|
عرار:
عمان :- تأملٌ جمالي عبر منظار متصوف في مرايا الصدى، وغربة الذات في الراهن والمعيش، والحواجز التي تحول دون وصولها مقامات تتعاشق من خلالها مع كلّ ما يكملها، على الصعيدين: الجسدي والروحي، تلك واحدة من الثيمات الرئيسة، التي يتحرك الشاعر د. خلدون امنيعم في فضاءاتها، عبر مجموعته الشعرية الجديدة «هسيس الرغبة»، التي صدرت حديثا عن دار (الآن ناشرون وموزعون)، في عمان. وقد جاءت المجموعة لتبوح للقارئ بتلك الرغبات/ الأمنيات التي تم قمعها، من خلال استحضار شخصيتي: آدم وحواء، ومن ثمّ يضع الشاعر قناع شخصيتيه جانبا، لنستمع إلى صوت العارف/ العارفة، والرائي/ الرائية، من خلال مجموعة من «الهوامش»، التي أعقبت نصين رئيسين في المجموعة: مرايا آدم/ مرايا حواء، وحوارية آدم وحواء بعد الخروج الأخير. لغة المجموعة، وهي الثانية للشاعر بعد «أرني أنظر إليك»، جاءت رقراقة، ومنحوتة بحرفية عالية، ومحلقة في فضاءات موسيقية وإيقاعية داخلية وخارجية، وذات مرجعيات رمزية تارة وصوفية تارة أخرى. يقول الشاعر: «هذا مقام العائذات من الرجال: الريح تكنس ما تبقى من رذاذ الضوء في العينين/ ليجوس/ بينهما/ الرمدْ. والقلب يذبل في مدائنه ويزهر موته/ لكنه/ وكأنه/ فردٌ صمدْ». هكذا لا نستمع إلى صوت حواء عندما تتحدث فقط، إنما نستمع لصوت الأنوثة عبر الأزمان كافة. وقبل ذلك نستطيع أن نستمع إلى صوت آدم، الذي يعكس بدوره صوت الرجل في الوجود: «ليس في الصحراء رحل/ لا نخلة أو خيمة/ ليس في الصحراء رمل/ ولا في البحر ماء/ لا شاطئ أو نورس/ ليس في الصحراء رمل/ ولا في البحر ماء/ لا نجم يلمع في السماء/ كم تغرّب قبلنا من أنبياء..». يختتم امنيعم المجموعة، التي حمل توزيع كلماتها في فضاءات صفحاتها دلالات بصرية ومعنوية أسهمت في إيصال المعنى و(الإشارات) إلى المتلقي، عبر «هامش» حمل عنوان: «رَغْبَةُ النَّهْرِ في صُرَّةِ الماءِ»، يجسد تلك الذوات التي تتأمل رغباتها.. المكبلة، امنيعم نفسه كان أصدر في النقد: «مرايا ونوافذ: قراءة في كتب التجارب الشعرية»، و»دوائر الخفاء: سيميائية الإشارة الصوفية في الخطاب الشعري الحديث»، و»خِزانة المعنى: الخطاب السردي في الأردن». وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 20-10-2018 08:26 مساء
الزوار: 1115 التعليقات: 0
|