيجان و أمّا تأثيرها فهادم للنفس و الاستقرار ...و ما هذه القصيدة إلاّ مشهدا مصوّرا وجدانيا لتلك اللحظة الفارقة ..قصيدة "محطّات العمر" للشاعرة النّقيّة الطاهرة العراقية شذا رفعت حيث تأخذ بألبابنا نحو مقامات نفسية سامية و بلغة عربية قويّة الأجراس غزيرة المعاني ... النص: محطات العمر حقائب السفر الطرق مكتظة بالذكريات تنشد الهداية للآفاق من اوهام تعاني الهذيان حين اسافر اليك كأن شوقي يطيل المسافات حين اكتب اسمك تسبقني اليك الكلمات تترجل في اول محطات الثواني لتعلن اختصار فصل الخريف فقط لأني أكتب اليك محطات العمر العنوان يختصر الانسان و عمره و يضفي بظلاله على المشهد الانساني عامة و الوجداني خاصة ... حقائب السفر الحقيبة ترمز عموما إلى أمرين ..الذكريات و الموروثات من جهة و إلى الأسفار و الانتقال من مكان إلى مكان و من حال إلى حال.. أي السفر المادي و السفر المعنوي... لكن الطرقات التي تؤدي إلى المنشود و المؤمّل تعجّ بالذكريات الجميلة و حتى المؤلمة منها ...و كأنها تحاصر النفس و تضيّق عليها الرؤية مع أن النفس تنشد في آخر المطاف الهداية و الهدى و الاهتداء نحو أفق بل آفاق رحبة ..مضيئة..منيرة ..تعجّ بالسعادة و الأمن و الطمأنينة... فما أكثر الأوهام المضللة التي تتراءى للسائر في تلك الآفاق المنشودة و الدروب المكتظة بالذكريات...إلى درجة قد تصيب صاحبها بنوع من الهذيان الذي يدخله في دوّامة الشك و عاصفة التيه... الطرق مكتظة بالذكريات تنشد الهداية للآفاق حقائب السفر الطرق مكتظة بالذكريات تنشد الهداية للآفاق من اوهام تعاني الهذيان من أوهام تعاني الهذيان و لكن الحقيقة فارقة و مفرحة حيث أن قلب الحبيب عندما يسافر إلى محبوبه يستحيل الشوق نفسه إلى حواجز معيقة تمنع قلبي الحبيبين من أن يلتقيا و تخلق بينهما مسافات ... ثم تستدرك و تستريح قليلا لتؤكد بأنّ مجرد كتابة حروف اسم حبيبها في جدارية الوجدان و الذاكرة تتسابق إليه الكلمات فتكسّر تلك المسافات المضروبة و الحواجز المنصوبة ...و لكنها للأسف سرعان ما تترجلّ و تموت في أوّل محطّات الزمن و اختارت الثواني بالتحديد لتشير لسرعة تلاشي تلك الحروف و موتها...لتعلن للملأ و الوجود دخول فصل الخريف بريحه الشديدة و تناثر أوراقه الصفراء الذابلة و بقتامة مساءاته و أحزانه المتعاقبة ...و ما ذلك إلاّ لأنها كتبت اسم حبيبها في لوحة روحها الحالمة ...و إليك بمقطعها الأخير التراجيدي لتقرأه على هدى و رويّة لتشعر بغربتها و باستحالة ذلك اللقاء المرتقب... حين اسافر اليك كأن شوقي يطيل المسافات حين اكتب اسمك تسبقني اليك الكلمات تترجل في اول محطات الثواني لتعلن اختصار فصل الخريف فقط لأني أكتب اليك الجزائر في 26.09.2020 الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: السبت 03-10-2020 09:15 صباحا الزوار: 258 التعليقات: 0
|
|