|
|
||
|
قراءة للناقدة منوبية غضباني في "قصيدة أنت" للشاعر التونسي محمد البرهومي
قصيدة أنت ... *****************
قصيدة أنت فوق الغيم أرسمها سربا من الحلم صوب البدر مسراه
لحن على ناهوندي العشق أعزفه بالناي.. لو يدرك العذال فحواه
قلبي كما الطفل في مهد يتوق إلى أم رؤوم غداة البعد ترعاه
قلبي كما زورق في البحر يرهقه تلاطم الموج ..هل عيناك مرساه؟
يا مزنة الوجد حقلي اليوم في ضمإ لمائك العذب فالتحنان أضناه
جودي عليه ببعض القطر وانتظري أن ينبت الترب بعد الجدب مرعاه
أقطر الشعر - في لقياك - ملهمتي عطرا، وأفقد - إن جافيت - معناه.... ----------------- قصيد في البحر البسيط للشاعر التونسي محمد البرهومي استهلها بالعنوان "قصيدة أنت " وهوعنوان يتناول مقولات وتعريفات للمرأة الملهمة للشّعر..ولعلّ الإستلهام الخلاّق في مخاطبته للحبيبة بقوله "قصيدة انتص يمكن المتلقي من اكتناه المعنى الدال الذي يغني الرصيد اللّغوي بأفق تعبيري جديد وفق المعنى التأويبلي الإستعاري الذي قصده هنا ..وقد قال االشاعر عبد الرفيع جواهري مخاطبا وطنه "أَنْتَ فِي قُلُوبِنَا قَصِيدَةٌ ... ... يَا وَطَنِي يَا أَجْمَلَ الْقَصَائِدِ " فالحبيبة قصيدة بما في القصيد من سيمات ومستويات لغوية ابداعية بلاغية ..... وقد بدأ الشاعرقصيدته في "الحبيبة القصيدة"بصورة ابداعية ورد فيها "الغيم" في تدليل على ما تكابده نفسه العاشقة من حجب كثيفة تمنع عنه رؤية الحبيبة.....فهي قصيدة سيرسمها على الغيم ليبلغ المعنى ذروته ونرى معه اللامرئي في الأشياء،......ويتكئ في هذا على جملة من الإستعارات الدّقيقة ...فيصبح الغيم في ذاته معنى متخيلا يصرف عليه القول والإحساس ...مجردات ومحسوسات .... يرسم حبيبته قصيدة على الغيم ....سربا من الحلم صوب البدر مرساه) وكأنّي به يستنبت النور في كثافة الغيم وسواده واكفهرار السماء به... فالصورة الشعرية المتشكلة مذهلة ومتقنة الألفاظ....وتتوسّع الصّور لتفصح عمّا يرتبط بوجدانه لحظة المكاشفة الشّعريّة فيتفنّن في رسمها هنا " لحن على ناهوندي العشق أعزفه بالناي.. لو يدرك العذال فحواه" ويختار للحنه مقام النهونالذي يصنف من اهم المقامات العربيّة الشرقيّة الأصيلة التي تتميز بطابعها الموسيقي الخاص والشجي عاكسا بهذا الحضور الطاغي لها في وجدانه.(نهوند عشق"...لحن ....لو يدرك العذال فحواه واستعمال لو هنا يفيد محل النهي عن إطلاقها ـ يعني لو ـ معارضة للعاذل مع اعتقاد أن ذلك العاذل لو درى لحدث شؤما أو مكروها ...والعاذل غير مرغوب فيه في قصص العشق ;ثم تتواتر الأحاسيس في نسقها التّصاعدي فتجيء الذّات العاشقة بأدقّ تفاصيلها في صور تشبيهيّة مباشرة اختار ان يرويها بضميرالمسند الى المتكلم قلب قلبي كما زورق في البحر يرهقه.. _______________________ بقلم الاديبة الاستاذة منوبية غضباني الكاتب: هيئة التحرير بتاريخ: الجمعة 25-12-2020 03:10 مساء الزوار: 386 التعليقات: 0
|
|