قالوا عنه انه من أعظم أدباء القرن الـ"20" وعلمنا الحب والحياة المثقفون يحتفلون بعيد ميلاد إدوارد الخراط ال 88 |
جابر عصفور: علامة مهمة فى تاريخ الأدب الحديث، وهرم من أهرامات مصر
ابراهيم عبد المجيد : أول مجدد فى الكتابة الأدبية
ابو الغار: لغته مختلفة عن باقى كتاب جيله، لدرجة الصعوبة
تقرير /صلاح صيام:
فى أمسية وفاء رائعة احتفل مجموعة كبيرة من الكتّاب والنقاد بعيد ميلاد الكاتب الكبير إدوارد الخراط الـ88، بدار التنوير، من بينهم الروائي بهاء طاهر، وإبراهيم عبد المجيد، ومحمود الورداني، والشاعر عبد المنعم رمضان، والناقد الكتور جابر عصفور والدكتور محمد أبو الغار
قال الروائى الكبير بهاء طاهر، أنا مفتون بلغة الأديب الكبير إدوارد الخراط الساحرة والساخرة، ومفتون بشخصه، وبأدبه، لأنى أول وأكبر المعجبين به، وأول كتاب كتبت مقدمته لإدوارد الخراط، قلت فيه "الكاتب الكبير والمعلم إدوارد" وكنت أقصد الكلمة بمعناها الفصيح والدارج
وأضاف طاهر ، أن الخراط "مِعلم، ومُعلم"، لأنه بلغ الحد الأقصى من الصنعة والموهبة، وأثر في أجيال من الكتّاب، بإبدعاته، كما أنه يحاسب نفسه محاسبة عسيرة لذلك هو كاتب عظيم ، مضيفا أن لغة الخراط ساحرة، حيث أنه كان يقدم برنامج في الإذاعة في شبابه، وقرأ ما قدم له ليقرأه، وأعجب به، وسأل عن كاتبه وقالوا أنه الخراطمؤكدا على أن الخراط لديه تعامل خاص مع اللغة لا يمكن مقارنته بشخص آخر، ولا يمكن أن تجد ما هو أفضل من لغته، وأعتبر أن الأعمال التى كتبها الخراط هى إضافة للمكتبة العربية، وهى أعمال خالدة وباقية، وتزاداد حلاوة كلما مر عليها الزمن، وكلما أعدت قراءاتها تكتشف جمالها، ويزداد إحساس القارئ بأنه أمام كنز ذهبى
طاهر أضاف أنه لا يمكن مقارنة لغة إدوارد بأي لغة أخرى، فهو استطاع أن يجمع بين كتابة الشعر والنثر، وكتب كل منهما بلغة مستقلة عن الأخرى، واصفا لغته أنها كسبيكة الذهب، التي لن نجد دائما ما هو أفضل منها، كما أن الخراط يعتقد دائما أن اللغة التي لا تتسم بالصدق ليس لها قيمة أدبية، لذلك فلغة إدوار هي إدوار نفسه، وتعبر عنه تماما.. وقال الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن إدوارد روائى عظيم، ناقد ورسام عظيم، لديه ذائقة موسيقية فائقة، مفكر، وهو أشبه بماسة متعددة الجوانب لدرجة لا نهائية، عندما يسقط ضوء عليها ينعكس أضواء لا نهائية، وهذا هو إدوارد، هو فهو رمز وقيمة أدبية لمصر، وعلامة مهمة فى تاريخ الأدب الحديث، وهرم من أهرامات مصر وأضاف عصفور، أن إدوارد يقترن فى ذهنى بالأب الحانى، فهو المسئول عن أغلب شعراء السبعينيات، يرعاهم، ويكتب عنهم، إذ إنه ركن أساسى من هذه الثقافة العربية التى تضطلع إلى المستقبل وليس الماضى .وقال عصفور إن الإجابة عن سؤال من هو إدوارد الخراط؟ صعبة، فهو روائي عظيم، وناقد مميز، وله ذائقة موسيقية هائلة، ويمكن تصنيفه كمفكر، مستطرداً ذات مرة كنت أتحدث مع أدونيس، فقال لي عن الخراط الخراط هذا هرم من أهرامات مصر ، ولكني استخدم تشبيه آخر، هو أشبه بماسة، متعددة الجوانب، عندما يسقط ضوء ما عليها، ينعكس بشكل مختلف كل مرة . عصفور قال إن الخراط علامة مهمة جداً في تاريخ الأدب العربي الحديث، مشيراً إلى أن الخراط نقله من الذوق الكلاسيكي، للذوق الحداثي. وأشار عصفور إلى أن الخراط رغم أنه مسيحي، ولكنه الوحيد الذي كتب عن الأساطير المسيحية بجرأة شديدة، وينظر من خلال الأساطير هذه على العالم كله نظرة متفتحة، كما أن مكتبته تدل على أنه كاتب يعرف العالم جيدا. وقال الدكتور محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، أول مرة قرأت فيها لإدوارد الخراط "اتخضيت" لأن لغته مختلفة عن باقى كتاب جيله، لدرجة الصعوبة، فكانت تستعصى علىّ فهمها، وكنت أقرأ الرواية أكثر من مرة حتى أفهم. وأضاف أبو الغار، ولكنى حين فهمت لغته أحببته جدًا، حيث رأيت فى كتاباته مدينة إسكندرية وأحيائها بشكل مختلف وجميل، والحقيقة أنى أعتبر الخراط من الروائيين العظام فى القرن العشرين. وقالت الناقدة الدكتورة سيزا قاسم إن إدوارد الخراط بالنسبة لى جزء أساسى من تكوينى الفنى والإنسانى، موجهة التحية إلى زوجة الكاتب الكبير إدوارد الخراط، قائلة إنه علمنا الحب فى الكتب والحياة، وهذا هو الخيط الأساسى فى كتاباته. وأضافت "قاسم " خلال الندوة التى نظمتها دار التنوير للاحتفال بصدور الأعمال الكاملة لإدوارد الخراط" أنه نادر جدا وجود فنان يستطيع الحديث عن فنه، لكن إدوارد عرف ينظر للأدب، ويكتب فى الفن التشكيلى، الباليه، الموسيقى، والأدب. وأكدت "قاسم " على أنه استطاع أن يكون فناناً عابرًا للأجيال، فصاحب 4 أجيال، واستوعب أعمالهم، وجمع بين كل الثقافات فى بوتقة واحدة، وخلق كتابة جديدة فى اللغة العربية. وأوضحت إننى أعتبره أكبر روائى عربى فى العصر الحديث، لا تضاهى كتاباته كتابة عربية أخرى، يمتلك أبعاد اللغة العربية، يمتلك مجموعة من المفردات نادرة ما نجدها. من جانبه قال الروائى إبراهيم عبد المجيد، إن الخراط أول مجدد فى الكتابة الأدبية، وإعادة طباعة أعمال تعيد للأدب روحه من جديد، وعلى المستوى الشخصى كلنا أبناؤه سواء اتفقنا مع كتاباته، أو اختلفنا، فلا أحد يستطيع أن يقول عليه سوى أنه من أعظم روائيين القرن العشرين. وقال الدكتور ماهر شفيق فريد، إن إدوارد الخراط هو من صنعنى ووجهنى، وبرغم أنه كان يسخر من ترجمتى للأدب بطريقة جارحة، حتى كرهته بعمق، ولكنى حينما زادت خبرتى، عرفت أنه كان على حق، فغفرت له سخريته، لكنى لم أنسها. وأضاف شفيق، أن إصدار الأعمال الكاملة له عمل جليل، وله أثر عميق، لأنى أعتبره أعظم قاص فى اللغة العربية فى القرن العشرين ولا أستثنى نجيب محفوظ برغم حبى له. وأكد شفيق على أن الحياة الأدبية أنجبت اثنين هما إدوارد الخراط، وأدونيس، وبهذين الجناحين ينهض الأدب. ووجه القاص سعيد الكفراوى التحية لإدوارد الخراط، وللسيدة حرمه ألف تحية، قائلاً إنها فتحت لنا بيتها عبر سنوات طويلة من العمر، إذ كنا نأتى شبانًا فى أول الحياة الأدبية، نتعلم من الأديب إدوارد الخراط وأضاف الكفراوى، أن مصر الآن تحتفى مصر بأبنائها من الفنانين الذين يستحقون والذين لا يستحقون، من خلال التليفزيون والإذاعة، ويبقى إدوارد الخراط وسط كل هذا فى بيته لا يشعر به سوى المقربين منه. من جنبه قال الروئى محمود الوردانى، فى منتصف السبعينيات، ذهبت له البيت، وفوجئت أن لديه ملفا كاملا عن كل كاتب وأديب من جيلنا، وهذا ما أدهشنى. وأضاف الوردانى، أعتبر الخراط أستاذى لأنه قامة كبيرة، وصنع كتابة روائية جديدة، وهو الذى جميع جيلى من الأدباء بعد أن كنا مشتتين، فهو له دين كبير جدًا على الحركة الأدبية. وقال الشاعر عبد المنعم رمضان، إن الخراط يهتم بكتاباته جدًا، وهو معنى بأن يكون كاتبًا لليوم والمستقبل، وهذا ما جعله كاتبًا غير جماهيرى، لكنه أحد أولياء الأدب |