عيون الشّعر .. وملامح الشّاعر في قصيدة / الشّاعر التّونسيّ شكري مسعي ـ بقلم : حسن بنعبدالله / تونس
عرار:
عيون الشّعر .. وملامح الشّاعر
في قصيدة / الشّاعر التّونسيّ شكري مسعي
ـ بقلم : حسن بنعبدالله / تونس
شكري مسعي / شاعر تونسيّ من مواليد 01 أوت 1966 في مدينة المناجم المتلوي / أستاذ أوّل للغة والآداب والحضارة العربيّة ، كاتب ومسرحي وشاعر وناقد ،عضو مؤسس للبيت الثقافي العراقي التونسي ، عضو مؤسّس لجمعيّة أحبّاء المكتبة و الكتاب ، عضو اتحاد الأدباء الدولي / فرع تونس ،عضو اتحاد الأدباء العرب / عضو بملتقى الأدباء والمبدعين العرب ــ أصدر له ثلاثة مجاميع شعريّة :
- ترانيم صدر بصفاقس ( تونس ) ـ 2014 - مواسم الوجع صدر بالعراق 2015 - أشرعة في وجه الرّيح صدر بتونس2016 ولي مجموعة قصصية "حدّثت مريم قالت " تصدر قريبا أربع مسرحيات للأطفال..
ومخـطوطة كتاب في الدراسات النقدّية ..
قدّمت دواوين بعض الشعراء من تونس وأنجزت عديد الدراسات النقدية لبعض الدواوين الشعرية والمجموعات القصصية و شاركت في عديد الملتقيات و المهرجانات الشعريّة الكثيرة على غرار ملتقى قابس للقصيدة العمودية – مهرجان الضاد من بابل إلى نابل المهرجان العربي شعراء بلا حدود ملتقى الألف شاعر يالقصرين – المهرجان العربي للشعر بالقيروان – أيام الشاعر بالقيروان و ملتقى عميرة الحجاج للشعر العمودي .. والمهرجان الوطني للشعر بمدينة المتلوي – المهرجان العربي للشعر بتبسة الجزائر ..
حظي بالتكريمات : - درع الإبداع من العراق - الجائزة الثالثة للنقد الأدبي في ملتقى كلمة ورأي بالقيروان الدورة الأولى ـ الجائزة الثالثة لمهرجان القصيدة العموديّة بقابس في دورته الأولى ... وعديد التكريمات وبشهائد عديدة ( في كلّ الملتقـيات والمهرجانات ) أبرزها :* شهادة تكريم في المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي . شهادة تقديرية من البيت الثقافي العراقي التونسي بنابل مهرجان السيّاب بضيافة الشابي . شهادة تكريم وتقدير من مهرجان القيروان الأوّل للشعر العربي . شهادة تقدير من مهرجان شعر الحرية العربييسدس بوزيد . شهادة اعتزاز من جامعة الدول العربية مركز تونس . شهادة تقدير أيام قرطاج الشعرية الدورة الأولى . شهادة تقدير من الملتقى العربي للشعر العمودي بعميرة الحجاج . شهادة تكريم في ملتقى أيّام تبسّة الأدبيّة 2015 .
* شهادة تكريم في المهرجان الجهوي للمسرح بالوسط المدرسي كلّ سنة ....
ــ من المعايير التي اعتمد عليها النقاد في تقويم الشعر: اللفظ والمعنى فمنهم من تبنّى قضية تفضيل اللفظ ـ وأن الجمال يختصر في الصياغة ، وأباح للشاعر أن يتناول أيّ معنى على أن يعرضه في معرض حسن والبعض يرى أن قيمة الشعر تكمن في صياغته وألفاظه ـ لأن المعاني يعرفها الجميع ، فالشعر عبارة عن خاتم مصنوع من الذهب أو الفضة ، فالحكم عليه لا يكون من حيث مادته الأولية ، ولا يكون من حيث صياغته فقط ، بل يستمد الحكم منهما معاً، وهكذا الشعر فلا يمكن فصل المعنى عن اللفظ ومن بين الشروط الدقيقة للتوفيق بين اللفظ والمعنى الالتزام بضوابط الشعر وهذا ما نجد ه في تجربة الصديق شكري مسعي الذي يحرص على منهجية / عمود الشعر والنهل من المدرسة الأولى للشعر وعدم الانغلاق على الحداثة بل أكاد أجزم أنه من أهمّ شعراء الوقت الراهن في تونس ممن تمكنوا من التوفيق لكتابة قصائد على مهل علميّ ومعرفي محققا توازنا مهما ومسيرة تشهد عليها قصائده وحضوره المتميّز في كلّ الملتقيات الأدبية في تونس وخارجها ...
وشكري مسعي باعتباره من أصل منجمي فقد انتشى بالوقت الذي قضاه في محيطه المنجمي بين أهله من الكادحين ويعلم علم اليقين ألغاز " المينة والدواميس وطعم العرق وطعم الخبز وتلك الحكاية مع الفوانيس في منازلنا وفي أعماق الأرض وهو الذي يدري حرارة الأنفاس داخل المغاور وخارجها وهو الذي عاش لحظات المآسي وتلك الصيحات الخارقة للقلوب وللأكباد وهو الذي تشبّع بطفولة ناظرة إلى كلّ الصور وكلّ الصباحات والأماسي وبينهما الظهيرة وما كانت تظهره وتخفيه في النفوس وفي الآلام وفي الأحلام ـ
ـــ صدى الداموس ـــ
الكهف ينعبُ والظّلام رداءُ
نسجته أنيابُ الرّدى الظلماءُ
والموتُ يكتبُ كلّ يوم قصّةً
أبطالُهــا الأحرارُ والــشّرفاءُ
تحْكي عن العمّالِ ترسمُ همَّهـم
كهف الأسَى تجتاحه الأرزاءُ
في منجمِ الفسفاطِ يكبرُ حزنُهم
يرويه جرحٌ غائرٌ وشـقــاءُ
يأتون للموتِ المكرَّرِ ها هنا
في كلِّ يوم نكبةٌ وعــزاءُ
أجدادُنا دفعوا ربيعَ حياتهم
جُثَثٌ تــرَدِّدُ ريحـَها الأصداءُ
وعلى جدار الكهفِ ينطقُ رسمهم
عـَرقــا ينـِــزّ وأدمُــعٌ ودِمـــاءُ
جاؤوا وقد ملأ اليقينُ قلوبَهــم
أملا تنَـمّقه المُنى الفيْحاءُ
من أجلِ خبزِ اليوم جاؤوا ها هنا
يسـري بهِـم للنّائبـاتِ رجاءُ
عمّالنا يقضون في جفـْن الرّدى
والموت وَعْـدٌ والوجودُ فناءُ
تعبت عيونُ اللّيلِ ترتُق حزننا
وربيعُ منجمنا الكئيبِ خواءُ
وهنا على أرض المرارة موتُنا
عمرٌ شريــدٌ غائـمٌ وهباءُ
يا أنتَ يا وجعا يرُجّ قلوبــَنا
نوْحٌ ضرِيرٌ حسْرَةٌ وَرُغـًاءُ
في منجمِ الفسفاطِ ذاب ربيعنا
وترمّلتْ قـبل الأوانِ نساءُ
كم عاملا سحقتْه قاطرةُ الرَّدى
وعلى الجدارٍ تناثرت أشلاءُ
كم عاملا طمرتْه كثبانُ اللـّظى
من أجل خبزٍ عَـفّرته دماءُ
لِلحزن في بلدي ضميرُ صادقٌ
يحكيه جرحٌ نازفٌ وبـكاءُ
كم ضيّع الكهفُ العنيدُ شقاءَنا
لكنّ صخرةَ عزمنا صمّـــاءُ
في منجمِ الفسفاطِ غـامَ رَبِيـعُـنَا
وذَوَتْ بَوارِقُ عُمْرِنَا الحمقاءُ
جثثٌ على كفِّ الرّحيلِ تعطّرتْ
فِي منْجَمٍ هتَفَتْ بـــهِ الأـسـْمــاءُ
عرقٌ و دمعٌ صرخةٌ وتفجّـع ٌ
قــدْ ردّدتْ آهــاتـِها الأرجاءُ
وأبي المسجَّى كان يَـرْسـمُ عُـمـْـرَنا
تلك عيّنة من حقيقة مألوفة عاشها شعراء المناجم وأسسوا لها من خلال تجربة ما يسمّى / الشعر المنجمي وقد تعددت الأسماء التي واكبت مرحلة الستينات والسبعينات منهم محمد عمار شعابنية وسالم الشعباني ومحمد الخالدي وحسن بنعبدالله ومحمد العايش القوتي وسويلمي بوجمعة وأحمد المختار الهادي ... وقد أحيطت آنذاك بعناية النشر والنقد وسلطت الأضواء عليها غير أنني ارى انها امتدت إلى وقتنا الحاضر مبثوثة في دواوين مختلفة وهو في الأصل شعر موصول برؤية قائمة على الكدح وعلى الارتباط الوثيق بالأرض ويتجاوز ذلك إلى مضامين اجتماعية ونقابية وانسانية ذات الصلة بالحياة المنجمية عموما ... وهذه التجربة في حاجة ماسة إلى جهد توثيقيّ ييسّر للباحث البحث يسعى بجدية إلى إنجاز انطولوجيا للشّعر المنجمي بطريقة علميّة تشمل كلّ شعراء المناجم من بينهما شاعرنا شكري المسعي وسمير السحيمي عبد المجيد بنعبدالله والطيب الحميدي والمولدي الشعباني وسالم شرفي وأمين الشعباني ـ وهم أصحاب مدونات شعرية مشحونة بالماضي والحاضر المنجمي وغيرهم / والحوض المنجمي زاخر بكلّ أنواع الفنون وأصناف الكتابات الأخرى كالرواية والقصة التي تخصّص فيها ابراهيم الدرغوثي وعباس سليمان وعبد المجيد بنعبدالله أيضا في مجال القصة والرواية وغيرها من السرديات إلى جانب المسرح والسينما والرسم والشعر الشعبي ... وكل هؤلاء الذين تمّ ذكرهم ينتمون بدرجة أولى إلى فسيح الوطن وأيضا إلى واسع الشعر والإبداع عموما فتنوعت كتاباتهم خارج الهموم المنجمية وخارج التحديات البيئية لتشمل القضايا الإنسانية العادلة فتجاوزت كتاباتهم حدود الوطن من خلال الحصول على جوائز مفدي زكرياء للشعر المغاربي المقاوم / محمد عمار شعابنية وحسن بنعبدالله / وترجمة القصائد الكثيرة إلى لغات أجنبية ووثوقا بهذا المخزون الهام تندرج هذه المقاربة التي تمثّل نموذجا حيا وراقيا خصوصا عندما أستعرض علاقة الشاعر شكري مسعي بالأرض المنجمية ماضيا وحاضرا وتوفيقه في المراوحة بين الشعر المنجمي والشعر الوجداني والنضالي وقد سجلت له ذلك من خلال مجموعته الشعرية " ترانيم " التي أشرفتُ على إصدارها له في دار هديل للنشرالتي أديرها أو من خلال قراءاتي له في صفحته الرسمية من أشعار قيّمة / صحيحة جدا وثابتة وفيها روح وذاكرة
أتعْلَمِينَ أَنَّـنَا نَذُوبَ في اشْتِياقْ .؟
لِلَحْظَةٍ تُعِيدُنَا إلَى ذُرَى الخُلُودْ
لقَاؤُنَا حِكايَةٌ عُنـْوانُها الفِرَاقْ
أبْطالـُهَا حَيَاتُهُمْ تَذُوبُ في احْتِرَاقْ
كَشَمْعَةٍ تُعَانِقُ الهَواءَ في سُجودْ
يمْتَصُّها .. يَفْتَضُّهَا وَ يُمـْعِنُ العِنَاقْ
كأنّني أَرَى هُـنَا مَوَاكِبَ الرّحِيلْ
و أَسْـمَعُ النَّحِيبَ وَ البُكـَاءَ وَ العَوِيلْ
كأنّنِي أَرَى الدُّمُوعَ تَهْمِي في التِيَاعْ
و َوَجْهَ أُمِّي في الظَّلامِ يَشْرَبُ الدُّمُوعْ
قَدْ لَوَّحَتْ بِشـَالِهَا ..بِكَفِّها العَلِيلْ
وصَوْتُهَا المُـعَذَّبُ يَلُوذُ بالشِّراعْ
و يَقْتَفِي مُحَشْرِجًا ذُبـَالَةَ الشُّمُـوعْ
يُقَـبِّلُ المَحـَارَ فِي عَبَاءَةِ القلوعْ
والبَحْرُ فِي تَثاءُبٍ يَمُدُّ نَاظِريْهْ
و اللّيْلُ قَدْ جَثَا هُنَا وَ أطْبَقَ الضُّلُوعْ
أمّاهُ .. قَدْ أَسْرَجْتُ نَاظِرَيِّ للوَدَاعْ
مِنْ نَاظِرَيْكِ أَسْتَـطِيبُ سَكَّرَ الرُّجُوعْ
أمّاهُ حَالَ بَيْنَنَـا مَوْجُ الأَسَى العَنِيدْ
وَهَا أنَا هُنَا كالطِّفْلِ تائِهًا شَرِيدْ
يُتْمِي بِأنِّي لَمْ أَذُقْ حَلاوَةَ اللِـّقَاءْ
ولمْ أُعَمِّدْ نَاظِرَيَّ مِنْكِ بالعِنَاقْ
أمّاهُ قَلْبِي شَابَ هَلْ تُرَى نَعُودْ
وهلْ لِوَجْهِي أَنْ يَعُبَّ مِنْ شَذَا الرَّحِيقْ
أمّاهُ لَيْتَنِي أَكُونُ رِيشَةً تَطِيرْ
كيْ ألْثِمَ الجَبينَ ، أَنْثُرُ العَقِيقْ
منْ وَجْنَتَيْكِ في الَمدَى أُعَطِّرُ الطَّريقْ
أمّاهُ حَالَ بَيْنَنَا الزِّحَامُ وَ الخُطوبْ
وَخَافِقِي أَدْمـَاهُ شَوْقي إنَّنِي غَرِيقْ
وزَوْرَقِي الضَّرِيرُ تَاهَ في دُجَى القُلُوعْ
والحُلْمُ شَاخَ وَ الضَّنَى يُفَتِّتُ الضُّلُوعْ
القَطْرُ شَحَّ في رُبانَا وَ النَـّدَى غَرِيبْ
والزَّهْرُ شاخَ أَذْبلَتْهُ دَمَعَةُ الحَبِيبْ
و أنتِ تَسْرُجِينَ مِنْ دَمِي مَوَاكِبَ النَّحِيبْ
والمتأمّل في شعر شكري مسعي يجد هذه النزعة الشعرية المترامية الأطراف والتي يكتوي فيها بشحنات ذاتية ويتلذّذ بهذا الاكتواء الذي يبثه أنفاسا وتعابير ممتعة تبرهن على قيمة التمكّن من عيون الشعر القديم والحديث والمزج بينهما وأيضا قدرته على التميّز في اللاّعمودي والحر والتكيّف مع الحالة التي تفرضها اللحظة الشعرية أو الفسحة التي يجدها مناسبة للتواصل والتمدّد بالجمل كما يشاء وهي علامة من علامات الوثوق بالنفس والنبوغ والانتشار كيفما يريد في عالم متجدّد ومتحرّك ولكي يتحقّق الهدف الرئيسي من الكتابة لا بدّ من تأسيس مدارس نقدية يكون هدفها الأساس :أولا : التعريف علي أنّ الغرض الأوّل من النقد الأدبي إنّما هو تقدير الأثر الأدبي ببيان قيمته في ذاته قياسا علي القواعد أو الخواصّ العامّة الّتي يمتازبه الأدب بمعناه العام أو الخاص وهو النوع التوضيحي الّذي يعيين علي الفهم الذّوق...
ثانيا : القول بدرجة النسبية والقيمة والفرق بين نصّ وأخيه وبين كاتب وآخر ورتيب الأدباء ترتيبا مدرّجا حسب كفاياتهم المتفاوتة أو وضع نظام الموازنة بين آثارهم المختلفة وهو النوع الترجيحي الذّي يعني بالمفاضلة بين الأدباء وذلك لكثرة الفروق الأساسية بين الشعراء والخطباء والكتاب و المؤلّفين وقلّما نجدمنهم طائفة بينها متشابهات تسمح بعقد هذه الموازنة التّي تحدّد براعاتهم المتقابلة .. وعلي النقد توضيح الميزات الجوهرية لتفوق كلّ شاعر ، فيساعدنا بذلك علي تقدير كلّ منهم تقديرا أقوم وأهدي سبيلاً... أما مثل هذه القراءات فهي انطباعية تحاول فقط التذكير بقيمة أديب منسيّ " في وقتنا الحاضر " تهمله الإحاطة والعناية رغم مسيرته المجتهدة والمثابرة والواثقة : على غرار صاحب هذه السينية الممتعة :
وحيثما تكون القصيدة يكون شاعرنا شكري مسعي وحيثما يكون النشيد
يحتويه ويكتنفه ويعطيه من قدراته وهو أب متميز يلتقي بابنته وبعائلته في واجب العشق وواجب الأبوة وهو الأصيل على مستوى تقدير صلة الرحم ورجوعه دائما إلى الأصل / المتلوي / المزيرعة وقد انتشيت شخصيا بأواصر الودّ وأنا شاب مع أهله في المزيرعة عندما قضيت سنة في هذه المنطقة لدى عائلة التومي مسعي رحمه الله وأمي مبروكة وقد أثرت فيْ أيامي معهم وكأنني ابنهم بين أبنائهم وكانت من أمتع الأيام في حياتي وعندما أرى شكري وأسمعه أعود إلى قيمة أهلي وقيمة العلاقات وقيمة الانسان المنجمي فأهتزّ وجدا وشوقا وأزداد اعتبارا بين الكلمات كلما قرأت الشعر والرواية والقصة لكل أصدقائي الذين ذكرت أسماءهم ـ ويا ليتنا نستطيع مجتمعين أن نعيد الكرّة ونعيد البصر والبصيرة إلى جوانب كثيرة في كتاباتنا ونتفق على تأسيس ما يفيد الأجيال القادمة ويوثق حقيقة كل ما أنتج المبدعون في ربوع المناجم وفي تونس عموما ـ وخير ما أختم به هذه القصيدة القائلة :
وسألتها ومراكـبي قـد أُثـخِنـتْ ـ منْ فرط لثـم الموج في إبحــــاري
هلْ تكتُم الـرّيح العـنـيدةُ صرخـتي ـ أو تُطـفئ الأنواء ُمن إصـراري
إنّـي مـنحت الـبـحرَ سرّ وجـيعـتي ـ وكتمتُ أشواقي ولُذت بنــــاري
ووشمتُ في خـــــــدّ القصيدةٍ آهتي ـ فتنهّدت من لوعتـي أشــعاري
قالت وقد نطق العقيق بثغرها ـ همْســا بكت من دفقه أوتــــــــــاري
اتركْ سبيل البحر واهجر موجه ـ واغنم نعيم العيش في أســــواري
هذي مراكبك الشريدة لم تعدْ ـ ضاعتْ بجوف الوهـم والأقـــــــــدار
يا منْ يطرّز من خيوط سرابها ـ ثـــوبا من الأوهـــــام والأفـــكـــــار
لا تنتظرْ قـبسا وليلـك حالك ـ ونُجَــيْـمُ حـظّـِكَ مُعْــدَمُ الأنــوار