بُؤس الوصاية
أللظّلِّ وزن؟! لماذا نحب الليالي إذن...
ونهوى الهروب؟
لماذا سكنّا حدود الغبار
لماذا طعنّا وجودَ النّهار..
لماذا اقترففنا صهيل التلاشي بلون الجدار...
لماذا بحثنا عن الأجوبة..
تركنا قناديلنا شاحبة..
سكنّا غبارَ الحروِبِ البعيدة...
لنغدو ظِلالا لعشبٍ فقير...
لنحظى بمعنى اتقادِ الجراح..
ومعنى المصيرِ الشّقيِّ المباح..
يبثُّ غموضًا زمانَ الدخان
وألفَ قناعٍ لعقلِ الدّمار؟!
(......)
لماذا ارتدينا سرابَ النّهار؟
لماذا اقترفنا جنونَ الرّحيل؟
لماذا ارتَضينا التّوغّلَ خلفًا..
لينهَضَ فينا زمانُ الحصار
ونقنَعُ حتى بغيمِ الشّظايا...
وبُؤس الوِصايَة...
ونرضى بأن نحتَمي بالغبار!
نُمنطِقُ موتَ اليَمامِ هُناك..؟
بظلِّ الحصارِ الجديدِ القديم..
بقينا الحصانَ العقيمَ العقيم...
وضاع الحصانُ... ومات اليمام
وصرنا ظلالا للون الغبار
"بطُروادةٍ" لم تعد تستريحُ لأمجادنا
ولا تستريحُ لبحر الرّثاء بأشعارنا
(.......)
لماذا اقترفنا جنونَ التّغرّبِ عن ذاتنا؟
لماذا منحنا غبارَ الغُزاةِ انتِظاراتِنا؟
لماذا صلبنا على بابهم قلبَ تاريخنا؟
لماذا منحنا حدودَ التّغرُّبِ عُنواننا..
لتمنَحَنا غيمةً قاحلة؟
(.......)
اللحبّ عمر؟
لماذا اقترفنا التّنائي إذن؟
لماذا جعلنا نلوّحُ حتى لأحلامِنا...
ونمضي إلى ظِلّ صوتٍ عقيم..
تماثيلُهُ تستَبيحُ العَراء؟
أكُنّا هجَرنا زمانَ الفُتوح؟!
..... صالح أحمد (كناعنه) .....