|
عرار:
من العنوان، باعتباره العتبة الأولى للديوان، يـُشرك الشاعر نايف الهريس قـُراءه في مهمة تتجلى في تجاوز الخاص إلى العام، وفي تشخيص الشعر وجعله الأقدر على النطق والوصف والتعبير الصادق الجميل عن وقع الوجود على وجدانه، ولأنه شاعر جماهيري، فإن همه لم يكن يوما الشعر لذاته، أو الفن للفن، ولم يكن يقصد من إبداع الشعر: إلباس اللغة العربية الفصحى الهندام الذي يليق بها، أو إجراء عمليات تجميل لمفرداتها، ولا إجراء تفجير يُشظي اللغة، فهو غير معني بذلك كله، لأنه يدرك في قرارة نفسه أن لغتنا العربية أجمل وأنبل من أن تمتد يد أي مخلوق ليعبث بجمالها الخالد، أو ليعيد صياغة روعتها الأزلية، ولأنه أيضا معني بالتعبير عما في قرارة نفسه من تنوير للناس وتوعيتهم، فقد حملت قصائده الكثير من الملاحظات العفوية التي تعكس اعتزازه بلغته وتمكنه منها ومقدرته بالسليقة، وبعفو الخاطر، و- دونما تكلف – على تطويعها لتـُصرّح بما يدور في خلده ووجدانه أزاء العالم الخارجي، بكل صخبه وضجيجه،وبالفعل، تمكن قطار الشعر عنده من سبق الكثير من الأحداث التي تشهدها الساحة السياسية في عالمنا، فقد كان على الدوام يتحرك في اتجاهات ثلاثة، تبدأ من الماضي، وتتوقف عند الحاضر، وتستشرف المستقبل، ومن هنا نجدها قد حققت من خلال نظرتها الشمولية والتكاملية ايجابيات كثيرة. الكاتب:
مراقبة التحرير والنشر بتاريخ: السبت 06-07-2019 10:11 مساء
الزوار: 1611 التعليقات: 0
|