-
جاسر داود
واتغلباه
جاسر الياس داود
أنفُضْ غبارَكَ من صحراء قاحلة
وارْحَل
وﻻ تقُل
أين عنترة
وأين اﻷدهم
ﻻ الخيمة
خيمةٌ
وﻻ الموقدة...
موقدةٌ
وﻻ النار
نار
غابت اﻷطﻻل عن أعين العاشقين
ولم تسبح بعد فيها
حكايا وقصص الهائمين
عِبر حجارتها الصلدة
قتلوها قبل أن تتفتح شقائق النعمان فيها
ﻷنّها القلب الذي فيه الحب يكبر
لم يعرف الضغينة والخيانة يوما
ﻷن أوردته الحمراء
ما زالت مُلكاً له
ولكن
حكاية واحدة ووحيدة
فرَّتْ وهربَتْ من الظُلّام والظالمين
هناك
حيث المُتغطرسين والماكرين
تحجّرَت قلوبُهم وصدأتْ
من حُبِّ الذات والمُنكَر
فَهُم عديمو التأثر بمشاعر الآخرين
تاهوا في الصحراء وراء سرابٍ
لا أكثرْ
فألبَسوها خماراً أحمرَ
لا حَفاظاً لِشرفٍ
ولا محبّةً بالدين
شرفُهُم مُلَطّخٌ
ودينُهم مُزيَّفٌ
فرَشوا بقلوبهم حُصوناً للغريبِ
وقتلوا عن قصدٍ رغبات شعوبِهم
فأذلّوها
ولكن ...
لم يذلّوا مَنْ لبسَت الخمار
حمايةً لأبنائها البرَرَة
تحَمّلَت الكثير وشربَتْ كأس الصبْر
كما آباؤُها شربوا هذا من الخوَنَة
ولكنْ
هيْهات أنْ تُذَلَّ
مَنْ عرَفَت عزّة النفس
وحَمَتْ أبناءَها من الجَمَرَةِ
رَفعَت عينيْها نحو الصليب
فلاحَ لها الهلالُ مُبتسماً
إخوةٌ
في السرّاء والضرّاء
لا فرق في العقيدة والرأفة
إخوةٌ
أرضَعَتنا بلادُنا عزّةَ الحياة
لنَنْعمَ بها
فبورِكَت تلك النعمة
إنْ صاحَت أمٌّ بالشام
نادتها أمٌّ في لبنان
واتغلِباهْ
17/9/2013م عبلين - الأراضي المقدّسة