|
عرار: عرار: صدر كتاب الفولكلور الفلسطيني :دلالات وملامح للباحث د.خليل حسونه ضمن سلسلة ثقافة وإبداع عن المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي* بحجم 508 صفحات من القطع الكبير سنة 2003م ، وحمل الغلاف لوحة فنية تمثل نماذج للتطريز الفلسطيني من تصميم الفنان التشكيلي جمال الأفغاني. أهدى الباحث كتابه إلى الشعب الفلسطيني العظيم الذي لم تثنه المصاعب عن الارتباط بألا رض والحفاظ على الجذور. أشار الباحث في المقدمة العامة إلى معنى الفلولكلور:دراسة الموروثات الثقافية كأفعال أو ممارسات ومأثورات شفوية ، ومعتقدات لدى العنصر المتخلف في مجتمع أكثر تحضرا ، ودراسة كل ما يمت إلى القديم من أساطير:" منها قصة نوح والطوفان وعوج بن عناق وطوله 2333 ذراعا-صفحة 23- ولقمان الحكيم وأيوب ويونس وإبراهيم الخليل. كذلك الإشارة إلى موقف الحركة الصهيونية من الفولكلور الفلسطيني:"ما دامت هناك يد عربية تطرز جهاز الفرس ،فإن الروح الفلسطينية باقية ، لهذا يجب إيقاف هذه اليد" صفحة 30 ، وتسير الممارسات بالتهويد أو إضفاء الصبغة الإسرائيلية أو إلغاء ومحو وأضعاف فلسلطنة هذا التراث ، وكذلك الرد الفلسطيني على المحاولات الصهيونية بفضحها إعلاميا وتعزيز المبادرات الفلسطينية الفردية والموجهة وتسجيل كل ما يُخاف عليه من الضياع والعمل على ترويجه وتدوينه-صفحة 42. قسم الباحث الكتاب إلى عدة فصول ، أفرد الفصل الأول للحكاية الشعبية الفلسطينية ، ومفهومها من المحاكاة أو التقليد ومجارة الواقع والتأثير النفسي الذي يقتنع أصحابه بحدوثه ، ويجد الباحث أن مجتمع البادية يشارك في حمل الحكاية الشعبية ونقلها عبر الزمن إلى الأجيال-صفحة 51- ، ومادتها من الواقع وتخلو من العنصر الخرافي الأسطوري ، وأبطال الحكايات الشعبية ، والوظيفة النفسية التي يتنفس فيها الناس عن طريق الحكاية الشعبية وألوان الضغوط والكبت ودور البطل في إبراز الأماني والآمال الفردية والجماعية على شكل أهداف يسهل الوصول إليها في عالم الخيال، صفحة54- وفهم الأبعاد الاجتماعية والحضارية التي نشأ في ظلها هذا الشكل أو ذاك ، وحضارة الجماعة ومعتقداتها وأفعال شخوص الحكاية ومنها الشخصية الشريرة والمصاب والهارب والذي يعتلي العرش .-صفحة 59-60 ، ووظائف الحكاية الشعبية وأنماطها ومنها حكاية الواقع الاجتماعي التي يصدقها الشعب بوصفها حقيقة وتتطور مع العصر، والحكاية الخرافية والتي يعرفها الباحث بأنها :" أحدوثة متواترة بالرواية الشفاهية تتمركز حول البطل يخوض مجموعة من المغامرات تبدأ بكان يا ما كان ، وتنتهي بطار الطير ، والله يمسيكوا بالخير، وأما الحكاية المرحة وتكون نادرة مسلية تنتهي إلى موقف مرح وموضوعاتها من الحياة اليومية-صفحة 74- وتشبه الرسم الهزلي الساخر-الكاريكاتير- والتي تدعو إلى القيم بأسلوب النكتة اللاذعة ومثال زوجة الأعمى الدميمة. أما حكاية الحيوان الشارحة والمفسرة لمظاهر في الطبيعة العامة ومنها حكاية الغراب والعنقاء والرهان مع سيدنا سليمان، وحكايا الحيوان الخرافية التي تجعل الحيوان شخصا رئيسيا من القصة وحكاية الأسد والخروف وحكايا الأسطورة الدينية والتي ترتبط بالمعتقدات الدينية الشعبية لتكريس الديانات في أذهان الناس ، وأبو عرقوب الذي كان سلاحه الجمل وكرامات الأولياء والصالحين والشاذلي.-صفحة 90- أما حكايات التجارب الشخصية التي تشمل الأحداث الغريبة والتي تقع مع بعض الأشخاص وعلاقاتهم مع الجن وحكاية الشهيد حسين العلي في ثورة 1936م التي تحرك الوجدان الشعبي وعن تدوين حكايات الطير الأخضر وجبينه وأبو الحصيني وعربان الناقة وحب الرمان وأم قرون حديدية ونص انصص والسبع بنات والشاطر محمد والقول قول حج والقمزات قمزات بس. شمل الفصل الثاني من الكتاب المثل الشعبي الفلسطيني ويعرفه الباحث بأنه:" عمل كلامي يدعو قوة معينة إلى التحرك للتأثير في مجرى الأمور وعلى السلوك الإنساني ، والمعنى والغاية هي القاسم المشترك بين جميع أمثلة الشعوب ، وهي جمل قصيرة نمت عن خبرة طويلة لتريح النفس وتسخر وتمدح ثم تهزل في الوقت الذي تتضمن أفكار جادة وتعلي من شأن الفضيلة ، وأورد الباحث مجموعة أمثلة منها: " يا ويل اللي علته مرته، وبنت الناس بتستر على جوزها، وقالوا للحماة ما كنتي كنه، قالت: كنت ونسيت، دمك سمك، والفرس من الفارس وقصص وحكايات الأمثال وموضوعاتها. أما الفصل الثالث تحدث عن الشعر الشعبي والأهازيج والغناء بالإشارة إلى جذور الشعر الشعبي وانه نوع من الشعر الحديث-صفحة 338- ومنه المواليا والقوما والدوبيت والزجل *شفت الحصيني راكب اليوم خيال والضبع شارد من هريف الضباعي والنمر ساكن في قراقيب وجبال وفرخ البط ع الباز يعاعي وعن دور الشعر الشعبي في التوجيه والإرشاد التربوي والسلوكي: "اتحلى بالنفس القنوعة والشرف والمبادي تكسب ثقة المجموعة وبالنفس الحرة بنادي وشجرة الخبث المقطوع وما بتثمر ولو إلها أغصان"-صفحة 341- كما أرخ الشعر الشعبي للنكبة والسيرة الهلالية ، وارتبطت بالبيئة والتراتيل والرقص الجنائزي والقصص والحكايات والحس الطبقي كما يرى الباحث أنه ملازم للأغنية الشعبية خاصة في الشكوى وفراق الأحبة وارتباطه بالعمل والحصاد والزراعة والقطاف والبناء والصيد والتجارة والفكاهة وتدليل الأطفال والبكائيات والعرس الفلسطيني من جسة نبض وجاهة وعقد قران وفاردة-الزفة- وليلة الحنة وصمدة العروسين ، وأورد مجموعة من النماذج لشعراء شعبيين ومنها شفت الحصيني للشاعر جاد الله صلاح البحيصي ومن السوافير ومن مخيم عقبة جبر ومن مخيم الأمعري ونماذج أغان منها البير والصبايا وأهزوجة اجعيم والموال والعتابا والدلعونا والجفرا والسامر وع المطوع وسبل عيونه وحمل الغريبة. وفي الفصل الرابع للأحاجي والألغاز والألعاب الذهنية وعرف الباحث اللعبة الشعبية:" بأنها نشاط رياضي يشكل جزء من الإرث الاجتماعي المرتبط بجذور القضية الإنسانية والمقومات الحضارية للمجتمع ، تناقلته الأجيال ومارسته برغبة وصدق من اجل الترفيه والتنشيط وقضاء وقت الفراغ بطريقة مفيدة ، وعن أهمية اللعب والمطارحة الشعرية والنطق بالأبيات الشعرية-صفحة 558- "وقد غدوت إلى الحانوت يتبعني شاو مشل شلول شلشل شول-للأعشى، واختبار الذكاء اللغوي والقدرة اللفظية-خيط حرير على حيط خليل، والأحاجي والفوازير التي يطرحها الكبار على الصغار لاختبار ذكائهم وقدراتهم في التحليل والمعرفة منها : "يا قرى يا فهيم أي سورة بلا ميم-الكوثر، واشي كل ما تضربه ع راسه يمشي-المسمار ، وأورد 114 أحجية وحزورة -صفحة 471-491. في الخاتمة أشار الباحث إلى أن دراسته تقترب من متعلقات الشخصية العربية الفلسطينية المتمثلة في العادات والتقاليد والمزايا والأكل والمشرب والمسكن وطراز البناء والمثل والأغنية والحكاية والرقصة الشعبية وقد تحور من مكان إلى آخر وأن نكبة 1948م أثرت على حياته المستقرة، ولكن قدرة الإنسان الفلسطيني على البقاء وانغراس جذوره في أرضه تحدي للزمان والمكان ، وان هذه الدراسة تصب في المجرى العام في التوجه المناضل وبناء حياة جدية من أصالة وطرافة وغرابة-صفحة 596. بعد هذا العرض السريع يمكن الإشارة إلى الملاحظات الآتية: *اعتمد الباحث المراجع والكتب ظاهرة ايجابية ، حيث اعتمد على 57 مرجعا بالعربي ومرجع واحد باللغة الانجليزية. *ماذا يقصد الباحث بأن الشعر الشعبيي نوع من الشعر الحديث لا تفضيل لأحدهما على الآخر صفحة 338. *تكرار قصيدة الشاعر محمود خلف البحيصي من قرية السوافير عن النكبة وصفحة 412 وصفحة 345، وقصيدة شفت الحصيني مكررة صفحة 418 وأهزوجة شنقر بنقر بالتركي صفحة 448. *ارتكاز الباحث على أفكار هيجل صفحة 179 وماركس صفحة 181 ولم يورد أراء علماء مسلمين . *لا يوجد منهجية واضحة ومحددة لتصنيف الأمثال الشعبية. هذا الجهد البحثي الكبير والعمل الدؤوب والمثابرة المستمرة خاصة في أحلك الظروف التي مر بها أبناء شعبنا من انعدام الأمن والأمان والخطر المحدق بنا في كل لحظة خلال الانتفاضة، يكرس وقته وجهده لدراسات تراثية واجتماعية يستحق كل الاحترام والتقدير، يعد هذا الكتاب مرجعا علميا لطلبة الجامعات والمهتمين والباحثين في مجال الدراسات الفلكلورية والاجتماعية ويصلح كمدخل للفلكلور الفلسطيني بشكل خاص وحقل الفلكلور بشكل عام. _____________________________________ *المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي مقرها رام الله تهتم بجمع وتوثيق الرواية الفلسطينية بأبعادها التاريخية والثقافية والاجتماعية وصولا إلى فلسطين رواية الذاكرة ، وذاكرة الرواية. عرض وتعليق:د.إدريس جرادات/مركز السنابل للدراسات والتراث الشعبي-سعير/الخليل sanabelssc1_(at)_yahoo.com الكاتب:
اسرة التحرير بتاريخ: الجمعة 25-01-2013 08:27 مساء
الزوار: 2359 التعليقات: 0
|