|
عرار:
نضال برقان أقام منتدى الرواد الكبار، أول من أمس، حفل توقيع لرواية «غيوم على الشيخ جراح»، للدكتور محمد القواسمة، وقدمت أستاذة النقد الدكتورة صبحة علقم لورقة نقدية في الرواية، كما قدم القواسمة شهادة إبداعية حول الرواية. حضر الحفل الذي أدارته المستشارة الثقافية للمنتدى القاصة سحر ملص، مديرة المنتدى هيفاء البشير التي قالت «في مساء هذا الصيف الجميل الذي يفتح في أعماقنا الكثير من الذكريات ويحرك قلوبنا وبوصلتنا تجاه القدس وفلسطين ويجعلنا نستعيد مرارة، احتلال فلسطين والضفة الغربية، لبحر الليلة مع رواية «غيوم على حي الجراح»، للأكاديمي والروائي الدكتور محمد القواسمة، وتشاركنا الأكاديمية والمبدعة الدكتورة صبحة علقم التي تقدم قراءة نقدية». فيما تحدثت الدكتورة صبحة علقم عن العتبات النصية التي يطلق عليها النص الموازي وهو الذي يأتي في إطارين الأول يدرس النص الفوقي الخارجي للرواية أي خارج الكتاب، والإطار الثاني يدرس النص المحيط وعناصره «العنوان والغلاف ويدرس كذلك الإهداء والحواشي وغيرها»، وهذا ما يطلق عليه المعطيات والعناصر التي تحيط بالنص وتفضي إليه وتميزه عن غيره وتجعل القارئ يميل إلى اقتنائه. وتضيف علقم هذه الرواية أقرب إلى الرواية التسجيلية التوثيقية لقضية قاطني «حي الشيخ جراح»، وهم من العائلات الفلسطينية التي هجرت من بيوتها في «يافا وحيفا واللد والرملة»، واستقرت في العائلات في حي من أحياء القدس وهو «حي الشيخ جراح»، منحتهم حق الإقامة فيه وكالة الغوث بمساعدة من الحكومة الأردنية عوضا عن بيوتهم وأراضيهم وممتلكاتهم التي سرقت منهم عام 1948، كما يذكر الكاتب في روايته وكما هو معروف لدينا فسكانه مهددون بالطرد بحجج واهية وقوانين ظالمة استنها الصهاينة ونفذوها بالقوة والتعذيب. وأشارت علقم إلى أن الرواية توثق لحكاية هذا الحي من خلال حكاية صادق الشخصية الرئيسية في الرواية وهو فلسطيني مقيم في أمريكا يعود إلى بلده وبيته على مدخل حي الشيخ جراح؛ بعد وفاة والده بسبب وباء كورونا ليزور قبره، ويتمم بعض المعاملات المتعلقة بالإرث ليعود بعدها إلى أمريكا، ولكنه بعد بضعة أيام يقرر البقاء في بيته وعدم مغادرة الشيخ جراح « لأن ترك الأهل فيه وهم يتعرضون لأقسى أنواع التعذيب وأشبعها، «خيانة لن يقبلها ابن مناضل مثقف قضى عمره في خدمة أبناء وطنه في المخيمات. وخلصت علقم إلى أن الرواية هي «رواية الصبر والمقاومة... الرواية القديمة الجديدة التي لن تنتهي إلا بدحر الاحتلال». فيما قرأت إيمان القواسمة بالنيابة عن والدها الدكتور كلمة جاء فيها «إن اندفاعي في كتابة رواية (غيوم على الشيخ جراح) جاء نتيجة ما حدث عام 2021م حين أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارًا بإخلاء سبع عائلات فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح، في محاولة لطرد السكان وإحلال مغتصبين إسرائيليين مكانهم. وتفجرت الأحداث مساء يوم الجمعة الأخيرة من رمضان 25 رمضان 1442، بعدما اقتحم آلاف من جنود الشرطة الإسرائيلية -في عمليةٍ استفزازيةٍ - باحات المسجد الأقصى واعتدوا على المصلين في المسجد وفي باب العامود والشيخ جراح. وأضاف القواسمة في كلمته أنه أرد من هذه الرواية أظهر ما يقوم به الفلسطينيون في القدس من صمود وتضحية والتمسك بالأرض والمنزل ينطوي على غرائبية واقعية تساندها قوة إيمان وإرادة لا مثيل لها. وفي المقابل فهناك غرائبية عدوهم بما يتمتع به من بطش ووحشية وقسوة وحقد إنساني لئيم لم يمر مثله في التاريخ، ومن وقاحة لا حد لها حيث يأتي اليهودي ليحتل منزل العربي ويقيم فيه، أو يضايق سكانه من أجل طردهم أو إجبارهم على بيعه. إنها غرائبية ليست في الفن بل غرائبية في الواقع المعاين. وأشار القواسمة إلى أن روايته تحمل رسالة هي «إن ما يجري في حي الشيخ جراح، الذي هو رمز للأرض المحتلة كلها، إنما هو مثل الغيوم التي مع أنها مثقلة بالهموم والحزن لن تستقر طويلًا وستزول باشتداد المقاومة شأن كل احتلال وظلم»، لافتا إلى أن السؤال المهم يبقى وهو «هل استطعت أن أنجح في بناء رواية «غيوم على الشيخ جراح» لتحمل تلك الأفكار السابقة، وتقدمها للمتلقي بوضوح وأمانة وبأسلوب فني بعيد عن المباشرة والابتذال؟ هذا ما أتمناه، ولكن يبقى للمتلقي حرية الإجابة عن هذا السؤال. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: الثلاثاء 18-07-2023 09:51 مساء
الزوار: 693 التعليقات: 0
|